كتب- أحمد عبدالمنعم:
قال الكاتب الصحفي الكبير مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة "أونا للصحافة والإعلام"، إنه في عام 2008، كان يعمل في الصحافة كرئيس تحرير لجريدة "المصري اليوم"، واتصل بي أخي، محسن الجلاد، السيناريست الكبير، ليخبرني أن أخينا إبراهيم، يمر بأزمة صحية خطيرة، قال لي إن "فكه وأسنانه وقعوا تمامًا"، وبعد الفحوصات، أخبرنا الطبيب أن الحالة خطيرة، وانقسمت الآراء بين احتمالية أن تكون المشكلة مناعية أو سرطان.

وأضاف "الجلاد"، خلال حواره لبرنامج "كلّم ربنا"، الذي يقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب عبر "الراديو 9090": "وقع الخبر عليّ كالصاعقة، فإبراهيم ليس مجرد أخًا لي؛ هو توأمي، ونتشارك تاريخ الميلاد نفسه 6 سبتمبر، وبينما كنت أحاول استيعاب الموقف، واجهت أزمة أكبر: (دخل والدي العناية المركزة إثر جلطة حادة أثرت على المخ، وكان يتلقى العلاج بمستشفى النيل بدراوي، وفجأة وجدت نفسي بين أزمتين مأساويتين: والدي يصارع الموت، وأخي يواجه معركة صحية كبيرة)، وبدأت أعيش في حالة من الانهيار؛ وتواصلت مع أطباء في فرنسا لمناقشة حالة أخي، وأوصوا بنقله إلى هناك فورًا.

الجلاد: دخلت على أبويا العناية وقولتله متمتش غير ما أرجع علشان مسافر بأخويا فرنسا

وكنت أمام نارين: هل أسافر بأخي للعلاج في فرنسا، أم أبقى بجانب والدي الذي كان يحتضر في العناية المركزة؟.. ووصلت إلى حالة من التوتر والحيرة، حتى أنني فقدت الوعي في أحد الأيام ونقلت إلى المستشفى.

وتابع: "بعد استيقاظي، عرفت أنني تعرضت لحالة من الانهيار العصبي الكامل، وأنه قد أُعطيت حقنة جعلتني أنام لمدة 17 ساعة، وحضر الدكتور أحمد عكاشة، الطبيب النفسي العالمي، وجلس معي لحوار استمر ساعتين، فقال لي: "لو كان الاختيار أمام والدك، فمن المؤكد أنه سيختار أن تنقذ أخاك".

وتوضأت وصليت، رغم ضعفي الشديد، ووجدت نفسي أذرف الدموع بحرارة، ورفعت يدي إلى السماء وقلت: "يارب، إذا كنت تحبني وتحملني طوال حياتي، امنحني رجاءين: أن أدفن أبي بيدي، وأن يعود أخي إلى أولاده سالمًا.. يارب، اكتب لي الخير في هذه الرحلة التي أنا على وشك خوضها".

وأضاف: "سافرت وأنا لا أملك سوى أملي بالله، وفوجئت بعد ذلك بأن الخير انهمر عليّ كالمطر، كنت أحاول تدبير مبالغ مالية ضخمة بالعملة الصعبة "اليورو" لمواجهة تحديات علاج أخي إبراهيم، فجأة، وجدت الدعم من المهندس صلاح دياب، الذي أعتبره بمثابة والدي، واستجمعت قواي وتوجهت إلى والدي الذي كان في العناية المركزة، وقلت له: "يا بابا، أنا مسافر بإبراهيم فرنسا، وأرجوك متّمِتش غير لما أرجع".

وأشار إلى أنه عند وصولي إلى فرنسا، استعنت بالفنانة التشكيلية العالمية شاليمار شربتلي، التي رتبت كل شيء هناك لاستقبالنا، مما جعلني أرى خيرًا آخر ينتظرنا، توجهنا إلى المستشفى الأمريكي في فرنسا، أكد الطبيب أن الحالة ليست سرطانًا، بل حالة نادرة تستدعي إجراء عملية لزرع فك من عظمة الفخذ أو الحوض وكان هذا الخبر بمثابة الفرج المنتظر.

