مفاجأة بعد 5 سنوات.. هذه الدول لم تعلن الحظر خلال كورونا وحققت تجارب ناجحة
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
بعد مرور خمس سنوات على فيروس كورونا، اتضح أن هناك دول لم تفرض الحظر أبداً طيلة فترة الوباء ومنذ اكتشافه فى في مارس 2020، حيث كان مليارات البشر يرقبون من وراء النوافذ ما يحدث فى الخارج.
كانت الاغلاقات والحظر بمثابة آخر الدواء في محاولة التصدي لتفشي الفيروس المرعب الذي قتل بالفعل الآلاف من البشر حول العالم، حيث ظهرت أوامر الحجر الصحي بعد إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 وباءً عالمياً في 11 مارس 2020.
لكن هناك دولاً معدودة واجهت الأمر على نحو مختلف، ومنها السويد، وتايوان، والأوروغواي، وأيسلندا ودول أخرى قليلة.
حيث أن هذه الدول لم تفرض إغلاقات ولا قيوداً على حركة شعوبها، فلم تقرّر بقاء قطاعات كبيرة من الناس في البيوت، وإنما لجأت حكومات هذه الدول إلى تدابير أخرى، فاكتفت مثلاً بمنْع التجمعات الكبيرة، أو بعمل فحوص مكثفة أو بتطبيق الحجر الصحي على حالات الإصابة أو بفرض قيود على السفر.
استراتيجية السويد فى كوروناكانت دول العالم، بما في ذلك الدول المجاورة للسويد، كالنرويج وفنلندا والدنمارك قد شرعت في فرْض إغلاقات في مارس 2020، بينما تجنبت السلطات السويدية فرض إغلاقات، معتمدة بدلا من ذلك على تغيّرات سلوكية طوعية من قِبل المواطنين، قامت الدول الثلاث الأخرى (النرويج، والدنمارك وفنلندا) بفرض إغلاقات حازمة منذ المراحل المبكرة من الوباء.
وقد أغلقت النرويج، وفنلندا والدنمارك المدارس ومعظم صُور الحياة العامة الأخرى، كما طالبت حكومات هذه الدول مواطنيها بأن يعملوا من المنازل، على أن هذه الدول لم تصل إلى الحدّ الذي وصلت إليه حكومة مثل المملكة المتحدة على صعيد إلزام الناس بمنازلهم.
وبالمقارنة بين السويد من ناحية وهذه الدول الثلاث من ناحية أخرى، وجد الباحثون أن أعداد الوفيات وإنْ كانت قد سجّلت ارتفاعا في السويد إبان الموجات الأولى من الوباء في فصلَي الربيع والشتاء من عام 2020، إلا أن هذه الأعداد بدأت تنخفض في السويد مقارنة بالدول الثلاث الأخرى في العامين التاليين: 2021 و2022.
وقام باحثون اقتصاديون بعقد مقارنة بين الدول الأربع ذاتها على صعيد مؤشرات الأداء الاقتصادي، فوجدوا أن استراتيجية السويد كانت مبررة في ضوء التكلفة الاقتصادية المنخفضة نسبيا.
تنزانيا رفضت الإغلاقاتأما تنزانيا، لم تفرض يوماً إغلاقات بسبب كوفيد-19، الرئيس التنزاني السابق جون ماغوفولي، رفض الإغلاقات أو غيرها من التدخلات الحكومية، وقد مات في 2021.
أما أيسلندا ونيوزيلندا؛ فكل من الدولتين جزيرة وغنية وذات تعداد سكانيّ صغير. في حين طبّقت نيوزيلندا إغلاقات صارمة في 25 مارس2020، لم تُقْدم أيسلندا على مثل هذا القرار مطلقا.
وقدمت أيسلندا برنامجا للكشف عن الفيروس وتعقبه، يمكن السلطات من مراقبة العدوى والاتصالات بين الناس، ومن ثم يمكن مطالبة الأشخاص بالخضوع لحجر صحي.
مثل هذا التدبير كان معمولا به أيضا في عدد من الدول التي طبّقت مع ذلك إغلاقات.
