روبيو: ترامب وجه رسالة قوية وواضحة للحوثيين
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الرئيس دونالد ترامب وجه "رسالة قوية وواضحة" لجماعة الحوثيين في اليمن، محذرًا من استمرار الهجمات على السفن الأمريكية والملاحة العالمية.
وأكد روبيو أن الولايات المتحدة "ستحاسب الحوثيين" على أي تهديد لحركة الشحن، مشددًا على التزام بلاده بحماية الملاحة الدولية.
وقال روبيو تعليقا على الغارات الأمريكية على مواقع للحوثيين: "وجه الرئيس الأمريكي اليوم رسالة قوية وواضحة إلى الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن"، وشدد على أنه "يجب أن تتوقف هذه الهجمات على السفن الأمريكية والشحن العالمي، سنحاسبكم على ذلك. سنحمي شعبنا وحرية الملاحة".
وتعرضت العاصمة اليمنية صنعاء لسلسلة غارات جوية، وفق ما نقلته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، التي أفادت بأن القصف استهدف حيًا سكنيًا في مديرية شعوب شمال المدينة. ووفقًا لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون، أسفرت الضربات عن مقتل 9 مدنيين على الأقل، وإصابة 9 آخرين.
من جانبه، أدان الناطق باسم جماعة الحوثيين، محمد عبد السلام، الغارات الأمريكية، معتبرًا أنها تمثل "عدوانًا سافرًا" على دولة مستقلة، متهمًا واشنطن بمحاولة "عسكرة البحر الأحمر" وإضفاء الشرعية على الحصار الإسرائيلي لغزة.
الموقف من الملاحة الدولية
ورفض عبد السلام الاتهامات الأمريكية بأن الحوثيين يهددون الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، مؤكدًا أن الحظر البحري الذي فرضته الجماعة يقتصر فقط على السفن الإسرائيلية، كإجراء تضامني مع قطاع غزة. وأضاف أن هذا القرار جاء بعد منح الوسطاء مهلة أربعة أيام، مشددًا على أن "الملاحة الدولية ستظل آمنة من جهة اليمن".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليمن روبيو ترامب الحوثي الحوثيين جماعة الحوثي المزيد الحوثیین فی الیمن
إقرأ أيضاً:
سفن تختفي بلا أثر: البحرية الأمريكية تمحو تاريخ المدمرات المتضررة في صمت
يمانيون../
في سلوك يفتح أبوابًا واسعة للتساؤل، كشف موقع “SlashGear” المتخصص في الشؤون التكنولوجية والعسكرية عن آلية دقيقة تنتهجها البحرية الأمريكية للتعامل مع السفن التي تتعرض لهجوم أو تخرج من الخدمة بشكل غير معتاد، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”المحو الكامل”، الذي لا يترك أثرًا للسفينة حتى في السجلات الرسمية.
التقرير أشار إلى وجود أرشيف رقمي ضخم تُسجل فيه كل قطعة بحرية ضمن الأسطول الأمريكي، بدءًا من حاملات الطائرات العاملة بالطاقة النووية، وصولًا إلى الغواصات والسفن اللوجستية التي تُشغّل غالبًا بطواقم مدنية. هذا السجل، الذي يُعرف باسم “سجل السفن البحرية”، يحتوي على بيانات تفصيلية تشمل اسم السفينة، رقم الهيكل، موقعها، الميناء الرئيسي، خصائص التسليح، والمعلومات الدقيقة حول التصميم والبناء.
إلا أن المثير في هذا النظام المحكم، بحسب التقرير، هو الوجه الآخر المعتم منه: أي سفينة تُخرج من الخدمة – سواء تقاعدًا أو بيعًا أو تدميرًا – تُشطب نهائيًا من السجل، ويُمحى اسمها، ولا يُعاد استخدام رقم هيكلها مطلقًا. هذه ليست مجرد مسألة تنظيم إداري، بل عملية محو شاملة تُطبّق دون أن تترك خلفها أي أثر، بما يشبه “الدفن الرقمي” للسفينة.