مجدي الجلاد: علاقتي مع الله ليست مجرد دعاء بل حوار مستمر

وقال "الجلاد"، إن علاقتي مع الله ليست مجرد دعاء، بل حوار مستمر ومباشر، مضيفا: "كنت أحلم بأن أكون صحفيًا مميزًا، ورغم أن حلمي بأن أكون أحد أفضل الصحفيين في مصر، "مش عايز أبقي غني ولا فلوس كثيرة لكن طموحاتي في المهنة".

وعن دخوله المجال التليفزيوني، قال: "فوجئت بشاليمار تقترح فكرة برنامج بعنوان "اتنين في اتنين"، وأشارت إلى علاقتي بوائل الإبراشي، لكن رفضتها، وعدت للقاهرة والدي تعافى وعاد إلى المنزل، وأخي شفي تمامًا، ومع كل هذا، وجدت شاليمار ووائل لتقديم البرنامج، وكانت البداية لينجح البرنامج، ثم تلقيت عرضًا من شركة لإعداد برنامج لرمضان التالي، فقررت تقديم برنامج (أنت وضميرك).

مجدي الجلاد: مرحلة تأسيس قناة "سي بي سي"، كانت تلك نقطة الانطلاق

بعد ذلك، جاءت مرحلة تأسيس قناة "سي بي سي"، كانت تلك اللحظة نقطة انطلاق لتوالي الرسائل الربانية التي غيرت مساري وفتحت أبواب الخير.

وأوضح أنه تعرض للسجن 3 مرات، وفي كل مرة، كان يتوجه إلى الله، ويسجد ويقول: "يارب، لو السجن هو المكتوب لي، فأنا سأقبله، لكنني واثق أنك لن تفعل ذلك بي لأنك تحبني"، منوهًا بأغرب قول سمعه في حياته من سيدة وهو "اشحت من ربنا، وقول يا رب شحتني كذا)، وفعلا كنت "بشحت كل حاجة في أي ضيقة من ربنا".

الجلاد: فكرة بيع جريدة المصري اليوم كان مطروحًا لرجل الأعمال أحمد عز

وعن مشواره الصحفي أضاف "الجلاد": "رفضت تولي منصب رئيس تحرير المصري اليوم، لأني كنت مرتاحًا وسعيدًا في الأهرام، ولكن وافقت بعدها، لأن المشكلات زادت، وفكرة بيع الجريدة كان مطروحًا، لرجل الأعمال أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني آنذاك، بهدف تحويلها إلى لسان حال الحزب، وجرت المفاوضات، لكن الخلاف حول السعر أفشل الصفقة، وهذا السر يُكشف لأول مرة، وبعد فشل مفاوضات البيع، لجأ الحزب إلى إصدار جريدة "روز اليوسف اليومية" لتكون صوتًا رسميًا له، ودخلت في منافسة مباشرة مع "المصري اليوم".

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مجدي الجلاد كلم ربنا أحمد الخطيب راديو 9090

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة اقتحم الملفات الشائكة.. ماهر مقلد يستعرض برنامجه الانتخابي لعضوية "الصحفيين" أخبار شاليمار الشربتلي لـ"كلم ربنا": رسمت أجمل لوحاتي في محنة المرض.. وربنا نجاني أخبار بدأت حياتي صياد.."بيج رامي" يكشف لـ"كلم ربنا" مسيرته من كفر الشيخ إلى العالمية أخبار هل عرفنا لماذا ألغى السيسي زيارته لواشنطن؟!.. الجلاد: ترامب أعدم زيلينسكي أخبار

