أردوغان: نواصل وساطتنا لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تبذل جهودا حثيثة لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا، بهدف ضمان توقف إراقة الدماء واستعدادهما للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأوضح أردوغان -في رسالة مرئية وجهها الأربعاء إلى القمة الثالثة لمنصة القرم- أن تركيا عازمة على مواصلة جهود التسهيل والوساطة بين الطرفين بما يتماشى مع إحلال السلام دون كلل أو ملل.
ولفت إلى أن انتهاء الحرب وإحلال السلام والاستقرار في حوض البحر الأسود سيجعلان المنطقة والعالم أجمع يتنفسان الصعداء.
وشدد على أنه "لا رابح من الحرب ولا خاسر من السلام، وانطلاقًا من هذا المفهوم نتمسك بقناعتنا بأن الحرب المستمرة منذ نحو عامين يجب أن تنتهي بالسلام العادل والدائم".
وأكد الرئيس التركي تجديد "دعم بلاده لوحدة الأراضي الأوكرانية، ومن ضمنها شبه جزيرة القرم، مشيرا إلى أن بلاده تؤكد في كل المنابر، وخاصة في الأمم المتحدة أن القرم جزء من أوكرانيا".
كما أشار إلى مواصلة تركيا مبادراتها لإحياء اتفاقية شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود، ودعا إلى تجنب جميع الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر أكثر وإلحاق الضرر بالهدوء السائد في هذه المنطقة.
وقبل 5 أيام، وصلت سفينة شحن ألمانية إلى ميناء أمبارلي في إسطنبول، قادمة من ميناء أوديسا الأوكراني المطل على البحر الأسود، وهي السفينة الأولى التي تنطلق من أوكرانيا منذ انتهاء اتفاق الحبوب.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت يوم 19 يوليو/تموز الماضي أنها ستعتبر جميع السفن المبحرة في البحر الأسود إلى الموانئ الأوكرانية ناقلات محتملة لبضائع عسكرية.
وقبل يومين، أعرب أردوغان عن أمله في قبول الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقد لقاء وجها لوجه في تركيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البحر الأسود
إقرأ أيضاً:
ما هي عوامل نجاح ترامب في إنهاء الحرب الأوكرانية؟
تشير التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومستشاره للأمن القومي مايك والتز، إلى أن اجتماعاً بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، قيد الإعداد.
من مصلحة ترامب أن يرسخ علاقة أكثر استقراراً مع روسيا
ويرجح الباحث المساعد في معهد يوركتاون أكسيل دو فيرنو أن تنجح إرادة ترامب في إحياء القنوات الدبلوماسية مع روسيا، وتسريع التوصل إلى اتفاق سلام، لكن سيتعين على الرئيس الأمريكي أن يأخذ في الاعتبار الجدول الزمني الأطول لموسكو عند التفاوض على تسوية. كيف يبدو الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا؟
كتب دو فيرنو في موقع "1945" أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال مقابلته مع تاكر كارلسون الشهر الماضي أن شروط اتفاق السلام الموقع مع أوكرانيا يجب أن تشبه تلك التي صيغت في إسطنبول، في أبريل (نيسان) 2022.
وكما لخص لافروف، تتضمن هذه الشروط "عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإنما ضمانات أمنية لكييف، يتم توفيرها بشكل جماعي بمشاركة روسيا"، والتي "لن تغطي شبه جزيرة القرم أو شرق أوكرانيا"، كما استشهد بوتين برفض الغرب لاتفاقات إسطنبول بصفته جزءاً من خطة لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
i believe trump can (and likely will) end the ukraine war…
…at great cost to ukraine@gzeromedia pic.twitter.com/FDLqSsU9Fh
وتقدم رؤية نائب الرئيس جيه دي فانس لأوكرانيا فرصاً للحوار مع موسكو. برأيه، سوف تجمد الأطراف المتحاربة الصراع في حالته الحالية – مما يعزز سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم والأراضي الشرقية لأوكرانيا – مع إنشاء منطقة منزوعة السلاح لردع موسكو عن الهجوم مرة أخرى في المستقبل. وقد يقرن ترامب هذه الخطة باستمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إذا وافقت على التفاوض.
