خليفة الظاهري لـ«الاتحاد»: الدِّين منظومة قيمية وليس مجرد طقوس وشعائر
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
حوار: د. حمد الكعبي
أكّد الدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن التسامح هو الأساس في بناء مجتمعات وطنية تتجاوز التعدد الثقافي والاختلاف الإضافي لتحقيق الوحدة في التنوع، لافتاً في هذا السياق إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة نموذج فذ في ترسيخ قيم التسامح والتعايش منذ تأسيسها، ومثال حضاري في قيم الأخوة الإنسانية والمواطنة.
وشدد على أن «فهم الواقع» الأساس في «فهم الخطاب الشرعي»، مشيراً إلى أهمية إعمال «القراءة القيميّة» للدِّين، وتحكيمها في فهم نصوصه، والتعرُّف على معانيه، واستنباط أحكامه.
وقال إن الدِّين طاقة متجدّدة، لا غنى عنه أبداً، لكنَّه يساء استعماله إنْ لم يضبطْ بالتوجيه والتجديد، مؤكداً أن الواقع اليومَ لم يعد يعرف مفاهيم «تديين العالم» و«تقسيم المعمورة»، مشدداً على أن «الاعتبار الوطني» أساس لحمة الهوّيّة والانتماء. في السياق ذاته، اعتبر الظاهري بقاء الدِّين مفتوحاً أمام مختلف التأويلات والقراءات والتّوظيفات، من شأنه أَن يهدّد السّلم الاجتماعيّ والاستقرار الوطنيّ، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الدَّولة لها سلطة الاختصاص بتنظيم كلّ ما يتعلّق بالشّأن العامّ. وفي حوار مع «صحيفة الاتحاد»، أكد الظاهري أنّ عالمَ اليوم يعِي أنّ البشريّة بأجمعها ذات مصير مشترَك، وأنه لا بدَّ أن تَجِدَّ في سلوك مسارٍ مشتركٍ، هو التّعارف والتّعاون في سبيل تحقيق الخير العامّ لها حالاً واستقبالاً.
في الوقت نفسه، أكد مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية أن الدِّين ليس مجرد طقوس وشعائر، بل هو منظومة قيمية تتيح بُعداً روحانياً يحقق السلام الداخلي، ويقوي يقظة ضمير الفرد، ما ينعكس إيجاباً على استقرار المجتمع وسلامته.
ولفت إلى تنوع تعاليم الدِّين ما بين تعزيز القيم المجتمعية، وخلق بيئة تضامنية، ومعالجة قضايا مجتمعية عويصة، والدعوة إلى الصدق والأمانة والتسامح والعدل والإحسان حتى مع الحيوان والنبات. وأشار إلى أن الدّولةُ بمدنيّتها لا تتنافى مع اختلاف الهوّيّات الدّينيّة والعرقيّة لشعبها الذي يخضعُ لسلطانها، تماماً كما يعنيه اليومَ الانتماءُ إلى الدّولة الوطنيّة، الذي لا يُبقي مجالاً لبروز الهوّيّات الدّينيّة للمواطنين بمظهر التّصارع، أو التّنافي، أو التّضادّ، لافتاً في هذا السياق إلى أن النبي «صلّى الله عليه وسلّم» ضرب أروع الأمثلة في بناء الهوّيّة الوطنيّة الجامعة بين مختلف الانتماءات العرقيّة والدّينيّة، حين أسّس المجتمع المدنيّ، وبنى الدّولةَ بالمدينة عقب هجرته إليها، على الانتماء الوطنيّ، والمواطنة الجامعة.