إعلان

رمضانك مصراوي

المزيد أخبار وتقارير 25 صورة ترصد الاستعدادات النهائية لإفطار المطرية 2025 دراما و تليفزيون أعلنت انفصالها عنه لأول مرة.. من هو طليق الفنانة رحمة أحمد فرج؟ رمضان ستايل أول تعليق من والد الطفل المبتسم في التراويح بعد استجابة الأزهر لحذف صورته دراما و تليفزيون 15 صورة للمطربة بوسي بالقفطان الرمضاني.. والجمهور يغازلها سفرة رمضان "الفول بقي بالبيستاشيو"..وجبة سحور غريبة تثير جدلا (ما القصة؟)

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد أخبار وتقارير 25 صورة ترصد الاستعدادات النهائية لإفطار المطرية 2025 دراما و تليفزيون أعلنت انفصالها عنه لأول مرة.. من هو طليق الفنانة رحمة أحمد فرج؟ رمضان ستايل أول تعليق من والد الطفل المبتسم في التراويح بعد استجابة الأزهر لحذف صورته دراما و تليفزيون 15 صورة للمطربة بوسي بالقفطان الرمضاني.. والجمهور يغازلها سفرة رمضان "الفول بقي بالبيستاشيو"..وجبة سحور غريبة تثير جدلا (ما القصة؟)

إعلان

أخبار

مجدي الجلاد: أصعب لحظاتي لما أخويا أصيب بكانسر وأبويا دخل العناية.. وبشحت من ربنا يومياً

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 25 صورة ترصد الاستعدادات النهائية لإفطار المطرية 2025 أول تعليق من والد الطفل المبتسم في التراويح بعد استجابة الأزهر الشريف "الفول بقي بالبيستاشيو"..وجبة سحور غريبة تثير جدلا (ما القصة؟) خاص | في خناقة "كمبوند الفردوس".. ماذا قال سائق حافلة المدارس في تحقيقات النيابة؟ للإعلان كامل للإعلان كامل 33

القاهرة - مصر

33 20 الرطوبة: 16% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: إفطار المطرية انسحاب الأهلي مسلسلات رمضان 2025 سعر الفائدة سكن لكل المصريين صفقة غزة الحرب التجارية مقترح ترامب لتهجير غزة مجدي الجلاد كلم ربنا أحمد الخطيب راديو 9090 مؤشر مصراوي دراما و تلیفزیون صور وفیدیوهات المصری الیوم مجدی الجلاد من ربنا

إقرأ أيضاً:

إتحدوا .. فالقادم أصعب !! .

بقلم / عمر الحويج

نشرت هذا المقال والحرب لم يمض منها غير حوالي اقل من ثلاثة أشهر ( 3 / يوليو / 2023م)، استعيده اليوم من أرشيفي ، في صفحتي وبعض المواقع التي فيها أنشر كتاباتي ، وأعيد نشره في ذكرى 15 /أبريل حين انطلقت الرصاصة الأولى ، وسؤال من أطلقها :
الطرفان كان كل منهم أصبعه على الزناد ، جاهزة للإطلاق ، فمن صاحب الطلقة الأولى ، ليس مهماً الآن ، أهميته تأتي حين يحين الحين للمحاسبة !! .. وإلى المقال .

***
إتحدوا .. فالقادم أصعب :

ثورة ديسمبر العظيمة جابهتها قوى الثورة المضادة ، في مراحل غاية في الدموية ، ثلاثة مرات متفرقات ، إختصرها دون توسع فهي كانت معروضة في مسرحها للمشاهدة أمام الكافة :
المرحلة الأولى : كانت بدايتها مع تنصيب اللجنة الأمنية للنظام البائد بدعوى الإنحياز للثورة ، بموافقة بعض ممثلي الثورة ، فوراً ودون تلكؤ في أخذ الأوامر ، شرعوا في تنفيذ برنامج إجهاض الثورة ، وكانت محاولة الإنقلاب الأول على الثورة ، بفض الإعتصام الذي كان دموياً . وبعده (حدس ما حدس) . في هذه المرحلة من الصراع بين الثورة والثورة المضادة ، وإن كان بينهما (الحجاز الذي كان يتلقى العكاز ) من الطرفين الثورة والثورة المضادة ، وأعني المجلس المركزي للحرية والتغيير ، لمواقفه الرخوة، ولاداعي للتفاصيل فهي كذلك كانت معروضة على خشبة المسرح أمام الكافة ، فقط للتذكير ، أن هذه المرحلة إنتهت أيضاً بصمود وبسالة الثورة والثوار والثائرات ، الذى أدى إلى إفشالها ، لمخططات الثورة المضادة بسلميتها ، المحركة لثوريتها .

