واشنطن بوست: توتر بين القوميين المتطرفين الروسييين في ظل التقارب المفاجئ مع الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه في أعقاب التحول الكبير في سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه روسيا، يسعى القوميون المتطرفون المؤثرون في روسيا لفهم التغير المفاجئ في العلاقات مع أكبر أعداء روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الهجوم الروسي الكامل على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، كان العديد من أفراد المجتمع الروسي، وخاصة أولئك الذين يشاركون بنشاط في الحرب، قد تم تغذيتهم بالأيديولوجيا التي يروج لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقوميون الروس، والتي تعتبر أن روسيا تخوض حربًا وجودية ضد "الغرب الجماعي" بقيادة الولايات المتحدة.
وأعطت الحرب انكشافًا كبيرًا لما يُعرف بمجتمع "Z" الروسي - المتطوعين المؤيدين للحرب، والمدونين العسكريين، والقوميين المتطرفين الذين يرغبون في رؤية إخضاع أوكرانيا تمامًا.
وقال العديد ممن تمت مقابلتهم من قبل واشنطن بوست إنهم لن يقبلوا بتسوية سلام إلا إذا تضمنت إقالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتغيير السلطة في كييف.
ومع تقدم المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة ببطء، سيضطر بوتين إلى مراقبة هذه الفئة الصاخبة (والمسلحة جيدًا) من المجتمع، التي أصبحت أقوى خلال الحرب وفي مرحلة ما انفجرت في تمرد مفتوح مع تمرد قائد المرتزقة يفجيني بريجوجين.
وذكرت الصحيفة أن القوميين المتطرفين لعبوا دورًا مهمًا طوال الصراع، فالعديد منهم قاتلوا في الصفوف الأمامية وتم مكافأتهم بزيادة في مكانتهم الاجتماعية في المجتمع الروسي خلال الحرب، ولعقود من الزمن، كان هؤلاء الشخصيات القومية يُنظر إليهم من قبل الرئاسة الروسية "الكرملين" كمصدر غير مستقر للمعارضة المحتملة، ولكن تم استخدامهم لدعم الرسالة الحكومية حول ضرورة هذه الحرب الدموية والمستمرة.
ومع ذلك، ظهرت هذه الفئة أيضًا كمصدر نادر للنقد تجاه بوتين وقرارات حكومته، وتم التعامل مع بعضهم عندما تجاوزوا الحدود، فلقد تم تهديد الكرملين داخليًا عندما حدث تمرد بريجوجين ومجموعة فاجنر في 2023، والذي كان يمثل أكبر تهديد داخلي في الذاكرة الحديثة. وتم احتواء تمرده، ولقي بريجوجين وقادته مصرعهم في حادث تحطم طائرة غامض.
وفي العام الماضي، تم سجن إيجور جيركين، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الفيدرالي وقائد انفصاليين، لمدة أربع سنوات بتهم التطرف.
وأشارت الصحيفة إلى هناك حالة قلق أخرى من المجتمع الأرثوذكسي الروسي، الذي كان قد دعم بسرعة رواية الكرملين بأن الغزو جزء من "حرب حضارية" و"روحية" ضد الغرب الفاسد والشيطاني، وبعد البداية الحماسية لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بدأ القلق في الظهور.
وكتب بوريس كورشيفنيكوف، مقدم برنامج على قناة "سباس" الدينية التابعة للدولة الروسية، على تليجرام الأسبوع الماضي أن الأمريكيين يرونها "صفقة" بينما هي بالنسبة لهم "حرب وتضحية من أجل مستقبل روسيا".
وأضاف أن "كلمة صفقة" مثيرة للاشمئزاز لأنها تتغاضى عن التضحية الروسية وشرف الجيش الروسي.
