اكتشاف بروتين قد يكون مفتاحا لفهم سر نشأة اللغة المنطوقة
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
لا تزال أصول اللغة البشرية لغزا محيرا للعلماء، وعلى الرغم من أن بعض الأدلة تشير إلى أن النياندرتال كانت لديهم تراكيب تشريحية في الحنجرة والأذن تمكنهم من التحدث والاستماع، فإن الدماغ البشري وحده هو الذي شهد توسعا في المناطق المسؤولة عن إنتاج وفهم اللغة.
وبحسب دراسة جديدة نُشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، فإن فريقا بحثيا من جامعة روكفلر الأميركية أعلن أنه على مقربة من الكشف عن هذا السر، حيث حصل العلماء على أدلة وراثية مثيرة تشير إلى وجود بروتين يُعرف باسم "نوفا 1" موجود حصريا لدى البشر ربما قد لعب دورا حاسما في نشأة اللغة المنطوقة.
ويقول محمد الجندي، باحث في الكيمياء الحيوية في جامعة أوبسالا السويدية، وغير المشارك في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت: "المتغير هو أحد أشكال التحول في الجينات، فلكل جين شكل أساسي، وعندما تحدث له بعض التغيرات الطفيفة تؤدي إلى ظهور المتغيرات، ولكن في معظم الحالات تحافظ المتغيرات على نفس وظيفة الجين الأساسي ولا ترقى إلى تكوين جين جديد بوظيفة مختلفة".
والجينات هي أكواد موجودة على الحمض النووي الموجود في خلايا أجسامنا، كل منها مسؤول عن سمة أو وظيفة محددة، ويمكن النظر إلى الحمض النووي كله على أنه "كتاب تعليمات" ضخم يحتوي على جميع الأوامر البيولوجية التي تجعل الكائن الحي على ما هو عليه.
لطالما ارتبطت القدرة اللغوية لدى البشر بجين يدعى (فوكس ب 2)، يتحكم في تطوير الدماغ، إلا أن دوره لا يزال محل جدل. وعلى النقيض، يُعتقد أن جين (نوفا 1) يلعب دورا أكثر تعقيدا.
إعلانولقياس ذلك، أدخل فريق بقيادة روبرت دارنيل، رئيس مختبر علم الأورام العصبي الجزيئي في جامعة روكفلر، المتغير البشري من بروتين (نوفا 1) في فئران المختبر، وأظهرت النتائج نجاح الفئران في إصدار أصوات مختلفة عند التواصل فيما بينها، مما يشير بحسب الباحثين إلى تأثير هذا المتغير على الأنماط الصوتية.
وتشرح يوكو تاجيما، من مختبر علم الأورام العصبية الجزيئي، جامعة روكفلر بالولايات المتحدة الأميركية، والمؤلفة الأولى للدراسة في تصريح حصلت الجزيرة نت على نسخة منه قائلة: "التغيرات التي طرأت على جين (نوفا 1) ربما قد أدت إلى تطورات مهمة في الدماغ البشري ساهمت في نشأة اللغة وتطورها." وأضافت: "اكتشفنا أن التغيير البشري الفريد في البروتين يتسبب في تغييرات جوهرية في التعبير الجيني المرتبط بالصوتيات."، ولذلك يعتقد الباحثون بناء على تجربتهم أن (نوفا 1) ربما يكون جينا رئيسيا في اللغة البشرية.
استخدم الباحثون تقنية كريسبر لتحرير الجينات بهدف استبدال النسخة الطبيعية من بروتين (نوفا 1) في الفئران بالمتغير البشري. وعند تحليل تأثير هذا التغيير، لم يجد الباحثون أي تأثير على الوظائف العصبية أو الحركية، لكنهم لاحظوا تغيرات ملحوظة في الأصوات التي تصدرها الفئران.
