مقتل بريغوجين.. نهاية "طباخ بوتين" وعدوّه
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية، الأربعاء، مقتل زعيم ومؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين إثر تحطم طائرة خاصة كانت تقله وتسعة آخرين من العاصمة الروسية موسكو إلى مسقط رأسه مدينة سان بطرسبورغ.
تحولات كبيرة في حياة بريغوجين جعلته أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في روسيا
مشاهد حطام الطائرة الروسية الخاصة التي تحطمت في مقاطعة تفير وكان على متنها 10 أشخاص ومن بينهم #يفغيني_بريغوجين قائد مجموعة #فاغنر pic.
بداية متعثرة
وبدأ بريغوجين المولود في يونيو (حزيران) عام 1961 حياته في مدرسة لألعاب القوى قبل أن يتخرج منها 1977، وعمل مدرباً في مدرسة رياضية، لكن مسيرته الرياضية التي لم يكتب لها النجاح دفعته للاتجاه نحو دراسة الصيدلة.
وواجه بريغوجين حكماً قضائياً بالسجن عام 1979 بتهمة السرقة، وفي العام 1981 حُكم عليه بالسجن 12 عاماً بتهم السرقة والاحتيال وتوريط المراهقين في الجريمة، أمضى تسعة سنوات منها قبل إطلاق سراحه.
وبعد تنقله في العمل بعدد من المجالات استقر في منتصف التسعينيات على افتتاح عدد من المطاعم، تطورت لتصبح واحدة من أكبر من شركات الطعام في روسيا، وحصلت على عقود مليارية لتزويد الجيش الروسي والمدارس والمؤسسات الحكومية الروسية بالطعام.
ارتبط اسم بريغوجين، بعلاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسرعان ما اكتسب رجل الأعمال لقب "طباخ بوتين"، بسبب تكليفه بمهام تقديم الطعام لضيوف بوتين.
وفي عام 2012، اتجه الملياردير الروسي إلى تأسيس وكالة أبحاث الإنترنت وقال إنها تواجه الإعلام المعادي لبلاده، وتضم أربعة مواقع إخبارية، تبث أخباراً إيجابية عن الدولة الروسية، وتبث روايات مستهدفة ضد عدد من الدول كان أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي العام 2016 اتهمت الولايات المتحدة بريغوجين وشركاته الإعلامية بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت ذلك العام، وكذلك محاولة التأثير على انتخابات التجديد النصفي الأمريكية عام 2018، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية ووجهت له تهماً جنائية، لكن موسكو قالت إن قانون البلاد لا يسمح بتسليم مواطن روسي لأي دولة يواجه فيها دعاوى قضائية.
فاغنر.. نقطة تحول بدأ بريغوجين بتأسيس مجموعة عسكرية خاصة عام 2014، وأنكر علاقته بها لسنوات مع توسع أعمالها في عدد من الدول، إضافة لنشاطها في إقليم دونباس في أوكرانيا الذي كان يضم انفصاليين موالين لروسيا.دجال أم بطل.. كيف ينظر الروس إلى #بريغوجين؟ #تقارير24https://t.co/LTINMEhdjf pic.twitter.com/7jbFGeOxIz
— 24.ae (@20fourMedia) July 4, 2023وبعد ستة أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا فبراير (شباط) عام 2022، اعترف بريغوجين بأنه أسس المجموعة لدعم أنشطة الجيش الروسي، وبرز اسم فاغنر بشكل لافت في السيطرة على باخموت شرق أوكرانيا، بعد أشهر من القتال، قبل أن يتسلم الجيش الروسي المدينة.
وحرص بريغوجين بشكل متكرر على بث رسائل مصورة من مواقع الجبهة مرتدياً الزي العسكري خلال المعارك في باخموت، وللتأكيد على قيادته للمجموعة التي كانت تقاتل تحت غطاء جوي من الجيش الروسي.
وخلال المعارك العسكرية في باخموت برزت الخلافات بين مؤسس فاغنر والقيادة العسكرية الروسية في وزارة الدفاع، بعد أن اتهمها بريغوجين بعدم إمداده بالذخيرة اللازمة للاستمرار في القتال، وهدد أكثر من مرة بسحب جنوده من مناطق القتال.
وكان بريغوجين يحرص على الفصل في توجيه الاتهامات بين قيادة وزارة الدفاع الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذين كان غالباً ما يتجاهل التعليق على رسائل مؤسس فاغنر.