المرحلة الثانية : بعد فشلها في المرحلة الأولى بدأت الثورة المضادة ، مخططها الجديد ، بالواضح والصريح بالتنفيذ المتعجل لإنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم ، الذي سموه للتمويه بتصحيح المسار ، وتضخمت داخله قوى الثورة المضادة ، بإصطفاف قوى الموزاب الأرزقية ، وقوى الحركات المسلحة التي أصبحت الحركات المُصلِحة لمسيرة الثورة المضادة ، وهو الإنقلاب الذي أخذت فيه مركزية التغيير العكاز الأكبر على أم رأسها ، وتم استبعادها من المشهد السياسي تمامأ ، الذي أصبح عسكرياً بحتاً ، بل فتحت لهم السجون والمعتقلات ، مشفوعة بالأتهامات الملفقة ، وأزيلت فيه لجنة إزالة التمكين وقراراتها من الوجود ، كما تم فيه وبه تجاوز تاريخ تسليم السلطة للمدنيين المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية سيئة السيرة والمسيرة ، ( وحدس ما حدس ) وتواصل الإنقلاب دموياً ، حتى أفشلته الثورة وشهدائها بسلميتها ، رغم محاولة إنقاذه بما سمي بالإطاري مقطوع الطاري ، وأكرر أفشلت الثورة الإنقلاب بسلميتها ، المحركة لثوريتها .
المرحلة الثالثة : وهي المرحلة الأخيرة في مجاهدات الثورة المضادة الفاشلة ، لإجهاض الثورة حين ضاق عليها الخناق ، بالإتفاق الإطاري ، رغم ثغراته التي تخالف مسار الثورة والثوار ، مما إضطرهم لإعلان الحرب علناً وعلى رؤوس الأشهاد ، وبأفواه كل رموزهم القيادية ، في إفطارات رمضان المشهودة والمعلنة ، فلجأوا لإنقاذ أنفسهم بالحرب العبثية ، وهنا وفع العكاز على رأس جميع الشعب السوداني ، وأولهم مركزي الحرية والتغيير ، ولتوريطهم ساقوهم كفاعلين وداعمين في حربهم ضد الدعم السريع الجنجويدي . ولا يهم هنا أيهم ، بدأ بالطلقة الأولى ، صبيحة سبت الخامس عشر من شهر إبريل . فالطرفين (سعيهم واحد غير-مشكوراً ) ، وهو إجهاض ثورة ديسمبر ، سواء كانوا فصيل القصر المندسين خلف ستار الجيش المغيب ، أو مستشارية الدعم السريع ، المندسين خلف الجند الجنجويدي المُصنع .
وهاهي الحرب وقد وقعت كما تقع الواقعة حقيقة ، ونجحوا في اشعالها بين طرفين هم في الأساس من صُنع خبيزهم الفاسد ، طيلة ثلاثينتهم البائدة .

