لم يكن نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا سيرغي سوروفيكين يعلم أنّه سيكون ضحية حليفه قائد مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية يفغيني بريغوجين.

ومنذ انتهاء تمرّد “فاغنر” على القوات الروسية في يونيو/ حزيران الماضي، اختفى الجنرال المعروف بأساليبه الوحشية وإستراتيجيته العسكرية الصارمة في أوكرانيا وقبلها في سوريا، عن الأنظار.

إلا أنّ الإعلام الرسمي الروسي أعلن الأربعاء إعفاء سوروفيكين من منصبه، بزعم إجراء تغييرات في هيكلية الجيش.

ورجّح المدوّن العسكري “ريبار” الذي يتابعه أكثر من 1.2 مليون مشترك، أن يكون إعفاء سوروفيكين من مهامه تمّ عمليًا مباشرة في أعقاب تمرّد فاغنر، مشيرًا إلى أنّ ذلك ليس بالضرورة “إدانة” له، بل قد يكون إجراء موقتًا.
من هو سوروفيكين؟

يُعدّ سوروفيكين (56 عامًا) من القادة الروس المخضرمين، حيث شارك في قيادة الكثير من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءًا من الاجتياح السوفيتي لأفغانستان، وحرب الشيشان الثانية مطلع القرن الحادي والعشرين، مرورًا بالتدخل العسكري في سوريا إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد ما أكسبه لقب “الجزّار السوري”، وصولًا إلى الحرب على أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/ شباط 2022.

وخلال تمرّد “فاغنر” ليل 23-24 يونيو، ظهر “الجنرال هرمغدون” في مقطع فيديو بشكل مثير للريبة، وبدون شارات عسكرية، حيث حثّ مقاتلي “فاغنر” على التراجع بعدما دعاهم بريغوجين الى التمرد.

ووضع الجنرال الحليق الرأس المعروف بتعابير وجهه المتجهّمة، بندقية على فخذه، وقال: “أتوجه الى مقاتلي مجموعة فاغنر وقائدها، دمنا واحد، نحن مقاتلون. أطلب منكم التوقف ووضع حد للتمرد المسلّح قبل فوات الأوان”.

وبعد أقلّ من 24 ساعة، عادت قوات “فاغنر” التي كانت قد بدأت التوجه نحو موسكو، أدراجها منهية التمرّد بعد اتفاق مع الكرملين برعاية الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. ومنذ ذلك الحين، غاب سوروفيكين عن الأنظار، ما أثار تكهّنات بشأن توقيفه أو إقالته.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر في الاستخبارات الأميركية قولها، إنّ سوروفيكين كان على علم مسبق بمخططات بريغوجين، وأنه قد يكون اعتُقل. لكن الكرملين نفى المعلومات من دون أن يلغي ذلك الغموض الذي يلفّ مصيره.

وفي يوليو/ تموز الماضي، قال رئيس لجنة الشؤون الدفاعية في الدوما أندري كارتابولوف إنّ سوروفيكين “يرتاح الآن، ويتعذّر الاتصال به في الوقت الحالي”.
أوثق حلفاء “فاغنر”

ويُعتبر الجنرال الطويل القامة وذو البنية الجسدية الضخمة، أوثق حلفاء “فاغنر” في وزارة الدفاع، حتى حين كان بريغوجين يصعّد من انتقاداته العلنية للوزير سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ويتّهمها بعدم الكفاءة في إدارة حرب أوكرانيا.

في مايو/ أيار، عُيّن وسيطًا رسميًا بين الجيش ومجموعة “فاغنر”، في أعقاب اتهام بريغوجين للقيادة العسكرية بالإخفاق في تزويد مقاتليه الذخيرة التي يحتاجونها للقتال في أوكرانيا. في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عيّن سوروفيكين قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، في خطوة لاقت ترحيب بريغوجين. لكن هذه المهمة لم تدم سوى ثلاثة أشهر، قبل أن يُعهد بقيادة هذه القوات إلى رئيس الأركان غيراسيموف.

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وتحت إمرة سوروفيكين، انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون والضفة اليمنى لنهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، في انتكاسة عسكرية ثقيلة لموسكو.

واختار سورفيكين الجو مجالًا للرد على خسارة الميدان، فكان مهندس حملة من القصف الجوي والصاروخي خلال الخريف والشتاء طالت بنى تحتية أوكرانية. وأطلقت عليه وسائل الإعلام الغربية لقب “جنرال يوم القيامة”.

وذكر موقع “باتلفيلد إنسايتس” أنّ لقب سوروفيكين داخل القوات المسلحة الروسية هو “آكل لحوم البشر”، حيث أنّه معروف بـ”قسوته وشدّته”.

وأشار محللون إلى أنّ سوروفيكين قاد حتى الخريف الماضي، القوات الروسية في جنوب أوكرانيا وحقّق النجاحات الأبرز في الميدان منذ بدء الحرب. وقال خبير عسكري روسي لوكالة فرانس برس إنّ سوروفيكين “معروف جدًا، ولديه سمعة بأنه قائد مجنون، ومصاب بصدمات الحرب، وقاس”.

وأضاف الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يوقّره. وفي سوريا طرد الضباط من هيئة الأركان العامة ليذهب هو ويقود الهجمات”.

