مرَّ أكثر من 40 يوما على بدء الفصل الدراسي الثاني في الضفة الغربية. وفي حين تحاول وزارة التربية والتعليم في غزة إنقاذ العام الدراسي، يحرم طلاب مخيمات شمال الضفة المحتلة الوصول إلى مدارسهم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية "السور الحديدي" التي بدأت أواخر يناير/كانون ثاني الماضي بمخيم جنين، ومنه توسعت لتطال مخيمات طولكرم وطوباس.

وإلى بلدة برقين غرب مدينة جنين حيث منزل أقاربها، نزحت عائلة أشواق محمد الطالبة بالصف العاشر قادمة من مخيم جنين. وفي البلدة التي استقبلت منذ بدء "السور الحديدي" نحو 5 آلاف نازح من مخيم جنين، تمكَّنت أشواق من الالتحاق بمدرسة البلدة الحكومية، بعد قرار من مديرية التربية والتعليم في جنين، سمح للطلبة النازحين حضور الحصص المدرسية في الأماكن التي استقبلتهم.

وتقول أشواق إن حظها جيد لأنها استطاعت تجاوز الأسابيع الأولى للاقتحام وعدم دوامها بالمدرسة، وهو ما ساعدها في التعويض ومتابعة ما فاتها من المواد الدراسية كافة.

"السور الحديدي" الإسرائيلي دمر شوارع مخيم ومدينة جنين وعطل الحياة (الجزيرة) شلل تام

حال أشواق لا ينطبق على آلاف الطلبة المسجلين بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بالمخيم، والبالغ عددهم قرابة 1700 طالب، ممن أغلقت مدارسهم أبوابها منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد الأزمة بين أجهزة الأمن الفلسطينية والمقاومين داخل مخيم جنين.

وواجه الطلاب -الموزعون على 4 مدارس تابعة للأونروا داخل المخيم- صعوبة في انتظام الدراسة لنحو شهر، وأعلنت الأونروا حينها على لسان رولاند فريديتش مديرها بالضفة الغربية أن "التعليم بمخيم جنين أكثر القطاعات تضرراً بتلك الأحداث".
وأضاف فريديتش "يعيش مخيم جنين حلقة مفرغة من العنف، يجعله غير صالح للسكن أصلا، وقد أغلقت المدارس وتعطَّلت العملية التعليمية، مما يهدد مستقبل الطلبة بالمنطقة".

ومع دخول الفصل الدراسي الثاني، أجبرت إسرائيل الأهالي على النزوح من منازلهم بالمخيم، وعزَّزت وجودها العسكري بمدينة جنين ومختلف أحيائها، وفرضت حالة من عدم الاستقرار الأمني والخوف بين الناس، ودمَّرت البنية التحتية، وأعادت رسم خارطة المخيم الجغرافية، مما أصاب القطاعات الحيوية في المدينة ولا سيما التعليم بشلل شبه تام.

إعلان

ولم يفتتح الفصل الثاني بمدارس المدينة كافة، وخاصة مدارس المخيم الذي أخلي من ساكنيه وتحول إلى كتلة من الدمار والركام.

وفي "جمعية الكفيف" بمدينة جنين حيث نزحت المواطنة سلسبيل وعائلتها وعدد من أقاربها، تقول إن لديهم 5 أطفال ضمن المرحلة الأساسية قد حُرموا الدراسة منذ نزوحهم من المخيم في اليوم الثالث من الاقتحام الإسرائيلي.

وتضيف سلسبيل أن محاولات المدارس بالتعويض عبر حصص الكترونية "غير مجدية" لأن النازحين لا يملكون أجهزة حاسوب.

الاقتحام الإسرائيلي المستمر يحول دون مواصلة العملية التعليمية بمدينة جنين (الجزيرة) مخطط إسرائيلي

من جانيه، يقول محافظ جنين كمال أبو الرب إنه -ووفق آخر إحصائيات مديرية تربية جنين- فإن قرابة 15 ألف طالب وطالبة لا يستطيعون الوصول إلى مدارس المدينة والمخيم، ناهيك عن حوالي 6 آلاف من الطلبة الجامعيين من "فلسطين 48" الملتحقين بالجامعة العربية الأميركية في جنين، وذلك بسبب منع الاحتلال مرورهم عبر حاجز الجلمة إلى المدينة.

