تضع القيادة السياسية فى أولوياتها تحقيق الأمن الغذائى خاصة فى ظل التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية العالمية، فقررت الدولة خلال السنوات الماضية تقديم منتج زراعى آمن وذلك عن طريق مشروع «الصوبة الزراعية».

فتم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى والهيئة العربية للتصنيع فى مجال التدريب على إنشاء وتشغيل الصوب الزراعية الحديثة الموفرة للمياه.

وطبقًا لهذا البروتوكول تتولى الهيئة العربية للتصنيع تمويل وتدبير المعدات اللازمة لإنشاء وتشغيل وإدارة الصوب الزراعية الجديدة والتدريب عليها، فى حين تتولى وزارة الزراعة عمليات الإدارة والتشغيل وفقًا للاشتراطات والمواصفات العلمية والفنية المتفق عليها، وذلك بهدف إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة بمناطق الاستصلاح الجديدة.

ويهدف مشروع ١٠٠ ألف صوبة زراعية إلى المساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك تعظيم الاستفادة من الأراضى المتاحة للأنشطة الزراعية وترشيد استخدام مياه الرى.

للمشروع انعكاس على حجم الصادرات المصرية بإيجابية شديدة ويزيد معدلاتها، لتتربع على عرش صادرات العالم من الفاكهة والخضراوات، كما أنه يعد الأكبر فى مجال الصوب الزراعية بمنطقة الشرق الأوسط، ويستهدف إنشاء ١٠٠ ألف فدان من الصوب الزراعية المحمية، وهذا المشروع يتم تنفيذه بواسطة الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

وينفذ المشروع على ثلاث مراحل؛ الأولى أطلقت فى فبراير عام 2018 بقاعدة محمد نجيب بمنطقة الحمام بمحافظة مطروح وتضم 1302 صوبة زراعية على أحدث التقنيات العالمية. وتتراوح مساحة الصوبة الواحدة ما بين 3 و12 فدانًا، بإجمالى 500 فدان على أحدث الأنظمة العالمية، ثم المرحلة الثانية فى ديسمبر 2018 وتتضمن 7100 صوبة زراعية على مساحة 34 ألف فدان فى مدينة العاشر من رمضان.

والمرحلة الثالثة فى أغسطس 2019 بعدد 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان ضمن قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية.

وتوفر الصوب أطعمة ذات جودة مرتفعة، تطابق المواصفات العالمية، حيث تحفظها من التلوث، إضافة إلى أنها تمكن المزارع من زراعة كافة أنواع المحاصيل طول فصول السنة المختلفة، إذ يتم التحكم فى درجة حرارتها، بما يساعد الثمرة على النمو بطريقة صحيحة، وفى بيئة مناخية مناسبة إلى ذلك، يمكن من خلال الزراعة فى الصوب تفادى الأخطاء البشرية التى تحدث فى الزراعة بشكل عام، ما قد يؤثر على الثمرة، ويقلل من الإنتاج، وكذلك تساعد المزارع فى التمكن بكميات الأسمدة والمبيدات.

ووفق خبراء فى هذا الشأن، فقد أسهم مشروع الصوب الزراعية فى حماية مصر من تأثير قسوة التقلبات المناخية، التى تهدد الزراعة على مستوى العالم، وجعلت بعض الدول تفتقر إلى وجود بعض الفواكه، وتضطر إلى استيرادها.

ومع التقدم الكبير فى استخدام الصوب الزراعية فى مصر، باتت بمثابة مخزن لاحتياجات الدولة من الطعام مثل الخضراوات والفواكه، وزاد الإنتاج إلى 5 أضعاف، الأمر الذى أدى إلى زيادة الدخل من العملات الأجنبية عبر تصدير المنتجات، وبالتالى توفير فرص عمل، بما يسهم فى القضاء على البطالة ومن أبرز المميزات الناتجة عن هذا المشروع، والذى تفتقر إليه دول عدة، السيطرة على الأسعار ومنع انفلاتها خصوصا مع الأزمات التى فرضتها التحديات العالمية، وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها على استيراد الحبوب وغيرها من المنتجات وأسهمت المنتجات الخارجة من الصوب الزراعية فى تصدير 6.5 مليون طن فائض، الأمر الذى حظى بتقدير الخبراء والمهندسين الزراعيين.

