الثورة نت:
2025-03-15@04:23:31 GMT

سوريا إلى أين..؟!

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

 

سقوط سوريا يعني سقوط الأمة هذه ليست نظرية تشأومية بل حقيقة تاريخية، تقول إن سقوط الشام يعني سقوط رافعة أساسية من روافع الأمة وانهيار ضلع أساسي من أضلع الأمة القائمة على رافعتين أو ضلعين هما القاهرة، والشام فإن سقط أحدهما كان على الآخر تحمل مهمة الدفاع عن الأمة حتى ينهض الآخر، لكن إن شاءت الأقدار وسقطت الرافعتان أو سقط الضلعان فأن الأمة تدخل مرحلة تاريخية قطعا لا تبشر بخير.

. قدر سوريا تاريخيا أن تكون دولة مواجهة للعدو وربما تميزت سوريا بخصوصية جيوإستراتيجية يجعلها لا تجد نفسها إلا كدولة مقاومة وممانعة، سوريا لا يليق بها مثلا ما يليق بمصر وان حاولت دمشق اقتفاء إثر القاهرة مثلا باتجاه المصالحة مع العدو التاريخي للأمة فأنها قطعا ستفشل كدولة ومجتمع، لأن قدر سوريا التاريخي والجغرافي والجيوسياسي هو أن تكون دولة ممانعة ومقاومة، لأن موقعها الجغرافي مصمم لتلعب دور الممانعة والمقاومة والصمود في وجه كل أعداء الوجود القومي العربي..
جميعنا يدرك أن مهندسي (الربيع العربي) المزعوم صمموا هذا الربيع وهدفهم كان إسقاط الدولة السورية وإخراجها من معادلة الصراع في واحدة من أقذر المؤامرات الاستراتيجية التي صممها أعداء الأمة وأعداء وجودها، مؤامرة للأسف ساهم في إنجاحها وإخراجها بالصورة التي نراها اليوم ونشاهدها ونتابع تداعياتها، النظام العربي الرسمي والنخب العربية والفعاليات الحزبية العربية بما فيها للأسف أيضا نخب قومية تاهت وضلت طريقها وأغرتها( أموال القوى الرجعية العربية) التي كانت ولاتزال بمثابة ( حصان طروادة للصهيونية والقوي الاستعمارية)..!
أن ما يجري في سوريا اليوم ليس مجرد أحداث عابرة تقوم بها ( عناصر من الفلول التابعة للنظام السابق) حسب بعض الفضائيات الناطقة بالعربية التي تنفذ أجندات المشروع الصهيوني الاستعماري الرجعي في استلاب الوعي الجمعي العربي، بل ما يجري في قلب العروبة النابض هو بداية لمخطط تدميري ستطال تداعياته كل الخارطة القومية بما فيها النطاقات الجغرافية للأنظمة الراعية والممولة لمؤامرة استهداف سوريا وإسقاط نظامها القومي الذي واجه حربا كونية لمدة 14 عاما، حربا مجبولة بالحصار والتآمر والاستئنزاف لقدرات الدولة العربية السورية، التي حشدت قوى الاستعمار والعمالة والصهيونية إليها كل إرهابيي العالم الذين ينتمون لـ90 دولة، إرهابيون تلقوا تدريباتهم من قبل أكثر من 36 جهازاً استخبارتياً تتبع دولاً إقليمية ودولية، بل هناك ضباط كبار في هذه الأجهزة شاركوا عمليا وميدانيا في القتال ضد الدولة السورية، وتمويل عربي يفوق الخيال، تمويل لو انفق العرب نصفه أو أقل على تحرير فلسطين لكانت فلسطين تحررت ولو تحمس العرب لتحرير فلسطين كما تحمسوا لإسقاط النظام القومي في دمشق لتحررت فلسطين خلال اقل من عام، ولو تم تسخير الإعلام الناطق بالعربية لكشف جرائم العدو الصهيوني بدلا من (شيطنة النظام القومي في دمشق) خلال عقد ونيف لكان العالم بأسره قد انقلب على الكيان الصهيوني وعرف حقيقة جرائمه ولما كنا بحاجة لتدمير قطاع غزة وإبادة أكثير من 200 الف عربي فلسطيني بين شهيد وجريح وتشريد الملايين حتى يعرف العالم حجم مأساة هذا الشعب الذي هو ضحية ( أنظمة العهر العربية) أكثر من كونه ضحية الاستعمار الصهيوني الاستيطاني..!
أن ما حدث ويحدث في سوريا هو (اللعنة الكبرى) التي ستطال الجميع دون استثناء وسوف تدفع الأمة ثمنه غاليا وخاصة الأنظمة التي رعت ومولت المؤامرة القذرة بحق سوريا ونظامها القومي.. وجميعنا نتابع كيف أن نظام عصابة (الجولاني) بداية وجهت أسلحتها إلى صدور جيرانها في لبنان، ثم اتجهت نحو مواطني محافظات الساحل العربي السوري وتهدد مواطني شمال سوريا وتتحالف ضدهم مع القوات التركية، فيما تركت الصهاينة يعربدون في جنوب سوريا ويحتلون ثلاث محافظات باريافها هي القنيطرة ودرعا والسويدا ويسيطرون على جبل الشيخ الذي من خلاله يسيطر الصهاينة اليوم على دمشق وعمان وبيروت وحتى الطريق الدولية بين دمشق وبغداد وصولا إلى معبر البوكمال على الحدود السورية العراقية..!
عربدة صهيونية لم نسمع من عصابة جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام التي نُصبت لحكم سوريا حتى مجرد بيان إدانة عن هذه العربدة الصهيونية لكنا تابعنا الإرهابي الجولاني وهو يلقى خطابه ويتحدث عن (قومنا وقومهم) ويصف مواطني الجمهورية العربية السورية في محافظات الساحل السوري وكأنهم ينتمون لدولة أخرى، بل ويكذب وتساعده في تسويق أكاذيبه قنوات ناطقة بالعربية رخيصة وخادمة للمشروع الصهيوني..!
قنوات رخيصة مهمتها استلاب الوعي الجمعي العربي والدولي وتضليله عن حقيقة ما يجري واختصار الصورة بطريقة عابرة عنوانها (الفلول) وهي ذات القنوات التي كانت تصف الجيش العربي السوري بـ(مليشيات الأسد) و(شبيحة الأسد) وتصف (الإرهابيين والقتلة بالثوار).
إن سوريا اليوم مخطوفة بيد عصابات إجرامية متعددة الأعراق، عصابات لا تؤمن بدولة ولا تعرف كيفية إدارة الدولة، عصابات تدار من قبل أجهزة خارجية َجهات خارجية تتنافس فيما بينها على نهب خيرات سوريا وتحويل هذه القلعة العربية إلى دولة فاشلة ممزقة والهدف تقسيمها إلى كانتونات عرقية متنافرة ومتناحرة تقاتل بعضها، لكن شرارة الصراع سوف تمتد لكل دول المنطقة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سوريا بوابة وَحدة الأمة أو تمزقها

