مؤسسة انسجام للتنمية تنظم ندوة نقاشية بعنوان "تنمية مهارات الشباب في الاقتصاد الأخضر"
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
نظمت مؤسسة انسجام للتنمية، بالتعاون مع مركز عدن الإبداعي، صباح اليوم الأربعاء، بالعاصمة عدن، ندوة نقاشية حول "الاقتصاد الأخضر"، تحت عنوان "تنمية مهارات الشباب في الاقتصاد الأخضر"، ضمن اهتمام المؤسسة بالحفاظ على البيئة وتنمية الاقتصاد الاخضر وتزامناً مع اليوم العالمي للشباب.
وشارك في الندوة متحدثين شباب محليين وعرب لاستعراض عدّة قصص ملهمة لتشجيع الشباب على مواصلة السعي تجاه العمل لأجل المناخ والاقتصاد الأخضر، والإيمان بأن السعي نحو تحقيق "المستحيل" ممكن.
وبدأت الورشة بكلمة للمدير التنفيذي لمؤسسة انسجام "رنا الحبشي"، رحبت من خلالها بالحاضرين والمشاركين عبر الزوم، مشيرة إلى اتجاه العالم اليوم بخطوات متسارعة إلى ما يسمى بـ"الاقتصاد الأخضر"، وذلك استجابة لمواجهة تفاقم المشكلات البيئية، والتي أصبحت تشكل تهديدًا لاستمرارية الحياة البشرية، ولإعادة تشكيل وتصويب الأنشطة الاقتصادية، لتكون أكثر مساندة للبيئة والتنمية الاجتماعية، وبما يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة.
وأضافت أنه أصبح التحول نحو عالم مستدام بيئياً وصديقاً للمناخ أمراً بالغ الأهمية، ولأن ذلك يقع على عاتق الشباب فهم أساس الحاضر والمستقبل.
وتمنت الأستاذة رنا في ختام كلمتها أن يستفيد الشباب من خبرات المتحدثين، خصوصا أن لديهم تجارب ناجحة وملهمة.
بعد ذلك تحدثت الشابة اللبنانية مارتين زعرور مؤسس مشروع عبر الزوم من بيروت عن تجربتها كمهندسة معمارية الي مؤسس مشروع جار الثريا بعد مشاركتها في برنامج القيادات الشابة وكيف الهمت للفكرة للمساعدة في رفع المستوى الاقتصادي لنساء لبنان عبر هذا المشروع, الذي هو عبارة عن معلبات المؤنة مصاحبة للبيئة ( زعتر، بندورة،تفاح..الخ) وتسويق المشروع عالميًا وماهي التحديات الذي وجهاتهم خلال العمل عليه.
كما تحدث بشار نبيل الباحث و المدرب في اهداف التنمية المستدامة, حيث تطرق الباحث إلى قصص فشله التي اصبحت لاحقا نجاحا, وكيف تحول من طالب تم اجباره على دراسة تخصص جامعي في مجال البيولوجي الى باحث ومدرب في اهداف التنمية المستدامة.
بدورها تحدثت ماريا عثمان المهندسة المعمارية عن مشروعها في تصنيع اسمنت صديق للبيئة من مواد طبيعية محلية وماهي التحديات الذي يوجهها الشباب في انشاء مشاريعهم.
اما رائدة الأعمال مرام عبود مؤسس مشروع عدن ورك زون تحدثت عن فكرة انشاء المشروع والصعوبات التي واجهتها لتنجح بإنشاء مشروع يتميز بالمساحة الامنة للشباب وتوفير لهم بيئة مناسبة ومستدامة.
وتحدثت الفنانة التشكيلية نجلاء خالد عن فكرتها بإعادة تدوير و استخدام الاشياء القديمة لصنع أشياء جميلة ومفيدة, . للمساهمة في الحفاظ على البيئة، من خلال إعادة التدوير والحد من الاستخدام المفرط.
وخلال الندوة اتيحت مساحة نقاشية لاستقبال مداخلات الحاضرين للاستفادة من تجارب وخبرات المتحدثين.
وتأتي هذه الفعالية ضمن اهتمام مؤسسة انسجام للتنمية للحفاظ على البيئة وتنمية مهارات الشباب في الاقتصاد الأخضر تزامنا مع اليوم العالمي للشباب.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الاقتصاد الأخضر الشباب فی
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد البرتقالي 4.0: نهج شامل للتنمية الصناعية الإبداعية المستقبلية (3- 6)
عبيدلي العبيدلي **
المملكة المتحدة: قوة صناعية إبداعية ناضجة
غالبًا ما يُشار إلى المملكة المتحدة على أنها قصة نجاح للصناعات الإبداعية، مع نظام بيئي راسخ يمتد عبر كل شيء من الأفلام والإنتاج التلفزيوني الراقي إلى الأزياء والموسيقى والتصميم والهندسة المعمارية والألعاب.
