رئاسة الهند لمجموعة العشرين ودورها كمركز طبي عالمي
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
نيو دلهي : البلاد
تلعب الهند دوراً كبيراً بصفتها رئيس مجموعة العشرين ( G20 ) في إدارة الرعاية الصحية الإحترازية من خلال استغلال آليات الصحة الرقمية من اجل تحقيق التغطية الشاملة وفي حقبة التي تتسم بالتعاون العالمي والتقدم التكنولوجي، انعقد اجتماع مهم جداً لوزراء الصحة في مجموعة العشرين في أوائل هذا الشهر بمدينة غاندي ناغر بالهند الذي شاركه أكثر من 70 ممثلاً من مختلف الدول الأعضاء في مجموعة العشرين .
حيث يمثل هذا الخطاب الديناميكي في اجتماع وزراء الصحة لمجموعة العشرين مزيجاً متناغماً بين التقدم الإبتكاري والتوزيع العادل للرعاية الصحية في حين استعرضت قمة الطب التقليدي العالمي التي استضافتها منظمة الصحة العالمية يومي 17 و 18 أغسطس تحت عنوان ” دور الطبي التقليدي والتكاملي في تطور الصحة العالمية . وفي رسالة عبر الفيديو إلى اجتماع وزراء الصحة لمجموعة العشرين، سلط رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الضوء على الدور المحوري للصحة في صنع القرار مشدداً على قيمة التعاون الدولي أثناء جائحة كورونا (كوفيد-19) .
وفي هذا الخطاب شدد مودي على الصمود وحث على التأهب الإحترازي للوقاية من حالات الطواري الصحية في المستقبل موضحاً النهج الهندي الشامل، وتوسيع البنية التحتية الصحية ودعم الطب التقليدي وضمان توفر الرعاية الصحية مع الإشادة بالمركز العالمي للطب التقليدي التابع لمنظمة الصحة العالمية ومبادرة المناخ والصحة حيث أطلق رئيس الوزراء مودي نداءً واضحاً للإستدامة والإبتكار المفتوح والقضاء على التمويل الزائد عن الحاجة وفي الوقت نفسه تعزيز النشر العادل للتكنولوجيا مما ساهم في تقدم الرحلة نحو التغطية الصحية الشاملة على حد وصفه .
يذكر أنه في فترة قصيرة تبلغ تسع سنوات فقط، انتشر التقدم الهائل في الطب التقليدي في الهند بشكل كبير والذي نما بمقدار ثمانية أضعاف خلال الفترة المشار إليها اعلاه حيث سجل الملاحظات الموضوعية للأمين العام لوزارة الصحة واليوجا والطب البديل في الإتحاد / راجيش كوتيشا هذا التقدم الصاخب ويتجلى التزام الأمة القوي بالرعاية الصحية من خلال إنشاء أكثر من 12500 مركز صحي ورفاهية في آيوش وهو مظهر ملموس لجهود الهند في توفير الرعاية الصحية المتاحة لمواطنيها .
بالإضافة إلى ذلك ، يعتبر تعزيز التعاون داخل قطاع الأدوية مسرح الأحداث مع التركيز على الجوانب الحيوية لضمان إمكانية الوصول، والتوافر والقدرة على تحمل تكاليف الإجراءات الطبية المضادة مثل اللقاحات والعلاجات والتشخيص ونحو ذلك حيث يعمل معرض إنديا ميدتك إكسبو 2023 كمنصة أساسية لإستغلال قوة الهند في قطاع الأجهزة الطبية والتي تستعد لإعادة تعريف الأمة كمركز عالمي للتكنولوجيا الطبية .
لا يخفى علينا أن الخيط الموضوعي الذي يوحد هذه الجهود هو الروح الفلسفية التي أعلنها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ” كوكب واحد ، عائلة واحدة و مستقبل واحد ” وهذا الموضوع المتشابك بتناغم مع مبدأ الهند ” فاسودايفا كوتومبوكام” يعني ” العالم عائلة واحدة” ليس مجرد كلام مبتذل وإنما مبدأ توجيهي يشكل رؤية الهند لعالم أكثر صحة بعد جائحة و إن هذه الدعوة مليئة بجوهر ” العالم عائلة واحدة” تردد صداها تصميم الأمة على توجيه نفوذها من أجل التقدم الجماعي تجاوزاً الحدود الجغرافية .
غير أنه لا يمكن تلخيص النمو السريع للهند كمركز طبي عالمي من خلال مجرد إحصاءات بل إنها قصيدة للمثابرة والإبتكار والتخطيط الشامل حيث يشكل مسار نمو صناعة الرعاية الصحية بمثابة شهادة على تطلعات الهند ومعدل النمو السنوي المركب ( CAGR) البالغ 22% يدفع قيمة الصناعة إلى مبلغ مذهل قدره 372 مليار دولار أمريكي في عام 2022م ومن المتوقع أن يرفع مسار النمو المتسارع الحصة السوقية العالمية للهند من 1.5% متواضعة إلى نسبة متوقعة تتراوح بين 10 % إلى 12% على مدى السنوات الـ 25 القادمة مما يشير إلى ظهور الهند كلاعب عالمي أساسي في مجال الرعاية الصحية العالمية .