ويقول الجندي: "من التحديات التقنية لاستخدام التحرير الجيني في هذا المجال هو أن بعض المتغيرات لا تتوافق عند نقلها بين البشر والفئران، وثاني التحديات يكمن في قَصْر عملية التحرير على حمض أميني واحد فقط تجنبا لظهور أي نتائج غير مرغوب فيها، بالتالي تسهل عملية قياس نتائج تحرير الجين".
راقب الباحثون، وسجلوا وحللوا الأصوات التي تصدرها الفئران المعدلة وراثيا، وقارنوها بالفئران الطبيعية. ونظرًا لأن الفئران تصدر أصواتا لا يمكن سماعها بالأذن البشرية، استخدم الباحثون ميكروفونات حساسة للموجات فوق الصوتية لتسجيل الأصوات في حالتين: عندما تكون صغار الفئران منفصلة عن أمهاتها، لاستكشاف نداءات الاستغاثة، وأثناء تفاعل الذكور مع الإناث البالغة لدراسة أصوات المغازلة.
إعلانوبعد جمع التسجيلات، حلل الباحثون الصوتيات باستخدام برامج متخصصة لتحديد الفروق بين الفئران العادية والمعدلة، وركزوا على عدة معايير، هل الفئران المعدلة تصدر أصواتا أكثر أو أقل من العادية؟ وتصنيف الأصوات إلى أنواع مختلفة، مثل نغمات بسيطة أو متغيرة أو متقطعة، والتغييرات في تردد الأصوات، مثل ارتفاعها أو انخفاضها، وطولها وقصرها، ومدى التعقيد.
وعند مقارنة البيانات، وجد الباحثون أن الفئران المعدلة وراثيا أظهرت تغيرات في تردد الأصوات عند الصغار، حيث أصبحت بعض النغمات أكثر حدة أو أقل حدة من المعتاد. كما لاحظوا انخفاضا في عدد النغمات مما يشير إلى نمط صوتي مختلف.
أما في البالغين، فقد ظهرت تغييرات في الأصوات المستخدمة خلال المغازلة، حيث أصبحت بعض النغمات أقل تكرارا أو أكثر تعقيدا، بالإضافة إلى اختلافات في الترددات العليا، مما يشير إلى تأثير محتمل على التحكم العصبي بالأصوات. وكانت لحظة مذهلة بحسب الباحثين، إذ لم يتوقعوا هذه التغيرات.
أثر المتغيرلمعرفة ما إذا كان هذا التغيير الجيني فريدا للبشر، قارن الباحثون بين الجينوم البشري والحمض النووي الخاص بالنياندرتال والدينيسوفان، وهم أفراد من الجنس الإنساني الذي يضم الإنسان العاقل كذلك (البشر الحاليين)، وقد أظهرت النتائج أن المتغير غير موجود لدى النياندرتال والدينيسوفان، مما يشير إلى أنه تطور حديث نسبيا في تاريخ البشر، وربما كان عاملا رئيسيا في قدرة الإنسان على تطوير لغة معقدة.
إلى جانب دوره في اللغة، قد يساعد البحث أيضا في فهم بعض الاضطرابات اللغوية والتطور العصبي. فهناك دلائل على أن الطفرات في جين (نوفا 1) قد تكون مرتبطة بالتوحد واضطرابات النطق.
ورغم النتائج المثيرة، لا يرى الجندي أن (نوفا 1) وحده يمكن أن يكون المسؤول عن نشأة اللغة البشرية، مختتما: "كان يعتقد أن جين (فوكس ب 2) لفترة طويلة هو أحد أهم العوامل المسؤولة عن نطق اللغة أو التواصل البشري، لكن الأمر أكثر تعقيدا مما كنا نظن، وهذه الدراسة تدعم هذه الفكرة. لا يوجد جين واحد فقط مسؤول عن القدرة على النطق والتواصل اللغوي، "فالدلائل التي تقدمها هذه الدراسة وغيرها تستند إلى قياسات وظيفية غير حصرية لتطور اللغة".
