شرق النيل بين فكّي الحرمان والمرض.. شبح الحرب يخيم على “مدينة الأشباح”
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
منتدي الاعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
المصدر : سودان تربيون
شرق النيل، 12 مارس 2025 – بدأت الحياة تدب رويدًا رويدًا في أحياء محلية شرق النيل، شرقي العاصمة السودانية الخرطوم، لكن عامين من الحرب والحصار جعلا هذه الأحياء أشبه بمدن الأشباح.
في الأسبوع الماضي، تمكن الجيش السوداني من إكمال سيطرته على محلية شرق النيل، بوصول قواته إلى جسر المنشية من الناحية الشرقية، وقبل ذلك سيطرته على المدخل الشرقي لجسر سوبا.
تُعد ضاحية الجريف شرق آخر البؤر التي خرجت منها قوات الدعم السريع في شرق النيل، وظل سكان هذه المنطقة متمسكين بالبقاء فيها رغم الانتهاكات التي تعرضوا لها على يد عناصر الدعم السريع.
وبدت أسواق الجريف شديدة الفقر من حيث البضائع المعروضة، إذ ما زالت سلع مثل الألبان ومشتقاتها والفواكه ضربًا من الرفاهية.
وقال أمير، وهو أحد سكان الجريف شرق، لـ”سودان تربيون” إن الأسواق المحلية بالضاحية تعاني من قلة المعروض من البضائع، بينما كانت الأسواق ذاتها مكتظة بالبضائع المنهوبة خلال فترة سيطرة الدعم السريع على المنطقة.
وأضاف أمير أن الأشهر الأخيرة شهدت شحًا في السلع وارتفاعًا في الأسعار، مع تزايد أعمال النهب والسرقة من قبل قوات الدعم السريع.
وقالت الحاجة “فاطمة”، بعد أن اشترت مستلزمات الإفطار الرمضاني من سوق ود أحمد بالجريف شرق، إن كل ما لديها من مال استُنفد في شراء هذا الكيس، وكانت تشير إلى كيس يحوي ثمارًا قليلة من الطماطم ومعجون الفول السوداني، وأضافت أنها ستضطر منذ الغد للتوجه إلى “التكية”، وهي مطبخ خيري، لتلقي إعانات غذائية.
وتعمل عدة تكايا (مطابخ خيرية) في الجريف شرق لتقديم وجبات للسكان، من بينها تكية أولاد باعو وتكية مسجد الشيخ علي، إلا أن هذه التكايا تعاني من شح الموارد في ظل عدم وصول المساعدات الإنسانية بعد سيطرة الجيش على المنطقة، فضلًا عن انقطاع خدمات الاتصالات التي تتم عبرها التحويلات البنكية.
سكان بلا خدماتعانت الجريف شرق من انقطاع خدمات المياه والكهرباء بسبب الحرب، وقال السكان إن هذه الخدمات توقفت بالمنطقة بعد أقل من خمسة أشهر.
وتعمل محطة المياه الرئيسية بالجريف شرق مرة واحدة كل عشرين يومًا، بينما يلجأ السكان إلى جلب المياه عبر الدواب من النيل الأزرق.
وعلى امتداد الجريف شرق، ابتداءً من مدخل الضاحية عند المدخل الشرقي لجسر المنشية، يتضح مدى التدمير الذي طال شبكة الكهرباء، سواء خطوط الضغط العالي أو الشبكات الداخلية، فضلًا عن تلف محولات الكهرباء التي أُفرغت من زيوتها ونُزعت كوابل النحاس منها.
وفيما يتعلق بالاتصالات، كان السكان يعتمدون على أجهزة “ستارلينك”، لكن مع اقتراب الجيش من اقتحام المنطقة، صادر جنود الدعم السريع هذه الأجهزة، ما جعل الجريف شرق شبه معزولة عن العالم، في انتظار وصول شركات الاتصالات لصيانة أبراج التقوية.
وتعاني الضاحية أيضًا من انعدام وسائل النقل العام والخاص، إذ نهبت قوات الدعم السريع كل السيارات بالمنطقة، وينتظر السكان انتظام خطوط نقل عام لاستكشاف الحياة خارج منطقتهم بعد عامين من الحرب والحصار.
وما زال مدخل حي الجريف المطل على جسر المنشية من الناحية الشرقية – وهو محطة النقل الرئيسية بالمنطقة – تحت مرمى قناصة الدعم السريع المتمركزين في برج الاتصالات في المدخل الغربي للجسر بالعاصمة الخرطوم، فضلًا عن نشاط الطائرات المسيرة في المنطقة.
الوضع الصحيمنذ بدء الحرب في منتصف أبريل 2023، استولت قوات الدعم السريع على مستشفى شرق النيل المطل على جسر المنشية، وهو أحد أكبر مستشفيات ولاية الخرطوم، ويضم تخصصات نادرة ومزودًا بكل الأجهزة والمعدات الطبية.
وطال الدمار واجهات المستشفى جراء القصف الجوي لطيران الجيش، بينما نهبت قوات الدعم السريع كل أجهزته. واستخدمت قوات الدعم السريع المستشفى لمعالجة جنودها المصابين في المعارك، وكانت تقدم فيه خدمات إسعاف المصابين حتى آخر الساعات التي سبقت دخول الجيش إلى المنطقة.
ورصد مراسل “سودان تربيون” في صالة خُصصت لإسعاف مصابي المعارك بقايا محاليل وريدية وأكياس دم، فضلًا عن كميات كبيرة من الدماء على أرضية الصالة.
وقال د. أحمد البشير مدير الطب العلاجي بوزارة الصحة بولاية الخرطوم لـ”سودان تربيون” إن المستشفيات والمراكز الصحية في محلية شرق النيل تعرضت لدمار كبير يجري حصره وتقييمه.
وأضاف أن الوزارة، بعد انتهاء عملية التقييم – التي تتوقف على انتفاء مخاطر القناصة والطائرات المسيرة – ستبدأ مباشرة في إعادة تأهيل المرافق الصحية وتنفيذ عملية إصحاح بيئي واسعة.
وتؤكد وزارة الصحة بولاية الخرطوم أنها تواجه تحديات كبيرة بعد سيطرة الجيش على محليتي الخرطوم بحري وشرق النيل.
وأبلغ مسؤولو الوزارة وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد إبراهيم بأن الملاريا في ولاية الخرطوم تخطت العتبة الوبائية خلال العام الحالي، من يناير وحتى فبراير 2025، حيث بلغ عدد الإصابات 5454 حالة.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن شرق النيل ما زالت تعاني من تراكم النفايات والأنقاض على مدى عامين، فضلًا عن انتشار جثث ما زالت ملقاة في قنوات التصريف أو داخل السيارات القتالية المدمرة.
SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لايحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #
الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الجيش والدعم السريع شرق النيلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان انتهاكات الجيش والدعم السريع شرق النيل قوات الدعم السریع سودان تربیون الجریف شرق شرق النیل فضل ا عن
إقرأ أيضاً:
???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
حلقة خاصة – من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع| الرد على أسئلتكم وتعليقاتكم
سلسلة من أشعل الحرب في السودان
في هذه الحلقة المختلفة من سلسلة من أشعل الحرب في السودان ؟، نفتح أبواب النقاش، والتفاعل
نردّ فيها على أسئلتكم،
#السودان #الدعم_السريع #الجيش_السوداني
البعشوم
وثائقي: من أطلق الرصاصة الأولى؟ القصة الخفية وراء بداية الحرب في السودان – الحلقة الأولى-
سلسلة من أشعل الحرب في السودان
في هذه السلسلة الوثائقية ، نكشف الحقيقة الصادمة وراء التحركات العسكرية الغامضة قبل اندلاع الحرب في السودان! ????????????
هذه السلسلة ستغير نظرتك لما حدث في 15 أبريل، وستجعلك تتساءل: هل كانت الحرب حتمية، أم أن هناك من دفع الأمور إلى نقطة اللاعودة؟
وثائقي: الحلقة الثانية : شبكة اتصالات الدعم السريع، من سلسلة من أشعل الحرب في السودان
سلسلة من أشعل الحرب في السودان
???? أسرار تُكشف لأول مرة! كيف استطاعت قوات الدعم السريع بناء أقوى شبكة اتصالات مشفرة قبل اندلاع الحرب؟ ولماذا تخلّت عن أحدث التقنيات قبل ساعة الصفر؟ ???? في هذه الحلقة، نكشف لكم تفاصيل الاجتماعات السرية، وأخطر عمليات التجهيز العسكري، والصراع الاستخباراتي الذي سبق المعارك!
???? ماذا ستشاهد في هذه الحلقة؟
✅ كيف تم تجهيز السيارات القتالية لقوات الدعم السريع قبل أسابيع من ساعة الصفر؟
✅ تفاصيل تعديل عربات البفلو وتجهيزها للحرب!
✅ لماذا تعثّر مشروع شبكة DMR النظام الأعلى تأمين وتشفير عند ميلشيات الدعم السريع.
????️ لا تفوّت هذا التحقيق الحصري الذي يكشف كيف بدأت الحرب فعليًا قبل إطلاق الرصاصة الأولى!
وثائقي: الحلقة الثالثة | خدعة التشوين الكبرى – كيف جهّزت قوات الدعم السريع الحرب قبل اندلاعها؟
سلسلة من أشعل الحرب في السودان
بينما كان الجميع يعتقد أن الحرب في السودان اندلعت فجأة، الشواهد تؤكد هناك استعدادات جرت في الظل… ????
لماذا خُزّنت كميات ضخمة من الطحينية والبلح في معسكرات الدعم السريع؟ ولماذا مُنع الجنود من لمسها حتى لحظة اندلاع الحرب؟ ????
في هذه الحلقة من سلسلة “من أشعل الحرب في السودان؟”، نكشف خيوط أكبر عملية تشوين عسكري سري، وكيف تم خداع الجميع تحت غطاء “سلة رمضان”! ????️♂️
⚠️ معلومات حصرية تُعرض لأول مرة! ⚠️
إنضم لقناة النيلين على واتساب