والسؤال ، كيف سيوقف الشعب هذه المرة الحرب الدموية بسلميته ؟؟ وأكرر بسلميته .
وقبل الإجابة ، على هذا السؤال الهام ، والذي سيحدد مصير ومستقبل بلادنا ، علينا التحقق من طبيعة هذين الفصيلين المتحاربين ، وتكتيكاتهم أثناء الحرب ونواياهم لما بعد الحرب .
ولنبدأ بفصيل القصر ، الذي تعدى في التعبئة لحربه ، أمر شعاره القديم ، فليعد للدين مجده ، وتمسكوا بشقه الأقرب لهم ولطبعهم ، فالحرب أصبحت بالمكشوف ، والمناسب لها ، ليس مجد الدين ، والذي بفعلهم أصبح خارج اللعبة وبالمفتشر أصبح ( لايأكل عيش) ولا سلطة ، وإنما المطلوب هنا (فلترق كل الدماء) وبالمناسبة تخريمة ، أين هم من معركة إخوتهم في الدين ، من تمزيق القرآن الكريم في السويد ، أم هم مشغولين من الدين بالدنيا والبحث عن العودة إلى السلطة ، أيها المنافقون ، الكذبة !! ، وإن كنتم لستم وحدكم فحتى إخوتكم في الدتيا وليس في الدين ، وهم اشباهكم طلاب سلطة في بلدانهم ، التي ينتظرها الدمار مثلنا إذا تهاونوا كما تهاون بعض منا ، فهم ليس لديهم كفاحاً في جعبتهم ، غير قاطعوا منتجاتهم ، وآخرين تجدهم يدبرون فقط لقطع الرقاب ، دون تفكير في تقدم بلدانهم ، حتى يقابلوا الحجة بالحجة ، والجمل ماشي ، (تُقرأ العالم) ، والكلاب تنبح . هذا موروثكم فأحفظوه .
ونواصل بعد هذه التخريمة ، حين اكتشفوا ، أن جيشهم ، هزموه يوم طوعوه لايدلوجيتهم الفاسدة ، صاحوا في شعبهم الذي أذاقوه المُر والمِرَّار ، بدعوى الأستنفار لنجدتهم ، وصوروا له أنها حرب إثبات أن الوطنية مع الجيش ، أو ضد الجيش ، فأنت مع الخيانة ، وفهم الشعب الكلام ، على سردية ، وما فهم محمود الكلام القديمة تذكرونها ، وضاع إستنفارهم في الهواء الملبد بدخان حربهم الكريهة ، التي لا ناقة للشعب فيها ولاجمل ، ولنقل ماذا ينوون بعد نهاية الحرب انتصروا أو لم ينتصروا ، توافقوا مع شقهم الآخر ، أو لم يتوافقوا . وعلينا هنا أن ننبه الشعب بأجمعه ولكل من قال للحرب لا ، ولكل من خرج في ديسمبر ، وساهم في إقتلاعهم من السلطة ، فهو في مرمى نظرهم وسلاحهم وهو خائن ، ولماذا أقول ذلك ، فلو تلاحظون أنهم في هجومهم على الدعم السريع لديهم إصرار عجيب وغريب في آن ، في إركاب (قحت والقحاطة) في سرج واحد مع الدعم السريع ، حين يتحدثون عن نية إبادته ، فتأخذ قحت حظها في الإتهام بالخيانة ونية الإبادة ، والتي عقوبتها الموت الزؤام ، في حكمهم الذي أصدروه دون قضاء ، فهم الخصم والحكم ، مع أننا الذين ظللنا نلوم قحت على مواقفها الرخوة ، التي بشكل أو آخر أدت لهذه الحرب ، لكننا نشهد أنها لم تنحاز بالصريح الواضح ، ولا بالمتخفي ، للدعم السريع كما يشيعون في إعلامهم لغرض في نفس يعقوب وسنفسره لاحقاً هذا الغرض ، فحتى حديث بابكر فيصل وخالد عمر يوسف ، حين رددوا ولم يبينوا : يا الإطاري يا الحرب ، والذي تم تأويله من قِبلِ الكيزان وفلولهم ، وليّ عنق حقيقة عبارته ، وتلاعبوا بألفاظه ، لتناسب نواياهم بعد تحميله مسؤولية الحرب لقحت ، ومن ثم الخيانة الوطنية ، ومن ثم القتل ، مع العلم أنه كان المعني ، أن المخرج من الحرب هو الإطاري ليس إلا ، وليس الإطاري مدخل للحرب ليس إلا ، وفي حينها الكل كان يعرف أن المخرج هو في إستمرار الشعب في ثورته العظيمة ، لا الإطاري الذي إختارته قحت برخاوتها ، فالحرب هي خيار الثورة المضادة المفضل ، وهي الحرب المعروفة بأنها المدخل إلى الجحيم ، وليست الحرب مخرجاً من أي مأزق سياسي .
ولنعد لغرضهم الذي طووه في نفس يعقوب كما قلنا ، الذي ينويه فصيل القصر ، في تركيزه وتصميمه غير المبرر أن القحاطة ، يتساوون مع الجنجويد في ذات تهمة الخيانة ، وهم بذلك يعنون إدخال الشق المدني بأجمعه قحاطة بأحزابها الأربعة ، ولجان المقاومة وقوى الثورة الجذرية والاصلاحية ، أحزاب ومنظمات ، واتحادات ونقابات ومهنيين ، في هذه التهمة التي جهزوها لقوى الثورة بأكملها ، وجهزوا حتى عقوبتها ولحظة تنفيذها ، لكي تبدأ المجازر ، وبإسم هذه التهمة الخيانة العظمى ، سينفذون مجازر الشوارع حقيقة وليس مجازاً ، فباسم خيانة الجيش والوطنية ، ستخرج كتائب ظلهم وأمنهم الشعبي ومجاهديهم وداعشيهم ، والرعاع الذين سيتبعونهم من خلفهم مغمضين مخدرين ، وكل مجرم إعتاد القتل ذبحاً ، وسيسيرون بهم في الشوارع يهللون ويكبرون ، ويبدأون بإقتحام البيوت التي يعرفونها ، والتي لا يعرفونها ، وكل من يعرفون بيته ، أو لا يعرفونه ، من أفراد شعب السودان ، خاض ثورة ديسمبر وأقتلعهم من سلطتهم لن ينجوا من ذبحهم ، وأقول الذبح ، ذلك ذبح الشاة ، حقيقة وليس مجازاً ، فأنتبهوا .. أيها الشعب فما يضمرونه لكم يفوق كل مافي خيالكم ، من معنى الإبادة الجماعية لشعب بكامله ، وستشكرون ساعتها الحرب لأنها كانت هينة لينة عليكم ، مقارنة بما سيفعله فيكم هؤلاء القتلة ، ألم تسمعوا صوت أحدهم وهو يدعوا الجيش ، جيشه الذي يدافع عنه كما يدعي ، أن يقذف أسراه وهم من الجيش ذاته ، وعددهم بالآلاف تحت قبضة عدوهم الجنجويدي ، ويضحي بهم ، فقط لكي يقتل بضع عشرات من هذا العدو ، الذين لن يكونوا أكثر من هذا العدد ، إن لم يكن أقل ، في أداء دورهم فقط كحراس لأسرى الجيش تحت حرزهم وأمانتهم .

ولنتحدث ثانياً عن فصيل المنشية ، ولنفصل بداية ، بين مستشارية الدعم السريع ، وبين محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي ، كتسميته في الفضائيات عالمية واقليمية ، كاعتراف أولي به ، بدأ في فقده ، بعد تفلت جنده ، فمن هو حميدتي ، أنه نفسه ذلك الذي حمل ذات الإسم ، حين صنعوه معاً ، فصيل القصر فاعلاً ، وفصيل المنشية مراقباً ، وليس من بعيد ، والفصيلان يعرفان من أين أتوا به وجنده ، وفي ماذا إستخدموه منذ بداياته ، فقد كان وظل ، للقتل والنهب والتنكيل والاغتصاب وظل هو وجنده في ذات المهنة حتى قيام هذه الحرب ، وحتى قيام الساعة إذا إستمر وجوده في هذا السودان . إذن ما الذي تغير فيه وجنده ، لقد قرأه جيداً فصيل المنشية وكونوا له مستشارية ، وهي الأذكى والأدهى ، بالنفس الطويل ، من فصيل القصر الذي يقرا من كتابه القديم لا يزال ، وهم الذين اكتسبوا كثير المهارات من شيخهم ، الذي كان بارعاً في معرفة من أين يؤكل كتف السلطة ، حتى الوصول إلى كامل مفاصلها ، وقد وصلوا إلى نقطة ضعف حميدتي ورغبته في أن يكون الأعلى من البرهان ، ومافي (حلم أب أحسن من حلم أب ) والرجل كان حتى إنقلاب 25 إبريل راضي وقانع وجنده ، بوظيفتهم التي امتهنوها منذ نعومة أظفارهم ، فأختارت المستشارية ، لها ولهم الجند الذين أدوها بأحسن ما يكون الأداء ، وهي إرتكاب المعاصي والجريمة المنظمة دون طرفة عين لمرتكبها . فما الذي غيره فجأة حتى دون أن يتم تغيير عقيدة جنده ، وأصبحت وجهته حماية المدنية والدولة الديمقراطية .. عجبي !! ، حد الدخول في حرب مع الدولة والجيش ، ومع غريمه الحالي وصديقه السابق ، إنها مستشارية فصيل المنشية ، التي عشمته برئاسة الدولة السودانية ، تحت رعايتها وحضانتها ، وليس كما أشيع بقصد ، أن القحاطة هم حاضنته ، ولتكن رئاسته بانتخابات حرة ونزيهة
(حرية ونزاهة !!) انتخاياتهم المخجوجة التي يعرفونها ، وهو (حميدتي) عنده المال والسلاح ، وهم ( فصيل المنشية) الحاضنة التي ستأتي له بشعب السودان ، طايعاً مختاراً . وأنظروا للمفارقات في هذه الحرب العبثية التي يديرها عبثيان مجرمان ، فصيل المنشية يتحدث للعالم بلغة يظن أنها سترضي العالم للنهاية ، وجنده لا يفهمون حتى ما تقوله هذه المستشارية عن الديمقراطية والدولة المدنية ، فجندهم يؤدون عملهم خير أداء في القتل والنهب والأغتصاب ، فقد كان درسهم الأول الذي تعلموه وحفظوه عن ظهر قلب ، فالوصية لهم كانت ، كل نصر تحرزونه لكم غنائمه ، وعليك بنهب كل ما تطاه يداك ورجلاك وبطناك ، من ذهب وسيارات وعمارات وتلاجات ملئية بالمأكولات ، وحتى طفلات وحريمات مباحات لك ، حلالاً بلالاَ .
إلا أن المتابع لحركة الحرب اليومية ، يلاحظ في الأسابيع الأخيرة ، أن الناطقين الفعليين بإسم الدعم السريع دون العلنيين ، أنهم غيروا خطابهم اليومي بعد أن إكتشفت هذه المستشارية ، أن إستمرارها في إدعاء مواصلة الحرب للوصول للديمقراطية والدولة المدنية في السودان ، صوت لم يصدقه أحد ، حتى جندهم ، وأن صوت هذا الجند ، وجرائمه هو الصوت الأعلى ، لذلك قررت أن يكون هناك توجه آخر أصيل لديهم ومعروفة جذوره ، كان مؤجلاً عرضه للخطة "ب" ، فقد بدأوا في أعادة قراءة كتابهم الأسود الذي سبق واصدروه سراً ، والذي كان يدور حول توزيع الثروة والسلطة ، ولكن بفهمهم العنصري لصراع الهامش والمركز ، وبدأ يتركز حديث أبواقهم في الميديا عن دولة 56 وكيفية إزالتها من الوجود ، واكيد هذا الخطاب عن جدلية الهامش والمركز الذي ظل الصراع حولها نظرياً قابلاً للأخذ والرد ، هاهي تتحول بالسلاح إلى جدلية ينتظر حسمها لصالح النظرة العنصرية بين فريقين هما اللذان فجراها ، والمشكلة الأعمق أن هذا الخطاب العنصري ، هو الذي يفهمه جند الجنجويد ، وهم يرسلون فيديوهاتهم وهم يتجولون في بعض بيوت أغنياء الخرطوم ويرفعون من داخل هذه البيوت المنعمة كما يتصورون مظلوميتهم التاريخية . فأعلموا أن هذا الخطاب خطير ، الذي رفعته مستشارية الدعم السريع أثناء هذه الحرب العبثية بسيوفها المسلولة وسكاكينها المسنونة ، الذي سيزيدها عبثية ، مثل هذا الخطاب العنصري في هذا الوقت الحساس ، إذا واصلوا فيه حتى منتهاه .
فالوضع جد خطير ياشعب السودان . فصيل يبشرنا بالذبح في رابعة النهار ، إذا إنتصر أو لم ينتصر . وفصيل آخر يبشرنا بأنه لن يخرج من بيوتنا وسيطرد ما تبقى من ساكنيها لأنهم إنتصروا على دولة 56 التي حكمتهم أكثر من نصف قرن بكثير ، وآن لهم الوقت ليحكموها هم بالحرب ما شاء لهم الله .
وأسألكم يا ثوار ديسمبر ويا أحزابنا بكل جماهيركم الحاليين والسابقين ، ممن خرج منكم يائساً . من كان حزب أمة وأنطوى ، ومن كان إتحادي وأنهرى ، ومن كان شيوعي وأنزوى ، ومن كان حركياً مسلحاً وأرتوى ، ومن ظل بعيدا وأنتوى ، ومن كان في محل رفيقنا ياسر عرمان وجناحه الثوري وأنحنى ، ومن قابضاً على جمر قضيته وبنضاله إنشوى ، مثل الحلو وعبد الواحد نور ، ومن كان منظراً لجدلية المركز والهامش وأنبرى ثم اختفى ، وحتى من كان إسلامياً وأنكوى . نسألكم جميعكم هل لديكم حل سلمي لوقف هذه الكوارث القادمات ، غير الوحدة والإتحاد ، من جديد تحت راية الجيل الراكب رأس ، الممثل في لجان المقاومة وتنسيقياتها ، فهو الجيل الذي لم يتلوث بفشل سابقيه ، وهو الجيل الذي يحمل الحل في شعاراته الوسيمة والفعالة ، حرية سلام وعدالة ، وهو الجيل الذي يملك الحل الجذري لسودان جديد ، بصريح مدنية ، دون سودانه القديم بصريح دينية ، دون نخبوية فشلها كارثة ، سودان دون عنصرية ، دون قبلية ، دون جهوية ، دون مظلومية ، دون جاهلية ، دون إسلاموية داعشية ، دون ظلامية دينية .. توحدوا جميعكم ، أو الطوفان .
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .

omeralhiwaig441@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • إتحدوا .. فالقادم أصعب !! .
  • كل سنة وأنت طيب يا أخويا.. رانيا فريد شوقي تهنئ ميدو عادل بعيد ميلاده
  • مجدي الجلاد: أنتظر قانون حرية تداول المعلومات منذ 40 عاما
  • «فريدة سيف النصر» ترد على مخرج العتاولة: ربنا يكفيك شر الناس السامه اللي شبهي
  • كوردستان.. ملتقى أدبي يستعرض الكوارث التاريخية عبر الأدب (صور وفيديوهات)
  • البلد رجعت بفضل ربنا.. أحمد موسى: الشعب يدفع ثمن ما حدث في 2011.. فيديو
  • ما بين الدال والمدلول في حكم المعلول: شكوى الجلاد إلى لاهاي
  • مجدي حسين رئيسًا لقطاعات الشئون المالية بـمصر الوسطى للكهرباء
  • شقيق محمد السيد:«أخويا لم يعقد أي جلسة مع الأهلي.. وعايز يكمل الزمالك»
  • بعد إصابته.. أبو العينين يوجه بتوفير كافة وسائل العناية الطبية لـ أحمد القندوسي لاعب سيراميكا