وقد تساعد الأبحاث المستقبلية في تحديد العلاقة بين هذا الجين والاضطرابات العصبية، وربما حتى تمهيد الطريق لعلاجات جديدة للاضطرابات اللغوية. في النهاية، يبقى السؤال مفتوحا: هل يمكن من خلال علم الوراثة فك شفرة اللغز الذي جعل البشر متحدثين فريدين؟
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان مما یشیر
إقرأ أيضاً:
اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله يكشف مراحل نشأة وتطور قوات الصاعقة المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحدث اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله، قائد قوات الصاعقة، عن نشأة قوات الصاعقة المصرية وقال: إن معظم الدول المتقدمة اهتمت ببناء قوات ذات طبيعة خاصة قادرة على تنفيـذ عمليـات يـصعب تنفيذها بواسطة قوات أخرى ومن الضرورى أن تخضع هذه القوات دائمًا إلى التطوير من حيث التنظيم وأسلوب الاستخدام نظرًا لطبيعة المهام التى تكلف بها هذه القوات فى معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، وقد أثبتت القوات الخاصة فى حروب عديدة أنها العنصر الحاسم والفاعل فى تحقيـق النصر ومن هنا كان الاهتمام بإنشاء قوات الصاعقة.
وتابع: "قوات الصاعقة شاركت منذ نشأتها فى جميع المعارك التى خاضتها قواتنا المسلحة بدايةً من العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956، وحتى القضاء على الإرهاب بسيناء، بما لا يدع مجالا للشك أن قوات الـصاعقة هـى درع القـوات المـسلحة وسـيفها.
أما عن مراحل نشأة وتطور وحدات الصاعقة فهى كالتالي: 1-مرحلة النشأة واكتساب الخبرات منذ عام 1955، حتى عام 1962:أ - بقيام ثورة 23 يوليو 1952، كان من ضمن مبادئها وأهدافها إنشاء جيش وطنى قـوى وكان أحد رموز هذا الجيش الـوطنى هـو قوات الـصاعقة فتم إيفاد عدة بعثات من أكفأ ضباط القوات المسلحة إلى الولايات المتحدة الأمريكيـة للحـصول على دورة القوات الخاصة (الرينجرز).
ب- بعد عودة البعثة الثانية من الضباط الحاصلين على دورة (الرينجرز) عـام 1955، وهم (اليوزباشى جلال محمـود الهريـدى – اليوزباشـى نبيـل شـكرى مـصطفى)، وأقنع اليوزباشى جلال محمود الهريدى القيادة العامة بـضرورة إنـشاء نـواة لقوات ذات طبيعة خاصة على غـرار قـوات (الرينجـرز) الأمريكيـة، فقام بإنشاء جناح الدوريات بعيدة المدى بمنطقـة أبو عجيلة وتم عقـد أول دورة صاعقة قصيرة بمنطقة أبـو عجيلـة فى شـهر ديـسمبر عـام 1955، وتوالت عقد الدورات التى أفرزت مجموعة من الضباط الأكفاء تم الاستعانة بهم فى عقد فرق الصاعقة التالية.
ﺟ - بوقوع العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وفى شـهر نـوفمبر عـام 1956، تم دفع قوات الصاعقة إلى مدينة بورسعيد لمقاومة العدوان الثلاثى على مصر وتعزيز المقاومة الشعبية حيث قامت قوات الصاعقة بتنفيذ العديد من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال مما كان لها أكبر الأثر فى جلاء القوات البريطانية عن بورسعيد فى 23 ديسمبر عام 1956.
اليوزباشى جلال الهريدى تولى قيادة الصاعقة بعد تأسيسها.. و«المدرسة» أنشأت فى أنشاص عام 1957.
