حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" من علاج البنزوديازيبينات، مثل لورازيبام وكلورديازيبوكسيد المعروفة بقدرتها على التسبب بالإدمان الشديد. والتي قد تصاحبها أعراض انسحاب صعبة، قد تكون قاتلة أحيانا.

تستخدم هذه الأدوية، التي تسمى عادة بنزوات أو مهدئات، عادة لعلاج القلق ونوبات الهلع واضطرابات النوم مثل متلازمة تململ الساقين.

ولكن يمكن استخدامها أيضا لأسباب أخرى، مثل مساعدة الأشخاص على إدارة أعراض انسحاب الكحول.

تشمل البنزوديازيبينات الشائعة الأخرى الديازيبام (الفاليوم)، والكلونازيبام (كلونوبين)، والألبرازولام (زاناكس).

على عكس مضادات الاكتئاب، التي قد تستغرق أسابيع لبدء مفعولها، يمكن لمعظم البنزوديازيبينات أن توفر الراحة في غضون دقائق - مما يريح المسافرين المتوترين وغيرهم ممن يحتاجون إلى تخفيف سريع للقلق في حالة محددة. ولكن إذا تم تناول الدواء لفترات أطول، يمكن للمرضى أن يطوروا تحملا له في غضون أسابيع من بدء تناوله، حتى مع استخدامه وفقا للوصفة الطبية، وفقا للدكتورة لودميلا دي فاريا، رئيسة مجلس الصحة النفسية للمرأة في الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

وأضافت: "هنا يقع الناس في المشاكل"، ويبدأون في تناول المزيد من الدواء حيث "لا تعود الجرعة نفسها كافية للتخلص من الأعراض".

بالإضافة إلى ذلك، تدوم أدوية مثل كلونازيبام وديازيبام في الجسم لفترة أطول من الأدوية قصيرة المفعول مثل ألبرازولام. وقالت: "لا يدرك الناس ذلك. لذلك يتناولون جرعات متعددة ويتراكم الدواء"، مما قد يؤدي إلى "الشعور بالدوار".

أدت كل هذه العوامل مجتمعة إلى إساءة استخدام الأدوية على نطاق واسع. في عام 2019، ووفقا لأحدث البيانات المتاحة، صرفت الصيدليات ما يقدر بنحو 92 مليون وصفة طبية للبنزوديازيبين، وفقا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية. تشير الأبحاث إلى أن هذه الأدوية توصف في أغلب الأحيان للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما.

في عام 2020، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحديثا للمعلومات المقدمة للأطباء والمرضى لجميع أنواع البنزوديازيبينات للتحذير من مخاطر الاعتماد الجسدي، وأعراض الانسحاب، وسوء الاستخدام، والإدمان.

قال الدكتور إيان نيل، أخصائي أمراض الشيخوخة إن من الأفضل شرح هذه المخاطر للمريض قبل تناوله أول قرص. لكن هذا لا يحدث دائما. وحتى لو تلقى المريض استشارة طبية مناسبة، "فإن قولها شيء، وتجربتها شيء آخر".

وأضاف أنه غالبا ما يرى مرضى يتناولون بالفعل مزيجا من الأدوية الأخرى، ولا يدركون مخاطر الجمع بين البنزوديازيبينات، وهي مثبطة، وأدوية أخرى لها أيضا تأثيرات مهدئة، مثل منومات أو بينادريل.



كما يفضل ألا يتناول شارب الكحول أو مستخدم القنب، أي بنزوديازيبين. فعندما يجمع الناس موادا مثبطة، فقد يؤثر ذلك حتى على تنفسهم.

إن فئة كبار السن الذين يعالجهم الدكتور نيل معرضة للخطر بشكل خاص لأن البنزوديازيبينات تستقلب بشكل مختلف مع تقدمنا في العمر، حيث تبقى في الجسم لفترة أطول. ونتيجة لذلك، قد يكون كبار السن الذين يتناولونها أكثر عرضة للسقوط أو حوادث السيارات. كما يمكن أن تسبب هذه الأدوية الهذيان لدى مرضى الخرف.

لكن هذه الأدوية قد تكون محفوفة بالمخاطر للأشخاص من جميع الأعمار، ولهذا السبب توصف عادة لفترة قصيرة - عادة أربعة أسابيع أو أقل - وتعتبر الملاذ الأخير لعلاج الحالات المزمنة، بحسب الدكتور نيل.

وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن ما يقرب من 20% من الأشخاص الذين يتناولون البنزوديازيبينات يسيئون استخدامها. إذا أصبح الشخص معتمدا عليها، فقد يكون الإقلاع عنها صعبا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أعراض الانسحاب الشديدة.

يمكن أن تشمل هذه الأعراض اضطرابات النوم، والتهيج، والتعرق، وخفقان القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في المعدة مثل القيء الجاف.

يجب أن يتم تقليل جرعة الدواء تدريجيا، ويفضل أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب.

يشبه الأمر هبوط طائرة تدريجيا، كما يقول الدكتور جون توروس، الطبيب النفسي في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن.

وأضاف أنه أثناء ذلك، يمكن للمريض تجربة طرق مختلفة للحصول على مزيد من النوم والتحدث إلى معالج نفسي حول استراتيجيات تساعد في إدارة القلق.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أدوية أخرى مثل الكلونيدين، والتي يمكن استخدامها لعلاج القلق والمساعدة في أي أعراض انسحاب.

