خوفاً من إعادة التاريخ.. جيران روسيا يخشون مواجهة بوتين
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
يلقي التاريخ بظلاله على دول البلقان، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، التي تتشارك بحدود مباشرة مع روسيا، والتي كانت ومازالت تخشى جارتها الأكبر والمهيمنة دوماً.
وكشفت الحرب الأوكرانية مخاوف شعوب هذه الدول، من وصول تأثيرات النزاع إليها، ما جعلها تتخذ موقفاً متشدداً ضد موسكو، وتعمل على تعميق التعاون مع دول حلف الناتو.
Opinion: Russia’s neighbors have a message for Putin: https://t.co/hyhs8ZlU0M
— Jimmy P (@JimmyP112) August 23, 2023 تهديدات بوتينوفي تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، قالت الكاتبة فريدا غيتيس إنه: "تحت سطح إيقاعات الحياة الطبيعية الخادعة في البلدان المتاخمة لروسيا، فإن حقيقة ما تفعله جارتها العملاقة بأوكرانيا ليست بعيدة أبداً".
وأضافت "ليس فقط لأن حدود روسيا تقع على مقربة منها، بل لأن الرئيس الروسي أشار إلى أنه مثلما كان لموسكو الحق في السيطرة على أوكرانيا، فقد يكون من المبرر استعادة دول البلطيق التي أمضت عقوداً من الزمن تحت الحكم السوفييتي".
وأوضحت أنه "أكثر من أي شيء آخر، ينبع القلق من المعرفة، من الذاكرة، بأن موسكو أرسلت دباباتها إلى أراضي جيرانها مرات عديدة على مر السنين"، مشيرة إلى أن الفصول التاريخية التي ظنت أنها طويت، اتخذت طابعاً خطيراً من الواقع.
تأكيد أوكرانيوذكرت الكاتبة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر عن هذه المخاطر بصراحة أول، أمس الإثنين، عندما شكر الدنمارك وهولندا على تعهدهما بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف 16، وقال: "إن كل جيران روسيا معرضون للتهديد إذا لم تنتصر أوكرانيا".
كما قال رايفيس، الذي يعمل سائقاً في العاصمة ريجا في لاتفيا: "إذا فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، فسوف يأتون إلى هنا"، وأضاف "الآن.. يريد بوتين أن يعيد بناء الاتحاد السوفييتي مرة أخرى".
وانتشر هذا الاعتقاد على نطاق واسع، ولهذا السبب قالت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس، وهي أحد أكثر المؤيدين لضرورة دعم أوكرانيا، إن "أوكرانيا هي خط المواجهة لإستونيا"، زاعمة أن "أوكرانيا تقاتل من أجلنا جميعاً".
استياء من روسياولفتت الكاتبة، إلى أن الشوارع المتعرجة المرصوفة بالحصى في تالين القديمة، العاصمة الإستونية، تحولت فجأة من مشهد قوطي خيالي إلى "بيك تاناف" أو ما يعني "شارع طويل".
وبينت أن المظهر الخارجي للسفارة الروسية أصبح بمثابة معرض للازدراء الذي يشعر به الإستونيون تجاه سيدهم السابق، وتطالب لافتات محلية الصنع روسيا بـ "التوقف عن قتل الأطفال"، في سلسلة طويلة من الرسائل، وصور المذابح في أوكرانيا، والأيدي الملطخة بالدماء، والصور البشعة لبوتين.
ويظهر الازدراء أيضاً في ريجا، حيث أطلقت السلطات اسم "شارع استقلال أوكرانيا" على الشارع الذي لم يذكر اسمه سابقاً، والذي تقع فيه سفارة روسيا المهيبة على طراز فن الآرت نوفو.
وأوضحت أنه عندما ينظرون إلى النافذة، يكون لدى الدبلوماسيين الروس رؤية مباشرة لبحر من الأعلام الأوكرانية، إلى جانب لافتات تصف روسيا بأنها "دولة إرهابية"، من بين كلمات أخرى مختارة.
