سودانايل:
2025-03-15@13:42:59 GMT

وضع الأوطان مرآة لحكامها وليس لشعوبها!!!

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

بينما أقلب في جهازي اليوم وجدت مقال سابق لي لم أتوفق في إرساله للصحف في زحمة الحياة اليومية ،ولذلك أرسله اليوم لأنه يظل يرد على مواقف بعض الكتاب "الرمادية" في الأمس واليوم ولربما الغد!
قرأت مقال للزميلة باتحاد الصحفيين والكتاب العرب فوزية رشيد بتاريخ 24 ديسمبر 2024 بعنوان" الأوطان مرآة شعوبها!"، وقد استفزني المقال لأنني شعرت فيه باتهام مبطن لبعض الشعوب بأنها سيئة ولذلك فهي تدمر بلادها، و وبرغم جودة المقال والجراءة الظاهرة فيه، ولكنه يستدعي الرد والنقاش حول ما جاء فيه، بدأت الزميلة بالقول )الأوطان في فعل عكسها لما يجري فيها، تشير إلى حقيقة شعوبها، .

...... ! فهي الأوطان التي تعكس ما وصلت إليه شعوبها من رقي وحضارة وثقافة وقيم أو تخلف وتأخر وجهل !(
ومن هنا نجدها تبدأ بالهجوم على الشعوب متهمة إياها بالتخلف والتأخر والجهل دون إيضاح أسباب ذلك التخلف وهل لحكام تلك الشعوب دور فيه ام لا!!! وخاصة قادة الأنظمة الاستبدادية الحاكمة فيه عسكرية كانت ام مدنية!!!
ثم تستميت في الهجوم على الشعوب مع غض النظر عن استبدادية حكامها فنجدها تكتب ..) ما يهمنا أننا نرى أوطاناً عربية تمتلك كل الإمكانيات وتمتلك ثروات مختلفة، لكنها وبيد أبنائها تمزقت وتخلفت واضطربت، بعد أن استجابت بفئات فيها إلى مسارات الفوضى المرسومة لها، والمخططات التي تعبث بمصائرها، ( !
وهنا نجدها تخاف ان توجه الاتهام للحكام صراحة وتوجه الى "فئات فيها"
!!! ثم تستمر في الهجوم على الشعوب وتمايز بينها بأن )هناك شعوب بالفطرة تغلب عليها وعلى سلوكياتها الرؤية الوطنية، فتفدي أوطانها بالغالي( !!! ثم تعود لاتهام الأوطان بأنها دمرت نفسها بنفسها وفي ذلك تبرئة واضحة للحكام فتقول )بينما أوطان عربية سلمت نفسها وعلى يد بعض أبنائها إلى الخراب والدمار، ولم تفهم في لغة الوطن إلا مصالحها الأنانية، بل دمرت شعوبها، ومارست القتل فيهم بناء على اختلافات مذهبية أو إيديولوجية،(
أجد الخلط الواضح في المقال بين الشعوب والاوطان والحكام، فحين تريد التجريم تتهم الشعوب او تذكر الأوطان ولكأني بأن تلك الشعوب هب الفاعل الحقيقي والمالك للقوة العسكرية والأمنية التي يمكن من خلالها فرض قرارها السياسي وخياراتها، في حين ان الزميلة العزيزة تعلم علم اليقين بأن تلك الشعوب ترضخ تحت حكم القهر والاستبداد وبالحديد والنار!!!
وكأني بها قد أستحت في نهاية المقال فحاولت بقدر الإمكان الإشارة من طرف خفي لجرم الحكام فكتبت ) رأينا .... كيف تبيع أنظمة دول أبناءها للحفاظ على بقائها، وكيف تمارس أبشع الجرائم في حق مواطنيها، … والخلاصة أن كل من يفعل ذلك، لا يفهم معنى الوطن، ولا قيمة الإنسان، ولا يدرك معنى الإخلاص للوطن ولشعبه، ولا يرى نفسه قط في مرآة الوطن ومرآة التاريخ !(
ان الحقيقة الثابتة هي انه ليست هناك شعوب لها سلوك وطني وأخرى لا تملك ذلك السلوك، ولكن هناك شعوب تصر الأنظمة العالمية على ضرورة ان تظل تحت الحكم الاستبدادي مع حاكم "عميل" حتى يتسنى لها سرقة موارد تلك الشعوب بثمن بخس، فتعمل تلك الأنظمة العالمية على دعم وتقوية النظام العميل، ويقوم هذا الأخير وأصحاب المصالح حوله بإحكام قبضتهم الأمنية على الوطن وجعله سجنا كبيرا، غالبا سجنا مليء بالتعذيب والسحل والقتل وأحيانا سجنا ناعما!!!
ان قهر الشعوب يتم أحيانا من خلال تلك الأقلام التي تريد ان تشعره بعقدة الذنب وانه سبب تخلفه وفي نفس الوقت تقوم بتبرئة الحكام بصورة ناعمة. والحقيقة التي تخاف الكاتبة عن البوح بها هي أن الأوطان مرآة لحكامها، او لشعوبها المقهورة .

abdelgadir@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تلک الشعوب

إقرأ أيضاً:

«شوقي علام»: الخلاف الفقهي رحمة وتنوع وليس تضادًا

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الخلاف الفقهي يُعد من أبواب الرحمة، حيث إنه يعكس تنوعًا في الاجتهاد وليس تضادًا في الأحكام، مشيرًا إلى أن معرفة أسباب هذا الخلاف تساهم في الوصول إلى المسائل المجمع عليها وتوضيح المختلف فيه.

وأوضح خلال حلقة برنامج "الفتوى والحياة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الفقهاء على مر العصور اجتهدوا في استنباط الأحكام الشرعية وفق منهجية علمية دقيقة، مما يتيح للمتخصصين والمتعلمين الاستفادة من تعدد الآراء الفقهية واختيار ما يتناسب مع ظروف الزمان والمكان، مع الحفاظ على احترام الأئمة وتقدير جهودهم.

وأضاف أن دراسة الخلاف الفقهي تساعد في فهم أعمق للنصوص الشرعية، وتجنب التشدد والغلو، حيث أكد النبي ﷺ على خطورة التنطع في الدين، مشيرًا إلى أن الصحابة رضي الله عنهم تعاملوا مع المسائل الفقهية الفرعية بسعة صدر ودون تعصب.

وشدد المفتي السابق على أن منهج الوسطية في الفقه الإسلامي يتطلب الاعتدال وتجنب الإفراط والتفريط، مؤكدًا أن الاطلاع على اختلاف الفقهاء يُعين على التسامح وقبول الرأي الآخر، ويعزز من فقه الواقع في التعامل مع المستجدات، مشيرًا إلى أن اختلاف العلماء رحمة واتفاقهم حجة.

مقالات مشابهة

  • الهريفي للجماهير النصراوية: النصر فريق الـ 3 نقاط وليس البطولات .. فيديو
  • الأطراف السفلى مرآة لصحة القلب
  • من مقر الأمم المتحدة بنيويورك: الرابطة تُسمع العالم صوت الشعوب المسلمة في يوم مكافحة “الإسلاموفوبيا”
  • "السنة النبوية واستقرار الأوطان".. محور ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين
  • صحف عالمية: التجويع المتعمد للمدنيين في غزة جريمة حرب
  • محسن جابر: المهرجانات فن سائد الآن والعيب في الكلمة وليس اللحن
  • «شوقي علام»: الخلاف الفقهي رحمة وتنوع وليس تضادًا
  • نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
  • السيسي: الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها المخلصين