في جلسة مثيرة، تحول سعيد الناصري لقيادي السابق بحزب الأصالة والمعاصرة، من متهم إلى طرف مدني ضد فؤاد اليزيدي، اليوم الجمعة، بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، على خلفية ملف « إسكوبار الصحراء »، نسبة إلى تاجر المخدرات المالي الحاج بن إبراهيم، حيث واصلت المحكمة الاستماع إلى اليزيدي.

وأصر اليزيدي، وهو رجل أعمال معروف في مدينة السعيدية، طيلة جلسة الاستماع إليه، أن لا علاقة له بالنصب على إسكوبار في موضوع الشقتين، قائلا « أنا لست وسيطا، أنا فاعل خير، وها أنا في السجن ».

والقصة تتعلق ببيع شقتين في مشروع السعيدية الساحلي، حيث أكد اليزيدي أنه كان مجرد وسيط في عملية البيع، وأن الناصري هو من كلفه بهذه المهمة، رغم أنه اكتشف بعد ذلك أن الشقتين لم تكونا مسجلتين باسمه، بل باسم اسكوبار الصحراء، الذي التقاه سنة 2013 بتقديم من بعيوي.

غير أن الناصري فاجأ الجميع بانتصابه طرفا مدنيا ضد اليزيدي. وبعد قبول المحكمة لطلبه، الذي تقدم به دفاعه، شرعت هيئة دفاعه في طرح الأسئلة على فؤاد اليزيدي، الذي بدت عليه علامات التوتر.

استفسره القاضي عن علاقته بالناصري، فأجاب قائلا: « تعرفت على سعيد أواخر 2013، وذلك من طرف عبد النبي بعيوي.. كنت معهم في حزب الأصالة والمعاصرة، نلتقي أحيانا بالحزب أو في مدينة الدار البيضاء »، مشددا على أن « لا علاقة لي شخصية مع سعيد الناصري ».

وحاول اليزيدي طيلة الاستماع إليه، الدفاع عن نفسه، من التهمة المنسوبة إليه، المتمثلة في تزوير محرر رسمي، وقال: « أنا معروف في مدينة السعيدية، والناصري في الدار البيضاء، وهذا هو السبب الذي دفع به بتكليفي بالبيع شقتين ».

وشدد على أنه ليس سمسارا، بل يعمل مستثمرا، مبرزا أنه بعد أن أخبر السماسرة ببحثه عن زبائن للشقتين، اتصل به العميد الإقليمي للأمن، وأخبره أن صهره وصديقه يرغبان في اقتناء الشقتين. وبناء على ذلك قام بالتواصل مع المشتريين المحتملين، وهما « عبد المولى ع » و »عبد الصمد ع »، اللذان كانا من طرف العميد.

وأضاف أنه قبل أن يدرك أن الشقتين في ملكية « إسكوبار » وليس سعيد الناصري، تفاهم مع عبد المولى وعبد الصمد على مبلغ البيع، وتوصل بالتسبيق.

سأله القاضي: « هل لديك حجة تثبت أنك أخذت التسبيق؟ » فأجاب قائلا « أنا معروف في مدينة السعيدية. » لكن القاضي أكد له أن هذه ليست بحجة. فأجابه اليزيدي: « لا، هذا كافٍ، خاصة وأن هناك عميدا إقليميا طرف في هذا الموضوع. كيف سيكون هناك تلاعب؟ هؤلاء الناس هو من أحضرهم ».

وعاد ملحا على القول بأنه معروف في مدينة السعيدية، وأن لديه مشاريعه الخاصة، وأن الناصري، بحسب قوله، شخص غير عادل، وأنه لا يوجد بينهما أي شيء ليخضعه. والأصل أن هؤلاء الأشخاص دفعوا أموالا وأخذوا الشقتين، فأين التلاعب؟

سأله القاضي عن عمله السابق في مجال العقارات، فأجاب: « لم يسبق لي أن عملت في مجال العقارات، بل عملت في مشاريعي الخاصة، وبعضها يتعلق بالعقارات ».

لكن القاضي خاطب اليزيدي قائلا: « أنت لم تتوسط، بل نُبت عن الناصري، وأخذت عربونا، بأي حق؟ » لكن المتهم رد قائلا: « هناك عميد في الموضوع، لا يوجد تلاعب ».

