المفكر الكبير نصار عبد الله لـ«البوابة نيوز»: تطور الأمم مرهون بتقدمها في مجالات الدراسات الإنسانية والاجتماعية وليست التكنولوجية فقط.. والموقف المصري من قضية غزة شجاع وبطولي
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
موضوعات عدة، ما بين الظروف السياسية والشئون الخارجية وما يحيط بمنطقة الشرق الأوسط، وشبح الحروب المخيمة على المنطقة، وأثر دخولنا لمرحلة الذكاء الاصطناعي الفائق، والعقبات والمشاكل التى تعرقل تطلعات وطموحات العقل العربى الفعال، تحدث الدكتور نصار عبدالله، أستاذ الفلسفة السياسية إلى جريدة «البوابة نيوز»، محللًا الكثير من القضايا برؤية فلسفية متأنية.
يُعد د. نصار عبدالله، نموذجًا فريدًا للمفكر الذي يجمع بين عمق التحليل الفلسفي وجمالية التعبير الأدبي. وتجلى هذا فى مسيرته الأكاديمية والشعرية، تناول فى مؤلفاته الفلسفية قضايا جوهرية تتقاطع مع الفلسفة السياسية، مثل: مسألة الحرب العادلة، وطبيعة العدل الاجتماعي، والعلاقة الجدلية بين القانون الوضعى والأخلاقي، بالإضافة إلى استكشاف العلاقة المعقدة بين الفلسفة والأدب، من خلال هذه القضايا، كما حاول تفكيك المفاهيم التقليدية وإعادة بنائها فى ضوء رؤية فلسفية متكاملة. وفى الموازاة عبَّر عن رؤاه وتأملاته من خلال دواوين شعرية مثل "قلبى طفل ضال"، و"أحزان الأزمنة الأولى"، و"سألت وجهه الجميل"، و"ما زلت أقول"، وغيرها، ما يعكس قدرته على تجسيد الأفكار الفلسفية فى قالب أدبى مؤثر.
ولد "عبدالله" فى البداري بأسيوط، وشهدت مسيرته الأكاديمية مزيجًا فريدًا بين العلوم السياسية والفلسفية والقانونية. تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام ١٩٦٦، فى فترة تاريخية اتسمت بتحولات سياسية وفكرية عميقة، وصراعات تحيط بمصر من دول استعمارية كبرى، فى هذا السياق التاريخي، اتخذ "عبدالله" قرارًا جوهريًا بالتوجه نحو دراسة الفلسفة فى كلية الآداب، حيث تخرج فيها عام ١٩٧١. ومن ثمَّ وسع آفاقه المعرفية بدراسة الحقوق، قبل أن يعود إلى رحاب الفلسفة ليكمل دراسته العليا ويحصل على درجتى الماجستير والدكتوراه، ويستقر أستاذًا للفلسفة السياسية فى كلية الآداب جامعة سوهاج، تعكس هذه المسيرة الأكاديمية المتميزة رؤية فلسفية متكاملة، خاصة وأنه سعى إلى فهم العلاقة الجدلية بين التاريخ والفكر، وبين النظرية والتطبيق. فهو لم يكتفِ بدراسة العلوم السياسية فى سياقها التاريخي، كما حاول تعميق فهمه للواقع السياسى من خلال العدسات الفلسفية والقانونية.
نصار عبدالله: للصيام حكمة تتمثل فى تحمل الإنسان الشدة والضيق بإرادته قبل أن تُفرض عليهالذكريات الرمضانيةحدثنا د. نصار حول بعض الذكريات الرمضانية، وخاصة بعض سلوكيات الأهالي قديمًا فى رمضان، أو سلوكيات الأطفال فى الشهر الكريم.. قائلًا: فى طفولتي كان الإفطار والسحور جماعيًا، العائلة الكبيرة تجتمع فى المندرة، وتخرج صوانى للمندرة من البيت وتحتشد حولها الجموع والمفطرين، وليس أصحاب الصينية فقط، وإنما دعوة عامة لكل عابر سبيل يتصادف وجوده، وهو منظر بهيج افتقدناه، منظر الصوانى وهى تخرج من البيت فى المغربية منظر بهيج وجميل.
