سقوط سوريا يعني سقوط الأمة هذه ليست نظرية تشأومية بل حقيقة تاريخية، تقول إن سقوط الشام يعني سقوط رافعة أساسية من روافع الأمة وانهيار ضلع أساسي من أضلع الأمة القائمة على رافعتين أو ضلعين هما القاهرة، والشام فإن سقط أحدهما كان على الآخر تحمل مهمة الدفاع عن الأمة حتى ينهض الآخر، لكن إن شاءت الأقدار وسقطت الرافعتان أو سقط الضلعان فأن الأمة تدخل مرحلة تاريخية قطعا لا تبشر بخير.
جميعنا يدرك أن مهندسي (الربيع العربي) المزعوم صمموا هذا الربيع وهدفهم كان إسقاط الدولة السورية وإخراجها من معادلة الصراع في واحدة من أقذر المؤامرات الاستراتيجية التي صممها أعداء الأمة وأعداء وجودها، مؤامرة للأسف ساهم في إنجاحها وإخراجها بالصورة التي نراها اليوم ونشاهدها ونتابع تداعياتها، النظام العربي الرسمي والنخب العربية والفعاليات الحزبية العربية بما فيها للأسف أيضا نخب قومية تاهت وضلت طريقها وأغرتها( أموال القوى الرجعية العربية) التي كانت ولاتزال بمثابة ( حصان طروادة للصهيونية والقوي الاستعمارية)..!
أن ما يجري في سوريا اليوم ليس مجرد أحداث عابرة تقوم بها ( عناصر من الفلول التابعة للنظام السابق) حسب بعض الفضائيات الناطقة بالعربية التي تنفذ أجندات المشروع الصهيوني الاستعماري الرجعي في استلاب الوعي الجمعي العربي، بل ما يجري في قلب العروبة النابض هو بداية لمخطط تدميري ستطال تداعياته كل الخارطة القومية بما فيها النطاقات الجغرافية للأنظمة الراعية والممولة لمؤامرة استهداف سوريا وإسقاط نظامها القومي الذي واجه حربا كونية لمدة 14 عاما، حربا مجبولة بالحصار والتآمر والاستئنزاف لقدرات الدولة العربية السورية، التي حشدت قوى الاستعمار والعمالة والصهيونية إليها كل إرهابيي العالم الذين ينتمون لـ90 دولة، إرهابيون تلقوا تدريباتهم من قبل أكثر من 36 جهازاً استخبارتياً تتبع دولاً إقليمية ودولية، بل هناك ضباط كبار في هذه الأجهزة شاركوا عمليا وميدانيا في القتال ضد الدولة السورية، وتمويل عربي يفوق الخيال، تمويل لو انفق العرب نصفه أو أقل على تحرير فلسطين لكانت فلسطين تحررت ولو تحمس العرب لتحرير فلسطين كما تحمسوا لإسقاط النظام القومي في دمشق لتحررت فلسطين خلال اقل من عام، ولو تم تسخير الإعلام الناطق بالعربية لكشف جرائم العدو الصهيوني بدلا من (شيطنة النظام القومي في دمشق) خلال عقد ونيف لكان العالم بأسره قد انقلب على الكيان الصهيوني وعرف حقيقة جرائمه ولما كنا بحاجة لتدمير قطاع غزة وإبادة أكثير من 200 الف عربي فلسطيني بين شهيد وجريح وتشريد الملايين حتى يعرف العالم حجم مأساة هذا الشعب الذي هو ضحية ( أنظمة العهر العربية) أكثر من كونه ضحية الاستعمار الصهيوني الاستيطاني..!
أن ما حدث ويحدث في سوريا هو (اللعنة الكبرى) التي ستطال الجميع دون استثناء وسوف تدفع الأمة ثمنه غاليا وخاصة الأنظمة التي رعت ومولت المؤامرة القذرة بحق سوريا ونظامها القومي.. وجميعنا نتابع كيف أن نظام عصابة (الجولاني) بداية وجهت أسلحتها إلى صدور جيرانها في لبنان، ثم اتجهت نحو مواطني محافظات الساحل العربي السوري وتهدد مواطني شمال سوريا وتتحالف ضدهم مع القوات التركية، فيما تركت الصهاينة يعربدون في جنوب سوريا ويحتلون ثلاث محافظات باريافها هي القنيطرة ودرعا والسويدا ويسيطرون على جبل الشيخ الذي من خلاله يسيطر الصهاينة اليوم على دمشق وعمان وبيروت وحتى الطريق الدولية بين دمشق وبغداد وصولا إلى معبر البوكمال على الحدود السورية العراقية..!
عربدة صهيونية لم نسمع من عصابة جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام التي نُصبت لحكم سوريا حتى مجرد بيان إدانة عن هذه العربدة الصهيونية لكنا تابعنا الإرهابي الجولاني وهو يلقى خطابه ويتحدث عن (قومنا وقومهم) ويصف مواطني الجمهورية العربية السورية في محافظات الساحل السوري وكأنهم ينتمون لدولة أخرى، بل ويكذب وتساعده في تسويق أكاذيبه قنوات ناطقة بالعربية رخيصة وخادمة للمشروع الصهيوني..!
