«الرزفة».. فن الحربية والفروسية
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أخبار ذات صلة«الرزفة».. فن تقليدي أصيل يجمع بين الأداء والشعر، ويمتد عميقاً في تراث دولة الإمارات وثقافتها منذ سنوات طويلة، وهو عبارة عن لوحة فنية تعبيرية تتميز بنغماتها وإيقاعاتها، ويشارك في أدائها الرجال من مختلف الأعمار، وتمارس غالباً في المناسبات الوطنية والاجتماعية، والمهرجانات التراثية والثقافية.
«فن الرزفة» الذي أُدرج ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو» عام 2015، ويُعرف بأنه «فن الحربية» باستعراض الشجاعة بالسيوف والبنادق والعصي، حيث يعد من الفنون الشعبية الأصيلة التي تنتمي للمدرسة العسكرية، وتعبر عن فنون الحرب المتمثلة عادة في حب الفروسية وانتزاع النصر، والقوة والعزيمة، إلى جانب القيم الطيبة النبيلة مثل مكارم الأخلاق، الشهامة، البطولة، والإقدام.
صون الشعر
وحول ما يميز «الرزفة» عن فنون الأداء التقليدية الأخرى، قال مبارك العتيبة، عضو جمعية أبوظبي للفنون الشعبية: يتميز «فن الرزفة» عن غيره من الفنون الأخرى، بأنه يشجع على المشاركة المجتمعية، والشعور بالانتماء، إضافة إلى أنه وسيلة مهمة للحفاظ على حيوية الشعر التقليدي، حيث إنه يُعتبر شكلاً من أشكال الاحتفال وتعبيراً أدائياً عن مشاعر الامتنان والبطولة، حيث تقوم الرزفة بدور محوري في إثراء الشعر وصونه، لأن شعراء الرزفة يكتبون أبياتاً شعرية مخصصة لكل عرض من عروض الرزفة على حدة.
تناغم حركي
وأوضح العتيبة أن «فن الرزفة» يؤدى عن طريق اصطفاف الرجال في صفين متقابلين بينهما مسافة من 10 وحتى 20 متراً، بينما يجتمع قارعو الطبول وغيرهم من الموسيقيين في الجوار، حيث يمارس مؤدو «فن الرزفة» استعراضاتهم حاملين عِصي الخيزران الرفيعة، ويؤدونها في تناغم حركي ينسجم مع إيقاعات الطبول.
وأكد أن أداء «فن الرزفة» الذي أدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث، يبدأ بمجموعة صغيرة من الأفراد وسرعان ما يزداد عددها، ويتحرك الصفان في تراص جميل ويتناوبان في إنشاد شطر من الشعر بينهما بالتبادل، حيث يخلق «الرزفة» جواً من التلاحم المجتمعي وشعوراً بالانتماء والهوية المشتركة بين من يؤدونه، خصوصاً في الفعاليات الاجتماعية، والمناسبات الوطنية، والمهرجانات التراثية والثقافية.
استعراض مميز
لفت العتيبة إلى أن «فن الرزفة» استعراض مميز يقدمه عدد من المؤدين، وينقسمون إلى: قائد الفرقة الذي يتولى القيادة والتوجيه، وشاعر الفرقة، وهو الشخص الذي يلقن الفرقة الأشعار، والرزيفة وهم المشاركون في أداء الرزفة والذين يتوزعون في صفين متقابلين حاملين عصي الخيزران، واليويلة وهم مجموعة من الأشخاص يتوزعون بين صفوف المؤدين، حاملين العصي والبنادق.
حضور بارز
وأوضح العتيبة أن لـ «فن الرزفة» حضوراً بارزاً في المهرجانات التراثية والثقافية، ويتفاعل معه الكبار والصغار على حد سواء، ويشجع الآباء أبناءهم على المشاركة في أداء الرزفة أثناء الفعاليات، وهذا التشجيع واحد من أسباب جذب هذا الفن للعديد من المشاركين لكونه أداءً يعتمد على المشاركة الجماعية.
وأشاد بالدور المهم الذي تلعبه دولة الإمارات في التعريف بفنون الأداء الإماراتية التقليدية الأصيلة، ومنها «فن الرزفة» بين مختلف الفئات العمرية، إلى جانب حرص الجهات المعنية بالفن على مشاركة فرق الفنون الشعبية في مهرجانات الدولة لتقديم فقرات فنية، واستعراضات شعبية لهذه الفنون، الأمر الذي أثمر زيادة عدد فرق «فن الرزفة».
«رزفة مطورة»
صرح مبارك العتيبة، بأن «فن الرزفة» أو فن الحربية كما يطلق عليه، شهد عدة تطورات في السنوات الأخيرة، حيث أصبح يؤدى حالياً برفقة آلات موسيقية متنوعة، مثل العود والأورج والأدوات الإيقاعية الأخرى، ويطلق عليها اسم «الرزفة المطورة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليونسكو التراث التراث الإماراتي التراث الشعبي التراث الشعبي الإماراتي تراث الإمارات الإمارات التراث الثقافي التراث الثقافي غير المادي الفنون الشعبية
إقرأ أيضاً:
«أسطورة 2» عمل أدبي مميز يمتزج بين الفنون والأدب للكاتب حلمي مكي
صدر حديثًا على منصة كتبنا كتاب "أسطورة 2" للكاتب حلمي مكي، ويُعد هذا الكتاب عملًا أدبيًا مميزًا يمتزج بين عدة ألوان من الفنون والأدب، يحتوي الكتاب على مجموعة كبيرة من النصوص المتنوعة، المقسمة إلى أقسام واضحة، كل قسم يتناول نوعًا مختلفًا من الأدب، بما في ذلك القصص القصيرة، المسرحيات الرمزية، الحكايات الخرافية، المقالات الاجتماعية، النصوص الدينية، والشعر.
يتميز الكتاب بتنوع موضوعاته، حيث يتناول قضايا فلسفية، اجتماعية، وروحية، من أبرز موضوعاته القصص القصيرة، مثل قصة "كوابيس" التي تناقش الحب، الموت، والعدالة، وقصة "ليلة الميلاد" التي تروي قصة وفاء بين زوجين، كما يحتوي الكتاب على مسرحيات رمزية، مثل مسرحية تناقش الصراع بين الشيطان والإنسان، وحكايات خرافية مستوحاة من ألف ليلة وليلة بأسلوب عصري.
يتميز الكتاب بلغة عربية فصحى سليمة ومبسطة، مع انسياب واضح للمشاعر في النصوص، يستخدم الكاتب عبارات تنبئ عن خروجها من قلب لا من قاموس، مما يخلق شعورًا بالقرب والحميمية مع القارئ. الكتاب مُوجَّه للقارئ المتأمل في الحياة والروح، المحب للقصص القصيرة المتنوعة، المحب للأدب الرمزي والمسرحيات الفلسفية، الباحث عن نقد اجتماعي بلغة شعبية.
من أبرز الاقتباسات الملهمة في الكتاب:- "نحن البشر قد تنخدع كون مداركنا لا تتجاوز سوى الظاهر من الحياة.. لا نعلم أسرار القلوب."
- "دعني وجراحي، فقد خابت أمانينا.. هل من زمان يعيد النبض يحيينا؟"
- "الموت يجعل الجسد لا يساوي درهمًا، وتخرج الروح من القلب مباشرة بسر إلهي عظيم."
حلمي مكي مهندس ميكانيكي سابق بالقوات المسلحة المصرية، درس في الثانوية العسكرية ومعاهد القوات المسلحة، واستقال بعد 9 سنوات من الخدمة. من مواليد حلمية الزيتون بالقاهرة.