ويضيف أبو الرب للجزيرة نت أن التعليم أكثر القطاعات حساسية بمستقبل الفلسطينيين بشكل عام وجنين خاصة، وأن إسرائيل عبر عدوانها تسعى لضرب هذا القطاع وتقييده، وإيصال رسالة للمواطن أنه "محروم" من أبسط حقوقه المكفولة بكل المواثيق الدولية.

ويتابع المسؤول الفلسطيني "هذا مخطط إسرائيلي لشلِّ حياة المواطنين هنا، وإقناعهم أنه لا مستقبل لهم، ولا لأولادهم".

وذكر أنه وفي الاقتحامات السابقة أصر الاحتلال، وفي كثير من المرات، على اقتحام المدينة والمخيم أوقات دوام المدارس، وحاصر الطلاب داخل مدارسهم، ولساعات طويلة "وكنّا نحاول التنسيق لإخراج الطلبة من مدارسهم، مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والارتباط الفلسطيني".

ولم يقتصر الأمر على الاحتجاز داخل المدارس -حسب المحافظ- بل أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع على كثير من المدارس، واقتحموها، كما حدث بمدرسة قباطية الأساسية جنوب جنين، وأطلقوا الرصاص الحي صوب مدارس أخرى أثناء وجود الطلبة فيها، وجرَّفوا الشوارع المؤدية لبعض المدارس، كما جرى في الحي الشرقي بجنين.

إعلان

وقد قتلت إسرائيل خلال عملية "السور الحديدي" المستمرة حتى الآن 3 طلاب في محافظة جنين وحدها، آخرهم إسماعيل أبو غالي (17 عاماً) الطالب بالمرحلة الثانوية، بعد محاصرة منزل في الحي الشرقي من المدينة.

آثار جرافات الاحتلال بشارع المدارس في الحي الشرقي (مواقع التواصل) محاولات العودة

وكان صادق الخضور، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم بفلسطين، قال في تصريح صحفي إن هناك تزايدا في نسبة "الفاقد التعليمي" بشكل مقلق في عدد من مدارس مدن شمال الضفة، وإن العملية التعليمية خسرت 15 يوما تعليميا في الفصل الدراسي الأول بفعل انتهاكات الاحتلال.

وأوضح الخضور أن نحو 90 مدرسة من مدارس طولكرم وجنين تحول الدوام فيها إلى النظام الإلكتروني (عن بُعد) لافتا الى أن الوزارة كانت تخطط لاستثمار عطلة بين الفصلين لصالح تعويض الطلبة "لكن عدوان الاحتلال عطَّل خطة التعويض".

ولا يقتصر "الفاقد التعليمي" -حسب الخضور- على ما يفوت الطلبة من حصص، بل هناك تداعيات نفسية تقع على الطلبة والمدرسين لا يمكن إهمالها، ومواد تعليمية يصعب إنجازها، وخاصة لدى طلبة الصفوف الأساسية، وأن التعطيل المتكرر للدوام يفقد الطلبة جزءا كبيرا من المادة التعلمية التي يجب إنجازها.

وأكد الخضور أن اللجوء للتعليم الالكتروني في بعض المدارس خلال الظروف الراهنة "غير مجد" لكنه "الخيار الوحيد المتاح حاليا ولا بديل عنه".

ووفق مصادر للجزيرة نت، توجد خلافات بالحكومة الفلسطينية حول عودة الدوام الوجاهي للطلبة بجنين، إذ تحاول وزارة التربية إصدار بيان لعودة الدراسة خلال الأسبوع القادم، وفق برنامج طوارئ وبواقع 3 أيام أسبوعيا في حين يعارض المحافظ خشية على سلامة الطلبة خاصة في ظل الاقتحامات المستمرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السور الحدیدی مخیم جنین

إقرأ أيضاً:

وزير التربية والتعليم: العمل على تعظيم الاستفادة من مدارس التعليم الفني في المحافظات المختلفة

تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، في أثناء جولته التفقدية بعدد من المشروعات الخدمية والتنموية التي يقوم بها اليوم بمحافظة أسيوط، مدرسة أسيوط الثانوية الزخرفية بحي غرب ومعرض منتجات التعليم الفني القائم بها، حيث تُعد المدرسة نموذجا لمدارس التعليم الفني لما تقدمه من تعليم جيد والتدريب المؤهِل لطلابها.

