حين يخوض ترامب في مشكلة أكبر منه
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام بوصفها حلا للقضية الفلسطينية، فهذا غير ممكن لأنه مرتبط بخطيئة خاصة حين تتمثل بفكرة تهجير شعب كامل الى خارج حدود قطاع غزة كما يقترح هو، وإن بدا للوهلة الأولى إنه تراجع عن ذلك بفعل موقف عربي غير مسبوق مع إن مارشح عن تواصل أمريكي إسرائيلي مع دول كالسودان ودولتي الصومال وأرض الصومال يوضح بشكل لالبس فيه إن المرامي الأمريكية المتماهية مع مرامي نتنياهو ماتزال حاضرة وبقوة حتى مع تراجع مبهم من ساكن البيت الأبيض عن خطة التهجير تلك.
الخطيئة السابقة التي إرتكبها دونالد ترامب في دورة الحكم الأولى تكمن في إعتبار المدينة المقدسة عاصمة أبدية لدولة إسرائيل التي لاتؤمن بحل الدولتين، بل بدولة واحدة لليهود على أن تكون هناك إجراءات تضمن بعض الحقوق للفلسطينيين في الضفة الغربية، وقطاع غزة.
لم يكن ترامب مهتما كثيرا لموقف العرب طالما ضمن ذلك مسبقا، وهو يعلم إنهم أضعف من أن يواجهوه بمالديهم من تصورات عن القضية التي شغلتهم وشعوبهم لسبعين عاما، وإنهم سيوافقونه حتما في خطته حتى لو كانت الموافقة بعبارات منمقة غير مباشرة، ولتجنب غضب الشارع العربي الذي مايزال بعض منه يتحدث عن فلسطين، وحق شعبها في الكرامة الإنسانية، وتحقيق تطلعات الذين صبروا كل هذه المدة من الناس العاديين الذين تحملوا غطرسة الساسة وكذبهم.
الوعود التي يطلقها ترامب للفلسطينيين تشبه وعود المرشحين في اي إنتخابات تجري في بلادنا العربية لأنها تفقد أهميتها بعد ظهور النتائج، ولايعود المرشح مهتما بشيء بعد تحقيقه المكاسب التي كان يطمح إليها، ويعمل على ذلك بقوة وبحماس.
ترامب يريد أن يرضي جماعات الضغط الإسرائيلية تحسبا لمطبات في طريق الرئاسة، ولإستمالة المسيحيين المتصهينين، ولن يكون مهتما كثيرا للسلطة الفلسطينية التي ماإن توافق على الخطة حتى ترمى جانبا، وسيكون نتنياهو مطلق اليد في فعل كل مايريد ليبني المستوطنات، ويضم الأراضي بمافيها الأغوار والضفة الغربية لنهر الأردن.
فشل قادة أمريكا من أيام جيمي كارتر في حل القضية الفلسطينية، فهل ينجح ترامب في تصفيتها؟ لاأظن ذلك، فصراع الأديان أكبر من أمريكا نفسها بكل مايحيط بها من هالات المجد، والسيطرة، والنفوذ على العالم.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كل الذين أحبهم رحلوا
بقلم : هادي جلو مرعي ..
ينظر الى السماء، وقد لاحظ إنه كان غافلا عن أمر ما. كان يقوم بهذا طوال السنوات التي مرت، ولكنه لم يلتفت، غير أن السبب في ذلك يعود لتغيرات حصلت في حياته مهمة، فقد تعود ومنذ أن تجاوز الخمسين أن يتذكر العديد من أصدقائه الذين يتساقطون واحدا تلو الآخر، وعاد ليتذكر إن النظر الى السماء يعني فيما يعني أن هناك فكرة تراوده عن الرحيل، أو اليأس، أو التمني، أو إنه يريد تكرار صورة أسراب من الطيور المهاجرة التي تمر من فوق رأسه الى بلد بعيد هربا من الشتاء، أو بحثا عن ملجأ في مكان قصي من الأرض، وماكان يشغله إن كل ذلك هو منظر تلك الطيور حين يسقط منها واحد، فلاتلتفت إليه حين يتهاوى الى الأرض، بينما تواصل هي رحلتها. فالرسالة المهمة من الرب هي، إن عليكم أن تواصلوا مسيرة الحياة، والذين يتساقطون عليكم بمواراتهم الثرى، وقوموا بمهمتهم بدلا منهم، فقد إنتهت مدتهم في الحياة، وعليكم أن تكملوا المدة شئتم، أم أبيتم. يتساءل في سره عن الجدوى من بقائه في الحياة، ولكنه ينسى أن ذلك أمر خارج عن الإرادة، فماهو آت آت وإن طالت المدة، والشاعر يقول:كل إبن أنثى وإن طالت سلامته
لابد يوما على آلة حدباء محمول