د- تم تــشكيل قيــادة قوات الــصاعقة فى عــام 1957، وتـولى قيادتهــا اليوزباشى جلال الهريدى مؤسس قوات الصاعقة، كما تم إنشاء مدرسـة الـصاعقة بأنشاص فى 24 يناير عام 1957، كأول منشأة تعليمية متخصصة لعقد فرقة الصاعقة لتدريب الضباط وضباط الصف من تشكيلات القوات المسلحة على العمل الفدائى وتنفيذ العمليات الخاصة وقــد تــم عقــد أول فرقــة معلمــى صــاعقة رقم 1 بمنطقة أنشاص فى 23 سبتمبر عام 1957.
ﻫ - تم تشكيل أول سرية صاعقة كوحدة فرعية صـغرى مقاتلـة بنهايـة عـام 1958 تحـت مـسمى سـرية عمليات القوات المسلحة وتم تشكيل أول كتيبة صاعقة فى 16 نوفمبر 1959.
و- فى بداية عام 1961، تم الوصول بتشكيل قوات الصاعقة إلى ثلاث كتائـب صـاعقة بالإضافة إلى مدرسة الصاعقة.
2-مرحلة إعادة التنظيم وخوض حرب اليمن منذ عام 1962، حتى عام 1967 كالتالي:
أ - كانت كتائب الصاعقة الثلاث هى باكورة القوات المصرية التى وصـلت إلى الـيمن فى أكتوبر عام 1962، لمساندة الثورة اليمنيـة التـى قامـت يـوم 26 سـبتمبر عام 1962، وكان قرار مصر تلبية مطلب اليمن بتقديم المساعدات العسكرية لمساندة الثورة.
ب- بدفع كتائب الصاعقة الثلاثة التى تم تـشكيلها إلـى الـيمن وبنهايـة عـام 1962، تم تشكيل ثلاث كتائب صاعقة جديدة.
ﺟ - استمر تشكيل الوحدات الفرعية الجديدة خلال هذه المرحلة ليصل إجمالى عدد الكتائب التى تم تشكيلها بنهاية عام 1963، إلى 9 كتائب صاعقة.
د - خلال هذه المرحلة أيضا قامت قوات الصاعقة بدورها فى معاونة بعض الدول العربية والأفريقية فى إنشاء النواة لقواتها الخاصة حيث تم إيفـاد بعثـة عـسكرية لإنـشاء القوات الخاصة الجزائرية عام 1963، والقوات الخاصة العراقية عام 1964.
3 - مرحلة الصمود والردع وتحقيق نصر أكتوبر المجيد منذ عام 1967 حتى عام 1973:
أ- بنشوب حرب يونيو عام 1967، كان لقوات الصاعقة شرف خوض أولى المواجهات ضـد العـدو الإسـرائيلى فى رأس العش فى الأول من يوليو عـام 1967، حيـث تمكنـت قوات الصاعقة من حرمان العـدو مـن التقدم إلى بور فؤاد وعلى مدار أربعة أيام مـن القتـال العنيف تم تكبيد العـدو خـسائر فادحة فى الأفراد والعتاد العسكرى.
ب- أعادت معركة رأس العش الثقة إلى المقاتل المصرى وجددت الأمل فى نفوس شعب مصر لاستعادة الأرض المحتلة ومنذ ذلك اليوم بدأت ملحمة الاستنزاف حيث تم التخطيط لعمليات الإستنزاف بكل دقة مما أدى إلى نجاحها بشكل كبير وعلى مدار 1100 يوم من معارك الاستنزاف بمراحلها المختلفة لقنت قوات الصاعقة العدو دروسا قاسـية فى الشجاعة والإقدام وكان لهذه العمليات أكبر الأثـر فى اسـتنزاف قـدرات العـدو وتحقيق نصر أكتوبر المجيد.
