الإعلان الدستوري في سوريا: ضرورة قانونية أم خطوة استباقية لإعادة تشكيل السلطة؟.. خبير يجيب
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
في ظل التغيرات السياسية العميقة التي تمر بها سوريا، جاء الإعلان الدستوري كأحد أهم الأدوات القانونية لتنظيم المرحلة الانتقالية، ووضع الأسس الأولية لبناء نظام سياسي جديد.
ويُطرح التساؤل حول دوافع هذا الإعلان وأهميته القانونية ومدى تأثيره على مستقبل سوريا السياسي والدستوري.
وحول لماذا إعلان دستوري في المرحلة الانتقالية، أوضح الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، أن الإعلان الدستوري يأتي لعدة أسباب وأهداف، هي:
1.سد الفراغ الدستوري وضمان استمرارية الدولة
بعد انهيار النظام الدستوري السابق وإلغاء دستور 2012، كان لابد من إطار قانوني يُنظم السلطات، يحدد مؤسسات الحكم، ويمنع حالة الفراغ السياسي التي قد تؤدي إلى اضطرابات أمنية وقانونية. يُعتبر الإعلان الدستوري وثيقة مؤقتة تحدد القواعد الأساسية للحكم خلال الفترة الانتقالية، مما يضمن استمرار الدولة ومؤسساتها.
2. التأسيس لنظام جديد وإعادة بناء الشرعيةالإعلان الدستوري ليس مجرد وثيقة إجرائية، بل هو أداة لإعادة تشكيل النظام السياسي على أسس جديدة، تختلف عن تلك التي سادت في الحقبة السابقة. فهو يحدد ملامح السلطة الانتقالية، وآليات اختيار القيادة، وصلاحيات الحكومة، وهو ما يشكل خطوة حاسمة في إعادة بناء الشرعية الدستورية للدولة.
3. تحديد معايير الحكم والحقوق الأساسيةيهدف الإعلان إلى إرساء مبادئ الحوكمة خلال المرحلة الانتقالية، بما في ذلك ضمان الحريات العامة، استقلال القضاء، وحماية حقوق المواطنين. كما يتضمن تدابير لتنظيم العلاقة بين السلطات ومنع الاستبداد السياسي أو الفراغ القانوني.
4. توفير إطار قانوني لصياغة دستور دائممن خلال الإعلان الدستوري، يتم وضع الأسس لعملية صياغة دستور دائم، عبر تحديد آلية تشكيل لجنة دستورية، وضمان أن تكون العملية شاملة وتشاركية. فهو بمثابة جسر بين الوضع الاستثنائي الحالي والنظام الدستوري المستقبلي.
5. تهيئة الظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهةلا يمكن الانتقال إلى نظام ديمقراطي بدون انتخابات شرعية، والإعلان الدستوري يحدد الإطار القانوني لهذه الانتخابات، بما في ذلك شروط الترشح، الإشراف على العملية الانتخابية، والضمانات القانونية لنزاهتها.
التحديات القانونية للإعلان الدستوريوأضاف أستاذ القانون الدولي، إنه رغم ضرورة الاعلان الدستوري إلا أنه يواجه عدة تحديات قانونية، أبرزها:
- مدى توافقه مع المعايير الديمقراطية:بعض نصوص الإعلان قد تُثير الجدل، مثل شروط الترشح أو صلاحيات الرئيس المؤقت.
- شرعية إصداره ومصدره القانوني:هل يستمد شرعيته من القوى الثورية أم من توافق سياسي واسع؟
- ضمان عدم تحوله إلى وثيقة دائمة:إذ يجب أن يكون الإعلان الدستوري مرحلة مؤقتة لا تستمر إلى أجل غير مسمى.
واختتم الدكتور أيمن سلامة أن الإعلان الدستوري يمثل خطوة ضرورية في تنظيم المرحلة الانتقالية في سوريا، لكنه ليس غاية بحد ذاته، بل مجرد وسيلة لضمان انتقال سلمي ومستقر نحو دستور دائم ونظام سياسي مستقر.
ونجاحه يعتمد على مدى التزام القوى السياسية بتطبيقه بشفافية، وضمان أن يكون مرحلة انتقالية حقيقية لا تُستخدم لترسيخ سلطة جديدة غير ديمقراطية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا الإعلان الدستوري الإعلان الدستوري السوري تشكيل السلام المرحلة الانتقالیة الإعلان الدستوری
إقرأ أيضاً:
محافظ بني سويف: لن نسمح بأي زيادات غير قانونية في أجرة الركوب
تابع الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، الالتزام بالتعريفة الجديدة وانتظام الخدمات بمختلف المحطات والمرافق الخدمية في المحافظة، في إطار متابعة التزام جميع الجهات التنفيذية بتطبيق التعريفة الجديدة بعد الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود وانتظام الخدمة في محطات الوقود، من خلال مركز السيطرة الموحد بديوان عام المحافظة، ويأتي ذلك في ضوء القرار الأخير للجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية بزيادة أسعار البنزين والسولار.
قام المحافظ بمتابعة لحركة العمل في محطات الوقود ومواقف سيارات الأجرة على مستوى مراكز ومدن المحافظة، وذلك عبر نظام الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، مما يتيح متابعة دائمة ومباشرة من خلال الاتصال المرئي بين مركز السيطرة وغرف العمليات المركزية والفرعية.
وشهدت المتابعة حضور اللواء سامي علام، السكرتير العام المساعد، أحمد دسوقي مدير مكتب المحافظ، علي يوسف رئيس مدينة بني سويف ، علاء عيد مدير إدارة الأزمات بالديوان العام.
وشدد المحافظ، على ضرورة التزام السائقين بالتعريفة الجديدة وعدم السماح بأي زيادات غير قانونية في الأجرة، مؤكداً على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين بالتنسيق مع إدارة المرور ومشروع المواقف، مطالبا بضرورة الانتهاء من تركيب اللافتات الإرشادية على مواقف السيارات، والتي تتضمن التعريفة الجديدة لكل خط سير، بالإضافة إلى إلزام السائقين بوضع استيكرات على الزجاج الأمامي للمركبات لبيان قيمة الأجرة المحددة.
كما قام المحافظ، في وقت سابق من اليوم، بجولة ميدانية شملت موقف محيي الدين، وتهدف الجولة إلى التأكد من تطبيق الأسعار الجديدة بشكل فعّال، واستمع خلالها إلى شكاوى المواطنين واطمأن على سير العمل في هذه المواقع الحيوية.