وفي مجال الأجهزة الطبية ، يعد النمو المتوقع للقطاع إلى 50 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025م وهو نتيجة مباشرة لمبادرات متعددة الجوانب بما في ذلك مخطط الحوافز المرتبطة بالإنتاج (PLI ) وكذلك إنشاء المجلس الوطني لتشجيع صادرات الأجهزة الطبية وهذه التدخلات الإستراتيجية لا تعزز فقط الإنتاج المحلي بل تعزز أيضاً امكانات الهند لتصبح مركزاً رائداً لتصنيع الأجهزة الطبية مما يقلل بالتالي من الإعتماد على الواردات وبجانب ذلك هناك سمة مميزة في مجال الرعاية الصحية في الهند هي التعايش بين التقاليد القديمة والإبتكارات الحديثة.
كما تمتد براعة الهند إلى ما هو أبعد من حدودها حيث أنها تظهر كوجهة مفضلة للسياحة الطبية وهي تحتل المرتبة العاشرة من بين 46 وجهة للسياحة الطبية المفضلة في مؤشر السياحة الطبية لعام 2021م مدعومة بممارستها القديمة ” الأيورفيدا واليوغا ” في مجال الطب وهناك مثال مؤثر في التناقض الصارخ بين تكلفة جراجة القلب الإلتفافية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تصل إلى 120000 دولار أمريكي في حين يبلغ تكلفة نفس الإجراء في الهند جزءاً بسيطاً منها مجرد 10000 دولار .
كما يعتبر قطاع الصناعة الأدوية كركيزة قوية في صعود الهند على الساحة العالمية وأصبحت الهند اليوم “صيدلية العالم” حيث يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 42 مليار دولار أمريكي مما يؤكد دورها الرائد كأكبر منتج ومصدر للأدوية العامة وفي الوقت نفسه تتجسد تطلعات الهند في التزامها بهدف التنمية المستدامة المتمثل في الصحة والرفاهية الجيدة ( الهدف رقم 3) مع العلم أن هناك عوامل عديدة تدفع بطموح الهند لتحولها إلى محور طبي عالمي مما يجعل مرافق الرعاية الصحية في متناول الجميع وبأسعار معقولة بغض النظر عن الخلفية الإجتماعية والإقتصادية ويكون الشعور بأن الجميع سعداء ويكون الجميع خاليين من المرض ” وهذا يؤكد رؤية رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الهند الرعایة الصحیة الأجهزة الطبیة رئیس الوزراء دولار أمریکی الصحیة فی فی مجال
إقرأ أيضاً:
وزير الشباب يوجه بتوفير الرعاية الطبية الكاملة للاعب الكاراتيه يوسف أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حرص وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، على متابعة تطورات الحالة الصحية للاعب الكاراتيه يوسف أحمد وذلك بعد تعرضه لإصابة أثناء مباراة ببطولة الجمهورية أدت إلى فقدانه الوعي
تواصل الوزير هاتفيًا مع والد اللاعب للاطمئنان عليه، مؤكدًا أن الوزارة تبذل كل الجهود لضمان تلقيه أفضل رعاية طبية، وشددً على أن صحة اللاعبين تأتي في مقدمة أولويات الوزارة.
لتوفير أقصى درجات الرعاية الطبية والدعم اللازم للاعب، أجرى الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، اتصالات مكثفة لمتابعة الإجراءات العلاجية والترتيبات الخاصة بحالته، حيث تواصل مع الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، لضمان تلقي اللاعب الرعاية الطبية اللازمة بأفضل المستشفيات المتخصصة.
كما بحث الوزير مع المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، سبل تقديم الدعم الكامل للاعب، نظرًا لعمل والد اللاعب ببتروجيت، واحتياجه إلي إجازة لمرافقة ابنه، حيث تم التنسيق بين الوزيرين، لحين تعافي اللاعب بشكل الكامل.
وأوضح صبحي أن اللجنة الطبية العليا بوزارة الشباب والرياضة تتابع الحالة بشكل مستمر، لضمان توفير كل سبل الدعم والرعاية الصحية للاعب.
وشُكلت لجنة عليا بناءً علي توجيهات الوزير، لمتابعة حالة اللاعب، برئاسة الدكتور حازم خميس رئيس اللجنة الطبية العليا بالوزارة واستاذ القلب والأوعية الدموية، الدكتور علي عبدالمحسن عميد كلية الطب جامعة الأسكندرية، الدكتور محمد صبحي أستاذ القلب والأوعية الدموية جامعة الإسكندرية، الدكتور أسامة ياسين أستاذ أمراض المخ والأعصاب جامعة الأسكندرية، الدكتور شريف وديع أستاذ الرعايات الحرجة ومساعد وزير الصحة للرعايات، الدكتور محمد لطفي أستاذ ورئيس قسم امراض القلب جامعة الإسكندرية، الدكتورة ريهام وجدي مدير عام مستشفي سموحة الجامعي، الدكتور عبد الرحمن مصطفي أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب جامعة الأسكندرية، الدكتور محمد عبدالمحسن مدرس أمراض المخ والأعصاب جامعة الإسكندرية.
وشدد الدكتور أشرف صبحي، علي المسئولين بالاتحاد المصري للكاراتيه؛ بالتواجد لحظيًا مع اللاعب يوسف، وتوفير كافة عوامل السلامة الطبية بالمنافسات.