ﺟ- بنهاية يونيو عام 1967، تم دمج قيادة وحدات الصاعقة مع قيادة وحدات المظـلات تحت قيادة واحدة (قيادة القوات الخاصة) وقامت هذه القيادة بدور المخطط والمسيطر على هذه الوحدات حتى عام 1971.
د - خلال الفترة التالية لحرب يونيو 1967 وخلال عامى 68،69، بدأ الاتجـاه نحو تشكيل كتائب صاعقة جديدة بمهمة حماية وتـأمين الأهـداف الحيويـة فى العمـق وذلك نتيجة لقيام عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية بالإغارة علـى هـذه الأهـداف وكان من المخطط إنشاء عدد 60 كتيبة من هذه الكتائب، وتم البدء بالفعل فى إنـشاء عدد منها سميت بكتائب الصاعقة الخفيفة إلا أن التوسع فى إنشاء هـذه الكتائـب أدى إلــى انخفــاض الكفــاءة القتاليــة لكتائــب الــصاعقة الأصــلية وببدايــة حرب الاستنزاف وخلال مرحلة الإعداد لحـرب أكتـوبر المجيـدة ظهـرت الحاجـة إلى ضـرورة الارتقـاء بمـستوى الكفـاءة القتاليـة لكتائـب الـصاعقة المقاتلـة وكذا ضعف كتائب الصاعقة الخفيفة وبالتالى تم حل الكتائب الخفيفة التى تم تشكيلها.
ﻫ - بحلول عام 1971، تم فصل وحدات الصاعقة عن وحدات المظلات وتـشكلت قيـادة وحدات الصاعقة ويتبعها 6 مجموعات صـاعقة.
ز- بتوقف إطلاق النار على الجبهة واصل رجال الصاعقة تدريباتهم الـشاقة اسـتعدادًا لخوض حرب التحرير والكرامة واستعادة الأرض المحتلة، وقد أقسموا أن يجعلـوا من سيناء مقبرة لغرور وصلف العدو.
ح- شاركت وحدات الـصاعقة خـلال معـارك أكتـوبر بقـوة 24 كتيبـة صـاعقة بقيادة العميد نبيل شكرى مصطفى قائد وحدات الصاعقة خلال حرب أكتوبر المجيدة حيث تم تنفيذ أكثر من خمسين مهمة ناجحة على طول خط المواجهة مـع العـدو من بورسعيد شمالًا، وحتى رأس محمد جنوبًا، وقدمت قوات الصاعقة خيرة رجالها فداءً لتراب سيناء مما كان له أكبر الأثر فى تحقيق نصر أكتوبر المجيد.
4 - مرحلة إعادة بناء القدرات القتالية منذ عام 1974 حتى عام 2014 كالتالي:
أ - حرب أكتوبر المجيدة كانت ولا شك هى المحك الصحيح لاختبار مدى كفاءة التنظيم وقدرة الوحدات والوحدات الفرعية علـى تنفيـذ مختلـف المهـام ولقـد خرجـت قوات الصاعقة من عمليات أكتـوبر المجيـدة بالعديـد مـن الـدروس المـستفادة والتى وضعتها موضع التطبيق بتطوير الوحدات الفرعية بها لتدعيم قدرتها القتاليـة لتظل فى طليعة قواتنا المسلحة.
ب- ومن أبرز ملامح هذه المرحلة أيضا ولمجابهـة التهديـدات الخارجيـة والداخليـة ولصالح أعمال مقاومة الإرهاب الدولي، تم تشكيل الوحدة (777) قتال وكانـت خـلال هـذه الفتـرة أولى الوحدات المتخصصة فى مقاومة الإرهاب الدولى بالشرق الأوسط كما تـم أيـضًا خلال هذه المرحلة إنشاء وحدة الإعداد والتجهيز لصالح تجهيز مسرح العمليات.
