العربي الجديد/ دفعت الزيادات على الفواتير التي أعلنتها شركة الكهرباء السودانية إلى استنكار واسع في القطاعات المختلفة، وحذّر اقتصاديون ومراقبون من تداعيات هذه الزيادة الأخيرة، وقالوا إن توقيتها غير مناسب، في وقت يستعد فيه بعض المواطنين للعودة إلى مناطقهم، مع تدهور البنية التحتية، وتوقف الأعمال، وانتشار الفقر.

وأعلنت شركة كهرباء السودان تعديل تعرفة الكهرباء لجميع القطاعات، وبررت ذلك بمواجهة التحديات الاقتصادية التي يمر بها القطاع، والتي تشمل ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج وشح النقد الأجنبي اللازم لتوفير قطع الغيار والصيانة.

وشملت الزيادات الجديدة جميع القطاعات السكنية والزراعية والصناعية والصحية والتعليمية، ما ينذر بتوقف ما تبقى من منشآت صناعية، وبتأثير مباشر في القطاع الزراعي والصحي المنهار بسبب الدمار الذي لحق بهما في أثناء الحرب، حسب خبراء.

وتتفاوت الزيادات على القطاعات المختلفة بين 70% إلى 100%. واستنكر مواطنون تلك الزيادات، وطالبوا بعدم الاعتماد على التوليد الحراري والمائي فقط، خصوصاً أنه لا يغطي سوى 60% من السكان. وقال المواطن محمد آدم لـ"العربي الجديد": "لم تراعِ الجهات المختصة الأوضاع الاقتصادية والنفسية التي يمر بها المواطن، في ظل عدم استقرار التيار الكهربائي في البلاد، حيث شهدت الفترة الأخيرة إظلامًا تامًا لمدة أسبوع في أم درمان".

وأضاف محمد: "الأمر الثاني أن الحرب دمرت كل المنشآت الصناعية والخدمية التي تحتاج إلى إعمار، الذي بدوره يحتاج إلى طاقة، ولذلك الحكومة تقف أمام هذا الإعمار بمثل هذه القرارات". أما الموظفة ياسمين الباقر من ولاية القضارف، فتقول إن القرار غير مدروس، فهناك مصانع تعمل في القضارف ستتوقف عن العمل لأن الزيادة تقارب 100%، وهي تكلفة كبيرة لن يستطيع صاحب المصنع تحملها، كذلك فإنها تفوق أيضًا قدرات المواطن الشرائية.

من جهته، قال المزارع إسماعيل التوم لـ"العربي الجديد": "نحن الآن في الموسم الشتوي، وبالتأكيد سيؤثر هذا القرار في المشاريع الزراعية التي تعتمد بصورة كبيرة على الكهرباء، وستكون التكلفة أعلى". وأضاف: "التأثير سيكون على المواطن المغلوب وعلى الدولة، وسيُفضَّل المنتج المستورد على المحلي، وإذا استمر الحال بهذه الطريقة، ستتوقف العمليات الزراعية والصناعية في ظل البحث عن إعادة الإعمار، وهذا يبدو مستحيلًا".

الخبير الاقتصادي الفاتح عثمان قال لـ"العربي الجديد": "إن إمداد الكهرباء لن يستقر وتصل خدمتها إلى كل السودانيين إلا عبر تحرير الكهرباء، ويشمل ذلك تحرير السعر وتحرير الإنتاج وتحرير الوظيفة.

ومن الصعب جدًا على دولة فقيرة أن تواصل تقديم خدمة الكهرباء بعُشر التكلفة بعد التضخم الذي حدث بسبب الحرب، حيث هبطت قيمة الجنيه السوداني إلى حوالى خمس قيمته تقريبًا، وهذا يتطلب زيادة في سعر الكهرباء بالجنيه تعادل انخفاض سعر الصرف".

أما المحلل الاقتصادي هيثم فتحي، فرأى أن أزمة الكهرباء لا تقتصر على نقص الإنتاج، بل تمتد إلى تدهور البنية التحتية والمحطات الوسيطة، التي تحتاج إلى الاستبدال وتركيب شبكات ناقلة تقلل من الفاقد الكهربائي.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العربی الجدید

إقرأ أيضاً:

عمرو أديب ينتقد زيادة أسعار الوقود: المواطن هيعيش ازاي؟

كتب- حسن مرسي:

وجه الإعلامي عمرو أديب انتقادات حادة لقرار زيادة أسعار الوقود، متسائلًا عن الآثار المترتبة على هذا القرار على حياة المواطن المصري، وذلك خلال تقديمه برنامجه "الحكاية" على فضائية "إم بي سي مصر".

وتساءل أديب: "الإنسان المصري هيعيش إزاي؟.. الصندوق قالك شيل الدعم لكن مقلش هتشيله إزاي.. بزيادة أسعار المحروقات انت كسبت كام وخسرت إيه؟، انت عايز تظبط التزاماتك طب فين فاتورة المواطن؟".

وأكد أديب أن التعامل مع الأزمة أهم من الأزمة نفسها، مشيرًا إلى أن المواطنين يعانون بالفعل من أعباء معيشية كبيرة، وأن زيادة أسعار الوقود ستؤدي إلى ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات، بما في ذلك المواصلات والخبز والخضروات.

وحذر أديب من أن "زيادة 2 جنيه في لتر السولار كل حاجة هتزيد سواء المواصلات أو العيش أو الخضار والسلع، لما أنبوبة البوتاجاز تزيد 100 جنيه مرة واحد ساندوتش الفول هيطير، بشويش على الناس.. ده كتير وصعب على المواطن".

وأشار أديب إلى أن المواطن المصري صبور ويتحمل، متسائلًا: "طب ده جزاته؟، هي كتب عليكم الزيادة وخلاص، كان فيه حلول كتير ممكن نتعامل بيها في أعباء المحروقات ولكن مش بالآلية الصعبة دي".

واختتم بأن "مفيش أسعار وقود بتنزل، دايمًا فيه زيادة بجنيه واتنين للتر، المرة الوحيدة اللي نزلت فيها أسعار الوقود كانت ربع جنيه".

مقالات مشابهة

  • فاتورة الكهرباء باسم المؤجر.. ما الموقف من دعم حساب المواطن؟
  • قانون الأبنية الجديد: عبء آخر أم سيف مرفوع على رقاب المواطنين؟
  • استثمار المآسي !
  • بعد زيادة البنزين.. هل ترتفع أسعار الكهرباء؟ الوزير يجيب
  • أحمد موسى عن زيادة أسعار السولار: المواطن سيتحمل التكلفة
  • محافظ الغربية يستمع إلى شكاوى المواطنين والتزام السائقين ومحطات الوقود بالتعريفة الجديدة
  • للتخفيف عن المواطنين.. نائب يقترح إلغاء زيادة سعر السولار وتحميلها لبنزين 95
  • أسامة كمال: المواطن شريك في الإصلاح.. وترشيد الكهرباء ضرورة وطنية
  • مجلس الوزراء: هذه القطاعات الأكثر استجابة لشكاوى المواطنين
  • عمرو أديب ينتقد زيادة أسعار الوقود: المواطن هيعيش ازاي؟