كلمات دلالية أحزاب المغرب الناصري محاكمة مخدرات

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب المغرب الناصري محاكمة مخدرات

إقرأ أيضاً:

"إسكوبار الصحراء": برلماني سابق يستنجد خلال محاكمته بالفنانة لطيفة رأفت لدعم روايته حول فيلا كاليفورنيا

واصلت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، الجمعة، استجواب مير بلقاسم، البرلماني السابق وصهر عبد النبي بعيوي، على ذمة ملف « إسكوبار الصحراء ».

أقر بلقاسم بأنه أسكن « إسكوبار الصحراء » واسمه بنبراهيم، في فيلا كاليفورنيا بمدينة الدارالبيضاء، بناء على طلب زوجة المواطن المالي السابقة لطيفة رأفت، يأتي ذلك بعد وجبة كسكس أعدها لهما بلقاسم خصيصا، وبطلب منهما.

والتمس بلقاسم من القاضي علي الطرشي، استدعاء لطيفة رأفت من أجل تقديم شهادتها بخصوص هذا الموضوع، من أجل تأكيد أنه اعطى مفاتيح الفيلا لزوجها، بناء على طلبها لأن « وجهها عزيز عليا »، وفقا لتعبيره.

وشدد بلقاسم على أن زوجته المتوفاة يمكنها تأكيد سكن إسكوبار في الفيلا الذي يملكها في كاليفورنيا في الدارالبيضاء، مشيرا إلى أنه اضطر لتغيير مفاتيح الفيلا بعد سماعه خبر طلاق رأفت من الحاج مالي، موضحاً أن إسكوبار سكن فيها خمسة أشهر قبل أن يطلق زوجته ويدخل السجن في 2015، متسائلا كيف سكن فيها لمدة ثلاث سنوات، كان في السجن.

خاطبه القاضي علي الطرشي بالقول: « هاد إسكوبار درتي فيه غير الخير وكلتيه وسكنتيه علاش غيكذب عليك.. »، رد عليه: « لا أعلم.. درت فيه غير الخير، الآن زوجتي توفت، تركت لي ثلاث أطفال رضع، هي شاهدة عليا،،مرضت وماتت »، بعد ذلك لم يتمالك نفسه وذرف دموعا.

أما بخصوص صور شمسية ووثائق تخص المواطن المالي سلمها سهيل قنديل إلى الشرطة، تحمل شعار « ليديك » باسم المالي بنبراهيم، فينفى بلقاسم علمه بها، مرجحاً أن تكون مفبركة أو تتعلق بأمور أخرى كسرقة الكهرباء أو الماء، مشيراً إلى أن بنبراهيم كان في السجن بموريتانيا عام 2017. وينفي توقيع أي شيء مع إسكوبار، يتذكر فقط توقيع وثائق تخص الكهرباء لسعيد الناصري عام 2017. كما ينفي تسليم إسكوبار له ستة أو سبعة شاحنات أو سيارات من الصين، وينفي علمه باستيرادها من الصين أصلاً.

وكان إسكوبار الصحراء، قال في تصريحاته للشرطة القضائية، أنه توجه رفقة زوجته السابقة لطيفة إلى مكتب بلقاسم في وجدة لمعاينة معرض سيارات، حيث كان وكيلا تجاريا لبيع سيارات مستوردة من الصين، واكتشف أن محله يقع تحت عمارته، لكن مير بلقاسم ينفي أن تكون لديه أي فكرة عن بيع السيارات، قائلا: » في حياتي ما كانت عندي هذه الفكرة »، متسائلا عن سبب كذب إسكوبار عليه بعد كل الخير الذي قدمه له.

في هذا السياق، واجهه القاضي بتصريحات لطيفة رأفت لدى الاستماع إليها من الضابطة القضائية، والتي أشارت إلى أنه وكيل تجاري لبيع عدد من السيارات أو الشاحنات الذي قام زوجها باستيرادها من الصين.

أجاب المتهم: « توجهت معي إلى المكتب في مدينة وجدة (في إشارة إلى زيارتها إلى مدينة وجدة رفقة زوجها) لم نتوجه إلى محل السيارات، الذي يقول إسكوبار أنه كان أسفل العمارة، لأنه وببساطة لا يوجد أي محل للسيارات هناك، بل هناك محلات لبيع الأثاث وعندي وثائق تؤكد ذلك ».