وأوضح/ محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالاستمرار في تطوير التعليم الفني بمختلف السبل المتاحة والممكنة وتحسين جودته، وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة، يتم العمل على تعظيم الاستفادة من مدارس التعليم الفني في المحافظات المختلفة وتعزيز إمكاناتها التي تتيح فرص التدريب والتصنيع والابتكار لطلابنا.

فيما أفاد/ محمد إبراهيم الدسوقي، مدير مديرية التربية والتعليم بأسيوط، بأنه تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية والحكومة، كرست المديرية الجهود حول الاستفادة من الإمكانات المتاحة بمدارس التعليم الفني سواء التعليم الصناعي أو التعليم الزراعي من خلال المشاركة مع المجتمع الأسيوطي في عدة مبادرات قامت بها المحافظة؛ مثل: سوق اليوم الواحد، السوق الحقلي، بايد ولادنا نبني بلادنا، بأيدينا نجملها، بذرة أمل، ومعا لمحاربة الغلاء. لافتا إلى أن عملية تدوير الرواكد لتقليل الفاقد تُعد أيضًا من بين أهم المبادرات والاستفادة من إمكانيات التعليم.

ونوّه مدير مديرية التربية والتعليم بأسيوط إلى أن مدرسة أسيوط الثانوية الزخرفية تقدم نموذجا رائدا لتلك الجهود التي تتم في سبيل تعزيز جودة التعليم الفني داخل المحافظة بما يعود بالنفع على أبنائها، موضحًا أن المدرسة تحتوي على ورش مجهزة وماكينات تم توفيرها من خلال المشاركة المجتمعية وتخدم معظم مدارس التعليم الفني داخل أسيوط. وتقوم المدرسة بإنتاج منتجات خشبية وتقدم التدريب المطلوب للطلاب.

وفي إطار ذلك حرص رئيس الوزراء على تفقُد مراحل التصنيع داخل ورش مدرسة أسيوط الثانوية الزخرفية، وتفقد في البداية مرحلة الفرز للأخشاب التي يعاد تدويرها، وكذا ورش نجارة الأثاث، إضافة إلى المرور على الماكينات الخاصة بمراحل التشغيل المختلفة ومراحل تدوير الأخشاب.

كما تفقد ماكينة تم تزويد المدرسة بها عن طريق المشاركة المجتمعية، وتقوم بتحويل الأخشاب التالفة إلى نشارة ومنتج يُستخدم كمُدخل في مزارع الثروة الحيوانية والداجنة وذلك باستخدام الوقود الحيوي والطاقة البديلة.

وخلال زيارته للمدرسة الثانوية الزخرفية أيضًا، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي معرض المنتجات النهائية للورش الذي يُقام داخل المدرسة الثانوية الزخرفية ليعرض منتجات مدارس التعليم الفني بالمحافظة، ومنها منتجات خشبية مثل غرف النوم والطعام وغيرهما، وأبدى إعجابه بالمنتجات المعروضة.

وأجرى الدكتور مصطفى مدبولي حوارا مع الطلاب داخل المدرسة، ومنهم طالبة من ذوي الهمم، للتأكد من جودة العملية التعليمية والاطمئنان على الاستفادة من الورش والتدريب المتوافر. كما أجرى حوارا مع المدرسين حول المنتجات والتصنيع ومراحله.

فيما أكد/ محمد إبراهيم الدسوقي أن ذلك النموذج من التعليم والإنتاجية ينطبق على التعليم الفني داخل المحافظة بمختلف تخصصاته، وتعمل مديرية التربية والتعليم بأسيوط، بدعم من المحافظة، على الإسهام في تدوير الرواكد وتصنيع منتجات المدارس الصناعية وكذلك الدعم بماكينات لإنتاج: غرف نوم عرائس كاملة، غرف نوم أطفال كاملة، دكة بلدي عادية، دكة بلدي سياحي، موائد، أبواب وشبابيك، وأبواب البلكونات. بالإضافة إلى إنتاج ألواح الكونتر من الخشب الكسر بواسطة المكابس الآلية الموجودة بالمدارس الصناعية لصناعة مقاعد التلاميذ، ومائدة سفرة مطوية، وكرسى سلم، وكراسي لرياض الأطفال.