وأوضح تقرير لوزارة الزراعة أن المشروع يستهدف إنتاج محاصيل عالية الجودة والإنتاجية مع توفير غذاء صحى وآمن للمواطنين، لذلك فهو يعد من أهم المشروعات القومية التى أثرت بشكل مباشر على توفير الغذاء للمصريين، فضلًا عن تحقيق الأمن الغذائى فى ظل تزايد عدد السكان بشكل ملحوظ.

ويوفر مشروع الصوب الزراعية أكثر من 300 ألف فرصة عمل للشباب من خريجى الجامعات من التخصصات المختلفة وخريجى كليات الهندسة والزراعة، إلى جانب توفير فرص عمل للعمال والفلاحين.

وأضاف التقرير أن المشروع أسهم فى تصدير الخضراوات والسلع الغذائية لأكثر من 160 دولة، فتم تصدير 4.4 مليون طن من الخضراوات خلال العام الماضى، وتوفير منتج عالى الجودة؛ يستطيع أن ينافس عالميًا، كما أن الصوب الزراعية توفر آلاف فرص العمل للمصريين، وتواجه ارتفاع الأسعار ويمكن الإنتاج فى غير توقيت الفترات الطبيعية.

وأشار التقرير إلى أن الصوب الزراعية توفر احتياجات المواطنين من الخضراوات والفاكهة؛ وتحقيق اكتفاء ذاتى كامل من كل أنواع الخضراوات، وأن حجم إنتاج الخضراوات فى عام 2018 كان 19 مليون طن؛ وحاليًا بإنتاج 23 مليون طن خضراوات يتم ضخها فى السوق للمساهمة فى توفير الخضراوات والفواكه للمواطنين طوال العام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصوب الزراعية الأمن الغذائى القيادة السياسية التغيرات المناخية الهيئة العربية للتصنيع الصوب الزراعیة الأمن الغذائى ملیون طن

إقرأ أيضاً:

هزاع بن زايد: الاستثمار بالتكنولوجيا الزراعية أولوية وطنية

شهد سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة العين، إطلاق شركة «سلال» لواحة الابتكار «iO»، المتخصصة في البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا الزراعية، دعماً لجهود ومبادرات تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة، وترسيخ منظومة الأمن الغذائي، بما يتماشى مع أهداف وتوجهات الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.
كما شهد سموّه افتتاح «أكاديمية التكنولوجيا للزراعة المتقدمة»، التي تهدف إلى إعداد الجيل المقبل من خبراء وروّاد التقنيات الزراعية في دولة الإمارات، حيث ستُقدم الأكاديمية برامج متخصصة في الإرشاد المهني والتدريب العملي، بالتعاون مع مؤسسات بحثية عالمية، وذلك لتمكين الكوادر الإماراتية وتزويدهم بالمهارات والكفاءات الضرورية للإسهام في دفع عجلة الابتكار في قطاع الغذاء والزراعة.
كما شهد سموّه توقيع اتفاقية بين شركة «سلال» وجامعة الإمارات، تهدف إلى دعم جهود تعزيز التعاون في مجالات البحث والابتكار الزراعي، وتشمل تقديم خمس منح دراسية لطلبة كلية الزراعة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تمكينهم في مجالَي الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي، وذلك دعماً للتميز الأكاديمي وتنمية المواهب الوطنية.
وأكّد سموّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان أن الاستثمار في أبحاث التكنولوجيا الزراعية أولوية وطنية ذات أهمية إستراتيجية تستهدف تطوير قدرات الإنتاج المحلي المستدام بالاعتماد على تقنيات متطورة لدعم الابتكار في القطاع الزراعي، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة لمواكبة التغيرات التي تشهدها سلاسل التوريد والتحديات المستقبلية التي تواجهها منظومة الأمن الغذائي إقليمياً وعالمياً.


