كيف يؤثر صيام رمضان على الصحة النفسية؟
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
الهرمونات لاعب رئيسي في الحالة المزاجية والنفسية للأصحاء، وقد وجدت دراسة تركية فوائد نفسية عديدة لصيام شهر رمضان، امتد تأثيرها إلى بعض الآليات العصبية.
وشملت الدراسة متخصصين في الرعاية الصحية، من الرجال، يعملون في مستشفى جامعي، ولم يكن لديهم أي أمراض نفسية.
وفي الأسبوع الأخير قبل رمضان والأسبوع الأول بعده، أُخذت عينات دم من المشاركين (40 شخصاً)، الساعة 8 صباحاً بعد 12 ساعة من الصيام، مع مراعاة نمط إطلاق الهرمونات التي تم فحصها، والإطلاق النبضي لها، وذلك لقياس مستويات هرمون: الليبتين، والغريلين، وNPY، وهرمون النمو في البلازما.
وفي الوقت نفسه، أجاب المشاركون على نموذج بيانات اجتماعية وديموغرافية، ومقياس الأعراض الموجز، ومقياس أبعاد العلاقات الشخصية.
نتائج الدراسةووفق النتائج التي نشرتها دورية "ذا إيجيبشان جورنال أوف نيورولوجي"، انخفضت درجات المشاركين في مقياس حساسية العلاقات الشخصية، ومقياس القلق الرهابي، ودرجاتهم في مؤشر شدة الأعراض الإيجابية، بشكل ملحوظ بعد رمضان مقارنةً بتلك التي تم قياسها قبل رمضان.
كما ارتفعت مستويات هرمون الغريلين (هرمون الجوع) لدى المشاركين بشكل ملحوظ بعد رمضان مقارنةً بتلك التي قيست قبله.
وقال فريق البحث الذي ضم باحثين من جامعة تورغوت أوزال، وجامعة الصحة والعلوم في بورصة: "قد يكون تأثير صيام رمضان على الصحة النفسية ناتجاً عن بعض الآليات النفسية العصبية".
الهرموناتوترتبط هذه الآليات بخفض هرمون الجوع خلال شهر الصيام، وما يؤدي إليه من توازن في الهرمونات المؤثرة على القلق والحالة المزاجية.
وأكد الباحثون أن الصيام غالباً ما يكون مصحوباً بارتفاع مستوى اليقظة، وتحسن المزاج، وراحة نفسية، وأحياناً شعور بالنشوة.
من ناحية أخرى، تشير أبحاث وشواهد على أن لصيام رمضان تأثير إيجابي من خلال: تعزيز الروحانية والسلام الداخلي، وتحسين الانضباط الذاتي، وتقليل التوتر والقلق، وتعزيز التعاطف والامتنان من خلال الإحساس بمعاناة الآخرين، وتحسين المزاج وصفاء الذهن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية شهر رمضان الصحة العقلية والنفسية
إقرأ أيضاً:
البنت حبيبة أبيها.. كيف يؤثر جنس المولود على علاقته بوالديه؟
غالبا ما يُشار إلى الفتاة في ثقافتنا الشعبية بأنها "بنت أبيها" أو "أميرة أبيها"، فمن بين جميع العلاقات التي تخوضها الفتاة، يترك الأب الحريص على دوره أثرا إيجابيا في حياة ابنته، ويؤثر بشكل كبير على نموها العقلي والعاطفي، كذلك يؤثر على مسارها الأكاديمي والمهني ورفاهها المالي، وكثيرا ما تبحث عنه في الأشخاص الذين تلتقي بهم، ولاسيما عند اختيارها لشريك حياتها.
ولكن متى تبدأ هذه الرابطة المميزة بين الأب وابنته؟ وكيف يحافظ الأب على هذه العلاقة؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حين لا يصبح العمل محتملا.. كيف تحصل على إجازة طويلة؟list 2 of 2لماذا نكره؟ نظرة مختلفة حول "العاطفة البغيضة"end of listتبدأ الروابط الخاصة والفريدة بين الأب وابنته في سن مبكرة، حتى إنها قد تبدأ منذ لحظة ولادتها، إذ يشعر الكثير من الآباء بعاطفة أكبر تجاه بناتهم، تستوجب معها معاملة أكثر لطفا واهتماما أكبر مما يحظى به الأبناء الذكور دون أن يجدوا لذلك سببا أو تفسيرا منطقيا.
لكن، هذا الميل العاطفي غير المبرر فسرته دراسة نشرتها مجلة "علم الأعصاب السلوكي" عام 2017، ووجدت أن آباء البنات الصغار أكثر انتباها لاحتياجات بناتهم ويميلون أكثر إلى الاستفاضة معهن في الحديث، في حين أن تعامل آباء الصِّبية يمتازون بكونهم أكثر عملية.
توصلت الدراسة إلى هذه النتائج بناء على تحليل التفاعلات المسجلة عشوائيا بين الآباء وأطفالهم الصغار، وكذلك فحوصات دماغية باستخدام الرنين المغناطيسي خضع لها 52 أبا (30 أبا لفتيات و22 أبا لصبيان).
إعلانوأظهرت النتائج فروقا مذهلة بين الطريقة التي يتفاعل بها الآباء مع بناتهم مقارنة بالذكور، كذلك أظهرت فحوصات الدماغ أن اختلاف نوع الطفل يقابله تغير في نشاط مناطق معينة في المخ، وأن آباء البنات يستجيبون بصورة أسرع وأكثر حنانا وعاطفية عندما تبكي بناتهم أو يضحكن مقارنة باستجابة آباء الذكور.
ووفق الدراسة، قضى آباء البنات وقتا أطول بنحو 60% في الاستجابة لأطفالهم باهتمام، مقارنة بآباء الذكور، كما أمضوا وقتا أطول بنحو 5 أضعاف في الغناء لبناتهم الصغيرات والصفير معهن، وتحدثوا بشكل أكثر انفتاحا عن مشاعرهم بما في ذلك مشاعر الحزن.
في حين أمضى آباء الذكور الوقت مع أطفالهم في اللعب العنيف والأنشطة الحركية وبدلا من الحديث عن المشاعر والعواطف استخدموا كلمات مرتبطة بالإنجاز بما في ذلك كلمات مثل "الفخر"، "الفوز"، "التحدي"، "القوة" و"الرجولة".
وعلقت الأستاذة بجامعة إيموري في أتلانتا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، جينيفر ماسكارو: "من المرجح أن العوامل الثقافية والمفاهيم المجتمعية اللاواعية تؤثر على سلوك الآباء، إذ يتقبل المجتمع إشباع البنت بالحنان وتعبيرها عن مشاعرها وعواطفها على عكس الولد، رغم أن إدراك المشاعر مفيد للجميع".
تظهر آثار العلاقة الدافئة والجذابة بين الأب وابنته مع مرحلة البلوغ، وتعزز الشعور بالقبول، وتحسين تقدير الذات، وانخفاض معدلات الاكتئاب والمشاكل السلوكية.
وفي هذا الإطار تقول الدكتورة آمي ميكولاجوسكي، الأستاذة المساعدة لعلم النفس بجامعة ولاية لويزيانا لموقع "باتون روج بيرانتس"، إن الفتيات اللاتي يتمتعن بآباء محبين مشاركين يكنّ أقل عرضة للتصرف بشكل غير لائق في المدرسة، والرسوب، والانخراط في سلوكيات انحرافيّة ضارة.
إعلانوفي كتابها "آباء متميزون.. بنات متميزات"، تقول الطبيبة الأميركية والخبيرة التربوية، ميغ ميكر "الآباء يغيرون حتما مجرى حياة بناتهم ويمكنهم حتى إنقاذهن بداية من اللحظة التي تولد فيها الفتاة وحتى تكبر وتغادر المنزل، وعلى الأب أن يعي هذا الدور لتصبح فتاته امرأة قوية مستقلة وعطوفة".
وينقل موقع "فاميليز" عن عالم النفس، الدكتور جيمس دوبسون، قوله إن جميع العلاقات العاطفية المستقبلية في حياة الفتاة تتأثر إيجابا أو سلبا بالطريقة التي تنظر بها إلى والدها وتتفاعل معه، فإذا رفضها وتجاهلها، ستقضي حياتها تحاول أن تجد من يحل محله في قلبها، وإذا كان حنونا وعطوفا، ستبحث عن حبيب يُضاهيه، وإذا تعامل معها كفتاة جميلة، وكريمة، وأنثوية، ستميل إلى أن ترى نفسها كذلك.
توجد بعض الإستراتيجيات الفعالة لتعزيز واستمرارية العلاقة الإيجابية بين الأب وابنته، ومنها:
كن قدوة لابنتكإن تعاملك مع الآخرين، ونظرتك للحياة، ورؤاك وتصوراتك المختلفة، كلها تُعد قدوة لابنتك في بناء حياتها، وتزيد من احتمالية تبنيها لمعتقداتك وقيمك النبيلة، وقد تحميها من العلاقات غير الصحية أو المسيئة في المستقبل.
كن حاضرا ومشاركا إيجابياحاول قضاء وقت ممتع مع ابنتك من خلال ممارسة بعض الأنشطة المشتركة أو استكشاف هوايات واهتمامات جديدة أو مشاركتها أنشطتها المفضلة مثل الطبخ معا أو حضور الأحداث الرياضية أو الحفلات الموسيقية أو التطوع أو ركوب الدراجات أو استكشاف الطبيعة أو حل الألغاز أو القراءة ومشاهدة التلفاز معا أو اذهب للتسوق معها.
التواصل المفتوحتحتاج الفتيات إلى شخص موثوق به وحنون يتحدثن إليه، لذا ينبغي خلق مساحة آمنة مع ابنتك للتواصل والتعبير عن المشاعر والأفكار، ودعها تعرف أنك ترغب في التحدث معها ومستعد للاستماع إليها، وأخبرها بانتظام أنك تحبها، ولماذا هي مميزة، وكم تجعلك تشعر بالفخر بها.
إعلان دعم نموها واستقلالهااسمح لها باتخاذ القرارات المناسبة لعمرها، وادعم اختياراتها مع تقديم التوجيه والملاحظات البناءة التي تركز على المواقف بدلا من الانتقادات الشخصية وإصدار الأحكام، وناقش معها أحلامها المستقبلية دون أن تفرض عليها أحلامك.
الاحتفال بتقدمها وإنجازاتها مع قبول الفشلالنجاح والفشل هما فرصتان للتطور والتقدم، لهذا اعترف بإنجازاتها الكبيرة والصغيرة، وساعدها على رؤية النكسات كتجارب تعليمية مع مشاركة قصصك الخاصة حول التغلب على التحديات. بناء تقاليد وطقوس مشتركة
تحافظ الطقوس المشتركة على التواصل حتى في الأوقات الصعبة، ليس بالضرورة أن تكون طقوسا مكلفة، يُمكن أن تكون التقاط صورة في نفس المكان وفي نفس الوقت كل عام، قد تكون قراءة جزء من كتابكما المفضل كل ليلة، أو مصافحة طريفة، أو موعدا في أوقات التوتر والضيق، ستكون هذه الأماكن المألوفة مكانا يُمكنكما فيه إعادة التواصل.