وأكد مدير مديرية التربية والتعليم بأسيوط أنه تتم الاستفادة من قسم الخرط والحفر باستغلال الخشب الزان الكسر الموجود في إعادة التدوير وذلك بتصنيع أدوات المطبخ بمختلف أنواعها، وكذلك صناعة شماعات، وعصى، وشمعدانات، وحوامل تليفونات، وعصى زان بأشكال مختلفة، وأطباق فاكهة، وأباجورات حديثة، وصواني من الخشب الزان.

وتابع: نحرص على الاستفادة أيضا من تخصصات الملابس الجاهزة والتريكو وذلك بتصنيع أطقم الملايات للأسرة، وأطقم مفارش، وكوفيات صوف، وملابس أطفال. ونستفيد من الوحدة المنتجة بإنتاج فخار، وشنط لولي، وملايات، وأعمال التريكو، وخامات الديكور.

وأشار/ محمد إبراهيم الدسوقي كذلك إلى أنه يتم تعظيم الاستفادة من المنتجات الزراعية؛ حيث توجد بمديرية التربية والتعليم بأسيوط عدد ۷ مدارس زراعية تمتلك مزارع بمساحة ۲۲۰ فدانا وبها مزارع إنتاج حيواني ومزارع دواجن ومناحل لإنتاج عسل النحل، وصناعات غذائية، منوها إلى دعم السيد المحافظ من خلال المشاركة المجتمعية بتوفير عدد 10 الاف صينية فوم للتعليم الفني لإنتاج الشتلات.

وأوضح أنه يتم الاستفادة من المجال الصناعي بإنتاج موائد دائرية ومستطيلة، وطقاطيق صغيرة، وغرف نوم أطفال، وأشغال متنوعة. فضلا عن الاستفادة من المجال الزراعي، حيث يوجد بالمديرية عدد ٦ مشاتل منها خمسة داخل المدارس ومشتل واحد مستقل بالمديرية تصل مساحته إلى أربعة قراريط، وهي مشاتل تعليمية تقوم بإمداد المدارس ببعض النباتات اللازمة للنشاط، وتتم زراعة عدة مجموعات من النباتات ومنها نباتات التنسيق الداخلي، النباتات الطبية والعطرية، نباتات الصبارات، النباتات الحولية الصيفية والشتوية، نباتات الأشجار والشجيرات.

وفي ختام زيارته للمدرسة، حرص رئيس الوزراء أيضًا على تفقد سيارة تحمل اسم "مبادرة مهنتك مستقبلك" والتي تُقدَم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتعد بمثابة وحدة تدريب متنقلة. وتتبع تلك السيارة وزارة العمل كما أنها مُجهزة بورش خياطة وورش سباكة وورش كهرباء. واستمع "مدبولي" إلى شرح حول تلك السيارة ودور وآلية عملها لتقديم الفائدة المثلى للطلاب داخل المحافظة، معربًا عن إعجابه بتلك التجربة المهمة.

مقالات مشابهة

  • إتاحة تقارير أداء المدارس لمليوني ولي أمر عبر”مستقبلهم”
  • جهود كبيرة تبذلها مؤسسة المياه بحلب لضمان وصول المياه إلى جميع أحياء المدينة
  • انطلاق المعسكر التدريبي المركزي لطلبة "أولمبياد العلوم النووية"
  • عبر "مستقبلهم".. إتاحة تقارير أداء المدارس لأكثر من مليوني ولي أمر
  • الصحة العالمية: إسرائيل تفرض حصارا شاملا على قطاع غزة وتمنع دخول المواد الغذائية والأدوية
  • الصحة العالمية: إسرائيل تفرض حصارا شاملا على غزة وتمنع دخول الغذاء والأدوية
  • لليوم الثالث... آلاف الطلبة يتظاهرون دعما لغزة ورفضا للتهجير
  • مبادرات لإنقاذ ما تبقى من قطاع التعليم المدمر في غزة
  • قوات الاحتلال تحتجز طواقم بلدية جنين قرب مخيم جنين
  • وزير التربية والتعليم: العمل على تعظيم الاستفادة من مدارس التعليم الفني في المحافظات المختلفة