تمرد قصير وفي 23 من شهر يونيو (حزيران) الماضي، أعلن بريغوجين تمرداً عسكرياً على قيادة وزارة الدفاع الروسية، بعد اتهام الجيش الروسي بقصف أحد النقاط المتقدمة لجنوده، وهو ما نفته وزارة الدفاع حينها.ساعات الشلل في #الكرملين.. كيف تعامل #بوتين مع تمرد #فاغنر؟ https://t.co/s1ZeHSR2nS pic.twitter.com/nAqUpv7FKA
— 24.ae (@20fourMedia) July 25, 2023وصعّد بريغوجين من خطابه وحاول نسف الرواية الروسية الرسمية للحرب في أوكرانيا، بشأن وجود نية أوكرانية وغربية لشن هجوم لاستعادة إقليم دونباس من الانفصاليين، واستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم، واتهمه الرئيس الروسي بـ"الخيانة".
وقاد بريغوجين تمرداً عسكرياً معلناً بعد أن سحب نحو 25 ألفاً من قواته إلى مدينة روستوف الروسية، ونجح في الاستيلاء عليها هي ومدينة فورونيج، وبدأ زحفاً عسكرياً نحو العاصمة الروسية موسكو.
وبعد يوم واحد من التمرد أوقف بريغوجين تقدم قواته، بعد وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، مقابل الحصول على ضمانات أمنية، وأُعلن لاحقاً انتقاله وقواته إلى بيلاروسيا للبدء في مهام تدريب للجيش البيلاروسي.
العائدون من فاغنر.. كيف تستقبلهم #روسيا؟ https://t.co/Iokvjimm4B pic.twitter.com/rqCaBuebf5
— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023 وأقيمت في بيلاروسيا مواقع عسكرية لإيواء مقاتلي مجموعة فاغنر، وهو ما أثار مخاوف لدى جيران بيلاروسيا، خاصة بولندا وليتوانيا اللتين أغلقتا معابر حدودية معها، وأعربوا عن مخاوف من تسلل المجموعة منتحلين صفات لاجئين.ظهور يحسم الجدل.. قائد #فاغنر يتعهد بتطوير جيش #بيلاروسيا ويأمر قواته بالاستعداد لمهمة أفريقية!#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/802gno0PPa
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا تمرد فاغنر فاغنر بريغوجين الجیش الروسی وزارة الدفاع pic twitter com عدد من
إقرأ أيضاً:
مشروع إم بريدج على المحك.. تحول مفاجئ في حروب بوتين المالية
جاء انسحاب بنك التسويات الدولية من مشروع "إم بريدج" الذي أُطلق في 2021، والذي كان يهدف إلى تسريع التحويلات المالية الدولية باستخدام العملات الرقمية، رغم النجاح التقني للمشروع، ليعكس التعقيدات السياسية حول استخدام نظام مالي بديل قد يصبح تحت السيطرة الصينية.
وجاء في تقرير لمجلة "إيكونوميست" ترجمته "عربي21"، أن إطلاق بنك التسويات الدولية مشروع "إم بريدج" في 2021 صاحبته ضجة وتوقعات كبيرة؛ حيث قال البنك إن النظام الجديد، الذي كان يعمل على تطويره مع الصين ودول أخرى، سيستغل قوة العملات الرقمية وموثوقية البنوك المركزية لجعل التدفقات المالية الدولية أسرع وأبسط وأرخص، لكن البنك انسحب مؤخرًا بهدوء من المشروع في ظل ضجة جيوسياسية.
وحسب المجلة، فإن انسحاب البنك من المشروع يشير إلى السياسات عالية المخاطر التي تحيط بـ"إم بريدج"؛ حيث تجري تجربته من قبل العديد من البنوك المركزية لإجراء المعاملات عبر الحدود باستخدام العملات الرقمية المدعومة بالعملات التقليدية، بينما يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استغلاله كنموذج لإنشاء نظام "جسر بريكس".
وأضاف التقرير أن ذلك من شأنه أن يمكّن روسيا من الالتفاف على العقوبات المالية التي تفرضها الولايات المتحدة من خلال تجاوز الدولار والنظام المصرفي الأمريكي، ومما يزيد المخاوف بشأن "إم بريدج" أن الصين هي الشريك التكنولوجي الرئيسي في المشروع، وهي المسؤولة عن ترميزه وبرمجياته.
