في عام 1963، حصد الشاعر والدبلوماسي اليوناني جيورجيوس سفريس جائزة نوبل في الأدب، ليصبح أول يوناني يفوز بهذه الجائزة المرموقة. 

جاء هذا التكريم تقديرًا لدوره في تجديد الشعر اليوناني المعاصر وإسهاماته الأدبية التي عبرت عن الروح الإنسانية والمعاناة الوجودية بعمق وجمالية فريدة، لكن كما هو الحال مع كثير من الجوائز العالمية، أثار فوزه جدلًا واسعًا بين الاحتفاء والتشكيك، سواء داخل اليونان أو خارجها.

لماذا حصل سفريس على نوبل؟

منحت الأكاديمية السويدية الجائزة لسفريس “لتعبيره عن المصير اليوناني بروح عميقة ورؤية شعرية عالمية”، في شعره، استطاع سفريس أن يمزج بين الإرث اليوناني القديم والمعاصر، مقدمًا صورًا شعرية تعكس الصراعات الإنسانية، الغربة، والبحث عن الهوية. 

كانت قصائده غنية بالرمزية، واستلهم فيها الأساطير الإغريقية ليعبر عن قضايا حديثة مثل الحرب، المنفى، والوحدة.

ردود الفعل داخل اليونان: احتفاء وتحفظ

كان فوز سفريس مصدر فخر كبير لليونان، حيث رأى الكثيرون أنه اعتراف عالمي بقيمة الأدب اليوناني الحديث. 

ومع ذلك، لم يكن الاستقبال بالإجماع، إذ واجه انتقادات من بعض المثقفين الذين رأوا أن هناك شعراء يونانيين آخرين يستحقون الجائزة مثله، مثل الشاعر كونستانتينوس كفافيس، الذي لم يحظ بتكريم مماثل رغم تأثيره العميق في الشعر الحديث.

بالإضافة إلى ذلك، كان سفريس شخصية مثيرة للاهتمام سياسيًا، فقد عمل كدبلوماسي وشغل مناصب حساسة، مما جعل البعض يشكك في أن ارتباطه بالسلطة ساهم في تسليط الضوء على أعماله عالميًا أكثر من غيره من الشعراء.

التأثير العالمي بعد نوبل

بعد فوزه بالجائزة، ازدادت شهرة سفريس عالميًا، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، مما عزز تأثيره في الأدب العالمي. 

أصبح سفريس جسرًا بين الشعر الأوروبي الحديث والشعر اليوناني الكلاسيكي، وأثرت تجربته في العديد من الشعراء حول العالم، بما في ذلك شعراء عرب تأثروا بالأسلوب الرمزي والمواضيع الفلسفية في قصائده.

هل كانت الجائزة نقطة تحول؟

رغم أن الجائزة رسخت مكانة سفريس عالميًا، إلا أنها لم تغير مسيرته بشكل جذري، استمر في كتابة الشعر لكنه أصبح أكثر تحفظًا في ظهوره العام، خاصة مع تصاعد التوترات السياسية في اليونان.

وعندما تولى المجلس العسكري الحكم في 1967، اتخذ سفريس موقفًا معارضًا واضحًا، مما جعله شخصية أكثر جدلًا في بلاده.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اليونان جائزة نوبل الجوائز العالمية المزيد

إقرأ أيضاً:

اليونان تبحث تشكيل “منظومة خدمة عسكرية احتياطية ” لمواجهة خطر تركيا

أنقرة (زمان التركية) – أثارت الخطوات التركية في مجال الصناعات الدفاعية حالة من الذعر لدى اليوناني.

وذكر وزير الدفاع اليوناني، نيكوس ديندياس، في تصريحات أدلى بها أن الخدمة العسكرية الاحتياطية تتمتع بمكانة مهمة في المنظومة الدفاعية.

وأكد ديندياس أن اليونان اليوم بحاجة إلى برنامج منظومة احتياط محسنة نوعا ودمجها في برنامج الدفاع القومي للجيش، مشيرا إلى أن أمن اليونان وبقائها يستوجبان هذا الأمر.

وأضاف ديندياس أن اليونان بحاجة لنموذج حيوي يرتكز على التدريب العملياتي والواقعي مشيرا إلى تشكيل منظومة خدمة عسكرية احتياطية طوعية ترتكز على تقدم المنتهين من الخدمة العسكرية الإلزامية للوحدات المعنية.

وأوضح ديندياس أنه سيتم توجيه دعوة لمن أنهوا الخدمة العسكرية خلال العشر سنوات الأخيرة للإنضمام إلى هذا التشكيل مفيدا أن الهدف هو تحقيق قوة جديدة تتألف من 150 ألف جندي احتياط طوعي نشط تلقوا تدريبا مختلفا لتلبية الاحتياجات الطارئة للقوات المسلحة اليونانية في إطار أهداف عام 2023.

Tags: التوترات بين تركيا واليونانالصناعات الدفاعية التركية

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي يوضح شروط جواز رواية الحديث النبوي بالمعنى
  • اليونان تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي
  • نيوم يُغري الخليج بـ 15 مليون يورو لضم النجم اليوناني كوستاس
  • هيئة مستشفى الثورة بالحديدة تحتفي بأطباء العناية المركزة: عطاءٌ يتجاوز التقدير ويكرّس ثقافة الإخلاص
  • اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ووزير خارجية اليونان
  • مصر تشيد بمواقف اليونان المساندة لها في مختلف المحافل الدولية وبالاتحاد الأوروبى
  • ناقصات عقل ودين .. الدكتورة دينا أبو الخير توضح تفسير الحديث
  • سجون اليونان تغص بلاجئي الحرب من السودان.. هذا هو السبب
  • عمار: الحديث عن المساس بالدعم نوعاً من «الغباء الاقتصادي»
  • اليونان تبحث تشكيل “منظومة خدمة عسكرية احتياطية ” لمواجهة خطر تركيا