رافق سموّه، خلال مراسم الافتتاح، الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، وزكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السموّ رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، والأستاذ الدكتور أحمد الرئيسي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة، وسالمين عبيد العامري، الرئيس التنفيذي لشركة «سلال»، والدكتور محمد عبدالمحسن اليافعي، عميد كلية الزراعة والطب البيطري بالإنابة في جامعة الإمارات، وحميد الرميثي، الرئيس التنفيذي للأمن الغذائي في شركة «سلال»، والدكتور شمال محمد، الرئيس التنفيذي لواحة الابتكار في شركة «سلال».
وبهذه المناسبة، قال سالمين عبيد العامري، الرئيس التنفيذي لشركة «سلال»: «تسهم واحة الابتكار في إعادة تعريف مستقبل قطاع الغذاء والزراعة في دولة الإمارات. ومن خلال دمج التقنيات المتقدمة، والشراكات الإستراتيجية، فإننا نبني منظومة غذائية أكثر مرونة واستدامة. وبفضل التركيز على الأبحاث والابتكار ونقل المعرفة، نواصل تعزيز ريادة الدولة في مجال الحلول التقنية الزراعية وقيادة التقدم في هذا المجال الحيوي، ويُعزز إطلاق أكاديمية التكنولوجيا للزراعة المتقدمة هذا التوجّه، ويؤكّد التزامنا بتطوير الكفاءات الوطنية، لضمان استمرار ريادة الإمارات عالمياً في مجال الابتكار الزراعي».
وتمتد واحة الابتكار على مساحة تصل إلى أكثر من 300 ألف متر مربع، وتُشكّل منظومة بيئية حيوية تعزّز التعاون بين الباحثين وقادة القطاع والشركات الناشئة والأوساط الأكاديمية.
وستعمل واحة الابتكار كحاضنة ومركز لتطوير التقنيات الزراعية، ودعم الزراعة المقاومة للتغيرات المناخية، والزراعة في البيئات الخاضعة للتحكُّم، إضافة إلى تعزيز الإنتاج الغذائي الفعّال من حيث استهلاك الموارد.
كما ستوفر واحة الابتكار، المجهّزة بمختبرات متطورة وغرف نمو، ومرافق لتحليل الصفات النباتية، ومنشآت تجريبية تشمل البيوت المحمية والبيوت الشبكية، إضافة إلى مساحات خاصة للزراعة في الحقول المفتوحة للأبحاث، منصة متقدمة لتطوير واختبار الحلول التقنية الزراعية.

زراعة مقاومة للتغيرات المناخية

تركز واحة الابتكار على تقنيات الزراعة المقاومة للتغيرات المناخية لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة وتحسين الإنتاجية، وحلول الربط بين الماء والغذاء والطاقة باستخدام تحلية المياه بالطاقة الشمسية، والزراعة الدقيقة المدعومة بتقنيات إنترنت الأشياء، والمحاصيل المقاومة للملوحة، إضافة إلى الأنظمة الغذائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تعتمد على التعلم الآلي والروبوتات وتحليل البيانات لتحسين إدارة المزارع وتقنيات ما بعد الحصاد لتعزيز كفاءة سلسلة الإمداد وتقليل الهدر الغذائي.

مقالات مشابهة

  • كامل توفيق: «مبادرة الرواد الرقميون تعزز مهارات الشباب في تكنولوجيا المعلومات وتدعم الاقتصاد»
  • وزير الزراعة بحث في تفعيل التعاونيات الزراعية واستثمار سوق السمك
  • الزراعة: 620 ألف فدان خالية من العفن البني في البطاطس
  • 620 ألف فدان.. الزراعة تتابع عمليات حصاد البطاطس في المناطق الخالية من العفن البني
  • عيد تحرير سيناء 2025.. طفرة زراعية وتنموبة شاملة تشهدها أرض الفيروز
  • هزاع بن زايد: الاستثمار بالتكنولوجيا الزراعية أولوية وطنية
  • الشيوخ يحيل طلب مناقشة بشأن بناء منظومة زراعية إنتاجية متكاملة للجنة المختصة
  • نائب وزيرالزراعة : الصادرات الزراعية المصرية احتلت مكانة مرموقة في الأسواق العالمية
  • وكيل زراعة الشيوخ يستعرض طلب مناقشة حول بناء منظومة زراعية وصناعية متكاملة
  • الشيوخ يناقش طلبا بشأن سياسات بناء منظومة زراعية إنتاجية صناعية متكاملة