ومن ذكريات الطفولة أيضًا: لحظة انتظار آذان المغرب ونحن أطفال، لم يكن هناك صوت مدفع، وننتظر صوت المؤذن، وساعتها تنطلق الأغانى الطفولية "افطر يا صايم على الكشك العايم".
وأضاف أن للصوم حكمة يجب أن يشعر بها الإنسان، وهى فى رأيه "أن الحياة لا تقدم لك ما تريده وعليك أن تمتنع عما هو متاح لك حتى تتعرض لظرف به من الضيق والشدة رغمًا عنك، وعليك أن تعيش الضيق والشدة بقرار منك قبل أن تأتى لحظة ويُفرض عليك هذا الضيق وهذه الشدة".
نصار عبدالله: الحروب تقدم عقلى وتكنولوجى أكثر منه حروب عتاد وأفرادحروب عصر الذكاء الاصطناعى الفائقتناول الحديث مع الدكتور نصار عبدالله التحديات الجديدة التى فرضها عصر التقنية وعصر الذكاء الاصطناعى الفائق، وبدوره رأى أنه "من الممكن أن نطلق عليها حروب من الجيل الخامس أو السادس، بمعنى أنها حروب جيل ما بعد الأجيال التقليدية للحروب، فهى تعتمد بشكل أساسى ورئيسى على التكنولوجيا المتقدمة جدا".
وبحسب "عبدالله" فإن النظرة للجيوش والأسلحة التقليدية سوف تتغير بالضرورة، و"لن يكون للأفراد نفس الدور الذى كان لهم فيما مضى، لأن دور الأعداد يتقلص لحساب مستوى التقدم العقلي، فالحروب تقدم عقلى وتكنولوجى أكثر منه حروب عتاد وأفراد، فأى كان عدد الأفراد من الممكن أن يطيح بهم سلاح يحركه فرد واحد، بدون مجهود".
رأى أستاذ الفلسفة السياسية أن تطور أدوات الحروب يصب فى دمار البشرية، قائلًا: "لو ألقينا نظرة على وسائل الحرب من بداية ظاهرة الحرب، سنلاحظ استخدام الحجارة والعصي، وقدرتها على الفتك محدودة جدًا، فمهما تكاثرت الأعداد كم من القتلى سوف يسقط؟ فالأسلحة تتمثل فى الحجارة المدببة وقدرتها على الفتك محدودة، لكن اختراع البارود والأعيرة النارية يُعد ثورة، لأن أعداد القتلى تزيد، وقدرتها على الفتك كبيرة جدًا. ومع ظهور القنبلة النووية، لم يكن أحد يتصور أن قنبلة واحدة تستطيع أن تقضى على ١٠٠ ألف إنسان، ومبانٍ ومنشآت مدينة بالكامل، وتعتبر قنبلة هيروشيما قزمة بالنسبة للأجيال المتطورة من الأسلحة النووية، وعند مقارنة الأسلحة النووية نجد الفارق يشبه الفارق بين السهم والمدفع، والنتيجة إن أسلحة التدمير أصبحت مروعة وباتت تهدد بفناء الإنسانية فناءً حقيقيًا.
أسلحة التدمير مروعة وتهدد بفناء الإنسانية.. وقوة الردع تعطل نشاط أسلحة الدمار نتيجة الخوف المتبادل بين الدولخطر فناء البشريةوفى تنبيه عام، حذَّر المفكر الكبير من اتجاه البشرية للفناء الحقيقى نتيجة تطور أسلحة الدمار، وتوسع الدول فى امتلاكها دون تعقل أو مسئولية أخلاقية، وبسؤاله: هل هذا يؤكد وجهة نظر الفريق القائل بأن تطور وتقدم البشرية يؤكد أننا نتجه ناحية دمار وهلاك البشرية؟.
