امرأة أخرى كاد أن يُسجّل اسمها على لائحة ضحايا العنف الأسري في لبنان، بعدما تعرضت لإطلاق نار، مساء الثلاثاء، على يد زوجها، مما أدى إلى إصابتها في رجلها في مشهد مروّع وثّقته كاميرات المراقبة المزروعة في مسرح الجريمة، إذ لم يهتم ع. ز بروح زوجته بشرى. ش، ولا حتى بمصير طفلهما التي كانت تحمله لحظة اقتراب الموت منهما.

أثار مقطع الفيديو، الرأي العام في لبنان، إذ بدم بارد صوّب ع. ز، المسدس على زوجته في محطة للوقود حاولت الاختباء فيها في منطقة التبانة شمال لبنان والاحتماء بأحد عمّالها.

لكن الأخير نأى بنفسه عما يدور، وحين بدأ الزوج بإطلاق النار عليها رمت طفلها أرضاً محاولة الهرب، إلا أن ذلك لم يدفعه للتوقف، وبعدما أصابها وضع المسدس على خاصرته، وحمل ابنه الذي كان يصرخ ويقفز من الرعب، ومن ثم عاد وسحب المسدس لإكمال جريمته.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

بعد انتشار مقطع الفيديو الذي وثّق المشهد الوحشي، حاول ع. ز تبرير جريمته من خلال مقطع صوتي تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكما معظم الجرائم المرتكبة بحق النساء، ردّ ابن طرابلس ما أقدم عليه إلى دفاعه عن "شرفه"، إذ قال "غادرت زوجتي المنزل قبل أسبوعين من دون أن أعلم عنها شيئاً، فجأة أوصلها شخص بعدما اتصل بي من عدة أرقام، وحين أخذت ابني منها تجمع حولي الناس، أطلقت طلقتين وحملت طفلي وذهبت، هذا هو الموضوع باختصار، ولا يشرّفني أن تكون زوجتي".

وأضاف "ألا يجب أن تطلعني أين تذهب سيما وأن لا أهل لديها في لبنان؟ ولم أخطئ في حقها فهذا شرفي وأخذته"، على حد تعبيره.
 
حاول موقع "الحرة" التواصل مع بشرى، التي ترقد في مستشفى طرابلس الحكومي إلا أن هاتفها كان مغلقاً، لكن جميع من تحدث الموقع معهم من معارف زوجها أجمعوا على أنه معروف بأفعاله الخارجة عن القانون، وبأن لديه سوابق عدة من التهجّم على الناس وإطلاق النار.

ويقول أحد جيرانه "سبق أن اتهم مع عدد من الأشخاص بجريمة قتل نتيجة إشكال تخلله إطلاق نار، ليعود ويطلق سراحه، خلال تلك الفترة احتضن الجيران زوجته وأمّنوا لها ما تحتاجه كون لا أهل لديها في لبنان، فهي زوجته الثانية وتحمل الجنسية السورية".

لا يزال ع. ز متوار عن الأنظار، إذ تعمل القوى الأمنية كما أكد مصدر أمني لموقع "الحرة" على توقيفه.

ومنذ بداية العام الجاري إلى الآن، "تبلّغت منظمة "كفى" عن خسارة 13 امرأة حياتهن على يد أزواجهن، ولفظت 8 أخريات أنفاسهن بحوادث وضعت تحت خانة الانتحار في حين نجت ستة من محاولات قتل في لبنان"، بحسب ما تؤكده المحامية في المنظمة، فاطمة الحاج لموقع "الحرة" مشددة على أن "النساء في لبنان في حالة هلع جماعي، ومنذ 20 سنة وأنا أتابع قضايا العنف وأجزم أن هذه الفترة هي من أكثر فترات عدم الأمان داخل الأسرة، فالعديد من النساء يخشين العودة إلى منازلهن خوفاً من القتل على يد أزواجهن".

وتؤكد "إذا لم يتحرك القضاء بسرعة وتتم محاكمة المجرم خلال شهر وتصدر بحقه أقسى العقوبات فإننا يومياً سنسمع عن جريمة مماثلة، كذلك الحال إذا استمر تطبيق قوانين أحوال شخصية مرجعيتها رجال الدين تضع النساء تحت سلطة الرجال وتحمي القتلة، وإذا استمرت ثقافة الإفلات من العقاب من خلال الاحتماء خلف الطائفة ورجال السياسة، وإذا لم يتم تفعيل قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري، وإذا لم يتحرك مجلس النواب لإقرار قانون موحّد للأحوال الشخصية ولم تتحرك السلطات اللبنانية وتضع خطة طوارئ للحد من هذه الجرائم تترافق مع إطلاق حملة لمكافحة العنف الأسري تتضمن عدم الاستخفاف بأي تهديد يطال المرأة".

