تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التلفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.

من «ليالي الحلمية» إلى «بوابة الحلواني»، ومن «هند والدكتور نعمان» إلى «رحلة السيد أبو العلا البشري»، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.

رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.

في رمضان 2001، ظهر مسلسل استطاع أن يجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، ليصبح حديث الشارع المصري والعربي، «عائلة الحاج متولي» لم يكن مجرد مسلسل، بل كان حالة فريدة أشعلت النقاشات حول الزواج، والعدل بين الزوجات، وطريقة إدارة العائلات الكبيرة.

دارت أحداث المسلسل حول الحاج متولي، الرجل العصامي الذي بدأ حياته من الصفر، حتى أصبح من كبار تجار الأقمشة. لكنه لم يكتفِ بنجاحه في العمل، بل قرر خوض تجربة الزواج المتعدد، حيث يتزوج أكثر من مرة، وتتصاعد الأحداث بين زوجاته وأبنائه في إطار يجمع بين الكوميديا والصراعات العائلية.

ما جعل القصة مثيرة أن الحاج متولي لم يكن ظالمًا أو شريرًا، بل كان نموذجًا لرجل يجتهد في تحقيق العدل بين زوجاته، رغم المشاكل التي لا تنتهي داخل القصر الكبير. المسلسل قدّم شخصية «متولي» بأسلوب جعل الجمهور ينقسم حوله، فهناك من تعاطف معه، ومن انتقده بشدة، مما جعل العمل أحد أكثر المسلسلات جدلًا في رمضان.

منذ عرض أولى حلقاته، أصبح «عائلة الحاج متولي» ظاهرة اجتماعية قبل أن يكون مجرد مسلسل، حيث بدأ الجمهور يتحدث عن الزواج المتعدد وكأنه حدث يومي، بل ظهرت في بعض الصحف حالات لرجال قرروا تقليد الحاج متولي حينها.

وحقق المسلسل نسبة مشاهدة قياسية، وأصبح حديث البيوت والمقاهي، لدرجة أن الجميع كان ينتظر الحلقات ليعرف كيف سيدير متولي خلافات زوجاته، وما هي خطوته القادمة. كما أن نهاية المسلسل ظلت واحدة من أكثر النهايات غير المتوقعة في تاريخ الدراما، حيث انقلبت الطاولة على الحاج متولي، مما جعل المشاهدين في حالة من الدهشة بعد 30 حلقة من الأحداث المتسارعة.

وفي تلك الفترة، كانت المسلسلات الرمضانية تترك أثرًا لا يُنسى، وكان «عائلة الحاج متولي» من الأعمال التي ظل تأثيرها ممتدًا لسنوات. فالجمهور لم يكن يتابع الحلقات فقط، بل كان يناقش القصة وكأنها واقعية، مما جعل المسلسل جزءًا من ذاكرة رمضان، حينما كانت الدراما قادرة على تحريك المجتمع وإثارة الجدل حول قضاياه.

رغم مرور أكثر من 20 عامًا على عرضه، لا يزال «عائلة الحاج متولي» حاضرًا في أذهان المشاهدين، كأحد أنجح الأعمال التي جمعت بين الترفيه والإثارة، وقدّمت نموذجًا دراميًا مختلفًا عن الشكل التقليدي لمسلسلات رمضان زمان.

والمسلسل كان تأليف مصطفى محرم، الذي أبدع في خلق حبكة اجتماعية مثيرة، وإخراج محمد النقلي، الذي قدّم العمل بإيقاع سريع ومشوّق، ومن بطولة نور الشريف، ماجدة زكي، غادة عبد الرازق، سمية الخشاب، مونيا، فادية عبد الغني، مصطفى شعبان.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عائلة الحاج متولي ماجدة زكي سمية الخشاب غادة عبد الرازق مصطفى شعبان عائلة الحاج متولی رمضان زمان لم یکن بل کان

إقرأ أيضاً:

دراما أعمال الأجزاء في الموسم الرمضاني 2025.. هشام ماجد يستثمر النجاح.. وأعمال على نفس الوتيرة والعتاولة يتراجع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتنافس العديد من الأعمال الفنية الدرامية خلال الموسم الرمضاني، في الموسم الأكثر زخماً فنياً على مدار العام، والذي ينتظره الجمهور بشغف كبير، وهناك بعض الأعمال التي حققت نجاحاً على مدار السنوات الماضية، والتي يلجأ صناعها إما إلى محاولة استثمار حالة النجاح، أو إلى احتياج فني حقيقي لجزء جديد للعمل، وما بين الفكرتين.

تقع الكثير من الأعمال في دائرة الخسارة، بسبب عدم قبول الجمهور لمستوى أقل من الجزء السابق، وبعض الأعمال تنجح في استثمار النجاح، وتقدم حالة فنية وخطوطا درامية جديدة، وفريق آخر يستمر بنفس مستوى الأجزاء السابقة.

"أشغال شقة جداً" يستثمر النجاح

بعد نجاح كبير للموسم الأول من المسلسل الكوميدي "أشغال شقة"، وحالة التفاعل الكبير من قبل الجمهور المصري والعربي، والتي استطاع بسببها يحجز مكانه وسط الأعمال الكوميدية المنتظرة خلال الموسم الرمضاني الحالي.

