بمشاركة حكومة دمشق لأول مرة.. المؤتمر الأوروبي لدعم سوريا.. ماذا يريد الطرفان؟
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
البلاد – جدة
يعقد الاتحاد الأوروبي النسخة التاسعة من مؤتمر بروكسل حول سوريا، غدا (الاثنين)، تحت عنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية الاحتياجات من أجل انتقال ناجح”، في العاصمة البلجيكية، وتثير هذه المناسبة تساؤلات حول ما يريده الاتحاد الأوروبي من سوريا، وماذا يتوقع السوريون من الاتحاد الأوروبي، وحجم الدعم المتوقع خلال المرحلة المقبلة.
يهدف المؤتمر إلى توفير منصة لحشد الدعم الدولي لمستقبل سوريا، إذ سيركز على تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية، وضمان استمرارية المساعدات للسوريين داخل البلاد وفي المجتمعات المضيفة في الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق.
ويحمل استقرار سوريا أهمية إستراتيجية للاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى موقع سوريا في منطقة اشتباك لقوى إقليمية ودولية، والجوار الجغرافي جعل القارة العجوز وجهة لأكثر من مليون سوري، وتنتظر أوروبا استقرار الأوضاع لعودتهم إلى مناطق آمنة في بلادهم، كما تسعى لإنهاء الوجود الروسي في سوريا أو تقييده وتحجيمه على أقل تقدير.
لذا.. يرى الاتحاد الأوروبي في سوريا دولة شريكة يمكنها العودة إلى المسار السياسي والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بعد سنوات من النزاع، لكنه بالتوازي يعمل على دفع الإدارة السورية الجديدة نحو تبني إصلاحات سياسية، وتعزيز حقوق الإنسان، وتحسين مناخ الاستثمار والتنمية، والدخول في حوار سياسي حقيقي يضمن مشاركة كافة الأطراف في مستقبل سوريا، مما يعيد الثقة للمجتمع الدولي في دعم المشاريع التنموية التي تساهم في إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير فرص عمل للمواطنين.
على الجانب الآخر، يتوقع السوريون من الاتحاد الأوروبي أن يكون الدعم ليس فقط سياسيًا وإنما إنسانيًا واقتصاديًا ملموسًا، ويعكس هذا التوقع الرسمي والشعبي رغبة المواطن في تجاوز معاناة الحرب من خلال تلقي مساعدات عاجلة لتحسين الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية، إلى جانب دعم برامج الإعمار وإعادة التأهيل الاقتصادي، حيث يُنظر إلى الاتحاد الأوروبي كشريك يتمتع بالقدرة المالية والخبرة الفنية الضرورية لتطبيق إصلاحات جذرية تخرج البلاد من دائرة الفقر والبطالة وتدهور المرافق والخدمات العامة.
وقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية وإنسانية للسوريين خلال السنوات الماضية تجاوزت قيمتها 3.6 مليار يورو، شملت دعمًا للاجئين والرعاية الصحية والبرامج التعليمية، وهناك خططًا لدعم مبدئي خلال المؤتمر بقيمة 500 مليون يورو لدعم مشروعات إعادة الإعمار وتحفيز النمو الاقتصادي، ما يُظهر حضور المؤتمر كمنصة لتنسيق الجهود وتحديد أولويات الدعم الجديد.
ويعقد المؤتمر سنويًا منذ عام 2017، وستشهد نسخته الحالية مشاركة الحكومة السورية لأول مرة، بوفد متوقع أن يترأسه وزير الخارجية أسعد الشيباني، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والدول المجاورة لسوريا وشركاء إقليميين آخرين.
وداخل سوريا، شهدت ساحة الأمويين في دمشق وساحات رئيسية في مدن بالمحافظات، أمس السبت، احتفالات بالذكرى الـ 14 للاحتجاجات التي كُللت بإسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وولادة مرحلة جديدة في البلاد.