عام 2020، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إنّ سوروفيكين كان من بين الضباط الروس “الذين قد يتحملون مسؤولية” الانتهاكات في سوريا، بما في ذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، كشف تحقيق استقصائي لموقع “إذاعة أوروبا الحرة”، تورّط سوروفيكين بصفقات فساد في سوريا شملت أعمالًا تجارية لزوجته، وصفقات في مناجم الفوسفات، وتلقّي رشاوى من رجل أعمال مرتبط بالكرملين.

تلفزيون العربي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی أوکرانیا الروسیة فی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

القوات السورية تطلق “عملية نوعية” في مدينة القرداحة مسقط الأسد

المناطق_متابعات

أعلنت السلطات في سوريا، اليوم الجمعة، إطلاق عملية أمنية في مسقط عائلة الأسد، بعد معارك دامية وفظائع أسفرت عن مقتل أكثر من 140 شخصاً في غرب البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الدفاع قوله: “تقوم قواتنا الآن بتنفيذ عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة”.

أخبار قد تهمك القوات السورية تسيطر على مركز محافظتي اللاذقية وطرطوس.. وعمليات تمشيط واسعة ضد فلول الأسد 7 مارس 2025 - 3:51 مساءً مركز الملك سلمان للإغاثة يختتم خمسة مشاريع طبية تطوعية في دمشق ضمن برنامج أمل السعودي لمساعدة الأشقاء في سوريا 7 مارس 2025 - 2:31 مساءً

يأتي هذا بينما قال رئيس جهاز الاستخبارات العامة السورية، أنس خطاب، اليوم، إن التحقيقات الأولية أظهرت أن قيادات عسكرية وأمنية تتبع للنظام السابق تقف وراء التخطيط والتدبير لما تشهده مدن الساحل السوري حالياً من أعمال عنف.

وفقا للعربية :أضاف خطاب أن هذه القيادات يتم توجيهها من قبل بعض شخصيات نظام الأسد الهاربة خارج سوريا والمطلوبة للعدالة والقضاء.

وشدد رئيس جهاز الاستخبارات العامة السورية على أنه لن يتم التسامح مع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين، داعياً المطلوبين إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب جهة أمنية، لضمان سلامة سوريا وشعبها وعودة الأوضاع مستقرة.

وحذّر من أن “عناصر من النظام السابق تخطط لضرب سوريا الجديدة”، مضيفاً: “لا نزال ندعو لضبط النفس”.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية حسين عبد الغني، إن “الوضع الميداني الحالي جيد”، مشيراً إلى أن الجيش السوري تمكن من السيطرة على أغلب مناطق اللاذقية.

كما أكد حسين عبد الغني، في تصريح لقناتي “العربية” و”الحدث”، أن القوات المسلحة تتعامل مع البؤر الخارجة عن القانون في طرطوس واللاذقية، مشيراً إلى تعزيز قوات الأمن لاستعادة الاستقرار في مدينة جبلة.

يأتي هذا بينما خرج مئات الآلاف من السوريين، اليوم الجمعة، في مظاهرات في عموم مناطق سيطرة الحكومة السورية الجديدة، تأييداً لقوات وزارة الدفاع والأمن العام في معاركهم في محافظتي طرطوس واللاذقية.

وشهدت العاصمة دمشق ومدن ريفها مظاهرات حاشدة شارك بها الآلاف، إضافة إلى مظاهرات في محافظة درعا والقنيطرة وحمص وحماة وحلب والرقة ودير الزور، فضلاً عن المناطق الواقعة في الشمال السوري.

ودعا المتظاهرون قوات الجيش والأمن العام للقضاء على المجموعات المسلحة التي قتلت عناصر الأمن العام والمدنيين وهم مطالبون للمحاكم باعتبارهم من مجرمي قوات النظام السابق.

وتشهد محافظتا طرطوس واللاذقية معارك عنيفة منذ ساعات الصباح، وتتقدم قوات وزارة الدفاع باتجاه مدينة جبلة بعد تكثيف القصف المدفعي والصاروخي على مواقع عناصر نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وكانت اشتباكات وقعت، أمس الخميس، قد أسفرت عن سقوط أكثر من 70 قتيلاً، بينهم 35 على الأقل من وزارتي الدفاع والداخلية، و32 من المسلحين التابعين لنظام الأسد.

مقالات مشابهة

  • عبد المنعم رياض.. أسطورة العسكرية المصرية ورمز يوم الشهيد
  • الجنرال الذهبي.. 56 عاما على وفاة الفريق أول عبد المنعم رياض
  • فورين بوليسي: كيف بدأت مجموعة فاغنر نشاطها في سوريا؟
  • أحمد نجم يكتب: في ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي
  • القوات الروسية تسترد 3 قرى من أوكرانيا في منطقة كورسك
  • زيلينسكي: الضربات الجديدة تُظهر أن “أهداف روسيا لم تتغيّر” في أوكرانيا
  • أوكرانيا تدرس الانسحاب من كورسك الروسية
  • القوات السورية تطلق “عملية نوعية” في مدينة القرداحة مسقط الأسد
  • “تداعيات ليست سريعة”.. كيف تتأثر أوكرانيا بإيقاف الدعم الأميركي؟
  • تفاصيل وأهداف تمرد مجموعة فاغنر الروسية