بعد ذلك، أكدت لطيفة في محاضر الشرطة، أنها كانت في ضيافة مير بلقاسم أثناء زيارتها السعدية أو وجدة، سأله القاضي،  » لماذا ستكذب لطيفة رافت؟ »، أجاب مير، » لا أعلم يقدر يكون هو الذي كذب عليها ». في إشارة إلى زوجها « إسكوبار الصحراء »

إلى ذلك، أنكر معرفته بأشخاص مثل نبيل ضيفي، توفيق زنطار، فدوى أزيزار، عبد الرحيم شوقي، وأحمد حجي.

واجهه القاضي بإفادة حمد حجي للشرطة، الذي اعترف أنه يتعامل مع المواطن المالي، حيث زاره في منزله بالدار البيضاء رفقة شخص يدعى علال حجي، واقتنى منه بذلتين رسميتين، واصطحبهما إلى ملهى ليلي، ثم قضوا سهرة ماجنة بمنزله.

وأضاف القاضي أن علال حجي أكد تعاملهم مع المالي كان في إطار تهريب دولي للمخدرات، لكن مير بلقاسم نفى علمه بذلك.

كما نفى مير بلقاسم بشدة أي علاقة له مع الحاج بن ابراهيم حول عمليات تهريب المخدرات بكميات كبيرة. ونفى أن يكون من بين أعضاء شبكة تهريب المخدرات التي تضم عبد الواحد غيزاوي وآخرين، والتي تنشط في تهريب المخدرات منذ 2006 عبر سيارات رباعية الدفع إلى الجزائر، النيجر وليبيا، ويستعين فيها ببلقاسم ومساعدين آخرين.

كما أنكر أي علاقة له بإسكوبار الصحراء أو بتهريب الذهب انطلاقا من مالي والنيجر رفقة عبد السلام ثلث وعبد الواحد غيزاوي وحج عيسي. ويتحدى أي من هؤلاء الأشخاص أن يشهد بمعرفته، مؤكداً عدم وجود أي دليل تقني يربطه بهم أو بتجارة الذهب، مشيرا إلى أنه تاجر في الأرض والفلاحة وليس الذهب.

علاوة على ذلك، نفى علمه بتهريب كميات من المخدرات من الرشيدية أو من منطقة الريش او مناطق أخرى، مؤكداً أنه كان خارج البلاد مع والده المتوفى عام 2006، ويتساءل عن وجود أي إثبات على تورطه في هذا الموضوع.

وأنكر أي علاقة له بتهريب الذهب من النيجر ومالي رفقة بعيوي وعبد السلام ثلث وغيزاوي، ويتحدى وجود أي مكالمة هاتفية له مع أي شخص من هذه الدول أو الأسماء يؤكد معرفته به. ويكرر نفيه لتجارته في الذهب، مشيراً إلى وجود قيسارية صغيرة للذهب في مدينة وجدة يمكن للآخرين أن يدعوا علاقته بالذهب.

واجهه القاضي بمحاضر تخص مساعدة عدد من الجنود في المنطقة الحدودية من أجل تهربب المخدرات عبر الجزائر، أجاب بأنه لا يعلم ذلك..

كلمات دلالية إسكوبار الصحراء التزوير الدار البيضاء محكمة الاستئناف

مقالات مشابهة

  • هل يقلب سعيد الناصيري موازين ملف “إسكوبار الصحراء” في جلسة الجمعة المقبلة ؟
  • قضية إسكوبار الصحراء.. سعيد الناصري ينفي تهريب المخدرات
  • تركيا.. السجن 100 عام بحق شبكة تجسس لصالح الموساد
  • الناصيري يطلب من المحكمة الوقت لكشف “مفاجآت” ملف “إسكوبار الصحراء”
  • "إسكوبار الصحراء": برلماني سابق يستنجد خلال محاكمته بالفنانة لطيفة رأفت لدعم روايته حول فيلا كاليفورنيا
  • الناصري يعد المحكمة بتقديم تفاصيل جديدة "قد تغير مسار" ملف "إسكوبار الصحراء"
  • سعيد الناصري يقف لأول مرة أمام القاضي في محاكمة قضية "إسكوبار الصحراء"
  • اتهام متبادل بالاعتداء بسبب خلاف بين طالبين فى مدينة 6 أكتوبر
  • مي القاضي : أنا ممثلة مش راقصة ..فيديو
  • السجن المشدد 5 سنوات لسيدة وعاطل بسبب حيازة في الحشيش بالزاوية الحمراء