قنوات رخيصة مهمتها استلاب الوعي الجمعي العربي والدولي وتضليله عن حقيقة ما يجري واختصار الصورة بطريقة عابرة عنوانها (الفلول) وهي ذات القنوات التي كانت تصف الجيش العربي السوري بـ(مليشيات الأسد) و(شبيحة الأسد) وتصف (الإرهابيين والقتلة بالثوار).
إن سوريا اليوم مخطوفة بيد عصابات إجرامية متعددة الأعراق، عصابات لا تؤمن بدولة ولا تعرف كيفية إدارة الدولة، عصابات تدار من قبل أجهزة خارجية َجهات خارجية تتنافس فيما بينها على نهب خيرات سوريا وتحويل هذه القلعة العربية إلى دولة فاشلة ممزقة والهدف تقسيمها إلى كانتونات عرقية متنافرة ومتناحرة تقاتل بعضها، لكن شرارة الصراع سوف تمتد لكل دول المنطقة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل تعريفية بالجمعية الطبية السورية الألمانية لتعزيز العمل التشاركي والنهوض بالواقع الصحي
دمشق-سانا
ركزت ورشة العمل التي أقامتها الجمعية الطبية السورية الألمانية “سيجما”، في فندق الشيراتون بدمشق اليوم، على ضرورة تفعيل العمل التشاركي والمؤسساتي لدعم النظام الصحي والإنساني في سوريا، ورفع سوية الرعاية الصحية، والنهوض بالواقع الطبي والتعليمي الذي عانى من الإهمال والدمار لسنوات.
وتهدف الجمعية التي تأسست بعد انتصار الثورة السورية، بمبادرة من أكثر من 80 طبيباً وصيدلانياً سورياً في ألمانيا باختصاصات متعددة، إلى دعم النظام الصحي في سوريا عبر مشاريع ومبادرات طبية وتعليمية، وتمكين الأطباء والعاملين السوريين في ألمانيا من الدفاع عن حقوقهم، وبناء مؤسسة احترافية شفافة تساعد الجميع دون تمييز، من خلال الاعتماد على لجان متخصصة تعمل باستقلالية نسبية تحت إشراف الإدارة التي تنتخب بشكل دوري، وفق رؤية الجمعية وأهدافها، بأعلى معايير الاحترافية والتمثيل، وتتألف من لجان إغاثية ونفسية وعلمية تدريبية وطلابية.
وفي تصريح لمراسلة سانا قال الدكتور مصطفى فحام الاستشاري بأمراض الكلية وأحد أعضاء الجمعية: “إن هدف الورشة التعريف بالجمعية التي تأسست بعد سقوط النظام البائد، لدعم القطاع الصحي في سوريا، ولإيصال رسالة للداخل بأننا معهم وسنبقى لخدمتهم، من خلال عدد من المشاريع، تم البدء فيها للارتقاء بالواقع الصحي والطبي في سوريا”.
ولفت الدكتور فحام إلى أن الجمعية تواصلت مع الجهات المانحة في أوروبا من أجل دعم البنية التحتية الصحية لتوفير تنمية مستدامة للقطاع الصحي، وبين أن الجمعية استطاعت خلال الفترة القليلة الماضية، تأمين مستلزمات العمليات الجراحية والقيام بعمليات جراحية لمرضى غير قادرين على دفع تكاليفها، وتأمين أجهزة غسيل كلية من خلال حملات التبرعات، وحالياً تم فتح باب الانتساب للأطباء في داخل سوريا.
فراس شعبان طبيب اختصاصي في زراعة الأسنان وهو أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية، أكد أن فتح باب التطوع في الجمعية هو الأساس لربط العمل بين الداخل والخارج، والتشبيك مع مختلف الجهات والمؤسسات، وأكد أن الجمعية استطاعت خلال فترة قصيرة تأسيس علاقات وارتباطات مع جمعيات كثيرة، منها جمعية غراس النهضة التي تقوم بتنفيذ حملة ابتسامة حرية لعلاج أسنان الذين خرجوا من المعتقلات مع عائلاتهم، وجمعية أبجد المختصة بالتعليم.
وقال شعبان: “إنه خلال الفترة القادمة سيتم إطلاق حملة توعية صحية في المدارس، عبر التركيز على النظافة الشخصية ونظافة المكان منعا من انتشار الأوبئة والفيروسات”.
وفي تصريح مماثل ذكر المدير التنفيذي لمؤسسة غراس النهضة غياث الدين الزين أن المؤسسة انطلقت كفريق تطوعي في بداية الثورة، وكان عملها يتركز سابقاً على التعليم وتقديم الإسعافات الطبية والبنية التحتية في إدلب والمنطقة الشمالية، وحالياً ستكون ضمن دمشق وريفها، من خلال التشارك مع “سيغما” لمساعدة وعلاج الأشخاص الذين خرجوا من السجون وغير قادرين على علاج أسنانهم.
شارك في الورشة ممثلون عن هيئة الطب الشرعي وجامعات القلمون والسورية الخاصة والاتحاد وقاسيون ونقابة الصيادلة في سوريا ونقابة أطباء الأسنان المركزية.