أجاب "عبدالله" بأن التطور يُلقى مسئولية أكثر على الدول التى تمتلك هذه الأسلحة، وتتوسع فى تطويرها، ويجعلها أكثر حذرًا من استخدامها للأسلحة التقليدية، هناك خوف متبادل من الردع المتبادل بين الدول.
وشرح المسألة بقوله: إن هذا الردع المتبادل لم يكن موجودًا زمن الأسلحة التقليدية.. الآن باتت الدول تمتلك أسلحة مخيفة ورادعة، ويجب أن تكون مسئولة وحذرة قبل استخدامها، لأن مفهوم الحرب تغير، ولن تكون النتيجة إيذاء فى مقابل إيذاء، بل ستكون هلاك وإزالة فى مقابل هلاك وإزالة، حاليًا فإن الغواصات النووية قادرة على إبادة دول العالم، عندما تتعرض دولها لضربة معينة ستقوم هى بضربة مضادة، وهذا يجعلها قوة رادعة، ويجعلها أسلحة موقوفة الاستخدام، نتيجة للخوف المتبادل.
أكد "عبدالله" فى حديثه أن دولة الاحتلال الإسرائيلى تحتاج لأن تبنى الدول العربية قوة ردع، لأن الردع هو الذى يحفظ السلام ويفرض الشروط، مشيدًا بالموقف المصرى الشجاع فى عرقلتها لخطط دولة الاحتلال الرامية لتهجير الفلسطينيين بمساعدة دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال: يؤسفني أن أقول إن الفارق التكنولوجي بين الدول العربية وبين إسرائيل اتسع جدًا لدرجة أنه لا يوجد رادع حقيقى لأى طرف من الدول التى يعنيها الحق والعدل، ولو وجدت دولة تملك رادع حقيقي ضد إسرائيل لتغيرت المعادلة مع إسرائيل تمامًا.
وتساءل بدوره: ماذا لو كانت إيران مثلًا تمتلك سلاحًا نوويًا مثلما فعلتها باكستان فى غفلة من الزمن، حين باغتت العالم ذات يوم بتفجير نووي، ولم يكن العالم يتوقع أنها ستنجح فى ذلك، فماذا لو نجحت إيران فى ذلك؟ ربما تغيرت نقاط عدة فى المعادلة مع إسرائيل.
وهنا، عند الحديث عن تطور قدرات إيران النووية، كان سؤالنا: أليس امتلاك إيران لسلاح نووى يُعد تهديدًا للعرب ولمنطقة الشرق الأوسط؟. أجاب "عبدالله" بالإيجاب: بالطبع هى تهديد للمنطقة، ولكن أنظر لها بوصفها عدوًا لإسرائيل، والمعنى أنه من المفروض أن يكون هناك طرف يلزم إسرائيل بأن تستجيب للاتفاقيات والمطالب.
شجاعة الموقف المصريوصف المفكر الكبير نصار عبدالله الموقف المصري بالشجاع والحكيم، قائلًا: لا أحد يشك فى الموقف المصري، والمصريون جميعًا من أعلى مستوى لأدنى مستوى يتألمون لما يحدث فى فلسطين، ويدركون عواقب ما يمكن أن يحدث لو أقدموا على المغامرة، لأنها ستكون خسارة كبيرة للفلسطينيين أنفسهم، لذلك أنا أثنى على الموقف المصرى وأراه حكيمًا جدًا، وأكثر البدائل حكمة فى ظل المعادلة الصعبة التى نعيشها الآن. وأكد أن عدم سماح مصر بتهجير الفلسطينيين، هو موقف شجاع امتلكته مصر، وفيه تنتصر مصر، لأنه لا أحد يملك أن يجبرها على غير ذلك.
تطور الأمم مرهون بتقدمها فى مجالات الدراسات الإنسانية والاجتماعية وليست التكنولوجية فقطضرورة الفلسفة فى عصر القوةشدد نصار عبدالله على ضرورة الفلسفة فى عصر القوة، وعصر تطور الذكاء الاصطناعي، وأين يكمن دورها، مؤكدًا أنه من الخطأ الكبير تجاهل دور الفلسفة فى النهضة والتقدم.
