استقبلوني بترحاب.. صحفي إسرائيلي يتجول في السعودية ويتحدث عن فرص التطبيع
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أكد صحفي إسرائيلي، أنه زار السعودية أمس الثلاثاء وتجول فيها وسط ترحاب كبير، وذلك في جهود تبذل لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وقال الصحفي في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور في مقال عبر الصحيفة اليوم الأربعاء: "صباح أمس، في مطار الرياض، ذهبت إلى المنضدة لتسجيل الوصول إلى تل أبيب، عبر اسطنبول. أخذت الموظفة جواز السفر، ونظرت، وفحصت الكمبيوتر مرة أخرى واتصلت بمشرفها.
وأضاف: "لا تزال السعودية تفحص الإسرائيليين. تماما مثلما في زيارتي السابقة إلى المملكة في السنة الماضية، عندما يحصل هذا، يتراوح رد الفعل بين الدهشة وعدم التصديق، وهذا أيضا هو السبب الذي يمكن للمرء أن يتحدث عنا بحرية بالعبرية في الشارع، في السيارات العمومية وفي المطاعم؛ هذه لغة غريبة تماما عليهم".
وأردف ليمور أنه عند دخوله إلى المملكة في مطار جدة، "نظر موظف الهجرة إلي نظرة غريبة، يبدو أنه ظهر له في الحاسوب أني كنت هنا سابقا، ابتسم، بعث بي إلى المسؤول الذي سارع إلى التوقيع وبالإذن بدخول المملكة، لم يأتِ أي شيء لهم بالمفاجأة؛ في الطلب للتأشيرة طُلب مني أن أشير صراحة إلى عنوان السكن الكامل، الهاتف والمهنة".
وتابع أن "السعوديين عرفوا من أنا بعدما نشرت الصحيفة عن زيارتي السابقة".
اقرأ أيضاً
مجلة عبرية: 3 إسرائيليين شاركوا في بطولة موسم الجيمرز بالسعودية (فيديو)
شروط سعودية
وقال المراسل الإسرائيلي: "من التصريح الذي أصدروه لي للعودة إلى هنا نعلم أنهم يستقبلون الإسرائيليين بالترحاب وثمة غير قليلين ممن يتجولون هنا في الفترة الأخيرة – بجوازات سفر أجنبية بالطبع – بعضهم يمثل جملة شركات إسرائيلية للتكنولوجيا، والزراعة والأمن".
وأشار إلى أن "الانفتاح على إسرائيل، هو فقط جزء واحد من المسيرة المتسارعة لابن سلمان، علما بأن السعودية رغم التغيرات فهي لا تزال دولة محافظة جدا، وهي تميل إلى بث انفتاح متزايد على الغرب".
وذكر ليمور: "تبدو هذه المسيرة محتمة، وإن كانت في السياق الإسرائيلي متعلقة بمتغيرات عديدة، من محادثات أجريتها في الأيام الأخيرة مع بضع جهات مطلعة على تفاصيل الحوار الحساس الجاري الآن في مثلث السعودية - الولايات المتحدة - إسرائيل، توجد إرادة مشتركة للوصول إلى توافقات في الفترة القريبة القادمة قبل دخول الولايات المتحدة في حملة الانتخابات الرئاسية، والرئيس جو بايدن هو الدافع الأساس للاتفاق الذي أساسه السعودية - أمريكا وبعضه فقط يتعلق بإسرائيل".
وأوضح أن "بايدن يريد الاتفاق كإنجاز قبيل الانتخابات، لكن أيضا كي يرمم الحلف التاريخي بين الدولتين وأن يدق إسفينا في العلاقات المتحسنة بين السعودية والصين، لهذا الغرض، فإنه مستعد ليس فقط لأن يغفر لابن سلمان تصفية الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول، بل وأن يسير بعيدا جدا بالنسبة لمطالب السعودية التي تتعلق بمظلة الدفاع الأمريكية وسلاح أمريكي متطور للمملكة، وإنتاج ذاتي للسلاح في السعودية وبرنامج نووي مدني يتضمن تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية".
اقرأ أيضاً
"الطريق لايزال طويلا".. مستشار بايدن يخفض سقف توقعات التطبيع السعودي الإسرائيلي
حراك عالي المستوي
وذكر أن "الحوار الأمريكي - السعودي يجري بكثافة كبيرة في الأسابيع الأخيرة، وكجزء من هذا كانت زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس مجلس الأمن القومي جايك سوليفان إلى السعودية".
وأضاف أن "إسرائيل في كل الأوقات، هي في صورة تفاصيل هذا الحوار، وتجري حوارا داخليا موازيا، وهكذا، أجريت مؤخرا بضع مداولات سرية بمشاركة مجموعة ضيقة من كبار المسؤولين؛ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الأمن يواف جالانت، الوزير ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي هنجبي وبضعة كبار مسؤولين في الجيش وفي الموساد وفي لجنة الطاقة الذرية، هؤلاء بحثوا في ثلاث مسائل مركزية تنبع مباشرة من الاتفاق، هي النووي والسلاح المتطور وحلف الدفاع".
ورأى ليمور، أن "المسألة الأكثر دراماتيكية تتعلق بالنووي؛ فالسياسة الإسرائيلية التقليدية، كجزء من عقيدة بيغن هي عدم السماح لأي دولة في الشرق الأوسط بحيازة قدرة نووية".