في عام 2023، ساهمت الصناعات الإبداعية في المملكة المتحدة بحوالي 124 مليار جنيه إسترليني في القيمة المضافة الإجمالية، أي ما يقرب من 5% من الاقتصاد. Parliament.UK - وهذه الحصة ترتفع بشكل مطرد. يوظف القطاع 2.4 مليون شخص (حوالي 7% من جميع الوظائف في المملكة المتحدة) commonslibrary.parliament.uk، أي أكثر من القوى العاملة في صناعات البناء أو التمويل. تعريف المملكة المتحدة للصناعات الإبداعية (الذي وضعته وزارة الثقافة والإعلام والرياضة) واسع النطاق، بما في ذلك القطاعات الفرعية مثل الإعلان والأفلام/ التلفزيون والموسيقى والنشر والبرمجيات وألعاب الفيديو والهندسة المعمارية والأزياء والحرف اليدوية.
وقطاع تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات والألعاب هو الأكبر من حيث الإنتاج، مما يعكس قوة المملكة المتحدة في المحتوى الإبداعي الرقمي، حيث يساهم بحوالي 40% من قيمة الصناعات الإبداعية. لندن هي عاصمة إبداعية عالمية، موطن للمسارح الرائدة عالميا (ويست إند)، وأماكن الموسيقى، واستوديوهات الأفلام، وشركات التصميم، والشركات الإعلامية. أكثر من 50% من الناتج الاقتصادي الإبداعي للمملكة المتحدة يأتي من لندن وحدها.
كما طورت مدن أخرى مثل مانشستر وبريستول وإدنبرة وكارديف مجموعات إبداعية قوية (مثل ميديا سيتي في سالفورد، المعروفة بالبث والوسائط الرقمية). ولطالما كانت حكومة المملكة المتحدة استباقية في رعاية الاقتصاد الإبداعي. تم تحديد الصناعات الإبداعية كواحد من ثمانية "قطاعات مدفوعة بالنمو" في الاستراتيجية الصناعية للمملكة المتحدة، وهناك صفقة قطاعية مخصصة للصناعات الإبداعية. تقدم الحكومة مزيجا من الحوافز المالية، مثل الإعفاءات الضريبية للقطاع الإبداعي (الإعفاءات الضريبية السخية للأفلام والتلفزيون والرسوم المتحركة وإنتاج ألعاب الفيديو وحتى العروض الحية) والتي ينسب إليها الفضل في ازدهار الإنتاج على سبيل المثال، أفلام هوليوود ذات الميزانيات الكبيرة ومسلسلات Netflix التي يتم تصويرها بشكل متزايد في استوديوهات المملكة المتحدة للاستفادة من هذه الحوافز.
وتستثمر برامج المنح وهيئات التمويل العام (مثل مجلس الفنون في إنجلترا وبرنامج مجموعات الصناعات الإبداعية التابع للبحث والابتكار في المملكة المتحدة) في البحث الإبداعي والمراكز الإبداعية الإقليمية والمؤسسات الثقافية. في عام 2023، أصدرت المملكة المتحدة استراتيجية "رؤية الصناعات الإبداعية 2030" تسلط الضوء على أهداف النمو والاستثمارات الطموحة، بما في ذلك زيادة التمويل الأخيرة بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني في عام 2025 "لشحن الأعمال الإبداعية في جميع أنحاء البلاد".
وتركز هذه الخطة على تنمية المهارات، والبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا الإبداعية، وتوسيع الفرص الإبداعية خارج لندن إلى مناطق أخرى.
التأثير الاقتصادي والثقافي: تعد الصناعات الإبداعية في المملكة المتحدة صاحب عمل محلي رئيسي ونجاحا في التصدير. بلغت قيمة الصادرات الإبداعية البريطانية (من الأفلام والتنسيقات التلفزيونية إلى الموسيقى والتصميم وألعاب الفيديو) 54.7 مليار جنيه إسترليني في العام 2021 - حوالي 7.7% من جميع صادرات المملكة المتحدة. ويتمتع السينما والتلفزيون البريطاني بجمهور عالمي واسع ("جيمس بوند" أو أفلام Netflix البريطانية مثل The Crown)، ويتصدر فنانو الموسيقى البريطانيون بانتظام المخططات الدولية (إرث فرقة البيتلز إلى أديل للفنانين الناشئين)، واللغة الإنجليزية تمنح النشر والإعلام في المملكة المتحدة انتشارا عالميا. كما أن مكانة لندن كمدينة ثقافية تغذي السياحة - على سبيل المثال، استحوذت السياحة الموسيقية على 14.4 مليون زائر في عام 2022 (محليا ودوليا مجتمعين) ودعمت 56000 وظيفة. علاوة على ذلك، فإن نمو القطاع الإبداعي (حوالي 1.5 مرة أسرع من بقية اقتصاد المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة) له فوائد غير مباشرة - فهو يقود الابتكار في مجالات أخرى (على سبيل المثال، التفكير التصميمي في التصنيع)، وينشط المدن (غالبا ما يشار إلى الإحياء الإبداعي لأجزاء من لندن أو مانشستر)، وتخطط "القوة الناعمة" (المحتوى الثقافي البريطاني يعزز نفوذ المملكة المتحدة على مستوى العالم). ولا يزال التحدي الذي يواجه المملكة المتحدة هو ضمان مشاركة هذا الازدهار في جميع المناطق والمجتمعات. في الوقت الحالي، أدى التركيز الكبير في لندن والجنوب الشرقي إلى تفاوتات إقليمية، وهناك جهود مستمرة لتوسيع البنية التحتية الإبداعية (الاستوديوهات والحاضنات والتمويل) في أجزاء أخرى من المملكة المتحدة. ومع ذلك، اعتبارًا من Orange Economy 4.0، تبرز المملكة المتحدة كاقتصاد إبداعي ناضج وديناميكي مع دعم مؤسسي قوي ونفوذ عالمي.