وبحسب حديثه، فإن الاهتمام العام فى التعليم ينطلق من مفهوم خطأ وهو قلة الاهتمام بالدراسات الإنسانية عمومًا، بما فيها الفلسفة، حتى كانت هناك دعوة لإلغاء أقسام الفلسفة، وترتب عليه انخفاض شديد فى عدد الدارسين لها، ولاحظ عدد الطلبة الذين يدرسون فى قسم الفلسفة ستجدهم قرابة ١٠ طلبة فى الدفعة، وهى ظاهرة على مستوى الجامعات، وهو شكل من أشكال الانبهار الأعمى بالنموذج الغربي، وتجاهل مخيف لإيجابيات النموذج، ومن الكارثة تصور أن العالم الغربى تطور بالتكنولوجيا فقط، وأغفل الدراسات الاجتماعية، هذا تصور خاطئ، فالدراسات الإنسانية لها دور أساسى جدا، والولايات المتحدة من الدول المتطورة تكنولوجيًا وبها العديد من مراكز الدراسات الاستراتيجية، التى تضم عددًا من الأساتذة المتخصصين فى الفلسفة السياسية، يساهمون فى رسم خطوط السياسية الأمريكية، ويضعون بدائل القرار الممكنة أمام رئيس الدولة، أى أن صاحب القرار لا يمكنه أن يستغنى عن مراكز الدراسات الاستراتيجية.
ولفت "عبدالله" إلى أن هناك فرعين من فروع الفلسفة على الأقل، وثيقى الصلة بنبض الحياة، أولهما فلسفة العلم، ومناهج البحث العلمي، لا يمكن الاستغناء عنه لأنه ضرورى لتطور العلم، وثانيهما علم الفلسفة السياسية، الذى يضع القيم والمحددات النهائية لأى دولة تسعى لتحقيقها، ويضعها أساتذة الفلسفة السياسية، وبهذا تظل الفلسفة تمارس دورها، وهذه الحقيقة غائبة عن واضع السياسية التعليمية وصانع القرار التعليمي، ويظن أن العالم يتقدم بالتكنولوجيا وبالتالى نلغى العلوم الإنسانية.
جزء ما من حياة الإنسان داخلي يريد أن يشبعه وجدانيًامعضلة الدين والفلسفة.. ما الحل؟لا يرى د. نصار عبدالله أن ما يثار من مشاكل بشأن الفلسفة والدين هى أزمات معقدة، ويعتقد أنها حدثت فى الماضى لأنها أحيطت بملابسات تاريخية وسياسية أسهمت فى خلق المشكلة.
وفى رأيه، أنها معضلة تحل نفسها مع الزمن، وهى مشكلة لها جوانب سياسية، ومع التطور السياسى ومع ظهور قيادات سياسية لها رؤية شاملة تدرك أبعاد كل فروع المعرفة، سوف تستعيد الفلسفة دورها وهى جديرة به فى ضوء وظيفتها المعاصرة، بوصفها خادمًا للعلم والسياسة، فالتقدم السياسى العام يحل المشكلة بشكل تلقائي.
وقال: أعتقد أن مشكل الدين مع الفلسفة أو مع الإلحاد مثلًا كان مرهونًا بشروط وظروف تاريخية معينة، ومنها أن مكونًا ما حاول أن يكون صاحب السلطة السياسية العليا، وأعتقد أنه مع التقدم السياسى لم تعد هذه المناطحة من جانب المشتغلين بالدين واردة، وهل تعلم أن العالم به نحو ٥٠ أو ٦٠ ديانة مختلفة، ومن الممكن أن تسميها ديانات كبرى، وكل دين يؤمن بأنه الدين الصحيح، وتتفاوت الديانات فى أعداد تابعيها، ولا يمكن أن نقول أن ديانة تمتلك نصف مليون مؤمن هى أقل قيمة من ديانة يتبعها نحو أكثر من مليار إنسان مثل الديانة الهندوكية.