كتب لبشرى حياة جديدة، لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن النساء والفتيات يتساقطن واحدة تلو الأخرى في لبنان، بحسب ما سبق أن ذكرته "كفى" في منشور شارحة: "تارة عبر إطلاق النار عليهن وهن نائمات على فراشهن، وتارة عبر سقوطهن من على الشرفات أو أسطح البيوت، وطوراً عبر قتلهن في الشوارع. تتعدد الأشكال والقتل واحد، والقاتل هو الذكوري المتسلط الذي يسمح لنفسه التحكّم بحيوات النساء وفق التقاليد البالية والحقوق الممنوحة له في قوانين الأحوال الشخصية". 

وتساءلت "كفى" "ألم يحن الوقت بعد للوعي حول خطورة ما يحصل من قبل الأجهزة والسلطات المختصة؟ ألم يحن الوقت لتسريع محاكمة القتلة وإنزال العقوبات القاسية في محاولة لوقف مسلسل القتل هذا؟ ألم يحن الوقت لوقف التبريرات الذكورية لجرائم قتل النساء؟ ألم يحن الوقت لكف سلطة الرجال المطلقة على النساء داخل الأسرة المكرسة بالأحوال الشخصية الطائفية الذكورية؟".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

العراق يستقبل 5 آلاف لبناني على وقع تصاعد العدوان الإسرائيلي على بلادهم

أعلنت السلطات العراقية، الأربعاء، استقبال 5 آلاف مواطن لبناني غادروا بلادها على مدى الأيام العشرة الأخيرة بسبب العدوان الإسرائيلي العنيف الذي أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح.

وقال الناطق باسم خلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري، إن "العراق استقبل ما يقارب الـ5 آلاف لبناني خلال العشرة أيام الأخيرة عبر مطاري بغداد والنجف ومنفذ القائم الحدودي".

وأضاف في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية "واع"، أن "مديرية شؤون الإقامة تواصل عملية تمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين المتواجدين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة ثلاثين يوما، وتمديد مرة أخرى أيضا استنادا إلى أحكام قانون الإقامة مع استمرار منح سمة الدخول مجاناً للمواطنين اللبنانيين".


وأوضح ميري أن "ذلك جاء تنفيذا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ومتابعة وزير الداخلية"، مؤكدا أنه "من الممكن للبنانيين الدخول إلى البلاد دون فيزا من خلال ختم دخول فقط وفق التوجيهات السابقة".

يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي اللبنانية تسبب في نزوح ما يقرب من مليون شخص عن منازلهم، حسب السلطات اللبنانية.

ووفقا لوسائل إعلام سورية، عبر ما يقرب من 223 ألف شخص الحدود اللبنانية نحو الأراضي السورية خلال الأسبوع الماضي على وقع تصاعد حدة العدوان الإسرائيلي على مناطق متفرقة من لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت.

ويشمل هذا العدد 62 ألف لبناني فقط، أما الباقون فهم سوريون لاجئون في لبنان اضطروا للعودة إلى بلادهم على الرغم من تردي الأوضاع الأمنية والضرائب التي يفرضها النظام على السوريين قبل عبور الحدود.


وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف قيام قوات النظام السوري باعتقال عشرات الأشخاص بعد عبورهم الحدود السورية اللبنانية.

ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1057 شخصا، وإصابة 2950 آخرين بجروح مختلفة.

في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية مطلع الأسبوع الماضي.

مقالات مشابهة

  • إعلام لبناني: حزب الله يطلق رشقة صاروخية على شمال الأراضي المحتلة
  • العراق يستقبل 5 آلاف لبناني على وقع تصاعد العدوان الإسرائيلي على بلادهم
  • مصر: المنطقة أمام "منعطف خطير" و"حرب شاملة"
  • ”جريمة بشعة: موظف يمني يلاحق زوجته بالتهديد والابتزاز”
  • الاحتلال يطلق النار تجاه مركبات المواطنين في بيت لحم
  • بدافع الانتقام ـ عشرات الإصابات بعد إضرام النار في منزلين
  • يطلق النار على زميليه بعد فصله من العمل
  • جريمة بشعة تهز المنيا.. زوج يقتل زوجته طعناً بالسكين
  • طارق فهمي يكشف سبب عدم رد حزب الله بقوة على إسرائيل (فيديو)
  • عاجل.. وزير الخارجية الفرنسي: الوقت يضيق أمام تفعيل المسار الدبلوماسي بين لبنان وإسرائيل