كوريا الجنوبية: من عملاق الأجهزة إلى القوة العظمى للتصدير الثقافي
تقدم كوريا الجنوبية مثالا صارخا لبلد حول نفسه بوعي من مصدر للسيارات والإلكترونيات إلى قوة ثقافية في غضون بضعة عقود. منذ أواخر التسعينيات، اتبعت كوريا الجنوبية أجندة وطنية لتنمية "صناعات المحتوى" - تغطي الموسيقى والأفلام والدراما التلفزيونية والرسوم المتحركة والألعاب والقصص المصورة والمزيد - كحجر الزاوية في اقتصادها. والنتيجة هي الظاهرة العالمية المعروفة باسم Hallyu، أو الموجة الكورية، والتي تشمل موسيقى البوب الكورية التي تغزو المخططات العالمية والدراما الكورية والأفلام التي تأسر الجماهير الدولية (على سبيل المثال. لعبة الحبار)، وحتى الجمال الكوري والأزياء والمطبخ يكتسب شعبية عالمية. بحلول عام 2021، كانت صادرات القطاع الإبداعي الكوري تكسب 12.4 مليار دولار سنويا - متجاوزة حتى عائدات التصدير من صناعة الأجهزة المنزلية في كوريا؛ حيث تجاوزت صادرات كوريا الجنوبية الثقافية 12.4 مليار دولار صادراتها من الإلكترونيات الاستهلاكية 4.7 مليار دولار في عام 2021). ويقدر حجم سوق المحتوى الثقافي الكوري بحوالي 100 مليار دولار، مما يجعله واحدا من أفضل 7 دول في العالم من حيث القيمة السوقية. وتوظف هذه الصناعات مجتمعة أكثر من 600,000 شخص في كوريا الجنوبية، وقد نمت بنسبة 4-5% سنويا، أسرع من العديد من القطاعات التقليدية.
دور الحكومة: غالبا ما يعزى نجاح كوريا الجنوبية إلى دور الحكومة القوي في رعاية اقتصادها الإبداعي. في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية (أواخر التسعينيات)، أنشأت كوريا وكالات مثل KOCCA (وكالة المحتوى الإبداعي الكورية) وزادت الميزانيات لدعم الإنتاج الثقافي، مع الاعتراف بإمكانات التصدير.
واستثمرت الحكومة بكثافة في تنمية المواهب (مثل تمويل أكاديميات تدريب الكيبوب ومدارس الرسوم المتحركة) والتكنولوجيا والبنية التحتية (أحدث استوديوهات الأفلام وساحات الرياضات الإلكترونية وشبكات النطاق العريض التي سمحت للبث بالازدهار)، والتسويق العالمي (الترويج للمحتوى الكوري في الخارج من خلال المراكز الثقافية والإعانات للترجمة والجولات الدولية وما إلى ذلك).
من ناحية السياسة، حسنت كوريا قوانين حقوق الطبع والنشر وإنفاذها، مما أعطى المستثمرين الثقة في إنشاء المحتوى، كما يقدم حوافز مشابهة لأرصدة البحث والتطوير لتطوير المحتوى ولديه نظام من المنح / المسابقات للصناعة الإبداعية. يتمثل أحد أهداف السياسة البارزة الأخيرة، التي أعلنتها وزارة الثقافة، في جعل كوريا واحدة من أكبر 4 مصدرين للمحتوى في العالم بحلول عام 2027، مما يشير إلى استمرار الالتزام رفيع المستوى. تعزز كوريا الجنوبية أيضا التعاون بين القطاعين العام والخاص: تعمل شركات الترفيه العملاقة (مثل HYBE أو SM Entertainment في K-pop أو NCSOFT في الألعاب) جنبا إلى جنب مع البرامج الحكومية لإعداد رواد أعمال مبدعين جدد.
** خبير إعلامي
رابط مختصر