زيارة مُلتَبسه
#فايز_شبيكات_الدعجة
لم يكن يتوقّع ذلك الموقف المُحرِج الذي تعرّض له عندما زار أحد أقاربه الذي لم يلتقه منذ سنوات، زاره للاطمئنان على صحّته امتثالًا لمتطلّبات صِلة القُربى ومُقتضيات الواجب. أمطره من فوره بوابلٍ من الاعتذارات لتأخُّر الزيارة، إذ لم يكن على علمٍ مُسبق بمرضه إلّا بالأمس، عندما صادف شقيقه وأخبره عن حالته المرضيّة.
ورغم حفاوة الاستقبال، ورغم أن الأسئلة كانت اعتياديّة وتقع في سياق الروتين المألوف، ولم تخرج عن نطاق العبارات المتداولة بين الناس، إلّا أنّه لم يُجب ولم يتجاوب، ولم يُعلّق على ما تفوّه به الضيف العزيز، واكتفى بالصمت وأداء واجب الضيافة ،استغرب الضيف ذلك الصمت والتجهم وهذا التغير وقد عرفه لا يكف عن الدعابة والمرح، فاستولت عليه الريبة والضيق. إضافةً إلى ذلك، لم تكن تظهر على الرجل علامات مرض واضحة، بل بدا وكأنه سليمًا ويتمتّع بصحّة وعافية إلى حد ما ، فوقع في حيرة.وقال في نفسه لا بد أن شيء ما يحدث.
كانت لحظات عصيبة، وبدأت تساوره الشكوك، ويضع الاحتمالات السريعة وعلامات الاستفهام، وداهمته الهواجس والأفكار، وشعر أنّه وقع في مأزق كبير. لكنّه كان متأكّدًا من مرض المُضيف على وجه الدقّة واليقين، وعرف الكثير من التفاصيل، وكان قد سأل قبل مجيئه بعض المقرّبين منه، فأكّدوا الحالة، ولم يكتفِ بما أعلمه به الشقيق الذي صادفه بالأمس. ومع ذلك، تحوّل الوضع إلى حالة توتّر وارتباك زادها سوءًا الابتسامات المتتالية المتأخرة المنبعثة من فم الرجل . وعلى الرغم من أنّ الوقت لم يتعدَّ بضع دقائق، إلّا أنّها مرّت مرور الدهر، وتمنّى خلالها الخروج والانسحاب من الموقف بسلاسة وهدوء، والاكتفاء بذلك القدر من العذاب النفسي الذي كان يعانيه.
تابع المضيف أول إشارات التوتر ، بيد أنه تعمد تأجيل إنهاء الموقف وفضل إبقاء الضيف في حيرته.. ثم بدأ بالحل، وكمُقدّمة لذلك،داعبه قليلا لكنها كانت دعابة ثقيله ، ممّا زاد الأمر سوءًا، وسار بالموقف إلى المزيد من التعقيد والقلق.
وأخيرًا، قال له:
— تفضّل القهوة، يا عزيزي. انا من صادفته بالأمس.. أمّا أخي المريض سعد فهو جاري…
عند هذه النقطة بلغ الحرج ذروته وغطى جبينه العرق.
كانا توأمين متشابهين إلى حدٍّ كبير، ممّا تسبّب بهذه الورطة. وقال في نفسه أن عتبي كان مضاعفًا، إذ كان عليه اخباري بهذا الالتباس منذ بداية الزيارة.
لكنه عند انتقاله لزيارة سعد تبين انهَ من صادفه بالأمس وان المريض هو خالد.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
أحمد موسى: مصر كانت دائما إلى جانب الكويت في أزماتها
أشاد الإعلامي أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي" المُذاع عبر فضائية "صدى البلد"، بالعلاقة التاريخية والراسخة بين مصر ودولة الكويت، معبرًا عن شكره وامتنانه لدولة الكويت، قيادةً وشعبًا، على الحفاوة البالغة التي قوبل بها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة إلى الكويت.
وقال موسى: "نحن نرى اليوم من خلال هذا الاستقبال الرائع من الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وأبناء الشعب الكويتي، تجسيدًا حقيقيًا لما تمثله العلاقات المصرية الكويتية من ترابط واحترام متبادل على مدار السنين".
وأثنى موسى على الاستقبال المهيب الذي شهده الرئيس السيسي عند وصوله إلى الكويت، مشيرًا إلى مشاركة فرق الفنون الشعبية والطلاب في استقباله بلوحات فنية تعكس الروح العربية الأصيلة والارتباط القوي بين الشعبين.
وأضاف، أن هذا الاستقبال يعبر عن عمق العلاقات بين الشعبين، ونحن نعلم أن الكويت دائمًا كانت إلى جانب مصر في كل المواقف، وكانت حاضرة في أوقات الشدة.
كما أكد أن العلاقات المصرية الكويتية نموذج يحتذى به في التعاون العربي، مشيرًا إلى أن مصر كانت دائمًا إلى جانب الكويت في أزماتها، خاصةً في الغزو العراقي للكويت في التسعينيات.
ووجه موسى تحية خاصة للشعب الكويتي، قائلًا: "شكرًا لكم على هذا الاستقبال الكبير، ونحن فخورون بعلاقتنا معكم، وأتمنى أن تظل هذه الروابط بين مصر والكويت في أعلى مستوياتها دائمًا".