وأوضح أنه فى النهاية يظل جزء ما من حياة الإنسان داخلي، يريد أن يشبعه وجدانيًا، أيًا كان شكله أو بصمته فى الحياة، وأيًا كان نفوذه فى مجرى الأحداث اليومية، نسميه بالعقيدة، أيًا كانت هذه العقيدة.
نصار عبدالله: المشاريع الفلسفية غير قابلة للاستنساخ لأن المشاريع الفكرية تتطور وتتخلق تبعًا للمرحلة الزمنيةاستعادة مشاريع قديمة أم انتاج جديدبسؤاله حول أهمية الدعوات الخاصة بشأن استعادة المشاريع الفلسفية القديمة مثل مشروع ابن رشد التنويري، هل مثل هذه الدعوات مفيدة وفاعلة؟، أجاب قائلًا: فى ظنى لا شيء قابل للاستنساخ، المشاريع الفلسفية غير قابلة للاستنساخ لأن المشاريع الفكرية تتطور وتتخلق تبعًا للمرحلة الزمنية، وتنمو كما ينمو الجسد بشكل مرحلي، خلية وراء خلية إلى أن يتكامل، إنما لا يكفى إعادة إنتاج مشروع فكرى ماضوي.
وقال "عبدالله": أظن أن الابتعاد عن الأسلوب العلمى فى التفكير سبب وجيه لتخلف العقل العربي، وإن غياب التفكير العلمى مؤسف حتى أنه وصل لفئة وظيفتها العلم والتعليم، فتجد إنسانًا يمارس العلم فى معمله بينما لا يترجم هذا لسلوك فى أرض الواقع، ومن المفروض أنه لا انفصام بين ما نؤمن به كعلم وبين ما نمارسه فى الواقع، وعلى الجيل المؤمن بالتفكير العلمى أن يغرس ذلك فى الجيل اللاحق.
الصفحة الأولىحوار المفكر الكبير د. نصار عبداللهالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نصار عبدالله الشرق الأوسط الذكاء الاصطناعي الحرب العادلة غزة تهجير الفلسطينين الدراسات الإنسانیة الفلسفة السیاسیة المفکر الکبیر نصار عبدالله الفلسفة فى أنه لا قائل ا لم یکن
إقرأ أيضاً:
بعد وفاة شيكا بسرطان المستقيم.. "البوابة نيوز" ترصد أسباب الإصابة بالمرض وخطورته وطرق الوقاية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فاجعة استيقظ عليا الوسط الوسط الرياضي أمس، وهي خبر وفاة اللاعب إبراهيم شيكا لاعب نادي الزمالك السابق، صاحب الـ 28 عامًا، الذي عانى لشهور طويلة من مرض سرطان المستقيم.
وصل اللاعب إبراهيم شيكا، إلى مرحلة متأخرة من مرض سرطان المستقيم، وهو أحد الأمراض التي قد لا تظهر أعراضها في مراحلها المبكرة، لكنه يصبح أكثر وضوحًا وخطورة مع مرور الوقت، ما جعله يخضع للعلاج المكثف في المستشفيات، وتسبب هذا المرض إلى فقدان "شيكا" الكثير من الوزن وغيّر ملامح وجهه.
بعد وفاة اللاعب إبراهيم شيكا نتيجة إصابته بمرض سرطان المستقيم، رصدت "البوابة نيوز"، خلال التقرير التالي أعراض وأسباب الإصابة بالمرض وطرق الوقاية .
سرطان المستقيميعد سرطان المستقيم، نوعا من السرطان ينشأ على هيئة نمو للخلايا في المستقيم، الذي يوجد في آخر الأمعاء الغليظة بطول عدة سنتيمترات، وفقًا لموقع هيلث لاين.
أعراض سرطان المستقيمقد لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة من سرطان المستقيم، ويمكن أن تشمل الأعراض في المراحل المتأخرة التالي: "نزيفًا في المستقيم- تغيرات في عادات الأمعاء- وجود دم في البراز- ألمًا في البطن- فقدان الوزن- الغثيان والقيء- ضيق التنفس- كسورًا في العظام- الصداع المزمن- تورم اليدين والقدمين- اصفرار العين والجلد".