ﺟ شاركت قوات الصاعقة خلال هذه المرحلة فى تـأمين الجبهـة الداخليـة، وفـرض الشرعية الدستورية خلال أحداث عام 1986، فى المدة من 25/2: 22/3/1986، وقد لعبت قوات الصاعقة دورًا مهما فى إعـادة الأمـن والاسـتقرار والـسيطرة على الموقف.
د - عــام 1990، شــاركت قوات الــصاعقة فى حـرب تحريـر الكويـت "العروبة 90"، حيث قامت قوات الصاعقة بتنفيذ العديد من المهام الناجحة كان لهـا بـالغ الأثـر فى تحرير دولة الكويت الشقيقة وكانت عناصر قوات الـصاعقة هـى أول قـوات تصل إلى دولة الكويت لتحريرها.
و- قامت قوات الصاعقة خلال هذه المرحلة بتأمين الشرعية الدسـتورية وحمايـة وتـأمين الأهداف الحيوية والمرافق المهمة بالدولة وكذا السيطرة على أعمال الشغب والبلطجة التى قامت بها بعض العناصر ضد الممتلكات العامة والخاصة بالدولة بغـرض الـسرقة والتخريب وترويع المواطنين وذلك أثناء أحداث ثورة الخامس والعشرين مـن ينـاير عـام 2011، مما كان له أكبـر الأثـر فى عـودة الأمـن والإسـتقرار للوطن.
5-مرحلة التطوير والإنجاز منذ عام 2014، حتى الآن وجاءت كالتالي:
شهدت قوات الصاعقة خلال هذه المرحلة طفرة غير مـسبوقة فى التطوير للارتقاء بإمكاناتها تنظيمًا وتدريبًا وتسليحًا مع الاهتمام بشئون إدارية الفرد المقاتل وإعداده ذهنيـًا وبدنيًا لتنفيذ المهام التى قد يكلف بها بكفاءة تامة وتم تعظيم قدراتها بما يمكنها من تأمين المصالح الحيوية لجمهورية مصر العربية، وأدت هذه الطفرة غير المسبوقة فى التطوير إلى تطور الفكر وأساليب الاستخدام التكتيكى لقوات الصاعقة فى مجابهة التهديدات الحديثة وتنفيذ مهامها القتالية بكفاءة وظهر هذا جليًا من خلال الأعمال البطولية، التى قامت بها قوات الصاعقة فى مكافحة الإرهاب والقضاء على العناصر الإرهابية والإجرامية بسيناء للحفاظ على أرض سيناء الحبيبة ومن أبرز ملامح التطور فى تشكيل قوات الصاعقة الآتى:
أ - إعادة هيكلة قوات الصاعقة وتطويرها بتشكيل مجموعة صاعقة تدخل سريع كقوة انتشار سريع لها القدرة على الوصول لأهدافها بسرعة عالية والقدرة على تنفيذ المهام بكفاءة عالية.
ب- إنشاء جناح تدريب على العمليات (الجو/ أرض) بقوات الصاعقة لتأهيل عناصر القوات المسلحة.
وأكد قائد قوات الصاعقة، أن قوات الصاعقة تحظى بدعم لا محدود من القيادة العامة للقوات المسلحة، وهذا الدعم ظهر بقوة اعتبارًا من عام 2014، من خلال امتلاك أحدث منظومات التسليح ومن خلال تدريب وتأهيل الضباط وضباط الصف وإلحاقهم بالدورات المنعقدة خارج مصر لاكتساب المزيد من الخبرات علاوة على التوسع فى تنفيذ التدريبات المشتركة مع الكثير من الدول الصديقة والشقيقة، وهذا يساهم بشكل كبير فى اكتساب الخبرات وتنوعها والتعرف على أحدث الأسلحة والمعدات الموجودة، وبالتالى امتلاك رؤية لتطوير الأسلحة والحفاظ على ما هو لدينا ورفع القدرات القتالية لقوات الصاعقة ونحرص على التدريب مع أقوى الدولة لنطمئن على مستوى مقاتلينا.