كيف ستؤثر الرسوم الجمركية على حياة مواطني الاتحاد الأوروبي؟
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
تلوح في الأفق حرب تجارية شرسة بين الولايات المتحدة وأوروبا، مع فرض واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الحديد والألمنيوم الأوروبية. ولم يتأخر رد المفوضية الأوروبية، التي اتخذت إجراءات مماثلة، مستهدفةً مجموعة واسعة من المنتجات الأمريكية، من الويسكي البوربون إلى الدراجات النارية هارلي دييفيدسون.
عاد شبح الحرب التجارية ليخيم على العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث فرضت واشنطن في 12 مارس تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبي، مما دفع التكتل للرد بإجراءات مضادة.
وفي بيان حاد، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هذه التعريفات بأنها "ضارة للأعمال التجارية، وأسوأ من ذلك بالنسبة للمستهلكين".
أوضح الخبير الاقتصادي فاسيليوس بساراس، من مؤسسة ديهافيلاند أوروبا في بروكسل، لـيورونيوز أن السياسات الحمائية تؤدي دائمًا إلى تعطيل وسائل الإنتاج، مضيفًا أن القيود الجمركية على المعادن الأساسية مثل الصلب والألمنيوم ستؤثر على الصناعات الأوروبية وتُحدث تضخمًا إضافيًا، خصوصًا إذا رافقتها سياسات مالية صارمة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
Relatedالصين تنتقد الرسوم الجمركية الأمريكية: "لا يوجد رابح في الحرب التجارية"مزاد التعريفات الجمركية.. ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم بنسبة 200% على المشروبات الكحوليةالتعريفات الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد الأيرلندي وقطاع الأدوية الأكثر تضرراوأشار بساراس إلى أن الرد الأوروبي المتمثل في 26 مليار دولار من التعريفات الجمركية المضادة قد يؤدي في النهاية إلى زيادة تكاليف المعيشة لمواطني الاتحاد الأوروبي، لكنه أكد أن العبء الأكبر سيقع على الاقتصاد الأمريكي، حيث ستعاني الولايات المتحدة أولًا من تداعيات هذه الحرب التجارية على التضخم، والتوظيف، والنمو الاقتصادي، وفقًا لأبحاث حديثة أجراها معهد كيل الألماني.
هل سيعاني المستهلك الأوروبي؟التأثير المباشر على المستهلكين الأوروبيين لا يزال غير واضح تمامًا، لكن بساراس يرى أن ارتفاع أسعار السلع المستوردة سيدفع المواطنين إلى استهلاك المنتجات المحلية كبديل. ومع ذلك، هناك مخاوف من تداعيات أخرى، أبرزها:
ردود فعل الأسواق المالية.السياسات النقدية الأوروبية وتأثيرها على التضخم.وفي ظل هذه التغيرات، قد يتعين على الأوروبيين البحث عن بدائل للمنتجات الأمريكية. ويشير بساراس إلى أن الاقتصاد الأوروبي قادر على تعويض معظم الواردات الأمريكية، مستشهدًا بانخفاض مبيعات سيارات تسلا في السوق الأوروبية، والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي الأوروبي مثل "ميسترال AI" كبديل عن ChatGPT.
رغم قدرة بروكسل على تنويع مصادرها التجارية، إلا أن السيطرة الأمريكية علىالنظام المالي العالمي لا تزال عقبة رئيسية. فالاتحاد الأوروبي يعتمد بشكل كبير على الأسواق المالية الأمريكية، وأي ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة قد ينعكس سلبًا على اقتصادات أوروبا، التي لن تكون في مأمن من التداعيات.
Relatedكيف ستؤثر حرب ترامب التجارية على الاقتصاد البولندي؟الاتحاد الأوروبي يبرم اتفاقًا رقميًا مع كوريا الجنوبية ومساعٍ لتعزيز التحالفات التجاريةالصين تنتقد الرسوم الجمركية الأمريكية: "لا يوجد رابح في الحرب التجارية"وفي هذا السياق، حذّر بساراس من تزايد الحديث بين المحللين عن احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة، وهو سيناريو قد يُلحق ضررًا واسع النطاق بالاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن دونالد ترامب نفسه حذر خلال خطابه الأخير عن حالة الاتحاد من أن "الأمور قد تسوء قبل أن تتحسن"، مما يثير القلق بشأن التداعيات الاقتصادية المستقبلية.