أسباب الإصابة بسرطان المستقيميعتبر السبب الدقيق لسرطان المستقيم غير معروف، فإن الأورام الخبيثة تتطور عندما تنمو الخلايا السرطانية بشكل خارج عن السيطرة وتتكاثر، يمكن أن تخترق هذه الخلايا الأنسجة السليمة وتدمرها، مما يبدأ هذه العملية ليس واضحًا دائمًا.
هناك بعض الطفرات الجينية الموروثة التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان المستقيم، وإحدى هذه الطفرات هو سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي (HNPCC)، والمعروف أيضًا باسم متلازمة "لينش"، ويزيد هذا الاضطراب بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان القولون وغيره من السرطانات.
استئصال القولون والأمعاء الغليظةفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستئصال القولون كإجراء وقائي، هناك حالة وراثية أخرى قد تسبب سرطان المستقيم، وهي داء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP)، وهو اضطراب نادر يمكن أن يسبب نمو السلائل في بطانة القولون والمستقيم.
وفي حين أن هذه السلائل تبدأ غير سرطانية، فإنها قد تصبح خبيثة،
ويصاب معظم الأشخاص المصابين بالسلائل الخبيثة بالسرطان قبل سن 50 عامًا، وقد يكون استئصال الأمعاء الغليظة من الجراحات الوقائية التي قد يوصي بها الطبيب.
مثل أنواع السرطانات الأخرى، يمكن أن ينتشر سرطان المستقيم عندما تنمو الخلايا السرطانية في الأنسجة السليمة وتنتقل إلى مناطق أخرى من الجسم، قد يؤثر هذا المرض على الأنسجة المبطنة للمستقيم، وفي بعض الحالات يصيب المستقيم بأكمله.
قد ينتشر السرطان بعد ذلك إلى العُقَد اللمفاوية أو الأعضاء القريبة، حيث يتأثر الكبد عادةً، ويمكن أن تشمل المناطق الأخرى المحتملة لانتشار المرض: "البطن- الدماغ- الرئتين- المبيضين".
عوامل زيادة الإصابة بسرطان المستقيمهناك عدد من العوامل المعروفة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المستقيم في مرحلة ما، وهذه العوامل تشمل التالي:
– العمر: عادةً ما يحدث التشخيص بعد سن 50 عامًا، على الرغم من أن معدلات الإصابة تتزايد بين الأشخاص الأصغر سنًا المصدر الموثوق.
– العرق: الأمريكيون السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان المستقيم من المجموعات الأخرى، قد يكون أحد أسباب ذلك هو عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية.
– التاريخ العائلي: يمكن أن يزيد التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خطر الإصابة.
– الوراثة: متلازمة لينش أو متلازمة لينش أو متلازمة السلائل الوراثية الوراثية (FAP) هما حالتان وراثيتان قد تزيدان من خطر الإصابة.
– العلاج الإشعاعي: يمكن أن يزيد العلاج الإشعاعي السابق للبطن من الخطر.
عوامل أخرى تسبب الإصابة بسرطان المستقيمهناك حالات أخرى قد تزيد من خطر الإصابة، وهي سرطان المبيض- مرض التهاب الأمعاء، خاصة إذا كنت مصابًا به لمدة 8 سنوات أو أكثر- السمنة- مرض السكري من النوع الثاني الذي لا تتم السيطرة عليه جيدً".
كما هناك بعض عوامل نمط الحياة التي قد تلعب دورًا في الإصابة، وهي: "تناول نظام غذائي منخفض في الخضروات والألياف، وتناول نظام غذائي غني باللحوم الحمراء والمصنعة، وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين، وتناول ثلاثة مشروبات كحولية أو أكثر من المشروبات الكحولية في اليوم".
