البوابة نيوز:
2025-03-14@14:58:48 GMT

رمضان كريم

تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهر رمضان له عبق خاص يميزه عن كل شهور السنة، يكفى أنه الشهر الذى أُنزِلَ فيه القرآن، والمسلمون يحتفون فى كل بقاع الدنيا بقدوم هذا الشهر احتفاءً كبيرًا، غير أن احتفاء المصريين واحتفالهم به يتخذ أشكالًا عجيبة وغريبة، سر غرابتها أنها تنطوي على تناقضات ومفارقات فجة، منها على سبيل الدلالة لا الحصر أن غالبية المصريين يتأهبون لاستقبال الشهر بتوفير ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات وبكميات كبيرة ترهق البطن والجيب معًا، رغم أن جوهر فريضة الصوم يتمثل فى العزوف عن شهوات النفس والبطن والغريزة.

يسلك المصريون المسلمون وكأنهم مقبلون على شهر «إفطار»، وليس شهر «صيام». أليس فى ذلك دلالة على أننا فى سلوكنا الدينى نغفل، بل نهمل الجوهر ونتمسك بالمظهر؟ وفقًا لما يحدث على أرض الواقع يمكننا أن نطلق على شهر رمضان «شهر المسلسلات» وليس «شهر العبادات» بسبب التفاف الناس حول التليفزيونات لمتابعة المسلسلات التليفزيونية الحافلة بالمشاهد الفاضحة والألفاظ والمصطلحات الشعبية القبيحة التي تتعارض مع أبسط القيم الأخلاقية والدينية التي يدعو إليها هذا الشهر الفضيل. هذا من ناحية، ومن ناحية أخري لو أن الملايين – بل المليارات – من الجنيهات التي أُنفقت على هذه المسلسلات؛ لو أنها أُنفقت على المستشفيات التي يلجأ القائمون عليها إلى التسول – عبر شاشات التليفزيونات - طوال شهر رمضان؛ لو أن هذه المبالغ الطائلة من المال صُرِفَت على كافة المستشفيات المصرية؛ لصارت فى وضع صحي عظيم. 

اللافت للنظر، خلال نهار أي يوم من أيام رمضان، أن الواحد منا حين يصدر عنه ما ينم عن نفاد الصبر، نقول لبعضنا البعض: «معلهش.. أصله صايم!!»، وكأن الصيام يعطى رخصًة للمرء بارتكاب الأخطاء، فى حين أن الصيام يرقى بالنفس ويتسامى بها، فلا يصدر عن صاحبها إلا كل خير، أما نفاد الصبر وسرعة الغضب بحجة «أننى صائم»، فهى سلوكيات تتناقض تناقضًا تامًا مع الغاية الحقيقية لهذه الفريضة. 

مشهد عجيب وغريب، ومؤسف فى الآن نفسه، نلاحظه جميعًا فى شهر رمضان خلال اللحظات التى تسبق أذان المغرب، نشاهد انطلاق السيارات فى شوارعنا بطريقة جنونية، الكل يسابق الزمن حتى لا يفوته الطعام حين يؤذن المؤذن، فى حين أن هذا المهرول قد فاته أن الهدف من الصيام هو الإحساس بألم الجوع الذي يعايشه الفقراء والمساكين طويلًا.

مشهد آخر نادرًا ما نراه في غير شهر رمضان، ونعنى به ازدحام المساجد بالمصلين حتى أن بعض الشوارع قد تُغلق بسبب كثافة عدد المصلين داخل المسجد، واضطرار عدد كبير منهم للجوء إلى الصلاة فى بحر الشارع. 

هذا الإقبال المكثف لا نجده سوى فى رمضان، وكأن المعبود موجود فى هذا الشهر فحسب، وهذا فى ظنى تفكير أخرق، ينم عن عقلية سطحية، صاحبها «متدين موسمي» يتعبد موسميًا، إذا حل شهر رمضان صام وصلى، وإذا انقضى الشهر فلا صلاة ولا صيام!!

هل هكذا يكون التدين الحق؟ إنه تدين ظاهري، يتمسك صاحبه بالقشور، ويترك اللباب. إن كثيرًا مما نعانى منه مصدره التدين الظاهرى الذى يصل إلى حد الزيف. 

حكى لى أحد الأشخاص أنه كان يرافق امرأة، وحدث أثناء زناه بها أن سمعت صوت الأذان فطلبت منه بحدة وصرامة أن يتوقفا حتى انتهاء الأذان ثم يكملا ما كانا يمارسانه. 

انتبهت تلك السيدة لصوت الأذان، ولم تنتبه إلى كونها تمارس الفحشاء. تناقض فج فى السلوك ينبنى على تدين زائف لم يصل إلى شغاف القلب، ولم يمسس جوهر الروح!!.

أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بآداب عين شمس

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رمضان كريم حسين علي شهر رمضان شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

موعد السحور وآذان الفجر 14 رمضان 2025

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتزايد البحث عن إمساكية رمضان بالتزامن مع اليوم الرابع عشر من أيام شهر رمضان 2025، لمعرفة مواقيت الصلاة، ومواعيد السحور والإفطار يوميًا، حيث تحدد الإمساكية موعد الإمساك قبل الفجر وموعد الإفطار عند أذان المغرب، إلى جانب توقيت الصلوات الخمس طوال الشهر الكريم.

موعد السحور  يوم 14 رمضان 2025:
السحور:2:19
إمساك: 4:19
الفجر: 4:39
مدة ساعات الصوم: 13 ساعة و 43 دقيقة.

وأول أيام شهر رمضان لعام 1446 هجريًا الموافق 2025 ميلاديًا، كان يوم السبت 1 مارس 2025، وعدد أيامه هذا العام 29 يومًا، وآخر أيامه سيكون في 29 مارس 2025.

وفقًا لإمساكية شهر رمضان 2025، فإن يوم 14 من الشهر سيشهد معدل صيام يبلغ 13 ساعة و 43 دقيقة، فيما سيكون آخر أيام رمضان هو الأطول من حيث عدد ساعات الصيام، حيث يبلغ المعدل 14 ساعة و 12 دقيقة.

وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة القمرية، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوّال، وفضّله الله تعالى على باقي أشهر السنة لأنه أحد أركان الإسلام، كما أن صيامه فرض على كل مسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ".

وسخّر الله الأرض والسماء لخدمة الإنسان، فزخرت السماء بالأجرام السماوية التي يمكن من خلالها دراسة الوقت عبر حركتها، مثل النجوم "الشمس والكواكب والأقمار"، ومن خلال متابعة حركة هذه الأجرام وحساباتها، اتخذ الإنسان منذ القدم هذه الحسابات لتحديد التقاويم.

مقالات مشابهة

  • تعزيز قيم الصيام .. تحد مشترك بين الوالدين والأبناء لإتمام الشهر الكريم
  • 10 نصائح للوقاية من الجفاف بفترات الصيام في رمضان
  • الأم التي أبكت السوريين تطل ثانية .. (كلكم ولادي)
  • في أي عام هجري فرض الصيام على المسلمين ؟
  • رمضان بين صحون الطعام وعدسات التصوير .. كيف نسترجع روح الشهر؟!
  • موعد السحور وآذان الفجر 14 رمضان 2025
  • أفضل طريقة تدريجية لـ تهيئة الأطفال على الصيام
  • حكم خلع الأسنان أثناء الصيام؟ الإفتاء تجيب
  • «عضو العالمي للفتوى»: هكذا نعود أطفالنا على الصيام منذ الصغر