وقد أدت رغبة بوتين في محاكاة نظام "إم بريدج" إلى تزايد الأصوات الغربية التي تشعر بالإحباط تجاه مشاركة بنك التسويات الدولية في المشروع. وقد أكد أغوستين كارستنز، المدير التنفيذي لبنك التسويات الدولية على أن "إم بريدج" لم يتم إنشاؤه لتلبية احتياجات دول البريكس، لكن من الصعب -وفقا للمجلة- تجاهل توقيت انسحاب بنك التسويات الدولية من المشروع، أي بعد أسبوع فقط من قمة البريكس.
برنامج فعّال
وتمت تجربة نسخة أولى من منصة "إم بريدج" في سنة 2019، وحتى الآن يتم تطوير المشروع الذي يهدف إلى جعل المدفوعات عبر الحدود أسرع وأرخص، وذلك بالاشتراك مع "مركز الابتكار" التابع لبنك التسويات الدولية والبنوك المركزية في الصين وهونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة وتايلاند، وقد انضمت المملكة العربية السعودية إلى المنصة في حزيران/ يونيو، عندما ذُكر أن منصة "إم بريدج" قد وصلت إلى مرحلة "منتج بالحد الأدنى من المقومات" (MVP).
وقال مسؤول إماراتي الأسبوع الماضي إن منصة "إم بريدج" قامت منذ ذلك الحين بتسوية مئات المعاملات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وأن حجم معاملات الإمارات على المنصة قد ارتفع بأكثر من الثلث خلال الشهر الماضي.
وأكد تقرير المجلة أن المشروع كان ناجحًا من الناحية الفنية بشكل ملحوظ؛ فقد تمكن من اختصار زمن المعاملات من أيام إلى ثوانٍ، وتقليص تكلفتها الهامشية إلى ما يقرب من الصفر، لكن هذا النظام المالي العالمي مهدد بسبب التجاذبات السياسية، حيث يشكل للعديد من الدول فرصة لتجنب التعامل مع البنوك الأمريكية بعد أن استخدمت الولايات المتحدة سلاح العقوبات المالية ضد روسيا ردا على اجتياح أوكرانيا.
مستقبل المشروع
أكد التقرير أنه بينما كان بوتين يضغط الأسبوع الماضي على دول البريكس لإنشاء نسخة مشابهة لنظام "إم بريدج"، كان مسؤولو بنك التسويات الدولية يواصلون الترويج للمشروع في بكين خلال مؤتمر سنوي استضافته شبكة سويفت، وهي شبكة يستخدمها حوالي 11,000 بنك للمدفوعات عبر أنحاء العالم.
وفي واشنطن، كان مسؤولو بنك التسويات الدولية في اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يستطلعون الآراء حول ما إذا كان ينبغي عليهم إغلاق هذا المشروع المثير للجدل، لكن ذلك لم يكن ممكنًا فعليًا لأن المشروع مملوك بشكل مشترك بين بنك التسويات الدولية وخمسة بنوك مركزية أخرى، لذلك انسحب بنك التسويات الدولية من المنصة وترك بقية الأطراف "لمواصلة العمل عليها بأنفسهم"، وفق تعبير كارستنز.
واعتبر التقرير أن قرار بنك التسويات الدولية بالانسحاب من منصة "إم بريدج" يعد خسارة لمحافظي البنوك المركزية الغربية القلقين من فقدان نفوذهم على النظام المالي العالمي، حيث أن انسحاب بنك التسويات الدولية سيحدّ من انضمام أعضاء جدد للمنصة.
وقالت اللجنة التوجيهية للمنصة إن فريق المشروع "لا يزال ملتزمًا به تمامًا" وسيواصل الجهود الرامية إلى تطوير المنصة من مرحلة "منتج بالحد الأدنى من المقومات" إلى مرحلة "الإنتاج الكامل".
ويعتقد جوش ليبسكي، من مركز أبحاث المجلس الأطلسي، أنه من المحتمل أن تصبح منصة "إم بريدج" الآن تحت قيادة صينية بالكامل، مع شفافية أقل من ذي قبل؛ حيث استثمرت الصين الكثير في هذا المشروع ولا يمكنها أن تتخلى عنه بسهولة.
وأكدت المجلة في ختام التقرير أن استمرار نظام "إم بريدج" بعد انسحاب بنك التسويات الدولية يؤكد حاجة البنوك المركزية الغربية للتوصل إلى بديل أفضل للنظام الحالي، على أن يوفر هذا البديل مزايا التعامل بالعملات الرقمية مع الحفاظ على قابلية إنفاذ العقوبات.