مضاعفات سرطان المستقيمقد ينتشر السرطان خارج المستقيم، مما يؤثر في النهاية على الأنسجة المحيطة والعقد اللمفاوية والأعضاء، وقد تكون معرضًا أيضًا لخطر الإصابة بسرطان ثانٍ، والذي يحدث بعد علاج السرطان الأولي.
قد يزيد سرطان المستقيم بشكل خاص من خطر الإصابة بالسرطانات الثانوية التي تصيب: "الشرج- القولون- الكلى- الرئتين- الأمعاء الدقيقة- المهبل".
مراحل سرطان المستقيمهناك المرحلة 0 (سرطان موضعي)
فقط الطبقة الداخلية من جدار المستقيم تحتوي على خلايا غير طبيعية، وهناك "المرحلة 1"، وهي انتشار الخلايا السرطانية متجاوزة الطبقة الداخلية لجدار المستقيم، ولكن ليس إلى العقد اللمفاوية.
هنا "المرحلة 2"، وهي انتشار الخلايا السرطانية إلى الطبقة العضلية الخارجية لجدار المستقيم أو عبرها ولكن ليس إلى العُقَد اللمفاوية، وغالباً ما يشار إليها بالمرحلة 2أ، وفي المرحلة 2 ب، يكون السرطان قد انتشر في بطانة البطن.
أما "المرحلة 3"، تشمل انتشار الخلايا السرطانية عبر الطبقة العضلية الخارجية للمستقيم وإلى عقدة لمفاوية واحدة أو أكثر. غالبًا ما يتم تقسيم المرحلة 3 إلى مراحل فرعية 3أ و3ب و3ج بناءً على كمية أنسجة العقد اللمفاوية المصابة.
في "المرحلة 4"، تنتشر خلايا السرطان إلى مواقع بعيدة، مثل الكبد أو الرئتين.
العلاج حسب المرحلةفي "المرحلة 0" يمكن إزالة الأنسجة المشتبه بها أثناء تنظير القولون، وإزالة الأنسجة أثناء عملية جراحية منفصلة، وإزالة الأنسجة وجزء من المنطقة المحيطة بها.
أما في "المرحلة 1" يتم الاستئصال الموضعي أو الاستئصال، والعلاج الإشعاعي لبعض المرضى، والعلاج الكيميائي لبعض المرضى
في المرحلتان 2 و3 يتم الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، أما في "المرحلة 4" يتم الجراحة، ربما في أكثر من منطقة من الجسم، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاجات الموجهة, مثل الأجسام المضادة وحيدة النسيلة أو مثبطات تولد الأوعية الدموية، والجراحة بالتبريد، وهو إجراء يستخدم سائلًا باردًا أو مسبارًا بالتبريد لتدمير الأنسجة غير الطبيعية، والاستئصال بالترددات الراديوية، وهو إجراء تُستخدم فيه موجات الراديو لتدمير الخلايا غير الطبيعية، ودعامة لإبقاء المستقيم مفتوحًا إذا كان الورم يسدّه، والعلاج الملطف لتحسين جودة الحياة بشكل عام.
طرق الوقاية من سرطان المستقيميؤدي التشخيص المبكر سرطان القولون والمستقيم قبل انتشاره، إلى تحسين فرص النجاة.
وفقًا لـ CDCTCTrusted Source والجمعية الأمريكية للسرطان Trusted Source، فإن أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بشكل عام هي البدء في إجراء فحوصات منتظمة بدءًا من سن 45 عامًا.
اعتماداً على التاريخ العائلي والوراثة وعوامل الخطر الأخرى، قد يوصي الطبيب بإجراء الفحوصات قبل ذلك، ويمكن تشخيص سرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر عند اكتشافه من خلال الفحوصات الروتينية، مثل تنظير القولون الروتيني أو اختبار البراز.
يمكن أن تكشف اختبارات البراز عالية الحساسية عن وجود السرطان. إذا تم اكتشاف خلايا غير طبيعية، يجب أيضًا إجراء تنظير القولون في الوقت المناسب.