وجزم الظاهري بأن الخطاب الدّينيّ لا يمكن أن يسهم في تعزيز الولاء الوطنيّ ما لم يتحرّر من عقدة النّموذج والمثال التي انبنت على مغالطات في فهم التّجربة التّاريخيّة، داعياً إلى مراجعة المدوّنة الفقهيّة، وأدبيّاتها مراجعةً تستحضر القراءَةَ المنهجيّةَ الرّصينةَ للنّصّ الدّينيّ، وتفاعلاته مع الظّروف التّاريخيّة التي أحاطت بعمليّة تفسيره، والتي أثّرت ولا شكّ في عمليّة استنباط أحكامه. وقال إن الحوار هو السبيل لإيجاد أرضية مشتركة تعزز التعايش وتحقق السلم المجتمعي، ومفتاح باب فهم الآخر والوقوف على مساحة المشترك معه، وأساس بناء خطاب ديني يحترم الاختلاف والتعدد ويقبل التنوع الديني والثقافي كواقع إنساني، ويحفظ ثوابت المواطنة. وفي ما يلي نص الحوار:
- يقول الفيلسوف باروخ سبينوزا: «عندما يُفهَم الدّينُ على أنّه دعوةٌ للمحبّة والعدالة، يُصبِح أساساً قويّاً للتّكافل الاجتماعيّ».
ومن هنا، اسمحوا لنا أن نسأل عن العناصر الأساسيّة التي يجب أن يحتويَها الخطابُ الدّينيّ؟
= للإجابة عن تساؤلكم لا بد أن نعرف أولاً: ما هو الخطاب الديني، ثم نتعرض لاحقاً لعناصره الأساسية.
فالمراد بالخطاب الدّينيّ هو كلّ وسيلة يُبَثُّ بها الدّين، ويُنشَرُ ويُوَجَّهُ إلى النّاسِ، فهو عبارة عن تلك الحوامل أو الوسائط التي تحمل كلّ ما يُعَدُّ ديناً من التّصوّرات والأفكار التي تُستخلَصُ من النّصوص المؤسّسة للدّين (القرآن الكريم والهدي النّبويّ الشّريف).
أما إذا تكلمنا عن العناصر التي يجب أن يحتويها الخطاب الدّينيّ، فإننا نقرّر بداية أنّ الخطاب الدّينيّ اليومَ لم يَعُدْ ذلكَ الحِمى المُستباحَ، الذي يرتَعُ فيه كُلُّ أحدٍ، بل قد صارَ مُمَأسساً من قِبَل الدَّولةِ، التي لها سلطة الاختصاص بتنظيم كلّ ما يتعلّق بالشّأن العامّ، ولا تخفى صلةُ الدّين بهذا الشّأنِ، وأن بقاءه مفتوحاً أمام مختلف التأويلات والقراءات والتّوظيفات من شأنه أَن يهدّد السّلم الاجتماعيّ، والاستقرار الوطنيّ. فالدّينُ طاقةٌ متجدّدةٌ، لا غنى عنهُ أبداً، لكنَّه إنْ لم يُضبَطْ شأنُهُ بالتوجيه والتجديد، يساء استعمالُه بما يفتُّ عضد المجتَمَع، ويُخِلُّ بنظامه.
وبناءً على ذلك نرى أنّه ينبغي للخطاب الدّينيّ المعاصر أن يشتمل على عنصرين أساسيّين هما:
إعمال القراءة القيميّة للدّين وتحكيمها في فهم نصوصه والتعرّف على معانيه واستنباط أحكامه، إذ القيم هي فلسفتُه وخلاصة حكمته، لقول الله تعالى: (... دِيناً قِيماً ملّةَ إبراهيم حنيفاً...)، وقول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: «إنّما بُعثتُ لأتمّم صالح الأخلاق».
أما العنصر الثاني فهو «فهم الواقع»، وهذا العنصر شريك أساسيّ في فهم الخطاب الشّرعيّ، ولا بدّ من مراعاة هذه البيئة في معرفة ما يناسبُ أن ينزّل فيها من الأحكامِ.
والواقع اليومَ لم يعد يعرف مفاهيم «تديين العالم» و«تقسيم المعمورة»، فقد غدت المجتمعات اليوم بطبيعتها مفتوحة، وصار الاعتبار الوطني أساسَ لحمة الهوّيّة والانتماء، وأصبح العالم كلّه اليوم يعي أن البشريّة بأجمعها ذاتُ مصيرٍ مشترَكٍ، فلا بدَّ أن تَجِدَّ في سلوك مسارٍ مشتركٍ، هو التّعارف والتّعاون في سبيل تحقيق الخير العامّ لها حالاً واستقبالاً.
