مفاجأة في انتخابات غرينلاند.. هل تؤثر على مطامع ترامب؟
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريراً عن فوز الحزب الديمقراطي في انتخابات غرينلاند، حيث حصل على 30 بالمئة من الأصوات.
وحقق الحزب، الذي يقوده لاعب البادمنتون ينس فريدريك نيلسن، مفاجأة بفوزه بأكثر من ثلاثة أضعاف الدعم الذي حصل عليه قبل أربع سنوات. فيما حل حزب "ناليراك"، الحركة الشعبوية الراديكالية، في المركز الثاني بنسبة 25 بالمئة من الأصوات، داعياً إلى بدء عملية تقرير المصير في أقرب وقت.
كما شهد التحالف الحكومي الحالي تراجعاً كبيراً، حيث فقدت الأحزاب اليسارية "إنويت آتاكاتيجيت" و"سيوموت" نصف مقاعدهما.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الانتخابات البرلمانية في غرينلاند، التي جرت يوم الثلاثاء، حظيت باهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق، بسبب التأثير الكبير للتهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أبدى في الأشهر الأخيرة نيته في ضم الجزيرة الإستراتيجية إلى الولايات المتحدة. وأكد ترامب أن "الملكية والسيطرة" على غرينلاند "ضرورة مطلقة"، ولم يستبعد استخدام القوة العسكرية.
وذكرت الصحيفة أن خمسة من الأحزاب الستة التي شاركت في الانتخابات تدعم انفصال غرينلاند عن المملكة الدنماركية، مع وجود اختلافات رئيسية في توقيت وكيفية بدء هذا الانفصال.
ينص قانون الحكم الذاتي الذي تم التصديق عليه في استفتاء عام 2009 على حق تقرير المصير. وإذا صوتت أغلبية من "إيناتيغات" (البرلمان الغرينلاندي) لصالح تفعيل عملية الاستقلال، يجب أولاً التوصل إلى اتفاق مع كوبنهاغن حول كيفية الانفصال؛ ثم يتعين على الغرينلانديين الموافقة عليه في استفتاء، وأخيراً، ستكون الموافقة اللازمة من البرلمان الدنماركي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الديمقراطي يؤكد على أن غرينلاند يجب أن تصبح دولة مستقلة وعضواً جديداً في الأمم المتحدة، لكن دون تحديد موعد لذلك، معتبراً أنه لا يزال هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها قبل بدء عملية تقرير المصير.
الجزيرة، التي تعد أكبر بحوالي 50 مرة من الدنمارك القارية وأغلب مساحتها مغطاة بالجليد بنسبة تزيد عن 80 بالمئة، تعتمد اقتصادياً على كوبنهاغن التي ترسل منحة سنوية تصل إلى أكثر من 500 مليون يورو، ما يعادل تقريباً نصف الميزانية العامة للجزيرة. ويؤكد الحزب الفائز أن الاقتصاد الغرينلاندي المستقل لن يكون قابلاً للحياة إلا إذا تم تطوير التعدين - حيث توجد منجمان فقط نشطان - واستخراج الهيدروكربونات، أو السياحة.
وبينت الصحيفة أن "ناليراك"، التشكيل السياسي الذي يدافع عن الانفصال الفوري عن المملكة الدنماركية، وكان الأقل انتقاداً لنيات ترامب خلال الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى دعوته لتوقيع معاهدة ارتباط حر مع الولايات المتحدة مقابل الدعم الاقتصادي والأمني، حصل على 24.5 بالمئة من الأصوات، أي ضعف ما حققه قبل أربع سنوات.
وقاد هذه التشكيلة بيلي بروبيرغ، رجل الأعمال وطيار الطائرات، الذي تصدر عملية الفرز طوال جزء كبير من صباح اليوم. وقد حقق نتائج ضخمة في العديد من المستوطنات الصغيرة والنائية، لكنه حصل على نتائج أكثر تواضعاً في العاصمة نووك وبقية المدن الرئيسية. أما "الحزب القطبي"، الذي يعد الوحيد إلى جانب "ناليراك" الذي يدعو إلى بدء عملية انفصال غرينلاند عن الدنمارك، فقد حصل على أكثر من 1 بالمئة من الأصوات، ولن يكون له تمثيل في البرلمان.
وقالت الصحيفة إن حزب "إنويت آتاكاتيجيت"، الحزب البيئي واليساري لرئيس الوزراء الغرينلاندي، ميوتي إيغيدي، الذي أكمل يوم الثلاثاء 38 عاماً، جاء في المركز الثالث بحصوله على أكثر من 20 بالمئة من الأصوات، مقارنة بـ 36 بالمئة في عام 2021. بينما حقق شريكه في الحكومة، الحزب الاجتماعي الديمقراطي "سيوموت"، نتيجة أسوأ، حيث حصل فقط على 15 بالمئة من الأصوات، أي نصف ما حققه قبل أربع سنوات. وكانت هذه الانتخابات البرلمانية هي الأولى التي لا يفوز فيها لا "سيوموت" ولا "إنويت آتاكاتيجيت"، وهما الحزبين اللذين تزعما الحكومات في الجزيرة القطبية الكبرى.
وأضافت الصحيفة أن "حزب التضامن الغرينلاندي" هو الحزب الوحيد في غرينلاند الذي يدافع عن الحفاظ على الاتحاد مع الدنمارك، وقد حل في المركز الخامس بحصوله على 7 بالمئة من الأصوات، وهي نفس النتيجة تقريباً التي حققها في عام 2021.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن غرينلاند كانت مستعمرة دنماركية منذ أوائل القرن الثامن عشر حتى عام 1953، عندما تم دمجها في مملكة الدنمارك. وتحولت الجزيرة، التي هي جغرافياً جزء من أمريكا الشمالية، إلى إقليم مستقل ضمن البلاد الإسكندنافية بعد إجراء استفتاء عام 1979، وزادت صلاحياتها بشكل ملحوظ في عام 2009، رغم أن الدفاع والسياسة الخارجية والسياسة النقدية لا تزال تعتمد بشكل كامل على الدولة الإسكندنافية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غرينلاند ترامب الدنماركية الدنمارك غرينلاند ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالمئة من الأصوات الصحیفة أن حصل على أکثر من
إقرأ أيضاً:
نيوزويك: ماسك السلاح السري للديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي 2026
نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية، تقريرا بشأن التأثير السلبي للنفوذ المتزايد لأغني رجل في العالم ومالك شركة تسلا إيلون ماسك، في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث أشارت إلى أن الديمقراطيين يمكن أن يستغلوا هذا الأمر في عودتهم إلى الواجهة في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.
شعبية إيلون ماسكو ماسك صاحب جهود خفض العجز بما لا يقل عن تريليون دولار، وعقد اجتماعاتٍ خاصة في مبنى الكابيتول، بل وحضر اجتماعات مجلس الوزراء، وفي الأسابيع الأخيرة، تراجعت شعبية أغنى رجل في العالم بشكل حاد.
وأظهرت استطلاع رأي حديث أجراه مركز هارفارد للدراسات السياسية الأمريكية وشركة هاريس، والذي شمل 2746 ناخباً مسجلاً بين 26 و27 مارس، أن 49% من المشاركين ينظرون إلى ماسك نظرةً سلبية، مقارنةً بـ 39% فقط ينظرون إليه بإيجابية.
ويمثل هذا انخفاضاً حاداً عن فبراير، حيث قال 44% إنهم ينظرون إلى ماسك بإيجابية، ونسبة مماثلة ينظرون إليه بسلبية.
وبالمثل، أظهر استطلاع رأي أجرته YouGov/Economist بين 5 و8 أبريل وشمل 1563 ناخبًا مسجلاً، انخفاضًا في شعبية ماسك من 44% في يناير إلى 40%. في الوقت نفسه، ينظر إليه 54% من الناخبين نظرة سلبية، بزيادة عن 48% في يناير.
كما يُظهر مُتتبع استطلاعات الرأي، نيت سيلفر، تراجعًا حادًا في شعبية ماسك، حيث ينظر إليه 54% من الأمريكيين نظرة سلبية و40% نظرة إيجابية.
منذ انضمامه إلى إدارة ترامب، سعى ماسك بقوة إلى سياسات تهدف إلى خفض الإنفاق الحكومي، وإلغاء اللوائح، وتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية، كل ذلك من خلال منصبه كرئيس لما يُسمى "وزارة كفاءة الحكومة".
وقد أثارت هذه الجهود سلسلة من الطعون القانونية وردود فعل شعبية واسعة النطاق.
في الأسبوع الماضي فقط، تجمع الآلاف في سلسلة من مظاهرات "لا تتدخلوا!" العالمية في احتجاجاتٌ، معبرةً عن غضبها من محاولات ماسك تقليص عدد الوكالات الفيدرالية وتقليص القوى العاملة الفيدرالية.
كما نُظمت مئاتٌ من مظاهرات "إسقاط تيسلا"، حثّت الناس على بيع سيارات تيسلا وأسهم الشركة احتجاجًا على ماسك وفي مارس، انخفضت قيمتها السوقية بنسبة 4%.
نفوذ إيلون ماسككما تأثر نفوذ ماسك السياسي هذا الشهر بهزيمة براد شيميل، المرشح القضائي المدعوم من ترامب، والذي خسر أمام سوزان كروفورد بفارق 9 نقاط في ولاية ويسكونسن، على الرغم من أن ماسك أنفق ملايين الدولارات لدعم المرشحة الجمهورية.
منذ ذلك الحين، أشار المحللون السياسيون وخبراء الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري إلى صورة ماسك المستقطبة بشكل متزايد كعامل رئيسي في الخسارة.
وصرح دوج جوردون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، لمجلة نيوزويك: "كان من الواضح أن جهوده لتدمير الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، والرعاية الطبية لا تحظى بشعبية كبيرة لدى غالبية الناخبين".
وردًا على ذلك، أطلقت مجموعة من 77 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب، بقيادة رئيس الكتلة التقدمية في الكونجرس جريج كاسار، حملةً لإجبار ماسك على الاستقالة من منصبه في وزارة الطاقة بحلول 30 مايو، قائلين إن ذلك "لصالح البلاد".
وفي ظل تراجع شعبية ماسك، بدأ الديمقراطيون يرون طريقًا للتعافي في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، بعد أن واجه الحزب هزيمةً مُذلة في انتخابات عام 2024، مع تحسين ترامب لحصته من الأصوات في جميع الولايات تقريبًا، وانتزاع الجمهوريين أغلبية مقاعد مجلس النواب والشيوخ.