هل من مجال للتوصل إلى اتفاق؟ يبدو أن هناك نقاطاً عدة يتفق فيها ترامب ومستشاروه مع بوتين، وهو ما يبشر بنهاية أسرع للصراع. ربما يتعلق التوافق الأكثر أهمية بانتفاء عملانية عضوية أوكرانيا في الناتو. كانت الولايات المتحدة ترسل المساعدات إلى أوكرانيا لعقود من الزمن، مع زيادة كبيرة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، مما يشير إلى أن التمويل العسكري الأمريكي لأوكرانيا ليس العامل الأساسي، الذي استفز روسيا لغزوها.لكن على النقيض من ذلك، وكما تؤكد التصريحات الروسية مراراً، أن التلميحات العلنية إلى أن عضوية أوكرانيا الأطلسية كانت قيد النظر مثلت السبب الرئيسي للصراع. وبما أن ترامب أعرب عن معارضته لعضوية أوكرانيا في الناتو، من شأن هذا أن يسهل المفاوضات مع موسكو. ماذا عن نظرة بوتين؟
مع استمرار كييف في تحمل الخسائر الفادحة في منطقة دونيتسك، ومعاناتها لحشد الجنود الخبراء لمواجهة الهجمات الروسية، من غير المرجح أن يرغب بوتين بالتسرع في التوصل إلى اتفاق سلام.
يدعم هذا موافقة الكرملين على زيادة تاريخية في الإنفاق الدفاعي حيث من المتوقع أن تستمر حتى عام 2027. ويشمل هذا الإنفاق أكثر من مجرد تدفق مباشر للأسلحة إلى الخطوط الأمامية. سيغطي أيضاً رواتب أفراد الدفاع والتي لم يتم دفعها بشكل كاف دائماً منذ بداية الحرب.
Here is a link to my latest simple and straightforward proposal detailing how President Trump could end the war in Ukraine in an expeditious manner instead of prolonging the war unnecessarily by several months in accordance with the wishes of his neocon advisors.… pic.twitter.com/awNQsOUTFh
— David Pyne (@AmericaFirstCon) January 22, 2025
في نهاية المطاف، إذا قدر بوتين أن موقفه في ساحة المعركة يصب لمصلحته، وأن الموازنة العسكرية لعام 2025 ستسمح له بتعزيز مكاسبه، فقد يحاول الانتظار قبل التوقيع على اتفاق سلام. ولن يتمتع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنفس المرونة التي يتمتع بها نظيره الروسي عندما يتعلق الأمر بفرض جدول زمني خاص به للتسوية. مع ذلك، إن تداعيات أي حالة من عدم الاستقرار في أوكرانيا، عقب اتفاق سلام، يُغضب حاشية زيلينسكي ستكون ذات صلة بالنسبة إلى واشنطن.
من المرجح أن يفسر الكرملين استعداد ترامب وفانس للتعامل مع روسيا بصفته علامة على إمكانية التوصل إلى نهاية مستدامة للصراع، تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف. ويظل من غير الواضح ما إذا كانت حسابات بوتين هي أن الخسائر التي تكبدها في ساحة المعركة كافية لمواصلة التسوية، بدلاً من إطالة أمد الحرب.
وبما أن تعيينات ترامب تشير إلى سياسة خارجية أكثر تشدداً تجاه الصين، من مصلحته أن يرسخ علاقة أكثر استقراراً مع روسيا. ساهمت العقوبات الغربية الشاملة ومحاولات عزل روسيا عن المسرح الدبلوماسي في التقارب بين روسيا والصين. منح هذا بكين مصدراً موثوقاً للنفط والغاز، وهو عازم على تسريع التخلص من الدولرة، وجذب الجنوب العالمي بعيداً من المؤسسات الغربية.
قد لا تتغير طموحات موسكو الطويلة الأجل لتقويض النفوذ الأمريكي في الخارج بشكل كبير نتيجة براغماتية ترامب، لكن يمكن تخفيفها. إذا نجحت إدارة ترامب بإيجاد حل للصراع الروسي الأوكراني يظهر استعدادها لإعادة فتح القنوات الدبلوماسية مع روسيا مع حماية أمن أوكرانيا عقب وقف إطلاق النار، فقد يساهم هذا بشكل كبير في التحول، الذي طال انتظاره من جانب واشنطن نحو آسيا.
وختم دو فيرنو كاتباً أنه مع مثل هذه المخاطر العالية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وفي ظل وجود دولتين تدركان وطأة الحرب المطولة ــ لكنهما غير مستعدتين للقاء وجهاً لوجه ــ تستطيع إدارة ترامب تحقيق السلام في الحرب الروسية.