ويطرح التقرير تساؤلات جدية حول الدوافع الحقيقية لهذا التعتيم. فهل تُحذف السفن التي تعرضت لهجمات مباشرة؟ وهل تُخفي البحرية الأمريكية خسائرها البحرية الفعلية خلف هذا الحاجز الرقمي الصلب؟ التقرير لا يقدّم إجابات مباشرة، لكنه يلمّح إلى أن هذا النظام مصمم ليس فقط لتوثيق الأسطول، بل أيضًا لحجب ما لا يُراد الكشف عنه.
التقرير قدّم مثالًا على التنظيم الدقيق الذي يُدار به هذا السجل، حيث تسجّل السفن الجديدة مع كافة التفاصيل منذ لحظة التدشين حتى دخولها الخدمة. حاملة الطائرات “يو إس إس إنتربرايز”، أول حاملة تعمل بالطاقة النووية، مسجلة تحت الرمز CVN-65، وتتضمن صفحتها كل ما يتعلق بتاريخها التشغيلي حتى لحظة خروجها النهائي من الخدمة.
لكن على الجانب الآخر، أشار الموقع إلى أن السفن التي تُمحى من السجل لا تختفي فقط من البحر، بل تختفي من التاريخ. وهي سياسة تبدو أكثر تعقيدًا عند النظر في سياق الصراعات المستمرة، مثل ما يحدث في البحر الأحمر حاليًا، حيث تتعرض المصالح البحرية الأمريكية لهجمات من قِبل القوات المسلحة اليمنية، في إطار الرد على العدوان الأمريكي ودعماً لغزة. وفي ظل هذه التوترات، تصبح فرضية تعرض السفن للهجوم، ثم شطبها من السجل، مسألة أكثر واقعية من كونها مجرد تكهن.
تاريخ هذا السجل يعود إلى محاولات توثيق بدأتها البحرية الأمريكية منذ القرن التاسع عشر، وتم تطويرها حتى اعتماد سجل موحد عام 1911، ثم تولى مكتب دعم بناء السفن NAVSEA مسؤولية إدارة النسخة الرقمية منذ ستينيات القرن الماضي. ولا تزال عملية التوثيق مستمرة، حيث بدأت البحرية مؤخرًا بإضافة بيانات بعض السفن القديمة التي خرجت من الخدمة قبل عام 1987 ولم تكن مسجلة رقميًا.
التقرير استعرض أيضًا ما يُعرف بـ”دورة حياة السفينة” في الأسطول الأمريكي، من لحظة بنائها، إلى خضوعها لتجارب بحرية صارمة، ثم مراسم التدشين، فالانضمام إلى المهام العملياتية. وعندما تُحال السفينة إلى التقاعد، يتم تفكيك أسلحتها وإخلاء طاقمها، ثم يُقرر مصيرها، إما بالبيع أو بالإغراق لتحويلها إلى شعاب مرجانية، كما حدث مع حاملة الطائرات “يو إس إس أوريسكاني”.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أن ثمة سفنًا لا تُحال إلى التقاعد، ولا تُباع، ولا تُغرق ضمن برامج بيئية، بل تُمحى تمامًا. لا تُذكر في التصريحات الرسمية، ولا في بيانات الحوادث، ولا حتى في السجلات. وكأنها لم توجد قط.
في هذا السياق، يتضح أن “المحو الرقمي” للسفن قد لا يكون مجرد إجراء بيروقراطي، بل سياسة تهدف إلى إخفاء الخسائر، خصوصًا في حالات الهجمات المباشرة التي تتعرض لها البحرية الأمريكية في مناطق حساسة، مثل البحر الأحمر. وبذلك، لا تغرق بعض السفن الأمريكية فقط… بل تختفي، بكل ما تعنيه الكلمة من محو مادي وتاريخي.