- لا شك أن «الدّينَ هو القوّةُ التي تربِطُ النّاسَ بمُثُلهم العليا»، فكيف يمكن للدّين أن يكون مؤثّراً في المجتمع المعاصر ومشكِّلاً للقيَم المجتمعيّة؟
= إن الدّينَ ليس مجرد طقوس وشعائر، بل هو منظومة قيمية تتيح بُعداً روحانياً يحقق السلام الداخلي ويقوي يقظة الضمير للأفراد، مما ينعكس إيجاباً على استقرار المجتمع وسلامته، والمتأمل في تعاليم الدين المتنوعة يجد أنها تعزز القيم المجتمعية، فمنها تعاليم تدعو إلى التكافل الاجتماعي، كالصدقة، والزكاة، والوقف... التي تخلق بيئة تضامنية، تسهم في تكوين مجتمع أكثر تماسكاً واستقراراً، ومنها تعاليم تعالج قضايا مجتمعية عويصة مثل التفكك الأسري، وترسخ بناء الأسرة التي تشكل نواة المجتمعات، وتماسكها عنوان تماسك المجتمع، وتعاليم خُلقية تدعو إلى الصدق والأمانة والتسامح والعدل والإحسان مع الحيوان والنبات، فضلاً عن التعامل مع الإنسان.
- قالوا: إن «الهوّيّة ليست ما نكتسبه فقطّ، بل ما نبنيه من خلال التّفاعل مع الآخرين».. ومن هنا، كيف يمكن أن يسهم الخطاب الدّينيّ في تشكيل الهوّيّة الوطنيّة؟
= لقد ضرب لنا رسول الله «صلّى الله عليه وسلّم» أروع الأمثلة في بناء الهوّيّة الوطنيّة، الجامعة بين مختلف الانتماءات العرقيّة والدّينيّة، حين أسّس المجتمع المدنيّ، وبنى الدّولةَ بالمدينة عقب هجرته إليها، على الانتماء الوطنيّ، والمواطنة الجامعة، فكانت الدّولةُ بمدنيّتها لا تتنافى مع اختلاف الهوّيّات الدّينيّة والعرقيّة لشعبها الذي يخضعُ لسلطانها. تماماً كما يعنيه اليومَ الانتماءُ إلى الدّولة الوطنيّة، الذي لا يبقي مجالاً لبروز الهوّيّات الدّينيّة للمواطنين بمظهر التّصارع، أو التّنافي، أو التّضادّ.
إنّ الخطابَ الدّينيّ اليومَ ينبغي أن يكون مفتوحاً على الظّروف الرّاهنة التي تعيشها المجتمعات المعاصرة، بخصائصها وسماتها الحديثة، التي لم يعد من جملتها «وحدة الدّين»، ولا «ثنائية الدّار والجوار» المنبنية على «تقسيم المعمورة»، فالدّولة الوطنيّة بما تتأسّس عليه من مفهوم الانتماء الوطنيّ تسعُ مختلفَ الأديان والأطياف والثّقافات والإثنيّات.
إنّ خطابنا الدّينيّ لا يمكن أن يسهم في تعزيز الولاء الوطنيّ ما لم يتحرّر من عقدة النّموذجِ والمثال، التي انبنت على مغالطات في فهم التّجربة التّاريخيّة، وعدم التّمييز فيها بين الدّينيّ، والثّقافي
ثمّ إنّه لا بدّ من مراجعة المدوّنة الفقهيّة، وأدبيّاتها مراجعةً تستحضر القراءَةَ المنهجيّةَ الرّصينةَ للنّصّ الدّينيّ، وتفاعلاته مع الظّروف التّاريخيّة التي أحاطت بعمليّة تفسيره، والتي أثّرت ولا شكّ في عمليّة استنباط أحكامه، والتي لم يُرَد منها أن تكون معياريّةً تتجاوزُ اعتبارات الزّمان، وإكراهات الوقت والأوان، وإنّما كانت غايتها الاستجابةَ لمتطلّبات تلك الظّروفِ والأحوال.