ونجح المسلسل في تقديم نفسه بشكل كبير وفرض وجوده، بعد الحلقات الأولى من العمل، بل وأثبت أنه ينافس الجزء الأول وسط حالة من التناغم الفني بين أبطال العمل، ويقدم المسلسل تفاصيل الحياة الاجتماعية الزوجية بطرح كوميدي، من خلال المواقف الكوميدية التي تشابه حياتنا، ويطرحها بشكل مبسط وكوميدي دون ابتزال.

المسلسل بطولة هشام ماجد، أسماء جلال، مصطفى غريب، سلوى محمد علي، محمد عبدالعظيم، انتصار، تأليف خالد دياب وشيرين دياب، والإخراج خالد دياب.

"العتاولة" يخسر الرهان

ومن نوعية الدراما الشعبية، حقق مسلسل "العتاولة" نجاحاً كبيراً خلال الموسم الرمضاني الماضي في الجزء الأول من العمل، إلى جانب الجانب الكوميدي الذي ظهر بشكل كبير خلال أحداث المسلسل.

ولكن مع بداية حلقات العمل في الجزء الثاني، ومع تغيير كاتب الجزء الأول من المسلسل والذي رفض فكرة أن يكون هناك جزء ثان للعمل، ظهر المسلسل هش درامياً دون بناء فني صلب، مع الكثير من الإفيهات المبتذلة والمواقف المركبة واحد جانب الآخر، وكأنها مشاهد منفصلة عن بعضها، والحوار يصاحبه بعض الإيحاءات التي فتحت أبواب الانتقاد على العمل منذ الحلقات الأولى.

المسلسل بطولة أحمد السقا، طارق لطفى، باسم سمرة، صلاح عبدالله، فريدة سيف النصر، محمد التاجي، زينب العبد، زينة، والإخراج أحمد خالد موسى.

"كامل العدد 3" على نفس الوتيرة

حقق مسلسل "كامل العدد" نجاحا كبيرا خلال الجزء الاول والثاني، واستطاعت ثنائية الفنانة دينا الشربيني والفنان شريف سلامة، من تحقيق تفاهم وكيميا فنية بشكل كبير مع الجمهور، وظهرت من خلال ردود الفعل عن المسلسل في الجزء الأول والثاني.

المسلسل بطولة دينا الشربيني، شريف سلامة، صدقي صخر، إسعاد يونس، جيهان الشماشرجي، أحمد كمال، تأليف رنا أبو الريش والإخراج خالد الخلفاوي.

"المداح 5" جمهور من نوع خاص

نجح مسلسل "المداح" فى تكوين شعبية كبيرة على مدار 4 مواسم عرض في دراما رمضان، وذلك بتقديم نوعية رغم أنها مغامرة أن تعرض أعمال تنتمي للرعب والعالم السفلي، إلا أنها لاقت قبولاً مع الجمهور.

كما نجح المسلسل فى أن يستمر عرضه ونجاحه على مدار أربعة أعوام متتالية، ومازال ينافس حتى الآن بنفس الجمهور الذي يتابع وبنفس درجة النجاح إلى حد كبير مع عرض عدد من حلقات الجزء الخامس خلال الموسم الحالي.

المسلسل بطولة حمادة هلال، فتحي عبدالوهاب، سهر الصايغ، دنيا عبدالعزيز، خالد سرحان، مي سليم، حمزة العيلي، تامر شلتوت، حنان سليمان، والإخراج أحمد سمير فرج.

"جودر 2" طابع مختلف

وفي تحد جديد من طبيعة الأعمال التي تنتمي للأعمال القصصية التاريخية، ينافس مسلسل جودر بالجزء الثاني خلال الموسم الحالي لدراما رمضان، وسط ندرة لتلك الأعمال خلال السنوات الأخيرة من المواسم الرمضانية.

وقدم المسلسل في الجزء الأول معالجة بنمط جديد لقصص ألف ليله وليله، والتي لها أثر نفسي في وجدان الجمهور المصري والعربي، وباع كبير في التاريخ الدرامي والتراثي، وقدمت الكثير من الأعمال الخاصة بهذا الإرث الفني الكبير، وذلك على مدار السنوات الماضية.

وحقق منها النجاح، ومنها من لم ينجح، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً لأسرة المسلسل، في تقديم جزء ثان للمسلسل، وسط زخم فني كبير للموسم الرمضاني .

المسلسل بطولة ياسر جلال، وياسمين رئيس، وتارا عماد، ونور، ووفاء عامر، تأليف أنور عبدالمغيث، والإخراج إسلام خيرى.

مقالات مشابهة

  • سمية الخشاب لـ«البوابة نيوز»: شهر رمضان ملهوش طعم من غير أمي وأفتقد فانوسها
  • نورهان: دوري في عائلة الحاج متولي كان وش السعد عليّ
  • دراما أعمال الأجزاء في الموسم الرمضاني 2025.. هشام ماجد يستثمر النجاح.. وأعمال على نفس الوتيرة والعتاولة يتراجع
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| الضوء الشارد.. صراع الحب والسلطة في عالم الصعيد
  • مفتي الجمهورية: تعدد مصادر التشريع في الإسلام يؤكِّد صلاحيته لكلِّ زمان ومكان
  • المفتي : تعدد مصادر التشريع يُظهر رحمة الإسلام ومرونته وصلاحيته لكلِّ زمان ومكان
  • تحديات الموسم الرمضاني.. "حكيم باشا" تحدى مصطفى شعبان بالجلباب الصعيد للمرة الأولى
  • رمضان زمان على ضوء الفانوس| الوتد.. حكاية فاطمة تعلبة وسحر الريف المصري
  • فانوس بطول خمسة أمتار يزين جامعة المنصورة