ما المقصود من دعوة المبعوث الأممي إلى تشكيل حكومة ليبية موحدة؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
شغل الرأي العام ما جاء في إحاطة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي أمام مجلس الأمن، يوم الثلاثاء 22 أغسطس 2023 والتي قال فيها: إن حكومة موحدة تتفق عليها الأطراف الليبية أصبحت أمراً ضرورياً لقيادة البلاد نحو الانتخابات، وأعقبته مندوبة الولايات المتحدة بمجلس الأمن التي أبدت استعداد بلادها لدعم تشكيل حكومة تصريف أعمال مهمتها الوحيدة قيادة البلاد حتى تقام انتخابات نزيهة.
الأطراف المعارضة لحكومة طرابلس انطلقت في تفسيرها لإحاطة باتيلي إلى القول بتشكيل حكومة من الصفر، إلا أن التصريحات حمَّالة أوجه؛ لأن الموقف لم يسبقه مقدمات مهدت له بشكل أولي ولا يدور في الكواليس بهذا الشكل، كذلك يتناقض تأويل الإحاطة مع التطمينات التي تصل إلى الدبيبة، وفق مقربين منه
ذاتها ضفة المعارضين للدبيبة في طرابلس، تطلق النقاشات الموسعة وفق قراءتها للإحاطة الأممية وتفتح ملفات المترشحين للحكومة التي كانت ستنتجها خارطة الطريق بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة السابق خالد المشري، قبل أن تقطع عليها الطريق الصفقة السياسة بين الحكومة وحزب العدالة والبناء والتي أطاحت بالمشري وبخارطة الطريق وبكيان مجلس الدولة كجسم معارض للحكومة، وجعلت من حكومة الدبيبة طرف سياسي وحيد في المنطقة الغربية؛ مناظر للبرلمان وحفتر في الشرق.
وسبب عدم اقتناعنا بتفسير الضفة المعارضة للدبيبة؛ المخاوف الدولية من الذهاب إلى مرحلة صفرية ممثلة في ولادة حكومة لا تستطيع تولي زمام الأمور، إضافة إلى سلطة الأمر الواقع التي ما تزال قائمة على الأرض بين من لديه قوة يفرضها في الشرق ومن لديه تقارب مع القوة في المنطقة الغربية والوصول إلى تسوية سياسية بينهما يمثل حلا للمعضلة الليبية.
كذلك من أسباب عدم الاقتناع بجدية ذهاب المبعوث الأممي إلى الدفع بولادة سلطة تنفيذية جديدة؛ هو المرحلة الحرجة التي تشهد توترات في الجنوب وتوسع النفوذ الروسي وتسارع الأحداث كتسرب الجيش التشادي إلى الحدود الجنوبية لملاحقة المعارضة واتخاذ قوات الدعم السريع الجنوب الليبي حديقة خلفية، في غضون عملية عسكرية مرتقبة في النيجر.
بحسب توقع مراقبين للمشهد (برأيي يبدو واقعيا إلى حد ما) فإن الحكومة التي تكلم عنها باتيلي هي فكرة دمج السلطات التنفيذية التي طرحها المبعوث الأممي منذ فترة بشكل غير مباشر في لقاءاته بين الأطراف (وفق مقربين من المعسكرين) وتحدث عنها نائب رئيس الحكومة رمضان أبو جناح في مقابلته مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) في الرابع من أغسطس الجاري.
والمبعوث الأممي في إحاطته كان يريد الضغط للذهاب نحو هذا الخيار الذي انتجه اتفاق الدبيبة/حفتر، إلا أن كلاهما عرقل تسوية تعديل السلطة التنفيذية؛ بسبب ارتفاع سقف المطالب وفضل الهروب إلى اللجنة المالية العليا.
أيضا هناك توقعات بأن يجري دمج السلطة التنفيذية ومنحها صبغة تصريف الأعمال (في اتساق مع تلميح مندوبة الولايات المتحدة بمجلس الأمن) إلى حين إنجار الانتخابات استنادا على المخاوف الدولية من عدم تمكن حكومة جديدة بشخصيات جديدة من الوصول إلى أرضية اتفاق.
وهو ما نقرأه في تأكيد باتيلي المتكرر على ضرورة التوافق بين الأطراف السياسية الفاعلة، في ظل المعلومات عن استبعاد طرح خيار الذهاب لحوار سياسي جديد على غرار حوار جنيف.
الخلاصة: اعتقد أن إحاطة المبعوث الأممي بمجلس الأمن هي تطور في الموقف وخطوة للأمام بين الخطوات التي تمثلت في اتفاق بنغازي بين عقيلة وحفتر والمنفي على الملكية الليبية للحوار واللجنة المالية العليا ومن قبله التسويات التي صيغت تحت الطاولة بين الدبيبة وحفتر وبالتالي لن يكون هناك تحركا دوليا معاكسا ينسف الاتفاقات السابقة ويعود بالبلاد إلى النقطة صفر.
هذا والله أعلم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المبعوث الأممی مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد يتلقّى دعوة من رئيس وزراء الهند لزيارة نيودلهي أبريل المقبل
تلقّى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم، دعوة من دولة ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند، لزيارة نيودلهي خلال شهر أبريل المقبل. جاء ذلك خلال استقبال سموّه اليوم معالي الدكتور سوبرامانيام جايشانكار، وزير الشؤون الخارجية الهندي حيث أعرب سموّه عن امتنانه للدعوة الكريمة، والتي تأتي في إطار علاقات الصداقة والتعاون الوطيدة والمتنامية بين البلدين.
وقد رحّب سموّ ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بمعالي الدكتور جايشانكار، مؤكداً عمق الروابط التاريخية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، والتي تُعد ركيزةً أساسية تدعم نمو وازدهار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتؤكد تطورها الإيجابي المستمر بقيادة وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودولة ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند، نحو آفاق أرحب تخدم مصالح الشعبين الصديقين.
شهد اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك، مع التركيز على القطاعات الحيوية الرئيسية المرتبطة بخطط التنمية الشاملة في البلدين وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي في سياق «الشراكة الاقتصادية الشاملة» بين الإمارات والهند، بما في ذلك تعزيز مستويات التبادل التجاري والسياحي والاستثماري بين الجانبين وتطرُّق إلى عدد من الموضوعات محل الاهتمام المشترك وأبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
حضر اللقاء معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد.