عين ليبيا:
2025-04-13@14:33:59 GMT

الفيدرالية في ظل الأزمة الليبية

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

واقع الأزمة الليبية

لأكثر من 14 عامًا، تعاني ليبيا من انقسام سياسي، وضعف المؤسسات، وانتشار الفوضى، مما أدى إلى جمود المشهد السياسي واستمرار الصراعات على السلطة والمصالح الضيقة.

رغم أن انتخابات 2012 كانت فرصة لترسيخ الديمقراطية، إلا أنها كشفت عن انقسامات عميقة أعاقت بناء الدولة وتحقيق التنمية، وتؤكد عن نوايا أطراف لاتملك حضواء أو قبول لدي الليبيين ، بأنهم لا يستطيعون الا استخدام العيب، من أجل سيطرتهم على المشهد السياسي لمصالحهم.

أسباب استمرار الأزمة

بدلًا من التركيز على إنهاء الانقسام، تتصدر المشهد أفكار نظرية غير واقعية، بينما تبقى القضايا الأساسية بلا حلول، مثل:

استمرار النزاع بين الأطراف السياسية. انتشار السلاح في يد التشكيلات المسلحة. تفشي الفساد وتفاقم الأزمة الاقتصادية. غياب الاستقرار الأمني رغم جهود الجيش الليبي في حماية الحدود والسعي لتوحيد المؤسسة العسكرية.

النظام الفيدرالي حل أم تعميق للأزمة؟

في ظل هذه الظروف، يظهر طرح النظام الفيدرالي كأحد الحلول، مستندًا إلى تجارب دول مستقرة ومتقدمة، لكن ليبيا، التي ألغت نظام الأقاليم عام 1963 رغم ظروفها الأفضل آنذاك، كما أن وجود النفط في أماكن دون غيرها، كان أحد أهم أسباب توحيد البلاد من خلال دور أمريكا وبريطانيا، وتواجه تحديات تجعل نجاح الفيدرالية مشكوكًا فيه.

متطلبات نجاح النظام الفيدرالي

لضمان نجاح الفيدرالية، تحتاج ليبيا إلى:

نظام اجتماعي وهوية وطنية مشتركة، واحترام التنوع والثقافات التي تعطي تمازح، مما يزيد من الوعي بأهمية المحافظة على الوطن وتوافق الجميع على ذلك، وتمنع النزعات القبلية والمناطقية. وجود دستور توافقي ينظم العلاقة بين الأقاليم والسلطة المركزية، فالدستور حبيس الإدراج منذ عام 2017. . وجود اقتصاد قوي مستقر ومتنوع، لا يعتمد على مصدر واحد، وتوزيع عادل للثروات خاصة النفط، وليبيا تملك بدائل اقتصادية بدل الاعتماد على النفط. ضرورة وجود مؤسسة عسكرية وأمنية واحدة، كالقيادة العامة للجيش الليبي، التي تسيطر على ثلثي مساحة البلاد بما فيها ثروات البلاد النفطية والزراعية والتجارية والسياسية، وتبقي التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية العائق دون استقرار الدولة، جيش وأمن موحدين للحد من سطوة الميليشيات والفوضى. مسألة التدخلات الخارجية التي قد تستغل الفيدرالية لتعزيز نفوذها، وقد لاحظنا اجتماعات بين عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني، وتناولهم للنظام الفيدرالية.

ما الأولويات الحقيقية

قبل التفكير في تغيير النظام السياسي، الأولوية يجب أن تكون:

إنهاء الانقسام السياسي. تحقيق المصالحة الوطنية. بناء مؤسسات قوية وموحدة. القضاء على الفساد وتحقيق الاستقرار الأمني.

الخلاصة:

الفيدرالية قد تكون حلًا في ظروف معينة، لكنها في واقع ليبيا اليوم قد تؤدي إلى مزيد من التفكك بدلًا من الاستقرار، ما لم تُحل المشكلات الأساسية أولًا.

ونعتقد بأن البلاد بحاجة إلى إعادة تنظيم من خلال وجود سلطة واحدة ، تعمل على إقرار القانون وإعادة هيبة الدولة، إطلاق عملية التنمية وارساء الأمن والاستقرار، وقد فشلت الانتخابات بسبب غياب الوعى المجتمعي، وعزوف الشارع عن الانتخابات، والمطالبات بوجود سلطة واحدة، تستمر المحاولات لتحقيق الديمقراطية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

البدري: تيتيه تكرر أخطاء أسلافها والمجتمع الدولي لا يريد حلاً في ليبيا

????️ ليبيا | دبلوماسي سابق: تيتيه تكرر أخطاء من سبقوها ولا أمل في نتائج مختلفة

???? البدري: لا إرادة دولية حقيقية لحل الأزمة الليبية ????
ليبيا – قال الدبلوماسي الليبي السابق عثمان البدري إن جميع المبعوثين الأمميين إلى ليبيا اتبعوا نفس النمط والأسلوب دون تغيير يُذكر، ما يجعل فرص التوصل إلى نتائج مختلفة “شبه معدومة”، على حد وصفه.

البدري أوضح في تصريحات خاصة لموقع “إرم نيوز” أن ما يُفهم من تحركات البعثة الأممية هو أن المجتمع الدولي لا يمتلك إرادة جادة لحل الأزمة الليبية، رغم قدرته على التوافق في ملفات دولية أخرى، معتبرًا أن ذلك ينعكس مباشرة على سير الأزمة في اتجاه التعقيد لا الحل.

???? تيتيه تسير على خطى من سبقها.. ونتائجها متوقعة ????
أشار البدري إلى أن الممثلة الخاصة للأمين العام، هانا تيتيه تكرر نفس الأخطاء، بل وتلتقي الأطراف ذاتها التي التقى بها جميع المبعوثين السابقين، دون أن تحمل هذه اللقاءات أي جديد يُذكر، لأن تلك الأطراف المحلية، حسب تعبيره، عاجزة عن تقديم حلول.

???? الأزمة الليبية مرهونة بتناقضات دولية وأجندات محلية ????
وشدد البدري على أن بعض الأطراف الليبية باتت مرتهنة لتوجهات خارجية، وتسعى لاستغلال التناقضات الدولية لتعزيز مواقعها السياسية، مشيرًا إلى أن هذه “اللعبة الدولية” تمنع أي تقدم حقيقي، وأن البعثة الأممية في حد ذاتها “عاجزة” عن فرض إطار حل جامع.

مقالات مشابهة

  • السوداني: عودة البنك العربي مهمة وتعكس حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي
  • احميد: الحل الواقعي هو توحيد المؤسسة العسكرية بعد فشل السياسيين في إيجاد مخرج للأزمة الليبية
  • البدري: تيتيه تكرر أخطاء أسلافها والمجتمع الدولي لا يريد حلاً في ليبيا
  • حل الأزمة الليبية بين المطرقة والسندان
  • البدري: لا توجد إرادة حقيقية لدى المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة الليبية
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره التونسي والمبعوثة الأممية تطورات الأزمة الليبية
  • تحذير غير مسبوق من داخل النظام الإيراني: ضرب المواقع النووية وسقوط الحكومة
  • التويجر: ليبيا تواجه تفككًا اقتصاديًا بسبب هشاشة النظام السياسي
  • الباروني: الاعتماد فقط على النفط خطر… ليبيا بحاجة لتنويع اقتصادي شامل