شبكة اخبار العراق:
2025-04-17@01:41:34 GMT

زيلينسكي وبزشكيان.. دولتان ومصيران

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

زيلينسكي وبزشكيان.. دولتان ومصيران

آخر تحديث: 15 مارس 2025 - 12:47 مبقلم: فاروق يوسف  تعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتوبيخ في البيت الأبيض. كان أشبه بتلميذ لا يعترف بخطئه أمام المعلم دونالد ترامب. غير أنه لم يستفد من تلك الفضيحة بطريقة تضر به وببلاده. ففي جدة في السعودية حيث عُقدت مفاوضات أميركية – أوكرانية وافقت أوكرانيا على اقتراح أميركي بوقف مؤقت وفوري لإطلاق النار لمدة 30 يوما.

في تعليقه على تلك الموافقة قال زيلينسكي “يبقى على الولايات المتحدة أن تقنع موسكو بالموافقة على ذلك المقترح.” الموافقة الأوكرانية وتعليق زيلينسكي ينطويان على حنكة سياسية وسيكون لهما أبلغ الأثر على مستقبل أوكرانيا التي زُج بها في حرب ليست ضرورية وضد جار قوي لطالما كان بمثابة الأخ الأكبر. بعد حفلة التوبيخ لم يدر زيلينسكي ظهره للولايات المتحدة ويرفع يديه ملوّحا لأوروبا التي بدت كما لو أنها كانت منزعجة من إمكانية انتهاء الحرب. لم يقل زيلينسكي للرئيس الأميركي “افعل ما تريد.” تلك الجملة التي قالها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موجها كلامه إلى دونالد ترامب ليس من الحكمة أن يقولها رجل تئن بلاده تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدولة التي يترأسها ترامب. بل إن جزءا من تلك العقوبات يقف وراءه ترامب شخصيا. أما مناسبة الجملة التي قالها بزشكيان فهي الدعوة التي حث ترامب من خلالها إيران على العودة إلى مائدة التفاوض. طبعا بزشكيان يعرف أن كلامه لا يقدم ولا يؤخر فهو على مستوى القرار الأخير لا يمثل شيئا. ليس الرجل سوى واجهة لإيران (الديمقراطية) التي لا سلطة لها، أما السلطة الحقيقية فإنها تقع بيد المرشد الأعلى الذي يمكنه أن ينسف كل ما يقوله الآخرون. بزشكيان ليس المسؤول الإيراني الوحيد الذي إذا قال كلاما فإن ذلك الكلام لن يكون ملزما لأحد. الدولة في مكان ورجالها في مكان آخر. زيلينسكي رئيس حقيقي أما بزشكيان فهو مجرد واجهة. لقد ترأس إيران عدد من الرؤساء لم يترك أحد منهم أثره على سياستها التي كان يميلها المرشد الأعلى المسافة بين زيلينسكي وبزشكيان هي نفسها المسافة التي تفصل بين أوكرانيا وإيران. إيران دولة دينية وهي تبعا لذلك دولة عقائدية وهي أيضا مقيدة بالأفكار التي يحملها ويؤمن بها الزعيم الديني الذي لا يمسه الخطأ ولا يخترقه ولا يدانيه. أما أوكرانيا فهي على العكس تماما، دولة مدنية علمانية ليست عقائدية وإن قضت دهرا بين أحضان الشيوعية ولها رئيس منتخب هو في الأساس ممثل فكاهي. الفرق أيضا يكمن في أن زيلينسكي رئيس حقيقي أما بزشكيان فهو مجرد واجهة. لقد ترأس الجمهورية الإسلامية عدد من الرؤساء لم يترك أحد منهم أثره على سياستها التي كان يميلها المرشد الأعلى وتنفذها الدولة. سيترك زيلينسكي أثره السيء على التاريخ الأوكراني. ذلك ما سيُذكر به. ولكن ما الذي يُذكر في إيران بأبي الحسن بني صدر ومحمد خاتمي وهاشمي رفنسجاني وسواهم من رؤساء إيران؟ لا شيء. بعد حفلة التوبيخ التي رأتها المليارات من البشر لم يذهب زيلينسكي إلى التحدي في محاولة لاستعادة كرامته الشخصية. لقد فكر الرجل بمصير بلاده وشعبه وإن كان قد أخطأ في أوقات سابقة في تقديراته في حقهما. على الأقل أنه عرف أن الثقل الحقيقي يقع في الولايات المتحدة وليس في أوروبا. أوروبا التي دعّمته في الحرب لم تتراجع عن التضحية ببلاده فيما تراجعت الولايات المتحدة خطوتين إلى الوراء لتفتح ممرا للسلام الذي سيمكن أوكرانيا من استعادة أنفاسها بعد أن خنقتها الحرب التي بدت كما لو أنها لن تنتهي. أما حين يقول ترامب بأنه سيدعو زيلينسكي لزيارة أخرى إلى البيت الأبيض فإن تلك الزيارة بالتأكيد ستكون بمثابة اعتذار عما جرى في اللقاء الأول بين الرجلين. هذه هي السياسة. السياسة ليست دينا. ذلك ما يعرفه الإيرانيون جيدا. غير أنهم لا يلجؤون إلى تصريفه على أرض الواقع إلا إذا شعروا بالخطر. بغض النظر عن موقفنا من الرئيس الأوكراني فإنه اختار أن يوقف الحرب بناء على تقديرات سياسية حكيمة. ستتخلى القوة الأعظم عنه. ولأنه يعرف أن أوروبا برمّتها غير قادرة على إنقاذ بلاده من الهلاك الذي يمكن أن يقود إليه استمرار الحرب فقد قرر المضي وراء الموقف الأميركي بغض النظر عن انزعاجه الشخصي من الرئيس ترامب. لم يقل “افعل ما تشاء” أما بالنسبة إلى بزشكيان فلأنه يعرف أن الرئيس الأميركي لا يقرأ تصريحاته ولن يبلغه بها أحد فقد قال جملته بكل أريحية ليذهب بعدها إلى النوم وهو مطمئن إلى أن المنشآت النووية لن تتعرض لضربة أميركية أو إسرائيلية بسبب تصريحاته.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي يهاجم أمريكا.. ترامب: لا يمكنك أن تقاتل من هو أكبر منك 20 مرة