وأضاف الدكتور توروس أنه في النهاية، من الأفضل دائما محاولة تحديد السبب الجذري للقلق ومعالجته. "تمنحك البنزوات راحة سريعة في الدماغ، ولكن بعد يوم واحد يزول مفعولها - ويختفي هذا الشعور السريع بالراحة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة علاج مهدئات علاج عقاقير مهدئات المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الأدویة

إقرأ أيضاً:

خبراء يحذرون من ركود اقتصادي جراء حرب تكسير العظام بين أمريكا والصين (شاهد)

حذّر الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في الولايات المتحدة، جيسون فورمان، من التداعيات الخطيرة للتصعيد المستمر في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، مشيراً إلى أن فرض رسوم جمركية مرتفعة من الجانبين قد يؤدي إلى ركود اقتصادي ويفاقم الأضرار التي تلحق بالوظائف والمستهلكين في كلا البلدين.

وفي معرض حديثه حول موقف الصين من التصعيد المتواصل، قال فورمان: "لقد أظهر الرئيس الأمريكي مراراً استعداده للتراجع في مفاوضاته مع الصين خلال ولايته الأولى، وكانت معظم الاتفاقات تتمحور حول كيفية تجنب المزيد من التصعيد، وليس التراجع عنه".

خبير اقتصادي يحذر من الركود في حال استمر التصعيد التجاري بين أمريكا والصينhttps://t.co/Q6WWxLQtmJ pic.twitter.com/CjLwQJ24pX — CNN بالعربية (@cnnarabic) April 11, 2025
وتابع فورمان: "أما اليوم، فقد بلغنا مستوى من الرسوم الجمركية الثلاثية الأرقام، تقترب من 100%، وهو ما يجعل من الصعب جداً استمرار النشاط الاقتصادي بصورة طبيعية أو تحقيق مكاسب في الوظائف أو منفعة للمستهلكين".

وأضاف: "أحد الطرفين سيضطر عاجلاً أم آجلاً إلى التراجع، وإلا فإن الانزلاق إلى ركود اقتصادي سيكون حتمياً".


وفي تصعيد جديد، أعلنت الصين، أمس الجمعة، رفع رسومها الإضافية على الواردات الأمريكية إلى 125%، معتبرة أن الرسوم التي فرضتها واشنطن تمثل "انتهاكاً صارخاً لقواعد التجارة الدولية"، وفق ما جاء في بيان صادر عن لجنة الرسوم الجمركية التابعة لمجلس الدولة، ونشرته وزارة المالية الصينية.

واستنكرت بكين ما وصفته بـ"سياسة الترهيب والإكراه الأحادية الجانب"، مؤكدة أن مستوى الرسوم الحالي يجعل من غير الممكن للمنتجات الأمريكية التنافس أو القبول في السوق الصينية، وهددت بتجاهل أي زيادات جديدة في حال استمرت واشنطن في التصعيد.

في المقابل، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن سياسته التجارية "تحقق نتائج إيجابية"، رغم التوترات المتزايدة في الأسواق العالمية وهبوط الدولار إلى أدنى مستوياته أمام اليورو منذ أكثر من ثلاث سنوات. 

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "نحن نبلي بلاء حسناً في سياستنا بشأن الرسوم الجمركية. أخبار سارّة لأمريكا والعالم! الأمور تسير بسرعة".

وقد أثّر هذا التصعيد على الأسواق الأوروبية التي كانت قد أظهرت بعض الصمود، لكنها عادت إلى التراجع بعد إعلان بكين، دون أن تصل إلى مستوى الانهيار الذي شهدته مطلع الأسبوع.


ويُذكر أن ترامب أعلن الأربعاء الماضي، عن تجميد مؤقت للرسوم الإضافية المفروضة على 60 شريكاً تجارياً للولايات المتحدة لمدة 90 يوماً، في انتظار نتائج المفاوضات، غير أنه استثنى الصين من هذا القرار، بل زاد من الرسوم المفروضة عليها.

ومنذ مطلع نيسان/أبريل الجاري، واصلت واشنطن فرض رسوم إضافية بنسبة 10%، إلى جانب رسوم أخرى تصل إلى 25% على منتجات مثل الصلب والألمنيوم والسيارات، خصوصاً تلك الواردة من الاتحاد الأوروبي. ورداً على ذلك، واجهت الصين رسوماً أمريكية ضخمة بلغت نسبتها 145%.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الدواء يبحث مع أبوت العالمية حلولًا مبتكرة لتسعير الأدوية
  • محمد العرب: كل الطرق تؤدي إلى الرياض.. فيديو
  • خبراء يحذرون: الحرب التجارية الأمريكية على الصين قد تدمر إفريقيا
  • سكان مديرية الروضة بمحافظة شبوة المحتلة يحذرون من كارثة صحية وبيئية جراء استمرار التسرب النفطي
  • «شعبة الأدوية» تهيب بسرعة إرسال بيان بالدواء المنتهي الصلاحية لـ«هيئة الدواء» تمهيدا لسحبه
  • خبراء يحذرون من ركود اقتصادي جراء حرب تكسير العظام بين أمريكا والصين (شاهد)
  • علماء يخططون لإعادة قمر صناعي ظل في الفضاء منذ عام 1958
  • شاهد.. ماغي بو غصن تتألق بأحدث ظهور لها
  • رسوم «ترامب» لا تنتهى.. قريباً تعرفة جمركية كبيرة على الأدوية
  • اختراق علمي: كشف سر مقاومة سرطان البروستاتا لعقار مستخدم على نطاق واسع