شيخ الأزهر: كرمٌ الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
تناول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال حديثه اليوم بالحلقة الخامسة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، شرحًا مفصَّلًا لاسم الله "الكريم"، مؤكدًا أنه من الأسماء الحسنى التي نُصَّ عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأجمع عليها المسلمون.
. ويحذر من الخلط بصفات البشر
وبيّن فضيلته أن اسم "الكريم" ورد صريحًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»، موضحًا أن "السَّفْساف" تعني الأمور الحقيرة الرديئة.
وأوضح شيخ الأزهر أن اسم «كريم» جاء على وزن "فَعِيل"، الذي قد يحمل معنى "المفعول" (مِثل "مَكْرُم") بدلًا من "فاعِل"، قائلًا: «الشرع وَرَدَ بهذا الاسم دون الاشتقاق القياسي (كارم)، فالأسماء الحسنى توقيفية تُؤخذ كما وردت، مضيفا أن المعنى الذي يليق بالله تعالى هو "المُكْرِم" الذي لا ينفك كرمه عن ذاته، بخلاف البشر الذين يتصفون بالكرم كـ"فعلٍ" مؤقت.
وتطرق فضيلته إلى شرح القاضي أبي بكر ابن العربي في كتابه "الأمد الأقصى"، الذي حصر ١٦ معنى لـ"الكريم"، بينها ما ينطبق على الله تعالى كـ"كثير الخير"، "سريع العطاء"، "المنزَّه عن النقائص"، و"الذي يعطي بلا انتظار مقابل". واستثنى معنى واحدًا لا يليق بالله، وهو "الذي يعطي وينتظر مِنَّةً على المُعطَى"، مؤكدًا أن الله تعالى يعطي دون انتظار شكر أو منّة.
وأكد الإمام الأكبر، أن كرم البشر محدودٌ بطبائع النفس وغواية الشيطان، حيث يتنازع الإنسان بين البخل والعطاء، بينما كرم الله مُطْلَقٌ ولا يشوبه نقص، كما لفت إلى أن كرم الله يجمع بين صفات الجلال (كصفة ذاتية) وصفات الأفعال (كعطاءٍ متجدد)، بينما كرم الإنسان مرتبط بحالاته وظروفه، محذرا المؤمنين من الغرور بكرم الله، رغم تأكيده أن اسم "الكريم" يبعث على التفاؤل، قائلًا: «لا يغرنَّكم هذا الكرم، فالله يحاسب ويراقب»، مشيرًا إلى التوازن بين رحمة الله وعدله
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر القرآن أحمد الطيب الكريم الإمام الأكبر الأزهر الشريف المزيد شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
كنت في شبابي سيئ الخلق وتبت فهل أرى عملي في ابنتي؟.. علي جمعة يرد
أجاب الدكتور على جمعة، عضو كبار هيئة العلماء، سؤالا من أحد المتصلين يقول: "كنت فى شبابي سيئ الأخلاق وتبت وتزوجت وأنجبت بنت وأخشى أن يرد عملي السيئ فى بنتي؟).
وأجاب على جمعة، خلال لقائه بأحد الدروس الدينية المذاعة عبر اليوتيوب، قائلًا: {لا تزر وازرة وزر أخرى}، واستشهد بقول الله تعالى في الحديث القدسي: يا بن آدم لو جئتني بقراب الأرض ذنوبًا ثم جئتني تائبًا لغفرت لك، وأكد أنه طالما كانت التوبة صادقة والنية خالصة والخوف من الله تم، وهو من علامات القلوب الضارعة؛ فلا يجب على السائل أن يخاف.
وأوضح على جمعة، أن كل امرئ مسئول عن تصرفاته ولا يتحمل أوزار غيره لقوله- تعالى-: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".
وأردف على جمعة بآيات من كتاب الله تؤكد تلك الفكرة كقوله- تعالى-: "يَومَ يَفرّ المَرء من أَخيه وَأمّه وَأَبيه وَصَاحبَته وَبَنيه لكلّ امرئ منهم يَومَئذ شَأنٌ يغنيه"، وقوله: "وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ “ يعلق جمعة: في عنقه لا في عنق أبوه أو ابنته أو أي شخص آخر، ”وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا، اقرأ كتابك" يقول جمعة: "كتابه هو لا كتاب غيره فالمسألة واضحة تمامًا فكل إنسان مسئول عن نفسه".