هاجم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الولايات المتحدة الأمريكية، واتهمها “بعدم الوفاء بتعهداتها بتزويد أوكرانيا بأنظمة إضافية من صواريخ “باتريوت” للدفاع الجوي”.

وأشار زيلينسكي، إلى أن هذا “التلكؤ” يعود إلى غياب الإرادة السياسية لدى الشركاء الغربيين لدعم أوكرانيا في مواجهة التحديات الأمنية”.

وفي مقابلة مع شبكة CBS، عبر زيلينسكي، عن “استغرابه من عدم التوصل إلى اتفاق بشأن تسليم أنظمة “باتريوت” الإضافية، رغم الوعود التي قطعت خلال قمة حلف “الناتو” في واشنطن صيف عام 2024″.

وأوضح أن “المشكلة ليست مالية، حيث إن كييف مستعدة لشراء هذه الأنظمة مقابل 15 مليار دولار للمنظومة، لكنها تواجه عقبات سياسية”، قائلا: “الولايات المتحدة تقول إنه لا يمكنها توفير هذه الإمكانيات لأوكرانيا، في الوقت الذي تقدم فيه مثل هذه الأنظمة لدول أخرى مثل إسرائيل”.

وشدد زيلينسكي، على أن “أوكرانيا تطلب فقط أنظمة الدفاع الجوي”، مشيرا إلى أن شركاءها يفتقرون إلى “الإرادة السياسية اللازمة لحل هذه القضية، مؤكدا أن بلاده تحتاج إلى 10 أنظمة لتغطية بعض المدن الرئيسية”.

وحذر من أن “غياب الدعم الأمريكي سيؤدي إلى خسائر كبيرة لأوكرانيا، سواء على الصعيد الإنساني أو من حيث السيطرة على الأراضي”.

واقترح  خيارا بديلا يتمثل في الحصول على “تراخيص لإنتاج منظومات “باتريوت” وذخائرها محليا”، مشيرا إلى أن “دولا أوروبية وآسيوية غير منخرطة في نزاعات عسكرية لديها بالفعل أنظمة أمريكية مشابهة منصوبة على أراضيها”.

بدوره، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في معرض رده على أسئلة الصحفيين، أن “كييف تطلب الصواريخ باستمرار”، معقبا “لا يمكنك أن تبدأ صراعا ضد من هو أكبر منك 20 مرة وتتوقع أن تحصل على صواريخ”.

وطُلب من ترامب، التعليق على قول فلاديمير زيلينسكي إن “أوكرانيا كانت مستعدة لدفع 15 مليار دولار مقابل 10 منظومات صواريخ أرض- جو من طراز باتريوت (SAM) لكن واشنطن رفضت بيعها”. 

فقال ترامب: “انظر، عندما تبدأ حربا، عليك أن تعرف أنه يمكنك الفوز بها، أليس كذلك؟ أنت لا تبدأ حربا ضد شخص أكبر منك بعشرين مرة وتأمل أن يمنحك الناس صواريخ”، مذكرا أنه خلال ولايته الرئاسية الأولى زود كييف بأنظمة “جافلين” المضادة للدبابات”.

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن “زيلينسكي، طلب خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمدادات إضافية من أنظمة الدفاع الجوي، وخاصة نظام باتريوت”، مشيرة إلى أن “ترامب” وافق على دراسة الخيارات المتاحة، وخاصة في أوروبا”.

مقالات مشابهة

  • ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي شملته؟
  • ترامب محبط من زيلينسكي.. وروسيا: اتفاق السلام ليس سهلاً
  • زيلينسكي يهاجم أمريكا.. ترامب: لا يمكنك أن تقاتل من هو أكبر منك 20 مرة
  • ترامب يجدد هجومه على زيلينسكي
  • ترامب يهاجم زيلينسكي مجدداً: لا تبدأ حرباً ضد من يفوقك بـ20 ضعفاً
  • ترامب: زيلينسكي وبايدن سمحا ببدء مهزلة حرب أوكرانيا .. وأعمل بجد لوقفها
  • الخارجية الإيرانية: واشنطن هي التي حرمت مواطنيها من الاستثمار في #إيران عبر وضع قوانين معقدة
  • زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية حجم الدمار الذي خلفته الحرب
  • أخبار العالم| واشنطن تعرض ضمانات لحماس مقابل إطلاق رهائن.. زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا.. وأمريكا تختار موقعا جديدا لمحادثاتها مع إيران
  • زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا قبل اتخاذ أي قرار