شهد العالم الإسلامي، والمنطقة العربية خاصة، نقاشا موسَّعا عن العلاقة بين السنة والشيعة عقب حرب تموز/ يوليو عام 2006، وكان الود يغلب على هذه النقاشات، واندفعت تظاهرات مؤيدة لحزب الله في مصر حاضنة الأزهر؛ أكبر مؤسسة سُنية في العالم، كما أخرج الإخوان المسلمون -أكبر تيار سني سياسي- أنصارهم في الشوارع يرفعون أعلام حزب الله وصور الراحل السيد حسن نصر الله.

بعد نهاية الحرب استمر علماء المذهبين في نقاشات التقريب، وروى لنا الدكتور محمد عمارة رحمه الله عام 2008 تقريبا، أن هناك لجنة تجمع الأحاديث المتفق عليها بين المذهبين، وصنفوا خمسة مجلدات حتى باب الصلاة فقط، وكان الدكتور محمد سليم العوا يذكر ذلك المصنَّف في محاضراته في جمعية مصر للثقافة والحوار، وقال إن 90 في المئة من المتون الفقهية مشتركة بين المذهبين، ولا يوجد خلاف بينهما في الأحاديث القدسية، إلا اختلاف روايات. وقال شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب بعيد توليه المشيخة ما معناه: إنه شيخ للمسلمين كلهم، سنة كانوا أم شيعة، وكان هذا وقت سار فيه مسلك التقريب إلى مدى جيد، وإن شابته مناظرة الدكتور القرضاوي مع آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني عام 2009، لكن جاءت الكارثة في سوريا بعد ثورة الشعب ضد نظام بشار الأسد.