رغم نجاح الاتحاد الأوروبي في التعامل مع أزمات اقتصادية سابقة، يرى المحللون أن استجابة بروكسل لا تزال غير كافية للتعامل مع ركود عالمي واسع النطاق، ما يستدعي تحولات جوهرية في السياسات الاقتصادية لضمان استقرار الأسواق الأوروبية في مواجهة أي اضطرابات مالية عالمية قادمة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامب اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان على إنهاء النزاع المستمر منذ عقود حول ناغورني قره باغ الاتحاد الأوروبي يسابق الزمن لإقناع المجر بتجديد العقوبات ضد روسيا قبل انتهاء المهلة التجارة الخارجيةالاتحاد الأوروبيالرسوم الجمركيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب سوريا فلاديمير بوتين روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب سوريا فلاديمير بوتين روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي التجارة الخارجية الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية دونالد ترامب سوريا فلاديمير بوتين روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فولوديمير زيلينسكي كحول الإسلام المجر الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة الحرب التجاریة یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
كيف ستؤثر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على العالم؟.. حصة البلدين من الاقتصاد الدولي 43%.. وفائض البضائع أكبر أزمة تواجه بكين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من المحتمل اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق بين الصين والولايات المتحدة بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسومًا جمركية بنسبة 125٪ على واردات السلع الصينية.
وردت الصين بزيادة رسوما جمركية على السلع المستوردة من الولايات المتحدة بنحو 125٪، بحسب ما ذكرت "بي بي سي".
ما مقدار التجارة بين الصين والولايات المتحدة؟
بلغت التجارة في السلع بين القوتين الاقتصاديتين ما يصل إلى حوالي 585 مليار دولار العام الماضي.
واستوردت الولايات المتحدة من الصين سلع بقيمة 440 مليار دولار أكثر بكثير مما استوردته الصين من الولايات المتحدة بقيمة 145 مليار دولار.
وترك ذلك الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري مع الصين، الفرق بين ما تستورده وصادراتها، قدره 295 مليار دولار في عام 2024. هذا عجز تجاري كبير، يعادل حوالي 1٪ من الاقتصاد الأمريكي، وفقا لـ"بي بي سي".
وفرض ترامب بالفعل رسوما جمركية كبيرة على الصين في ولايته الأولى كرئيس. وتم الاحتفاظ بهذه الرسوم الجمركية وزيادتها من قبل خليفته جو بايدن.
وساعدت هذه الحواجز التجارية في خفض البضائع التي استوردتها الولايات المتحدة من الصين من 21٪ من إجمالي واردات أمريكا في عام 2016 إلى 13٪ العام الماضي.
لذلك تضاءل اعتماد الولايات المتحدة على الصين في التجارة خلال العقد الماضي.
ومع ذلك، أشار المحللون إلى أن بعض صادرات السلع الصينية إلى الولايات المتحدة قد أعيد توجيهها عبر دول جنوب شرق آسيا.
على سبيل المثال، فرضت إدارة ترامب رسوما جمركية بنسبة 30٪ على ألواح الطاقة الشمسية المستوردة من الصين في عام 2018.
لكن وزارة التجارة الأمريكية قدمت أدلة في عام 2023 على أن مصنعي الألواح الشمسية الصينيين قد حولوا عمليات التجميع الخاصة بهم إلى دول مثل ماليزيا وتايلاند وكمبوديا وفيتنام، ثم أرسلوا المنتجات النهائية إلى الولايات المتحدة من تلك البلدان، ما ساعدهم علي التهرب فعليا من الرسوم الجمركية.
وبالتالي، فإن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على تلك البلدان، والتي أوقفها الآن، يمكن أن ترفع السعر في الولايات المتحدة لمجموعة واسعة من السلع التي نشأت في نهاية المطاف في الصين.
ماذا تستورد الولايات المتحدة والصين من بعضهما البعض؟
في عام 2024، كانت أكبر فئة من صادرات السلع من الولايات المتحدة إلى الصين هي فول الصويا، الذي يستخدم بشكل أساسي لإطعام ما يقدر بنحو 440 مليون خنزير في الصين، بحسب "بي بي سي".
كما أرسلت الولايات المتحدة المستحضرات الصيدلانية والنفط إلى الصين.
في الاتجاه الآخر، استوردت الولايات المتحدة من الصين، كميات كبيرة من الإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر والألعاب. كما صدرت الصين كمية كبيرة من البطاريات، التي تعتبر حيوية للسيارات الكهربائية.