#Ukraine’s rightful place is in #NATO.
NATO membership is the safest, cheapest, and most credible way of deterring Russia.
That is why it is so important to set Ukraine on a path towards NATO membership.
We owe it to Ukraine. Ukraine is fighting for all of us. 3/
وبدوره، قال لي جانيس ميلنيكوف، مدير إذاعة ماريا الكاثوليكية في لاتفيا، أثناء احتساء القهوة على أطراف مدينة ريجا القديمة: "إن رؤية كل الدعم الذي تلقته أوكرانيا من الناتو قد هدأنا بشأن التهديد المباشر".
وأضاف للشبكة أنه "حتى الآن، مع المخاوف الاقتصادية المحلية التي تثقل كاهل الأذهان بعد عام ونصف من الحرب، ومعاناة الكثيرين من مستويات التضخم المرتفعة التي يربطها البعض بدعم أوكرانيا والميزانية العسكرية المتزايدة، لا يزال هناك دعم عاطفي للأوكرانيين.. حيث ترفرف الأعلام الأوكرانية ذات اللونين الأصفر والأزرق من مبنى تلو الآخر".
وحسب التقرير، يمكن رؤية ذلك أيضاً في فنلندا، بحدودها التي يبلغ طولها 800 ميلاً مع روسيا، حيث شن الكرملين أيضاً غزواً من عام 1939 إلى عام 1940، وانتهى به الأمر بالاحتفاظ بقطعة من الأراضي.
وبعد عقود من البحث عن الأمان في عدم الانحياز، أقنع الهجوم الروسي على أوكرانيا هلسنكي بأن الحياد لا يوفر أي حماية، وعلى هذا انضمت فنلندا أيضاً إلى حلف شمال الأطلسي في أبريل (نيسان) الماضي.
تقرير المصيرواختتمت الكاتبة تقريرها بالقول: "لقد أيقظ الهجوم الروسي واسع النطاق على أوكرانيا من جديد، مخاوف قديمة وبث حياة جديدة في الالتزام بحق تقرير المصير، في منطقة تصورت أنها فازت بالفعل في تلك المعارك وأبعدت أشباح التاريخ".
وأضافت "لقد اكتشف جيران روسيا أن الحياة الطبيعية الحقيقية، والشعور الدائم بالسلامة، لابد أن ينتظر حتى يعود السلام والأمان إلى أوكرانيا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا دول البلقان
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يتلقي اتصالا هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالا هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بمشروع إنشاء منطقة صناعية روسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع إقامة محطة الضبعة النووية.
وأضاف السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي أن الرئيسين تناولا التطورات الإقليمية، وخاصة الوضع في قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس الجهود التي بذلتها مصر منذ أكتوبر ٢٠٢٣ بالاشتراك مع قطر والولايات المتحدة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، بوصفه الركيزة الأساسية لاستعادة التهدئة في المنطقة، فضلاً عن الجهود المصرية الجارية لضمان تنفيذ الاتفاق، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية دون عراقيل، مشدداً على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ الاتفاق وصولاً إلى إطلاق مسار سياسي قائم على حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية بوصفه المسار الوحيد لضمان الأمن والاستقرار المستديمين بالمنطقة.
ومن جانبه، أكد الرئيس الروسي في هذا الصدد على حرصه الدائم على التواصل والتنسيق مع الرئيس السيسي، مثمناً الدور المصري المحوري في التوصل للاتفاق، معرباً عن تقديره بلاده للمساعي المصرية الدائمة للحفاظ على استقرار المنطقة وأمن وسلامة دولها، ودعمه للعلاقات الاقتصادية مع مصر.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الزعيمين تناولا كذلك الأوضاع في سوريا، حيث أكد الرئيس على حرص مصر على الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها، فضلاً عن ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار في سوريا. كما تناول الاتصال التطورات في لبنان، وجهود استعادة الاستقرار في السودان وليبيا وتطورات الحرب الجارية في أوكرانيا.