هيئة كبار العلماء: التوكل على الله أساس نهضة الأمة الإسلامية
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
قال الدكتور أحمد همام، مدير عام هيئة كبار العلماء، إن التوكل على الله والأخذ بالأسباب مساران وليس مسار واحد، ولا بد أن نأخذ بكليهما، أن نتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية، فتوكل فقط دون أخذ بالأسباب يعد تواكلا، وهو مرفوض في الإسلام، والأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله والتوكل عليه شرك بالله تعالى.
وأضاف أنه لا بد أن يكون هناك يقين قلبي بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، يعطي بالسبب ويمنح بالسبب ويمنع بالسبب، ومن ذلك ما جاء في القرآن الكريم، أن السيدة مريم، ورغم حالتها الصحية، قد أخذت بالأسباب، فرغم ما عانته من مخاض وغير ذلك من مصاعب، إلا أن الله أمرها بالأخذ بالأسباب، فتلك المرأة الضعيفة كيف تهز النخلة، لكن كان عليها أن تطيع الله فيما أمرها به، وأن تتوكل عليه وتأخذ بالأسباب ليتحقق لها ما تريد.
وبين خلال درس التراويح، اليوم الجمعة، بالجامع الأزهر، والذي جاء تحت عنوان: "التوكل على الله"، أن تاريخنا الإسلامي حافل بالنماذج، ففي معركة العاشر من رمضان على سبيل المثال، تحقق النصر لقواتنا المسلحة بعد التوكل على الله مع الخذ بالأسباب، فقد صاح جنودنا "الله أكبر الله أكبر"، فما كان إلا أن سخرت تلك الصيحة لهم الكون كله، سخرت لهم السماء والأرض والماء وكل شيء ذلل بهذه الصيحة، ثم أخذ الجيش بالأسباب من تدريب شاق، ومن تجنيد فئة من الشباب المتعلمين من أبناء مصر، يأخذون بالأسباب العملية وبأسباب الحرب الحديثة، وما كان نتاج ذلك من أخذ بالأسباب وتوكل على الله إلا أن تحقق النصر لنا، فعلى الأمة الإٍلامية التوكل على الله لتحقق ما تنشده من نهضة وتقدم، مع الأخذ بأسباب هذه النهضة حتى تتحقق لها.
واختتم مدير عام هيئة كبار العلماء، أن الله قد خلق الخلائق، وأودع النواميس الكونية والأسباب التي تسير بقائها، وخلق آدم بيديه وخلق من ضلعه حواء، وجعل للنسل أسبابه، فلا بد من الزواج لمن أراد ذرية، كما جعل تعالى الماء سببا في الحياة ودفعا للعطش، وسببا في الإنبات، وجعل الغذاء والطعام دفعا للجوع، وجعل الدواء سببا في الشفاء، وجعل المذاكرة سببا في النجاح والتفوق، فعلينا أن نتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، وقد قدم لنا نبينا "صلى الله عليه وسلم" الدليل العملي في قوله: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا"، فهذه الطير تتوكل على الله، ولا تنتظر في عشها الرزق، بل تأخذ بالأسباب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شهر رمضان الأخذ بالأسباب التوكل على الله الأزهر الشريف الجامع الأزهر المزيد التوکل على الله
إقرأ أيضاً:
عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر: مصر أمة لا تنكسر
قال الدكتور سيف رجب قزامل، عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إنه في هذه الأيام المباركة، لا بد لنا من التذكر والتأمل في تاريخنا، حيث مررنا بأيام عظيمة ومواقف مشرفة، مثل انتصار أكتوبر العظيم، فقد عاش الشعب المصري في هذه الفترة على قلب رجل واحد، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، يحلمون بيوم النصر ويأملون في العودة إلى الانتصار، في وحدة لا تعرف الهزيمة.
ونوه، خلال برنامج "تسامح ورحمة" المُذاع على فضائية "إكسترا نيوز"، أن مصر بلادنا الحبيبة، التي ذُكرت في القرآن الكريم مرارًا، هي أمة لا تنكسر ولا تنقض، بل هي أمة قوية، كما ورد في العديد من الآيات القرآنية.
وأشار الله تعالى في كتابه الكريم إلى عظمة مصر وأبنائها في أكثر من آية، فقد قال الله تعالى: "وَقُلْنَا يَا مُوسَىٰ اسْتَفْتَحْتَنَا فِي قَرْيَتِهِمْ" (القصص: 38)، وأيضًا في قوله تعالى: "مُدَحْرِينَ فِي الْمُدُنِ." (القصص: 40).
كما أن مصر كانت ولا تزال معروفة في القرآن الكريم كأرض السلام والأمان، وهي البلاد التي تحمل في قلبها حب الوطن والدفاع عن أراضيها.
وتابع: "أن ما تحقق في حرب أكتوبر من انتصار يعود إلى التخطيط الحكيم من القيادة المصرية، التي استطاعت أن تتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب".
وأضاف، أن القيادة المصرية ساهمت بالتخطيط العسكري في خلق استراتيجيات مدروسة، حيث أدركت تمامًا أهمية أخذ الأسباب واستخدام كل الوسائل المتاحة، سواء في التدريب العسكري أو في تجهيز الجنود بكل ما هو ضروري لعبور القناة، لتكون قواتنا مستعدة لعبور هذا المانع المائي الواسع، وهو السد الذي كان يعتبر من أقوى الحصون الدفاعية.