أكبر فئة من الواردات الأمريكية من الصين هي الهواتف الذكية، حيث تمثل 9٪ من الإجمالي. نسبة كبيرة من هذه الهواتف الذكية مصنوعة في الصين لشركة "Apple" الأمريكية.
كانت الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين أحد الأسباب الرئيسية في انخفاض القيمة السوقية لشركة "Apple" في الأسابيع الأخيرة، حيث انخفض سعر سهمها بنسبة 20٪ خلال الشهر الماضي.
كان من المقرر بالفعل أن تصبح كل هذه السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة من الصين أكثر تكلفة بكثير بالنسبة للأمريكيين بسبب الرسوم الجمركية البالغة 20٪ التي فرضتها إدارة ترامب بالفعل على بكين.
الآن بعد أن ارتفعت الرسوم الجمركية إلى 125٪، وحتى 145٪ علي بعض المنتجات، قد يكون التأثير أكبر بست مرات، بحسب ما ذكرت "بي بي سي".
كما سترتفع أسعار الواردات الأمريكية إلى الصين بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الصين، مما يضر في النهاية المستهلكين الصينيين بطريقة مماثلة.
ولكن بخلاف الرسوم الجمركية، هناك طرق أخرى لهذين البلدين لمحاولة إلحاق الضرر ببعضهما البعض من خلال التجارة.
للصين دور مركزي في تكرير العديد من المعادن الحيوية للصناعة، من النحاس والليثيوم إلى العناصر الأرضية النادرة.
يمكن لبكين أن تضع عقبات في طريق وصول هذه المعادن إلى الولايات المتحدة. هذا شيء فعلته بالفعل في مادتين، هما الجرمانيوم والجاليوم، ويتم استخدامهما من قبل الجيش في التصوير الحراري والرادار.
بالنسبة للولايات المتحدة، يمكن أن تحاول تشديد الحصار التكنولوجي على الصين الذي بدأه بايدن من خلال جعل من الصعب على الصين استيراد الرقائق الدقيقة المتقدمة، والتي تعتبر حيوية لتطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي، والتي لا تزال الصين غير قادرة على إنتاجها بنفسها.
واقترح المستشار التجاري لترامب، بيتر نافارو، هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة قد تمارس ضغوطا على دول أخرى، بما في ذلك كمبوديا والمكسيك وفيتنام، لمنعها من التجارة مع الصين إذا أرادت الاستمرار في التصدير إلى الولايات المتحدة.
كيف يمكن أن يؤثر ذلك على البلدان الأخرى؟
تمثل الولايات المتحدة والصين معا حصة كبيرة من الاقتصاد العالمي، حوالي 43٪ هذا العام، وفقا لصندوق النقد الدولي.
إذا انخرطا في حرب تجارية شاملة أدت إلى إبطاء نموهما، أو حتى دفعهما إلى الركود، فمن المرجح أن يضر ذلك باقتصادات البلدان الأخرى في شكل نمو عالمي أبطأ. ومن المحتمل أيضا أن يعاني الاستثمار العالمي.
وهناك عواقب محتملة أخرى.
الصين هي أكبر دولة صناعية في العالم وتنتج أكثر بكثير مما يستهلكه سكانها محليا. إنها تحقق بالفعل فائضا في البضائع يبلغ حوالي تريليون دولار، ما يعني أنها تصدر سلعا إلى بقية العالم أكثر مما تستورده. وغالبا ما تنتج هذه السلع بأقل من التكلفة الحقيقية للإنتاج بسبب الدعم المحلي والدعم المالي الحكومي، مثل القروض الميسرة، للشركات التي تحظى بامتيازات.
الفولاذ مثال على ذلك.
هناك خطر من أنه إذا لم تتمكن مثل هذه المنتجات من دخول الولايات المتحدة، فقد تسعى الشركات الصينية إلى “التخلص منها” بالخارج، بحسب “بي بي سي”.
في حين أن ذلك قد يكون مفيدا لبعض المستهلكين، إلا أنه قد يقوض أيضا المنتجين في البلدان مما يهدد الوظائف والأجور.
وحذرت مجموعة الضغط "UK Steel" من خطر إعادة توجيه الصلب الزائد إلى سوق المملكة المتحدة.
ستظهر الآثار غير المباشرة للحرب التجارية الشاملة بين الصين والولايات المتحدة على مستوى العالم، ويرى معظم الاقتصاديين أن التأثير سيكون سلبيًا للغاية، وفقا لـ"بي بي سي".