لجريدة عمان:
2025-04-15@05:48:55 GMT

خميس بن سعيد الشقصي

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

خميس بن سعيد الشقصي

الشيخ خميس بن سعيد بن علي بن مسعود بن عبدالله بن زياد الشقصي من كبار علماء عمان، وصانع التغير ومؤسس الوحدة العمانية في القرن السابع عشر الميلادي، ولد هذا الشيخ الجليل في الرستاق في أواخر القرن العاشر الهجري، والشيخ خميس من بيت علم ورئاسة. تلقى تعليمه الأولي في الرستاق ثم انتقل إلى نزوى لنهل العلم من علمائها، حتى غدا من أبرز علماء زمانه والمتقدم عليهم.

الشيخ الشقصي صاحب فكرة توحيد عمان وجمع شمل جميع العمانيين تحت راية حاكم واحد بعد أن كانوا متفرقين راضخين لسيطرة البرتغاليين على المدن العمانية الساحلية، فقام الشقصي بجمع كلمة العلماء وشيوخ القبائل على ضرورة الوحدة، واختيار حاكم واحد يسود عمان ويدافع عن أرض الوطن، فاختار الشيخ خميس أن يكون هذا القائد هو الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ودعا العلماء وشيوخ عمان وأعيانها إلى -رأيه- الوحدة الوطنية والوقوف صفا واحدا خلف حاكم واحد، فاستجاب له كل من يملك بصيرة ورجاحة عقل ويعرف أن الفرقة تهلكة ودمار للبلاد، وتم عقد البيعة للأمام ناصر بن مرشد اليعربي سنة 1034هـ/ 1624م في مسجد قصرى بالرستاق.

عمل الشيخ خميس الشقصي قاضيا وقائدا لجيش الإمام ناصر بن مرشد في تحرير المدن العمانية من السيطرة البرتغالية في كل من مسقط ومطرح وصور وقريات. وهو كبير هيئة الحل والعقد التي بايعت الإمام سلطان بن سيف اليعربي بعد وفاة الإمام ناصر بن مرشد عام 1649م.

من آثاره العلمية كتاب "منهج الطالبين وبلاغ الراغبين"، و كتاب "منهج المُريدين وبلاغ المحتاجين" وهو مختصر لكتاب منهج الطالبين، وله عدد من الرسائل منها رسائل للإمام ناصر بن مرشد يقدم له من خلالها النصح والإرشاد وله رسائل إلى أهل المغرب ينصحهم من خلالها بالوحدة واجتماع الكلمة. وله عدد من القصائد الشعرية منها قصيدة في رثاء الإمام ناصر بن مرشد وتقع في ثلاثة وسبعين بيتا، قال في مطلعها:

إِلى اللهِ مِنْ خَطْبٍ عَلى النَّاسِ قَدْ غَدا فَأَصْمى قُلوبًا غافِلاتٍ وَأَكْبَدا

وَرَوَّعَ أَهْلَ الأمْنِ في مُسْتَقَرِّهِمْ وَعَمَّ جَميعَ الْحاضِرينَ وَمَنْ بَـــــــدا

وَضَجَّتْ لَهُ السَّبْعُ الطِّباقُ وَأَرْجَفَتْ لَهُ الأرْضُ وَالأَلْبابُ طاشَتْ تَبَلُّدا

عَظيمٌ عَلَيْنا وَقْعُهُ وَحُلولـُــــهُ وَفـــــاةُ أَميرِ الْمُسْلِمينَ ابْنِ مُرْشِـــــدا

وكتب الشيخ خميس الشقصي مقدمة كتاب "خزانة الأخيار في بيوعات الخيار" لصاحبه عبدالله بن محمد النزوي. وله عدد من الجوابات الفقهية المجموعة في عدد من الكتب كتاب "التبيان" لدرويش بن جمعة المحروقي وكتاب "لباب الآثار" لسالم بن سعيد الصايغي.

كان للشقصي مكتبة كبيرة أوقفها بعد مماته لطلب العلم وأوقف لها أموالا لخدمتها والعناية بها ونسخ الكتب. وله مدرسة تخرج منها عدد من طلاب العلم منهم: ناصر بن مرشد اليعربي، وسلطان بن سيف اليعربي، وعبدالله بن محمد بن عامر الخراسيني، ومحمد بن عبدالله المسروري.

من أبرز مؤلفات الشيخ خميس كتابه "منهج الطالبين وبلاغ الراغبين" ويقع هذا الكتاب في أكثر من عشرين جزءا، وهو موسوعة علمية فقهية، وذكر الشقصي في مقدمة كتابه الهدف من كتابته حيث يقول: "فإني لما رأيت العلم قد قل طالبه وتقاصر أكثر الناس عن الرغبة فيه، وقلت الهمم عن الوصول إلى مقامات السلف الماضين، وعَجِزت عن درك مقاصد السابقين؛ استعملت خاطري في تصنيف مختصر أجمع فيه معالم الشريعة وأنظم فيه شتات الفقه وأُبين أصله وفروعه، وأجعل مسائله مشروحة مجموعة".

جعل الشقصي عناوين أبواب كتابه بالأقوال، حتى يميز كتابه عن غيره من الكتب التي سبقته وفي ذلك يقول: "وسميت هذا الكتاب بالأقوال مكان الأبواب لئلا يشتبه بغيره من الكتب لأني وجدت كثيرا من الكتب قد ذهب أولها وآخرها ولم تُعرف أنها أي كتاب ولا من أي تصنيف، فجعلت علامة لا يشبهها شيء من تصانيف أهل عمان".

