أسوشيتد برس: أميركا وإسرائيل عرضتا توطين سكان غزة على 3 دول أفريقية
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
أفادت وكالة أسوشيتد برس للأنباء أن الولايات المتحدة وإسرائيل عرضتا على مسؤولين في 3 دول أفريقية توطين فلسطينيين من قطاع غزة على أراضيها.
ونقلت الوكالة اليوم الجمعة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في 3 دول بشرق أفريقيا لمناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكرت الوكالة عن المصادر أن التواصل تم مع مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية بشأن المقترح.
رفض سوداني ونفي صومالي
وأضافت الوكالة أن مسؤولين سودانيين قالوا إنهم رفضوا المقترح الأميركي، بينما قال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال إنهم ليسوا على علم بأي اتصالات في هذا الصدد.
وأكد مسؤولان سودانيان، تحدثا للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، أن إدارة ترامب اتصلت بالحكومة السودانية بشأن قبول توطين فلسطينيي غزة، ولكنها رفضت المقترح على الفور، في حين قال أحدهم إن الاتصالات بدأت حتى قبل تنصيب ترامب بعروض المساعدة العسكرية ضد قوات الدعم السريع والمساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب وغيرها من الحوافز.
وذكرت الوكالة أن الاتصالات مع السودان والصومال ومنطقة الصومال الانفصالية المعروفة باسم أرض الصومال تعكس عزم الولايات المتحدة وإسرائيل على المضي قدما في خطة تمت إدانتها على نطاق واسع وأثارت قضايا قانونية وأخلاقية خطيرة.
وقالت إن فكرة التهجير الجماعي للفلسطينيين في غزة كانت تعتبر ذات يوم خيالا لليمين المتطرف في إسرائيل، ولكن منذ أن قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الفكرة في اجتماع بالبيت الأبيض الشهر الماضي، أشاد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفها بالرؤية الجريئة.
ورفض الفلسطينيون في غزة الاقتراح، ورفضوا المزاعم الإسرائيلية بأن المغادرة ستكون طوعية، كما أعربت الدول العربية عن معارضتها الشديدة للمقترح، وعرضت خطة بديلة لإعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، في حين أكدت منظمات حقوقية أن إجبار الفلسطينيين على المغادرة أو الضغط عليهم لتحقيق ذلك قد يمثل جريمة حرب محتملة.
ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية بعد على طلبات من رويترز للحصول على تعليق. كما لم يرد وزيرا الإعلام في الصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية على اتصالات رويترز الهاتفية للحصول على تعليق.
موقف جديد لترامب
وفي أحدث موقف له، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، إنه "لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة"، وذلك في تراجع ملحوظ عن تصريحاته السابقة التي دعا فيها إلى ترحيل الغزيين إلى الدول العربية المجاورة من أجل بناء "ريفييرا الشرق الأوسط" في القطاع الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية.
وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي بواشنطن مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن الذي وصل الولايات المتحدة في زيارة غير محددة المدة.
وفي سؤال صحفي عن خطته لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة، أجاب ترامب أنه "لن يُطرد أي فلسطيني من غزة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن واشنطن تعمل "بجد" بالتنسيق مع إسرائيل للتوصل إلى حل للوضع في غزة.
وكان الرئيس الأميركي يروج، منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضته الدولتان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وعرض في مطلع فبراير/شباط الماضي خطته بهذا الشأن، والتي اقترح فيها تهجير الفلسطينيين بشكل دائم وأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع مع إطلاق خطة لإعادة إعماره وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وفي خطوة أخرى أثارت جدلا واسعا، نشر ترامب أواخر الشهر الماضي مقطع فيديو تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي على منصته "تروث سوشيال"، يُظهر قطاع غزة وقد تحول إلى مدينة سياحية فاخرة، في مشهد بدا منفصلا تماما عن الواقع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع.
الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
وفي الرابع من الشهر الجاري، وافق الزعماء العرب خلال قمتهم الطارئة في القاهرة على خطة أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة يستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتكلف 53 مليار دولار، وأكدوا رفضهم تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول أخرى.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الولایات المتحدة من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«أسوشيتد برس»: أمريكا والصين.. زعيمان وخطابان ورؤيتان مختلفتان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن هذا الأسبوع شهد مع ساعة واحدة فقط خطابان رئيسيان ألقاهما اثنان من أقوى قادة العالم، من طرفين متقابلين من العالم، ويظهر الخطابان معًا النهجين المختلفين تمامًا اللذين تتبعهما قوى القرن الحادى والعشرين لتحقيق طموحاتها الوطنية.
وأضافت الوكالة الأمريكية، أنه بالنسبة للصين، كان ذلك نداءً للوحدة لتجاوز العقبات من خلال الابتكار و"الانفتاح" - وهى عبارة راسخة فى السياسة الصينية - لتحقيق النهضة الوطنية فى نهاية المطاف.