يتحدث الرئيس السوري أحمد الشرع عن وجود دولة خارجية تدعم الاضطراب الأمني في مدن الساحل التي ينشط فيها أتباع ومجرمو نظام الأسد الزائل، وإذا كانت إيران متورطة في ذلك فستبدأ إعادة الوضع إلى نقطة الصفر مرة أخرى، وتثير توترات لن يستفيد منها سوى العدو المشترك للمنطقة كلها
وقف النظام الإيراني وحزب الله داعمين لنظام بشار الأسد، وكانت الذريعة الحفاظ على خط إمداد المقاومة اللبنانية بالأسلحة، وكانت هذه النقطة ممكنة التفهُّم إن وقفت عند هذا الحد، لكن انخراط الحزب والإيرانيين في القتال إلى جانب بشار، وتداوُل شهادات عن ممارسات طائفية في قتل وتعذيب وإذلال السنة أو الثائرين على نظام بشار، أحدث ذلك شرخا واسعا وإذكاء غير مسبوق للصراع الطائفي والتباغض والتعادي على أساس المذهب، ولم يربح من هذه المعركة أحد سوى الصهاينة والأنظمة الاستبدادية. ولم يكن ينبغي لقادة الحزب أن يتصوروا أن نظاما أتى بإرادة شعبية سيقف حائلا أمام شيء قد يُسهم في تحرير الجولان السوري، أو يؤثر في المشروع الصهيوني.

كان درْس العراق عام 2003 قريبا للأذهان، فقد اندلع قتال وتفجيرات بين السنة والشيعة عقب الاحتلال الأمريكي، وقبلها حرب السنوات الثماني بين العراق وإيران، ورغم ذلك فإن هذه الدماء لم تكن عائقا عند قتال حزب الله لإسرائيل عام 2006، واصطفَّ الجميع خلف الحزب واحتفل معه، وبعدها لم يستطع الساسة من الحركات الشيعية الحفاظ على هذا الرصيد بانخراطهم في سوريا.

جاء طوفان الأقصى عام 2023، وانخرط حزب الله والمقاومتان العراقية واليمنية وإيران في دعم فلسطين، وهذا التدخل كان ولا يزال محل تقدير عظيم، وكان شيخ الأزهر -مرة أخرى- واقفا موقفا صلبا في دعم لبنان، ما يتضمن دعم مقاومته التي يقف حزب الله على رأسها.

هذا الود بدأ يتعكر منذ الإطاحة ببشار الأسد، فقد كانت هناك تعليقات سلبية تصدر عن حزب الله وإيران، نظرا لأن الحكام الجدد كانوا في موضع قتالهم، واليوم يتحدث الرئيس السوري أحمد الشرع عن وجود دولة خارجية تدعم الاضطراب الأمني في مدن الساحل التي ينشط فيها أتباع ومجرمو نظام الأسد الزائل، وإذا كانت إيران متورطة في ذلك فستبدأ إعادة الوضع إلى نقطة الصفر مرة أخرى، وتثير توترات لن يستفيد منها سوى العدو المشترك للمنطقة كلها.

إن الجراح السورية لن تندمل بين الأطراف المتقاتلة، بل ستحتاج إلى عامل الزمن لنسيان الجراح أو على الأقل هدوئها، وهذا مفهوم بعد سنوات من التخريب والقتل المتبادل، لكن الوعي العام لباقي الأمة استطاع تجاوز هذه الأزمة لوجود عدو مشترك، وفهموا أنه لا ينبغي للسنة والشيعة أن يكونوا أعداء، وذلك بالقدر الذي لا يستسيغ لأحد أن يطالب بإذابة الفوارق بين الطائفتين، فهذا لن يحدث على الإطلاق، فالخلافات مميِّزة للطرفين ولن تذوب، والمطلوب التعايش بينهما لا إذابة الفوارق، خاصة أن المشترك أكبر بكثير من دواعي الافتراق، إذ السياسة بوابة الافتراق، والدين بوابة الائتلاف، وغريب أن علماء الدين ينجرون وراء سلوكيات الساسة في طلب الدنيا والجاه والسيطرة، فهؤلاء إما مخادعون لجمهورهم المطمئن لمظهرهم الديني، أو أنهم مخدوعون من الساسة وسذَّج، والمخادع والمخدوع لا ينبغي أن يكون مسموع الكلمة.