فالخطابُ الدّينيّ إذاً يحتاجُ إلى إعادة قراءة بنيته، وهي نصوص الدّين من حيثُ كيفيّة تطبيق أحكامها في الواقع المعاصر من جهة، وإلى إعادة النّظر في وسائلِ تبليغ تلك الأحكام وشرح كيفيّة تطبيقها من جهة ثانيةٍ.
وذلكَ شرطُ ما يتعلّقُ به أملُ الاستفادة من الخطاب الدّينيّ في بناء الهوّيّة الوطنيّة والتّوعية بها، وترسيخِ حُرمتها وتعزيز مكانتها في المجتمع.
- لا شك في أن «التّسامح ليس التّنازل عن المبادئ، بل الاعترافُ بحقّ الآخرينَ في امتلاك مبادئهم»، وهو ما يحيلنا إلى السؤال عن الدّور الذي يلعبه التّسامح الدّينيّ في بناء مجتمعاتٍ وطنيّةٍ ومتعدّدة الثّقافات في ظلّ قراءاتٍ أخرى لنصوصٍ دينيّةٍ تهدم أطروحةَ المواطنة؟
= إن التسامح الديني هو العمود الأساسي لبناء مجتمعات وطنية تتجاوز التعدد الثقافي والاختلاف الإضافي لتحقيق الوحدة في التنوع، والكليات من النصوص الدينية القطعية تشهد أن لكل فرد الحق في ممارسة معتقداته دون إكراه، وهذا ما يعزز بناء مجتمعات وطنية متعددة الثقافات، يكون أساس النظر فيها للكفاءات لا للمعتقدات، يحترم فيها الحق في الاختلاف النوعي مع الانسجام الكلي، والتفاعل الثقافي.
وهذا ما جسّده النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عملياً من خلال مشاركته في حلف الفضول بمكة، وبنائه وثيقةَ المدينة ليؤكد أن التسامح لا يعني التنازل عن المبادئ بل اعتراف بحق الآخرين في الاختلاف واحترام اختيارهم.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً فذاً في ترسيخ قيم التسامح والتعايش منذ تأسيسها بيد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتعتبر دولة الإمارات اليوم مثالاً حضارياً في قيم الأخوة الإنسانية والمواطنة.
- لا شك في أن «الحوار هو بداية الفهم الحقيقيّ»، كما قال مارتن بوبر.. فهل لكم أن توضحوا لنا دور الحوار مع الآخر المختلف في بناء خطابٍ دينيٍّ لا يُساوِم على ثوابت المواطنة؟
الحوار هو السبيل لإيجاد أرضية مشتركة تعزز التعايش وتحقق السلم المجتمعي، لأنه مفتاح باب فهم الآخر والوقوف على مساحة المشترك معه، وهو أساس بناء خطاب ديني يحترم الاختلاف والتعدد ويقبل التنوع الديني والثقافي كواقع إنساني، ويحفظ ثوابت المواطنة من خلال نظره إلى الاختلاف على أنه عنصر إثراء لا عنصر تهديد، وذلك من خلال اعتماد خطاب ديني يركز على القيم الكلية المشتركة التي تعزز العدل، والكرامة، ويؤصل لأن الانتماء للوطن يتجاوز الانتماءات الطائفية، وأن الحقوق والواجبات تشمل الجميع بلا تمييز، ويتجنب الإقصاء والتعصب، وينبذ التحريض على الكراهية. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: خليفة الظاهري جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الخطاب الديني حمد الكعبي صحيفة الاتحاد جريدة الاتحاد بناء مجتمعات الت اریخی ة الد ولة فی بناء من خلال ة التی على أن أو الت فی فهم
إقرأ أيضاً:
عبارات عن اليوم الوطني السوري 2025
في يوم 17 نيسان / أبريل من كل عام يصادف اليوم الوطني السوري، وفي هذا المقال جمعنا لكم أجمل عبارات عن اليوم الوطني السوري 2025 ورسائل التهنئة لترسلها لعائلتكم وأصدقائكم وأفراد عائلاتكم احتفالات بهذا اليوم الجميل، سنستعرض في هذا المقال أجمل ما قيل عن اليوم الوطني السوري 2025.