ومن جهة أخرى، يشعر العديد من الجنود الروس في الخطوط الأمامية أن الحرب هي أكثر من مجرد قتال ضد الأوكرانيين، حيث يعتقدون أنهم يخوضون حربًا ضد الناتو والولايات المتحدة، بعدما شهدوا بشكل مباشر الأثر المدمر للأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا.
وقال قائد وحدة استطلاع في تشاسيف يار إن معظم الجنود الروس "لا يهتمون" بتقارير وسائل الإعلام التي وصفوها بأنها "هراء عاطفي" كانت موجهة للاستهلاك الغربي، وقال إنه هو وزملاؤه يركزون فقط على تنفيذ الأوامر.
وأضاف "نحن نعمل، ليس لدينا وقت، ولسنا مهتمين بالأمر. كل شيء يتعلق بالنصر، النصر، النصر بالنسبة لنا".
ويعتقد بعض القوميين المتطرفين أن أي تسوية سلام ستضر بمصالحهم الوطنية. وعلى الرغم من وجود فرصة ضئيلة لقيام هؤلاء الراديكاليين في وقت لاحق بالاعتراض على صفقة سلام محتملة، إلا أنهم لا يزالون يمثلون أقلية في المجتمع الروسي، حيث يظل غالبية الروس غير مهتمين ومستعدين لدعم أي قرار يتخذه بوتين - على حد تفسير الصحيفة الأمريكية.
وقال أليكسي فيديديكتوف، رئيس تحرير محطة "إيكو موسكفي" الإذاعية، إن "السؤال دائمًا هو، ماذا نحن نقاتل من أجله؟ ومن ضد من؟ الآن أصبح الأمر مكشوفًا مجددًا أننا لا نقاتل ضد أحد، بل نحن نقاتل من أجل مكاننا تحت الشمس، والقمر، والسماء".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: روسيا ترامب أوكرانيا الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يطالب الولايات المتحدة وأوروبا بردود فعل قوية لإنهاء الحرب الروسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
طالب الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي الولايات المتحدة وأوروبا بردود فعل قوية لإنهاء الحرب الروسية، وفقا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد.
وقال زيلينسكي لا سبيل لتحقيق السلام دون الضغط على روسيا من أجل وقف الحرب.
واضاف زيلينسكي أن عشرات القتلى والجرحى من المدنيين سقطوا اليوم في مدينة سومي بهجوم روسي.
تصعيد بالطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا
شهدت الساحة الأوكرانية والروسية تصعيدًا ليل السبت، حيث تبادل الطرفان الهجمات بالطائرات المسيرة، وفق ما أفاد به الجانبان.
ترامب: "المحادثات قد تكون تسير بشكل جيد"
وفي سياق متصل، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا "قد تكون تسير بشكل جيد"، لكنه أضاف: "يأتي وقت يجب فيه أن تتخذ خطوة أو تلتزم الصمت".
الدفاعات الجوية الأوكرانية والروسية تتصدى لهجمات
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، صباح الأحد، أنها تمكنت من اعتراض وتدمير 43 طائرة مسيرة من أصل 55 أطلقتها روسيا خلال الليل، واستهدفت مناطق في الشمال والوسط والجنوب الأوكراني. ولم توضح القوات ما حدث للطائرات التي نجحت في الإفلات من الدفاعات الجوية.
في المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن دفاعاتها الجوية أسقطت 12 طائرة مسيرة أوكرانية في منطقة روستوف، وطائرة واحدة في منطقة بيلغورود.
وفي تصريحاته الأخيرة، عبّر ترامب عن إحباطه من موقف روسيا، داعيًا إياها إلى التحرك نحو اتفاق سلام، وقال خلال حديثه للصحفيين على متن طائرة خاصة: "أعتقد أن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا قد تكون تسير في الاتجاه الصحيح، وسنعرف قريبًا". وأضاف: "في مرحلة ما، يجب أن تتحرك أو تصمت... وسنرى ما سيحدث، لكن لدي شعور بأن الأمور تسير كما ينبغي".