نجد مسار إفشال التجربة السورية يتفق عليه الأعداء، فحزب الله وإيران ليسا محل ترحيب من النظام الصهيوني ولا من أنظمة الإقليم، والعكس بالعكس، لكن الجميع اتفق على إفشال سوريا. وسيتبع ذلك إضعاف للشعب السوري، وأيضا إضعاف للمحور الإيراني وحلفائه، فتغيير النظام السوري كان بغرض إضعاف هذا المحور، وفشله لن يعيد نظاما مواليا لإيران وحلفائها، فالأوْلى فتح صفحة جديدة مع شعوب المنطقة لا حكامها، ووقف نزيف الصراعات المفيدة للصهاينة
إن مفهوم المواطنة الذي يقبله علماء الطرفين يضع جميع الفرقاء في إطار الدولة الواحدة موضع المساواة وإلزام التعايش، وكذا يقبل علماء الطرفين مفهوم الأمة الواحدة، ويجتمعون في صعيد واحد في مكة المكرمة، يتجهون إلى قبلة واحدة ويتبعون نبيّا واحدا ومصحفا واحدا، فإذا قبلوا المواطنة، وهي مفهوم سياسي، فكيف يصدرون عن مفهوم الأمة الواحدة وهو مفهوم دين؟!

لا نريد تأليب الماضي ولا صنع خطاب يمزق، بل نذكِّر في إطار المحبة والنصح وقد قال شيخ الأزهر في شباط/ فبراير الماضي في الحوار الإسلامي- الإسلامي في البحرين: "إن فكرة دار التقريب نبتت في الأزهر مع الشيخ شلتوت -شيخ الأزهر الأسبق- ومع المرجع الديني الكبير محمد تقي القمي منذ عام 1949، واستمرت هذه الدار حتى 1957، وأصدرت تسعة مجلدات، تضم أكثر من 4 آلاف صفحة". وقد أراد بذلك أن يلقي الضوء على مساحة الاتفاق بين السنة والشيعة في وقت يعود فيه تهديدهم بصراع طائفي جديد، وعلى أرض سوريا مرة أخرى.

لذا ينبغي على العلماء أن ينتبهوا إلى دورهم هو الدعوة إلى الائتلاف لا الاختلاف، وحسنا سيفعلون إنْ أعلنوا لجمهور الأمة أنَّ عليهم الامتثال إلى إرادة الشعوب والوقوف بقوة خلف الديمقراطية حتى لو أتت بالمخالف، وهي مشروطة بأن تكون هناك حريات سياسية وفكرية وإعلامية، وذلك سيضمن لأي طرف تمثيلا لائقا بالقبول الشعبي له، أما رفض الاختيار الشعبي فإنه لا يعني سوى الفساد والرغبة في فرض الإرادة على غير ما ينادي الشرع الحنيف والأئمة الفقهاء من المذهبين.

تقف سوريا اليوم على مفترق طرق شديد الخطورة، فمن جهة هناك الصهاينة الذي يعربدون في سوريا، ومن جهة أخرى هناك شبح الطائفية الذي يطل برأسه، ومن جهة ثالثة هناك الدول التي ترفض نجاح مسار التغيير السياسي وتلاغب في بقاء الأنظمة المستبدة أو فشل الأنظمة التي تفتح باب المشاركة الشعبية. والنظام السوري الجديد شديد الضعف أمام هذه الاختبارات القاسية من أطراف قوية ولها أدوات ضغط هائل، وبدلا من توجيه الضغط نحو الديمقراطية وصناعتها ثم ترسيخها، نجد مسار إفشال التجربة السورية يتفق عليه الأعداء، فحزب الله وإيران ليسا محل ترحيب من النظام الصهيوني ولا من أنظمة الإقليم، والعكس بالعكس، لكن الجميع اتفق على إفشال سوريا. وسيتبع ذلك إضعاف للشعب السوري، وأيضا إضعاف للمحور الإيراني وحلفائه، فتغيير النظام السوري كان بغرض إضعاف هذا المحور، وفشله لن يعيد نظاما مواليا لإيران وحلفائها، فالأوْلى فتح صفحة جديدة مع شعوب المنطقة لا حكامها، ووقف نزيف الصراعات المفيدة للصهاينة لا للأطراف المتخاصمة.

مقالات مشابهة

  • حسين: العراق يؤيد اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية ويتمنى ان ينعكس بالخير على سوريا
  • "فلسطين للأمن القومي".. الخطة المصرية الخاصة بإعادة إعمار غزة واقعية وحازت على التأييد العربي
  • جرحى في قصف العدو الصهيوني منطقة “مشروع دمر” بدمشق
  • الرئاسة السورية: قرار رئاسي بتشكيل مجلس للأمن القومي
  • الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
  • سوريا بوابة وَحدة الأمة أو تمزقها
  • الإمارات ترحب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • الأمم المتّحدة ترحّب باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • الخارجية الأمريكية ترحّب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهوريّة العربية السوريّة