عبارات عن اليوم الوطني السوري 2025فيما يلي بعض العبارات التي يمكن استخدامها للاحتفال باليوم الوطني السوري:
تحية لوطننا الغالي سوريا في يومه الوطني، ودعواتنا للسلام والازدهار دائماً.في هذا اليوم الوطني السوري العزيز، نتذكر تضحيات أبناء وبنات سوريا من أجل حريتها واستقلالها.بكل اعتزاز وفخر نحتفل بالتنوع الثقافي والتاريخي الغني لسوريا في يومها الوطني.يومنا الوطني السوري هو فرصة ذهبية لنعبر عن حبنا وولائنا لأرضنا وشعبنا، ولنعمل معاً من أجل مستقبل أفضل.وطني الغالي سوريا أرجو العذر إن خانتني حروفي وأرجو العفو، إن أنقصت قدراً، فما أنا إلّا عاشق لسوريا حاول أن يتغنّى بحبّ هذا الوطن.لم أكن أعرف أنّ للذاكرة عطراً أيضاً، هو عطر الوطن سوريا.الوطن هو القلب والنبض والشريان والعيون، نحن فداها للغالية سوريا.الوطن هو جدار الزمن الذي كنا نخربش عليه، وبعبارات بريئة لمن نحب ونعشق.في اليوم الوطني السوري 2025 نستذكر بفخر تاريخنا ونعيش بروح الوحدة والتضامن.في هذا اليوم الوطني السوري 2025- 1446 نتجدد العهد بالعمل المخلص وذلك من أجل رقي سوريا وازدهارها.نحتفل اليوم "اليوم الوطني السوري" بروح الوطنية والفخر بمسيرة سوريا نحو الاستقلال والتقدم.في ذكرى اليوم الوطني السوري 2025 نتلاحم كشعب واحد خلف راية واحدة نسعى لبناء مستقبل أفضل.بكل فخر واعتزاز، نحتفل بيومنا الوطني السوري الذي يجسد قوة وصمود شعبنا في وجه التحديات.بهذا اليوم الوطني السوري 2025 نؤكد على تماسكنا ووحدتنا كشعب واحد وعلى عزمنا على بناء وطننا السوري العظيم.شعر عن حب سوريافيما يلي أجمل شعر عن حب سوريا للشاعر نزار قباني قصيدة من مفكرة عاشق دمشقي:
فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدب
فيا دمشـق الغالية لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـت يا سوريا فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً يا سوريا ما من امـرأةٍ
أحببت بعدك يا غالية إلا خلتها كـذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف له
فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي
وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت به
وكم تركت عليها ذكريات صـبا
وكم رسمت على جدرانها صـور
وكم كسرت على أدراجـها لعبا
أتيت من رحم الأحزان يا وطني الغالي
أقبل الأبـواب والأرض والشـهبا
حبي هـنا وحبيباتي ولـدن هـن
فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشـاق بأكامــه
ومن دموعي يا سوريا سقيت البحر والسحبا
فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً
و كـل مئذنـة رصـعتها ذهـبا
هـذي البساتـين يا سوريا كانت بين أمتعتي
لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا
فلا قميص يا غالية من القمصـان ألبسـه
إلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـر وهموم البر تسكنه
وهارب من قضاء الحب ما هـربا
يا شـام أيـن هما عـينا معاوية
وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا
فلا خيـول بني حمـدان راقصـة
زهــواً ولا المتنبي مالئٌ حـلبا
وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه
فـيرجف القبـر من زواره غـضبا
يا رب حـيٍ رخام القبر مسكنـه
ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا
يا ابن الوليـد يا ابن الوليد ألا سيـفٌ تؤجره؟
فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـق الغالية يا كنز أحلامي ومروحتي
أشكو العروبة أم أشكو لك العربا
أدمـت سياط حزيران ظهورهم
فأدمنوها وباسوا كف من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ والجغرافيا واقتنعو
متى البنادق كانت تسكن الكتب؟
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً
وأطعموها سخيف القول والخطبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً
تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا..