جاء ذلك على لسان رئيس مجلس الدولة الصيني؛ لى تشيانغ، فى بكين أثناء تقديمه تقرير العمل السنوى إلى المؤتمر الوطنى الشعبي، بحضور ما يقرب من 3000 ممثل من دولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة.
وبعد ساعة من ذلك، ألقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطابًا أمام مجلسى الكونجرس الأمريكي، بحضور أكثر من ٥٠٠ مشرع يمثلون دولة يبلغ عدد سكانها 340 مليون نسمة؛ إذ تعهد بفرض رسوم جمركية على الواردات وهزيمة التضخم من أجل "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" ــ وهى عبارة لها صدى مماثل لدى كثيرين فى الولايات المتحدة.
وبمقارنة الخطابين، رأت "أسوشيتد برس" أنه من حيث الإعداد وأسلوب الكلام، كانت الخطب متباعدة للغاية. ومع ذلك، فقد اتسمت بنبرة متشابهة - نبرة رغبة فى العظمة فى وقتٍ تشهد فيه القوة العظمى الحاكمة وأكبر منافسيها تضاربًا متزايدًا فى مصالحهما. إن المسارات التى يختارها قادتهم سوف تشكل مستقبل البلدين - ومستقبل بقية العالم أيضًا.
الديمقراطية المنقسمة مقابل الوحدة الاستبدادية
وكان خطاب "لي" مُعدًّا سلفًا لجمهورٍ مُخلص، قرأ لمدة 55 دقيقة نسخةً مُختصرةً من تقريرٍ مُملٍّ ومُشيدٍ فى معظمه حول أداء الحكومة العام الماضى وخططها لعام 2025.
وألقى كلمته من على منصة قاعة الشعب الكبرى، وهى صرحٌ ضخمٌ أشبه بالمسرح، فى ميدان تيانانمن الشهير ببكين. جلس الزعيم الصينى الأعلى، شي جين بينج، على المنصة خلفه. وصفق آلاف المندوبين المصطفين أمامه بأدبٍ فى اللحظات المناسبة.
وأُلقى خطاب "ترامب"، الذى استغرق نحو ساعة وأربعين دقيقة، فى مبنى الكابيتول ذى القبة البيضاء فى الطرف الشرقى من ناشيونال مول، المزين بالمعالم الوطنية. وبحضور نائبه ورئيس مجلس النواب الجمهورى خلفه، ألقى "ترامب" خطابًا أطول وأكثر دراماتيكية أمام كونجرس منقسم يعكس انقسام أمة.
وصفق الجمهوريون وهتفوا بصوت عالٍ أحيانًا، أما الديمقراطيون، فجلسوا فى صمت تام، وهتفوا أحيانًا احتجاجًا. وطُرد أحدهم، وهو النائب آل غرين من تكساس، من القاعة فى وقت مبكر بعد أن نهض وقاطع الرئيس.
هذه اللحظات العفوية - وما يخفيها من مشاعر جياشة - نادرة فى الصين؛ فهى دولة ذات حزب واحد، والحزب الشيوعى لا يتسامح مع أى معارضة علنية. ويسعى جاهدًا لتقديم واجهة من الوحدة.
فى تصريحاته، أشاد "لي" بالوحدة وحثّ البلاد على "الالتفاف بشكل أوثق" حول قيادة شي.
وفى واشنطن، أعرب "ترامب" عن أسفه؛ لأنه "لا يوجد شيء على الإطلاق يمكننى قوله لإسعاد" الديمقراطيين "أو جعلهم يقفون أو يبتسمون أو يصفقون"، ووصف سلفه الديمقراطي؛ جو بايدن، بأنه "أسوأ رئيس فى التاريخ الأمريكي".
التعريفات الجمركية مقابل العولمة
وكان ترامب متفائلًا بشأن الاقتصاد، على غرار السياسيين الأمريكيين الذين يحشدون الدعم لسياساتهم. ووعد باتخاذ خطوات - بما فى ذلك خفض تكاليف الطاقة - لكبح جماح التضخم، الذى يُمثل مصدر قلق لكثير من الأمريكيين.
كما تعهد بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على الواردات، وهى خطوة زعم أنها ستعزز الصناعات الأمريكية، لكنها تهدد بزعزعة النظام التجارى العالمى وإلحاق الضرر بالصين واقتصادها المعتمد على الصادرات.
وقال "ترامب": "المصانع تُفتتح فى كل مكان، وتُعقد صفقات لم نشهد مثلها من قبل، هذا مزيج من الفوز الانتخابى والرسوم الجمركية. إنها كلمة جميلة، أليس كذلك؟".
وعلى الرغم من أن الصين تشعر بقلق أكبر إزاء الانكماش من التضخم؛ إلا أن "لي" أقرّ بالتحديات الأخرى التى يواجهها الاقتصاد، وعلى رأسها انخفاض أسعار العقارات وتراجع الإنفاق الاستهلاكي. وأكد التزام بكين الراسخ بالانفتاح.
وقال "لي": "بغض النظر عن التغيرات فى البيئة الخارجية، يجب أن نحافظ على التزامنا الراسخ بالانفتاح. وسنواصل توسيع شبكتنا العالمية من مناطق التجارة الحرة عالية المستوى".
وفى بيان أشار بلا شك إلى الولايات المتحدة إلى حد كبير، حذر "شي" من أن "البيئة الخارجية المتزايدة التعقيد والخطورة قد تمارس تأثيرًا أكبر على الصين فى مجالات مثل التجارة والعلوم والتكنولوجيا".
الانسحاب من اتفاقية المناخ مقابل التحول الأخضر
روّج ترامب لانسحابه من اتفاقية باريس للمناخ، ووصف سياسته فى مجال الطاقة بـ"الحفر، يا صغيري، الحفر". وتباهى بإنهاء القيود البيئية التى فرضتها الإدارة السابقة، و"على نحو غير صحيح" قرارها المتعلق بالسيارات الكهربائية، "منقذًا عمال صناعة السيارات وشركاتنا من الدمار الاقتصادي".
على النقيض من ذلك، تُراهن بكين على اقتصاد أكثر خضرة؛ إذ صرّح "لي" بأن تسريع "التحول الأخضر" فى "جميع مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية" سيكون من أولوياتها. تمتلك الصين بالفعل أكبر صناعة سيارات كهربائية فى العالم. وفى تأكيدٍ على تعهدات شى السابقة".
قال "لي": "إن الصين ستعمل "بنشاط وحكمة" لتحقيق ذروة الكربون والحياد الكربون".
وشدد "لي" على أهمية الابتكار وتطوير اقتصاد التكنولوجيا فى الصين، بما فى ذلك الذكاء الاصطناعي. ويُخشى العديد من صناع القرار الأمريكيين من أن تُشكّل هذه الخطوة تحديًا لريادة أمريكا فى مجال التكنولوجيا، مع ما لذلك من آثار على التنافس الاقتصادى والعسكرى بينهما.
وأضافت "أسوشيتد برس" أن "ترامب" لم يتطرق إلى التكنولوجيا، باستثناء قوله: "إنها ستساعد فى بناء درع دفاعى صاروخى "قبة ذهبية" فوق الولايات المتحدة". وأعلن أن تركيزه كقائد أعلى للقوات المسلحة منصب على "بناء أقوى جيش فى المستقبل". وتابع: "إن أحد الإجراءات هو إحياء صناعة بناء السفن الأمريكية".
ولم يتطرق تقرير "لي" إلى الدفاع إلا بإيجاز، لكنه قال: "إن الصين "ستُسرّع تطوير قدرات قتالية جديدة".
ماجا فى مواجهة "التجديد" الصيني
وهناك شيء مشترك أيضًا وفقًا لـ"أسوشيتد برس"، فكلا البلدين يتوقان إلى العظمة مرة أخرى.
حيث هيمنت الولايات المتحدة، كقوة صاعدة ثم مهيمنة، على النصف الثانى من القرن العشرين وبداية القرن الحادى والعشرين. ولا يزال اقتصادها وجيشها الأقوى فى العالم.
مع بروز الصين كقوة صاعدة، تتعارض مصالحها بشكل متزايد وحتمى مع مصالح الأمريكيين وحلفائهم فى مجالات التجارة والتكنولوجيا وجزر المحيط الهادئ الشاسعة.
اليوم، ومن خلال سيطرة الصين على وسائل إعلامها المحلية، تُضخّم الصين الانقسامات الأمريكية وجرائمها العنيفة. الرسالة الموجهة إلى شعبها: إنها تُقدّم خيارًا أفضل لمستقبلهم من فوضى الديمقراطية.
لكن "ترامب" قدّم وجهة نظر مختلفة، فقد افتتح خطابه كما كرّس أجزاءً كبيرة من خطاب تنصيبه فى يناير الماضي: بإعلانه أن "زخم أمريكا قد عاد".
لقد صاغ "شي" ما يسمى بـ "الحلم الصيني"، والذى من خلاله سيتم تجديد شباب الأمة أو استعادتها إلى مكانة العظمة التى احتلتها فى القرون الماضية.
لا ترغب الصين بالضرورة فى أن تكون قائدةً بالمعنى الأمريكي، لكنها ترغب فى أن تُعتبر ندًا لها. وبشكلٍ ملموس، تريد الصين دورًا أكبر فى وضع قواعد نظامٍ عالميٍّ لطالما هيمنت عليه الولايات المتحدة.
ويبدو "ترامب" أكثر إصرارًا على تحرير الولايات المتحدة من القواعد العالمية؛ فإلى جانب اتفاقية باريس، انسحبت الولايات المتحدة من منظمات عالمية أخرى، منها منظمة الصحة العالمية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهى انسحابات اعتبرها إنجازًا فى خطابه.