وفي منتصف مارس 2011، خرجت أولى الهتافات مطالبة بالحرية والكرامة، لتتحول إلى انتفاضة شعبية ثم إلى صراع طويل مع نظام الأسد، دفع فيه السوريون أثمانًا باهظة، قتلًا ودمارًا وتهجيرًا. وبعد كل تلك السنوات، يحتفل السوريون ببدء عهد جديد، ولأول مرة، داخل مدنهم وبلداتهم التي عاد إليها كثير منهم بعد تهجيرهم.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
ماذا يريد بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الوقت الذي تكثّف فيه الولايات المتحدة جهودها لإقناع روسيا بالموافقة على هدنة لمدة 30 يومًا، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انفتاحًا حذرًا تجاه هذه الفكرة، مشددًا على ضرورة مناقشة تفاصيل دقيقة قبل اتخاذ قرار نهائي.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الخميس، أوضح بوتين أن اقتراح وقف القتال لمدة شهر يمكن أن يكون في صالح أوكرانيا بشكل أساسي، بالنظر إلى الأوضاع الميدانية الصعبة التي تواجهها القوات الأوكرانية على الأرض حاليًا. ومع ذلك، أعرب بوتين عن مخاوفه بشأن الجوانب المعقدة المتعلقة بالاتفاق، وطرح عدة تساؤلات حول كيفية التعامل مع الوضع الأمني المتوتر في منطقة كورسك الروسية.
واعتبر بوتين أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يشكل مدخلًا لتسوية دائمة، وليس مجرد إجراء مؤقت. وشدد على ضرورة معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع النزاع، بما فيها توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا، وقضايا الأمن الإقليمي، ووضعية الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وعلى رأسها شبه جزيرة القرم وأربع مناطق أوكرانية.
وأشار الرئيس الروسي إلى ضرورة مناقشة تفاصيل الاتفاق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في لقاءات قادمة، لافتًا إلى أهمية توضيح آليات الالتزام بالهدنة وطريقة مراقبتها، متسائلًا عن كيفية ضمان التزام الجانب الأوكراني بهذه الهدنة ومدى استعداده لتنفيذها.
وأكد بوتين أن كييف هي المعنية الأولى بالسعي لوقف القتال، لا سيما في ظل تفوق القوات الروسية وسيطرتها على معظم المحاور القتالية. وأوضح أن الوضع في منطقة كورسك، التي شهدت في الأيام الماضية مواجهات بين الجيش الروسي والقوات الأوكرانية، أصبح تحت السيطرة الروسية بشكل كامل، حيث تواجه القوات الأوكرانية هناك خيارين فقط، إما الاستسلام أو مواجهة ما وصفه بـ«المصير المحتوم».
من جانب آخر، تنتظر الولايات المتحدة قرارًا روسيًا نهائيًا بشأن الهدنة، بعد إعلان الرئيس ترامب يوم الأربعاء عن إرسال مبعوثين إلى موسكو بهدف إقناع بوتين بقبول وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا. ورغم دعم أوكرانيا لهذا المقترح بشكل واضح، إلا أن الكرملين لا يزال يطالب واشنطن بتقديم تفاصيل إضافية حول بنود الاتفاق قبل اتخاذ أي خطوة عملية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن روسيا طرحت مطالب رئيسية في مفاوضاتها مع واشنطن، تتضمن عدم انضمام أوكرانيا للناتو، ومنع انتشار قوات أجنبية على أراضيها، بالإضافة إلى اعتراف دولي بتبعية المناطق التي تسيطر عليها روسيا، وهي مطالب لا تزال تثير خلافات واسعة بين الأطراف المعنية.
ويبقى التساؤل مفتوحًا حول الشروط الدقيقة التي قد يضعها بوتين للموافقة على الهدنة، وهل ستكون هذه الخطوة بداية نحو سلام حقيقي أم مجرد مرحلة جديدة من مراحل النزاع الطويل في أوكرانيا؟