نيوزيلندا، في المقابل “سجّلت واحدا من أقل معدلات الوفيات جراء الإصابة بكوفيد حول العالم”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كورونا فيروس كورونا انتشار فيروس كورونا المزيد هذه الدول
إقرأ أيضاً:
بين الحذر والجُبن
يقود ترامب ونتنياهو العالم إلى فوضى بدأ الجميع يلمس بوادرها مع التحركات العشوائية والارتجالية التي يتخذها ترامب، والتجاوزات السافرة للقوانين والاتفاقات الدولية التي يشترك فيها مع نتنياهو ضد أبناء الشعب الفلسطيني. صحيح أن النتنياهو أفل شأناً، لكنه يمثل بأفعاله الدموية أحد مظاهر التجاوزات المتعمدة التي يريد منها ترامب إرهاب العالم لإخضاعه لإرادته ورغباته في القفز على الواقع لتحقيق المكاسب لبلاده، بحيث يصير كل ما يقوله رهن التنفيذ عن رضى أو إجبار.
ما يتخذه ترامب من إجراءات لا تخضع لأي تقييم قبلها، وتراه كالطفل المدلل إذا حدد أمرا فإنه يريده واقعا أمامه كيف ما كان، وبغض النظر عن أي تداعيات محتملة، لذلك ولأنها التي تأتي من شخص بهذه الصفات إلى جانب جهله السياسي بشكل حرفي، فالأكيد أنها تحتمل مآلين:
الأول أن تُصيب في تحقيق شيء من مقاصده، وتبرز في هذا المآل الدول الهزيلة التي تقوقعت في مساحة «الحذر ولا الشجاعة» فعممت هذا القول أو المَثَل على كل تفاصيل حياتها، حتى اعتادت أن تكون سلبية في التعامل مع أي مخاطر، وارتضت البقاء رهينة الحسابات غير المضمونة. فتراها تتجنب حتى التعليق بشأن التهورات الأمريكية التي تبلغ ذروتها في عهد ترامب، وتحاول بأقصى طاقتها البقاء بعيدا، ورغم أن الواقع يحدثنا بأن الخطر محدق بالجميع وإن كانوا في الراهن يظنون انهم بعيدين إلا انهم أنما ابتعدوا عن قراءة الواقع بصورة عقلانية لأنهم يدركون بأنهم مشاريع مؤجلة، لذلك لا يريدون مواجهة هذه الحقائق.
المآل الثاني الذي يمكن أن تنتهي إليه «التصانيف» الترامبية أن ترتد على أمريكا عكسيا، فتبدأ في الانحدار، وربما وصولا إلى تفكك ولاياتها المتحدة، ولعل مؤشرات ذلك قد بدأت بالفعل تظهر للعيان، فالعُمر القصير جدا لوجود ترامب في البيت الأبيض في رئاسته الثانية تشبّع بشكل واضح بكل أسباب الصراعات، وارتفع بمنسوب التوترات في كل العالم فضلا عن حالة التشنج التي تقف بالدول على قدم واحدة تحسبا لوصول المد الترامبي العبثي إليها.
على مستوى الاتجاهات الأربعة للكرة الأرضية، الجميع متأثر، لذلك تبدو أمريكا اليوم منبوذة أكثر من أي وقت مضى. الجهل السياسي لترامب أعاقه عن حساب مثل هذا الواقع، وإذا شعر بأي خطر فانه يكتفي بالتهوين من إجراء أو قرار اتخذه أو تصريح قاله بكل بساطة بلا أي اعتبار لأحد.
العجيب ورغم ما تعيشه أمريكا من كراهية تحاصرها من كل الاتجاهات، لا تجد هناك أي توجه للاستفادة واستثمار هذا التوافق الدولي للوقوف أمام هذا العبث الذي قد يُغرق العالم في فوضى لن ينجو منها ببساطة، وقد تكون بمثابة حرب عالمية جديدة ولو لم تكن بالسلاح، العالم في مواجهة أمريكا.
ظروف هذه الدولة المارقة وسلوكها غير المسؤول يحفز لمثل هذا التحرك، وكل اتجاهات الأرض عانت من قبل بشكل أو بآخر من جرائم أمريكا، وكل الدول تقريب لها ثأر مع أمريكا، فخلال تاريخها الدموي هناك مسار طويل من الاستهدافات التي طالت معظم الدول سواء بالهجمات النارية المباشرة أو بالاستعمار أو بالتدخلات المباشرة وغير المباشرة في شئون كثير من الدول. لذلك كان عهد الصدارة الأمريكية للعالم، الأسوأ في التاريخ الإنساني، ما يجعل امر التحرك للانتفاض على هذا الواقع امر طبيعي وضروري، زد عليه أن الإجراءات الترامبية تنذر أصلا بفوضى عالمية حقيقة لا تحتمل البقاء في مساحة «الحذر ولا الشجاعة»، فما بين الحذر والجُبن خيط رفيع.