تياترو الحكايات| ملك محمد.. صوت ذهبي حمل راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.
وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.
وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.
الفنانة والملحنة ملك محمدبرز اسم الفنانة والملحنة ملك محمد خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، حيث تألقت كمطربة وملحنة موهوبة، بالإضافة إلى إتقانها العزف على العود، اسمها الحقيقى زينب محمد أحمد الجندى، وسرعان ما لفتت أنظار كبار الملحنين، وعلى رأسهم زكريا أحمد، الذى أشاد بجودة صوتها وتميز أدائها، وبعد وفاة سيد درويش عام 1923، حملت ملك محمد راية المسرح الغنائى، لتصبح واحدة من أبرز رموزه فى ذلك العصر.
البداية الفنية والتأثر بمنيرة المهديةبدأت محمد مشوارها الفنى وهى طفلة عام 1912، حيث كانت تغنى فى الأفراح، مقلدة أصوات المطربات المشهورات آنذاك، وخاصة منيرة المهدية، التي كانت شديدة الإعجاب بها، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، فدفعها شغفها بالموسيقى إلى دراسة أصول الغناء على يد كبار الملحنين، مثل إبراهيم القبانى، عبده قطر، زكريا أحمد، كما تعلمت العزف على العود على يد الموسيقار محمد القصبجى.
الانطلاق فى المسرح الغنائىبفضل موهبتها، انضمت إلى فرقة «أولاد عكاشة» عام 1925، حيث قدمت الطقاطيق والأدوار الغنائية بين فصول المسرحيات، وسرعان ما انتقلت بين عدة فرق مسرحية، منها: فرقة «الجزايرلى»، فرقة «فوزى منيب» فى 1926.
ثم انضمت إلى فرقة أمين صدقي كمطربة وممثلة، وشاركت في أعمال مثل «الكونت زقزوق» و«عصافير الجنة»، ثم عادت إلى تختها لتغنى الطقاطيق بكازينو «البسفور» بالقاهرة، وأحيت حفلات خيرية.
نجاح وتألق وسط كبار الأدباءحظيت محمد بإعجاب نخبة من الشخصيات البارزة، مثل شاعر النيل حافظ إبراهيم، الدكتور محجوب ثابت، محمود شاكر باشا، الشيخ عبدالعزيز البشرى، وأمير الشعراء أحمد شوقى، الذى منحها فرصة غناء أشعاره، حتى استطاعت أن تحمل بمفردها راية المسرح الغنائى خلال فترة الأربعينيات.
تأسيس فرقة «أوبرا ملك» والمسرح الغنائىاستطاعت محمد أن تؤسس فرقتها الخاصة «أوبرا ملك»، التى قدمت أكثر من 30 عملا مسرحيا غنائيا خلال الأربعينيات والخمسينيات، ومن أبرز أعمالها: «الطابور الأول»، «ماسية»، فى 1940، «بترفلاي»، «عروس النيل» فى 1941، «بنت بغداد» فى 1942، «سفينة الغجر» فى 1943، «بنت السلطان» 1944، «الطابور الخامس» فى 1945، «فاوست»، «كيد النسا» فى 1946، «نصرة» فى 1948، «بنت الحطاب» فى 1949، «فتاة من بورسعيد» 1957، «نور العيون» 1958، وغيرها من الأعمال.
التعاون مع كبار الممثلين والمخرجينعملت ملك محمد مع مجموعة من أهم الممثلين، مثل إحسان الجزايرلي، محمد توفيق، عبدالبديع العربي، حسين صدقي، يحيى شاهين، صلاح نظمي، صلاح منصور، عايدة كامل، حسن يوسف، وغيرهم. كما تعاونت مع كبار المخرجين، ومنهم زكي طليمات، السيد بدير، نور الدمرداش، عبدالعليم خطاب، وغيرهم.
إرث فنى خالدعلى مدار مسيرتها الفنية، أثبتت ملك محمد أنها ليست مجرد مطربة، بل كانت ملحنة بارعة، وعازفة عود متمكنة، ورائدة فى المسرح الغنائى، حيث واصلت حمل شعلة هذا الفن بعد رحيل سيد درويش، ورغم مرور الزمن، لا تزال أعمالها علامة بارزة فى تاريخ المسرح الغنائى المصرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ملك محمد أبو الفنون عروس النيل المسرح الغنائي أحمد شوقي ملک محمد
إقرأ أيضاً:
عادل حمودة يتحدث عن محمود درويش وكواليس سنوات دراسة الشاعر الفلسطيني في موسكو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الإعلامي عادل حمودة، إنه في شتاء عام 1970 وصل الشاعر الفلسطيني محمود درويش إلى موسكو للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية، المعهد المتخصص في تعليم أعضاء الأحزاب الشيوعية من جميع أنحاء العالم، قبل أن يبدأ دراسته تم نقله إلى «الداتشا»، وهي قصر في الجبال حيث يتم إجراء الفحوصات الطبية للوافدين قبل انتقالهم إلى بيت الطلبة، في تلك الفترة، كان درويش يلتقي بمجموعة من الفلسطينيين المقيمين في موسكو، ومن بينهم الباحث الفلسطيني نبيل عودة.
نبيل عودة وصف شخصية محمود درويش بأنها كانت هادئة ورقيقة
وأضاف حمودة، خلال برنامجه «واجه الحقيقة»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن الباحث نبيل عودة وصف شخصية محمود درويش بأنها كانت هادئة ورقيقة عكس ما كان يتوقعه من شخص يحمل كل هذا الغضب في شعره، وقال عودة إنه كان يتوقع أن يرى إنسانًا حديديًا رهيبًا، لكنه اكتشف أن درويش كان إنسانًا عذب الحديث يحب الحياة، يعبر عن مآساة شعبه من خلال شعره الثوري، هذه الشخصية الهادئة كانت تشكل تناقضًا غريبًا مع قوة كلماته التي أرعبت إسرائيل.
لم يتقيد محمود درويش بالقوانين أثناء دراسته في موسكو
رغم القيود التي فرضتها عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لم يتقيد محمود درويش بالقوانين أثناء دراسته في موسكو. كان يرفض النظام في بيت الطلبة، وقضى العديد من الليالي في شوارع موسكو حتى الفجر. وللتغلب على القيود المفروضة عليه، كان يرشو حارس بيت الطلبة بزجاجة فودكا ليتمكن من السهر بحرية. هذا التصرف كان بمثابة تمرد على قوانين الاحتلال الإسرائيلي، وكان درويش يشعر بحرية أكبر بعيدًا عن القيود المفروضة عليه في حيفا.