استعان الشقصي في كتابة كتابه هذا بعدد من المؤلفات منها: كتاب "الضياء" لأبي المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم العوتبي، وكتاب "بيان الشرع" لمحمد بن إبراهيم الكندي، و"المُصَنف" لأبي بكر أحمد بن عبدالله بن موسى الكندي، وسيرة عزان بن الصقر النزوي، وجامع محمد بن جعفر الأزكوي.

قسم الشقصي كتابه في حدود عشرين جزءا، فالجزء الأول من الكتاب في موضوع العلم وأنواعه وتعليمه وذكر العلماء ودرجاتهم والعقل والفُتيا ولُزوم الحُجة وتعليم القرآن ومعرفة الله وأسمائه. أما الجزء الثاني، فكان في الولاية والبراءة وفي صغائر الذنوب وكبائرها وفي التوبة وفي أعمال القلب، والجزء الثالث في المياه والطهارات، والجزء الرابع في الصلاة وهكذا خصص الشقصي في كل جزء من موسوعته الشاملة لموضوع واحد وناقشه واستعرضه على جميع الأوجه، واستدل في كلامه بالقرآن الكريم والسنة النبوية وبأقوال وأفعال الصحابة رضوان الله عليهم.

ولقد اعتنى العلماء المغاربة بكتاب "منهج الطالبين" ونقلوا منه الكثير في مؤلفاتهم، وتصدر عبد العزيز الثُميني للكتاب وقام بتلخيصه في سبعة أجزاء بعنوان: "التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم".

مات الشيخ خميس الشقصي في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي وترك وصية تَنُم عن مدى ورعه، وحرصه على المساواة بين أبنائه، حيث ذكر في وصيته:" ولكل ابنة من بناتي تبقى بعدي ولم أدفع لها عوض ما أعطيت إخوتها بما تبقى بعدي، ولم أدفع لها عوض ما أعطيت بمائتي لارية فضة، ولكل حمل يولد بعدي حكمه لاحق بي فله ما لإخوته، للذكر منهم مثل ما للذكر من أولادي، وللأنثى منهم مثل ما للأنثى من أولادي". ليكون بذلك قدوة لجميع الآباء في ضرورة المحافظة على حق البنات في الميراث والعطايا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عبدالله بن الشیخ خمیس من الکتب عدد من

إقرأ أيضاً:

رفع العلم الأردني في جميع المحافظات الأربعاء

#سواليف

تعبيراً عن #الحالة_الوطنية للاعتزاز بالعلم ورمزيته، تستعد #محافظات ومناطق #الأردن للاحتفال باليوم الوطني للعلم الأردني، يوم الأربعاء المقبل الموافق 16 نيسان، من خلال تنظيم فعالية وطنية لرفع #العلم_الأردني في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً.

وتم تخصيص مواقع في #محافظات_المملكة، رفعت عليها سوارٌ للأعلام بطول 20 متراً، سيتم رفع العلم الأردني عليها احتفاءً بهذه المناسبة.

وقال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إن الوزارة، واحتفالاً بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، تطلق حملة “علمنا عالٍ” للتأكيد على مكانة العلم الأردني ومقامه العزيز، باعتباره أحد أبرز رموز السيادة الوطنية الذي يتوحد الأردنيون حوله.

مقالات ذات صلة طقس العرب يكشف موعد تراجع تأثيرات الكتلة الهوائية الباردة 2025/04/13

وأضاف الوزير الرواشدة: “في نسيج العلم يجتمع عمق تاريخنا وتتجلى دلالة هويتنا في امتدادها العربي، وهو الجامع لكل الفئات والجهات والمناطق والأديان والطبقات الاجتماعية، والراية التي نتفيأ بها ظلال الوطن.”

وزاد الرواشدة إن العلم يمثل رمزاً لقيم الدولة والقيادة الأردنية المتمثلة في الوسطية والاعتدال والاعتزاز بالتراث العربي الإسلامي والانفتاح على العالم، لافتاً إلى أن العلم الأردني الذي تم اعتماده رسمياً في 16 نيسان 1928، مستوحى من علم الثورة العربية الكبرى عام 1916 الذي مثل راية الثورة على الظلم والتوق إلى الحرية.

وأشار الرواشدة إلى أن هذه الحملة تأتي لتؤكد قيم الاعتزاز برمزية العلم، وتجسد المعنى الذي يرتفع فيه العلم بشموخ على سارية المجد وبيوت العز والكرم في أردن الحضارة والتاريخ والإباء في ظل القيادة الهاشمية وسليلها الحفيد الواحد والأربعين للرسول العربي محمد (صلى الله عليه وسلم) جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الميمون سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.

وأشار الرواشدة إلى أنها تمثل فرصة للتعبير عن الحالة الوطنية للاعتزاز بالعلم الأردني ورمزيته من خلال رفع العلم على واجهات بيوتنا وصدورنا.

مقالات مشابهة

  • مجدي مرشد : جولة الرئيس الخليجية تعكس الحرص على وحدة الموقف العربي تجاه قضايا المنطقة
  • خارج الأدب | علي جمعة يوجّه تنبيها مهمًا لهؤلاء الطلاب
  • أغاني عن يوم العلم الأردني
  • كتاب التخذيل
  • موعد إجازة عيد تحرير سيناء 2025 .. خميس ولا جمعة؟
  • قراءة في كتاب .. محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام (13-13)
  • ندوة تثقيفية بدار الكتب بطنطا حول «الأمراض المناعية: الأسباب والعلاج»
  • رفع العلم الأردني في جميع المحافظات الأربعاء
  • كتاب القسام تنفذ أول كمين بجنود الاحتلال في رفح منذ استئناف العدوان
  • مطران بورسعيد يترأس وفدًا لزيارة نادي القضاة.. صور