هل من دولة فلسطين مكتوبٌ يطمئنني
عمن كتبت إليه وهو ما كتبا؟
وعن بساتين ليمون وعن حلمٍ
يزداد عني ابتعاداً كلما اقتربا
أيا فلسطين الغالية من يهديك زنبقةً؟
ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟
شردت فوق رصيف الدمع باحثةً
عن الحنان، ولكن ما وجدت أبا..
تلفـتي... تجـدينا في مـباذلنا..
من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا
فواحـدٌ أعمـت النعمى بصيرته
فانحنى وأعطى الغـواني كـل ما كسبا
وواحدٌ ببحـار النفـط مغتسـلٌ
قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌ في سـريرته
وواحـدٌ من دم الأحرار قد شربا
إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي
على العصـور.. فإني أرفض النسبا
يا شام، يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌ
أستغفر الشـعر أن يستجدي الطربا
ماذا سأقرأ مـن شعري ومن أدبي؟
حوافر الخيل داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ
قال الحقيقة إلا اغتيـل أو صـلبا
يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـه
ونزف شريانه ما أسهـل العـتبا
من جرب الكي لا ينسـى مواجعه
ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقي
من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعر ليـس حمامـات نـطيره
نحو السماء، ولا ناياً وريح صبا
لكنه غضـبٌ طـالت أظـافـره
ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا
شعر عن سوريا حزينفي بلاد السماء الزرقاء الصافية يا سوريا وبين جبال الأرز العتيقة، ترفرف أحلامنا في سوريا مثل أوراق الخريف، تحمل بين طياتها ألماً وحنيناً، تحت سماء من الغبار والرماد، يا سوريا تنام أمهاتٌ تحنُّ إلى أبنائهن المفقودين، تسير أطفالٌ يبحثون عن طعم الأمان، في شوارع فارغة من الضحكات والألوان، سوريا الغالية والجميلة أرض الحزن والصبر الطويل، في كل شجرةٍ تنبت في ترابك الصلب، تتراءى لنا ذكرياتٌ جميلةٌ من الماضي، وآمالٌ ملونة بالمستقبل الجديد، لن يطول الظلام، ولن تبقى الدموع، سيعود الضحكُ إلى شفاه الأطفال، وستتفتح يا سوريا الزهورُ من جديد في حدائقك، سوريا.. إنّ الأملَ لا يموتُ أبداً، فلنحمل الحزن في قلوبنا كأسرارنا يا الغالية سوريا ونبني الأمل بين جدران الوجود، سنبقى هنا، نحن شعبك المخلص، نحميكِ يا سوريا، ونحمل شعلة النور،عبارات عن حب سورياوطني الغالي سوريا من لي بغيرك عشقاً فأعشقه ولمن أتغنّى ومن لي بغيرك شوقاً وأشتاق له سوريا.سوريا الغالية أحبك جداً فلا تبخلي علينا بالقوة والحب والعطاء.كوني كما عهدناك يا سوريا الغالية كوني قوية وصامدة.الوطن هو العشق والحب الوحيد الخالي من العقبات والشوائب، حب سوريا مزروع في قلوبنا ولم يصنع.الوطن لا يتغير ابداً، حتى لو تغيرنا باقٍ هو ونحن زائلون.عبارات عن حب سوريافيما يلي بعض العبارات التي قد تصف الحرب في سوريا:
الحرب في سوريا هي تمزق البلاد وتجعلها شهيدة للتدمير والأذى والفوضى.سوريا الغالية أنت أرض الألم والدمار، تنزف بين يدي السلطة والمعارضة.حرب سوريا هي تجسد مأساة إنسانية تتجاوز الوصف.قصة حرب سوريا هي تحمل في طياتها آلاف القصص المأساوية للفقراء والمهجرين.تداعيات حرب سوريا على جميع الأطفال والنساء تشكل كارثة إنسانية مؤسفة. كلمات دالة:عبارات عن اليوم الوطني للاطفالعبارات عن حب سورياسورياشعر عن سوريا حزين تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن