حلم أم وهم.. هل تحرر بريكس تجارة العالم من الدولار؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
القاهرة- عمر حسن: تنعقد آمال كبيرة على قمة "بريكس" الجاري أعمالها حاليًا في جوهانسبرج بدولة "جنوب إفريقيا"، حيث تتم مناقشة إطلاق عملة موحدة لدول التحالف وتوسيع حجم التبادل التجاري بالعملات المحلية للأعضاء المُرشح زيادة عددهم قريبًا.
التحالف المكون من: روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، يرى الكثيرون فيه بادرة أمل للتخلص من هيمنة الدولار على حركة التجارة العالمية، خاصة في ظل نقص احتياطي العملة الخضراء لدى عدد من الدول الساعية للانضمام ومن بينها مصر.
"بريكس" تعد الدول بعالم أكثر اتزانًا وعدالة ينهي مفهوم الأحادية القائم على النفوذ الأمريكي، ويفتح الطريق أمام عملات مثل الروبل الروسي والروبية الهندية واليوان الصيني لتفتيت استحواذ الدولار على تجارة العالم.
أعمال القمة
يتابع المهتمون عن كثب أعمال قمة بريكس التي انطلقت، أمس الثلاثاء، وتختتم أعمالها غدًا، وذلك لمتابعة الملفات التي تم حسمها ومن أهمها إطلاق عملة موحدة والموافقة على انضمام أعضاء جدد.
وقد أعلنت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور، إن دول بريكس اتفقت على توسيع عضوية المجموعة لتشمل دولا أخرى، مشيرة إلى أنه سيتم تقديم تفاصيل إضافية بشأن توسيع بريكس من قبل قادة المجموعة قبل اختتام أعمال القمة.
وأوضحت باندور، أن دول بريكس اعتمدت وثيقة تحدد الخطوط التوجيهية والمبادئ لتوسيع المجموعة، وتحدد المبادئ التوجيهية المتعلقة بتوسيع تكتل بريكس.
هل ينجح الرهان؟
يراهن فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، على تحويل "بريكس" إلى قوة اقتصادية عملاقة من شأنها تغيير موازين القوى في العالم.
وفي كلمة له في ثاني أيام قمة بريكس، قال بوتين، إن مجموعة بريكس تسعى لاستبعاد الدولار من المعاملات التجارية بين دول المجموعة، واستبداله بالعملات المحلية.
وأكد بوتين أن مجموعة بريكس تعزز ثقلها العالمي، ولا تراجع عن ذلك، وأن ثقل المجموعة يزيد عالميا عاما بعد عام.
آمال أم أوهام؟
وسط الحماس الروسي المدفوع بخلافات سياسية مع أمريكا والغرب بسبب الحرب على أوكرانيا، يرى آخرون أن التحالف لن يستطيع كسر الهيمنة الأمريكية على اقتصاد العالم، ويعتبرونه دربًا من دروب الأوهام.
بخلاف قوة الدولار وإحكام سيطرته على تجارة العالم، فمستقبل التحالف يبدو مجهولًا وغير مستقر من وجهة نظر البعض، حيث يعمل وجود الصين إلى جانب جارتها اللدود الهند في تحالف واحد على احتمالية ظهور خلافات مستقبلية بين الدولتين، خاصة وسط مخاوف الهند من هيمنة الصين على التحالف.
وفي سياق متصل فإن الهند والبرازيل تريان أن توسيع المجموعة من خلال ضم أعداد كبيرة من الدول سيفقد البريكس الهدف الذي قامت من أجله ويضعف نفوذها، رغم تأييد كامل الأعضاء لاستقطاب دول جديدة تتمتع باقتصادات قوية ومواقع استراتيجية، كما أبدت الدولتان عدم رغبتها في الدخول بمنافسة وعداء مع الدول الغربية.
يُعد نجاح تحالف "بريكس" تحديًا حقيقيا وناقوس خطر على النفوذ الأمريكي، فهل تقف الولايات المتحدة مكتوفة اليدين؟
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
إقرأ أيضاً:
تعرف عن أولويات الأجندة المصرية خلال رئاستها قمة منظمة الدول الثماني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستضيف القاهرة الخميس المقبل، قمة منظمة الدول الثمانى الإسلامية للتعاون الاقتصادى D8 فى نسختها الحادية عشرة التى ستناقش سبل مواجهة المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية المتلاحقة.
وتترأس مصر النسخة الحالية من القمة، حيث تولت رئاسة المجموعة فى مايو الماضى وتستمر فى قيادة أعمالها حتى نهاية العام المقبل.
ومن المقرر أن تعقد القمة على المستوى الرئاسى حيث يحضر رؤساء الدول الأعضاء الـ8 بما فيها مصر وهى: تركيا، وبنجلاديش، وإيران، وإندونيسيا، وماليزيا، ونيجيريا، وباكستان.
وتتركز أولويات الأجندة المصرية على الارتقاء بالتعاون بين الدول الأعضاء فى الموضوعات الاقتصادية وتعزيز وتفعيل الأطر القائمة فى مجالات التجارة والزراعة والسياحة والصحة والشباب والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصناعة، كما تشمل أيضا العمل على تعزيز وتمكين المرأة والشباب عبر الشركات الصغيرة والمتوسطة وزيادة معدلات الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لدعم التنمية وتعزيز التجارة.
كما تسعي القاهرة إلى إطلاق شبكة للتعاون بين معاهد التدريب الدبلوماسى وشبكة أخرى لمراكز الأبحاث الاقتصادية بين الدول الأعضاء، فضلا عن متابعة جهود المنظمة فى إنشاء مركز للشركات الصغيرة والمتوسطة، وصندوق لتمويل المشروعات وفقًا لمعايير الاستدامة وتعزيز التعاون فى مجال السياحة المستدامة وصيانة التراث، بالإضافة إلى السعى لتفعيل مبادرة إنشاء بنك للبذور فى إطار تعزيز جهود تنمية الزراعة المستدامة.
كما أن الرئاسة المصرية ستسعى إلى الانتهاء من كل التفاصيل الخاصة باستكمال اتفاقية التجارة التفضيلية بين الدول الأعضاء بالمنظمة تمهيدا لدخولها حيز النفاذ وتدشين مستوى جديد من التعاون بين دول المنظمة وتعزيز دور القطاع الخاص فى المبادلات الاقتصادية البينية.
كما تسعى مصر إلى تعزيز التعاون بين دول المجموعة فى مجالات التجارة والصناعة والتكنولوجيا حيث تملك دول مثل ماليزيا وتركيا صناعات متقدمة وتقنيات يمكن الاستفادة منها بشكل متبادل، كما أن ذلك التعاون بين الدول الأعضاء يمكن أن يسهم فى تحول المجموعة إلى قوة اقتصادية عالمية، ومصدر رئيسى للطاقة والغذاء ما يعزز قدرتها على التأثير فى صنع القرار العالمى كما تعمل مصر فى هذه المرحلة التى يشهد فيها الاقتصاد العالمى تحولات كبيرة، للعب دور محورى فى التنسيق بين الدول الثمانى لتعزيز التكامل الاقتصادى حيث تقود جهودا واضحة تهدف إلى تطبيق آليات التعاون بين الدول النامية والاقتصادات الناشئة وتسعى بالتعاون مع الدول الأعضاء فى المجموعة، إلى تقليل الاعتماد على الأسواق الكبرى وتقوية اقتصاداتها المحلية.
وكذلك تعمل مصر على تعزيز تعاون الدول فيما يخص تسريع الابتكار المحلى ونقل المعرفة وتطوير التكنولوجيا بما يسهم بشكل كبير فى تحسين أوضاع شعوب الدول الأعضاء ويمنحها قدرة أكبر على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية، كما تتمتع مصر بقدرة كبيرة على أن تصبح قوة فاعلة على الساحة الدولية بتعزيز التعاون والتضامن بين الدول الأعضاء من خلال توحيد الجهود واستثمار الموارد المشتركة.
وتواصل مصر الاضطلاع بدورها كلاعب رئيسى فى تنسيق السياسات والمواقف داخل مجموعة الدول الثمانى الإسلامية، حيث تولى أهمية كبيرة لتعزيز التبادل التجارى بين الدول الأعضاء وتشجيع الاستثمارات والشراكات بين القطاع الخاص كما تسهم مصر بشكل فعال فى تعزيز التعاون فى مجالات حيوية، مثل قطاع الأسمدة والطاقة والبنية التحتية بالإضافة إلى تعزيز تبادل السلع والخدمات بين الدول الأعضاء.
كما تواصل مصر جهودها لدعم آلية اتخاذ القرار داخل المجموعة حيث من المتوقع أن تشدد على أهمية التغلب على التحديات التى تواجه تفعيل اتفاقية التجارة التفضيلية بين دول المجموعة الثمانى كما تضع مصر فى مقدمة أولوياتها التبادل العلمى فى مجالات البحث والتطوير لا سيما فى قطاعى الزراعة والأمن الغذائى حيث تعتبر هذه المجالات من الركائز الأساسية التى تعمل المجموعة على تطويرها كما تكثف مصر أيضا العمل فى مجالات حيوية أخرى مثل المالية والخدمات المصرفية، والتكنولوجيا والطاقة، والبيئة.
وتتميز رئاسة مصر النسخة الحالية من القمة بأن القاهرة تتمتع بعضويتها فى عدد من التجمعات الإقليمية والدولية الأخرى وهذا التقاطع لا يقتصر على تعزيز مصالح مصر فحسب بل يعتبر دعما قويا لأهداف المجموعة ككل، ما يرفع من قوتها وقدرتها على تحقيق أهدافها على الساحة الدولية.
وتلعب مصر دورا فعالا عبر المجموعة لا يقتصر على تعزيز التعاون الاقتصادى ولكن يشمل توجيه الجهود نحو تحقيق التنمية المستدامة ودعم المصالح الاقتصادية للدول الأعضاء ما يجعلها مركزا رئيسيا فى السياسة الاقتصادية الدولية، كما تشارك مصر فى عضوية البنك الإسلامى للتنمية الذى شهد توقيع عدد من مذكرات التعاون مع دول المجموعة لدعم المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، بما فى ذلك المساعدات الفنية، والخبرات، والتمويل.