وقال أحد المسؤولين: "الميل الذي ينعكس في المداولات هو عدم رفض الموضوع رفضا باتا بل البحث عن حلول تسمح لإسرائيل بأن تتعايش معه بسلام"، وفق الصحيفة.
مصدر آخر، لم يشارك في المداولات، لكنه مطلع على مضمونها، قال: "هذا جنون، سيفتح سباقا نوويا في المنطقة، وبعدها ستأتي مصر وتركيا وغيرهما، وفضلا عن هذا فإن السعودية اليوم مستقرة بوجود ابن سلمان، لكن من يضمن لنا ألا يحصل له شيء ما وعندها نكتشف حكما محافظا يحوز المفتاح لسلاح نووي؟".
وقال: "في كل ما يتعلق بتعاظم قوة السعودية بسلاح متطور، ستطرح تل أبيب على واشنطن قائمة مطالب تبقي تفوق إسرائيل النوعي الأمني، وبقدر ما هو معروف فإنه ينشغل الجيش بهذا الموضوع منذ الآن، انطلاقا من الفهم بأن الحديث يدور عن فرصة لمرة واحدة لتعاظم قوة كمية ونوعية وكذا للدفع قدما بصفقات مستقبلية وجداول زمنية لصفقات قائمة، وكجزء من هذا، كفيلة إسرائيل أن تطلب بتثبت المساعدة الأمنية الأمريكية لفترة أطول من خمس سنوات".
اقرأ أيضاً
صحفي إسرائيلي يزور السعودية ويؤكد: نحن أمام بداية حقبة جديدة
إشارة لإيران
وفي زيارة الوزير الإسرائيلي ديرمر إلى واشنطن الأسبوع الماضي، اهتم أيضا بمسألة "حلف الدفاع"، وهنا أيضا، "الآراء في إسرائيل منقسمة بين مؤيد ومعارض، وفي محيط نتنياهو يميلون لتأييد حلف دفاع مشابه لذاك الذي يمنح للسعودية، أساسا كإشارة لإيران، وبالمقابل، فإن هناك جهات تعتقد بأن حلفا كهذا لن يخدم إسرائيل بل سيقيدها في إمكانية العمل بشكل مستقل".
ولفت الخبير، إلى أن "إدارة بايدن تحتاج التأييد الإسرائيلي للاتفاق كي تمرره سياسيا في واشنطن أيضا، وأساسا كي تسمح من خلاله باتفاق تطبيع إسرائيلي - سعودي يتحقق كاتفاق مصالحة بين إسرائيل والعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل مصلحة كبيرة في ذلك لأسباب سياسية، وأمنية واقتصادية، لكنها ستكون مطالبة بتنازلات في المسألة الفلسطينية، وفي تل أبيب ألمحوا في الأسابيع الأخيرة، أن هذه ستكون تنازلات طفيفة".
جهة مطلعة على التفاصيل أوضحت أن "ولي العهد لا يمكنه أن يلقي بالفلسطينيين تحت العجلات وسيطلب شيئا ما ذا مغزى بالمقابل"،
وعلق المراسل، بقوله: "ليس من الواضح كيف ستتصرف إسرائيل في هذا الوضع، باعتبار تركيبة الحكومة الحالية يمينية متطرفة كفيلة بأن تصعب التقدم بالصفقة".
وزعم مصدر غربي حسب الصحفي أن "كل الأطراف تريد جدا هذه الصفقة، لكن واحدا فقط سيكسب منها جدا؛ هو الطرف السعودي".
وخلص المراسل الإسرائيلي، إلى أنه "من زيارة قصيرة يصعب التقدير إلى أين ستتقدم هذه المسيرة، الجدية والنوايا هنا ظاهرة في كل خطوة وزاوية. ابن سلمان يريد أن ينقل السعودية من المحافظة إلى الانفتاح ولهذا الغرض هو مستعد لأن يقطع شوطا بعيدا. وفي الأشهر القريبة القادمة سيتبين إذا كانت إسرائيل ستكون جزءا من هذا التاريخ".
يذكر أن الصحفي ليمور زار السعودية أول مرة العام الماضي، وفق ما كشفه في يوليو/ تموز 2022، وقال حينها إنه حظي بترحيب من قبل سعوديين رغم إبلاغهم أنه قادم من الكيان الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً
صحفي إسرائيلي: حظيت بترحيب من قبل سعوديين خلال زيارتي للمملكة
المصدر | الخليج الجديد + وكالاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية إسرائيل التطبيع فی إسرائیل اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
سلطت صحيفة عبرية، اليوم السبت، الضوء على ما وصفته السلاح "السري" الذي استخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، في هجماته الجوية التي طالت العاصمة الإيرانية طهران.
وأشارت صحيفة "كالكاليست" العبرية، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "هذا الصاروخ الخاص والسري، تم اختراعه عام 1956 لكسب حرب الميزانيات، وتعتبر إسرائيل بطلة العالم في تطويره".
وذكرت الصحيفة أنه جرى استخدام هذا السلاح صباح يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2024، خلال الهجمات الجوية الإسرائيلية في عمق إيران، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية للدفاع الجوي والبنية التحتية لإنتاج الصواريخ، ولم تفقد تل أبيب طائرة واحدة.
ولفتت إلى أنه وفقا للوثائق التي سربتها الولايات المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي خطط لاستخدام الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الجو، وهو سلاح غير عادي للغاية وله تاريخ مثير للاهتمام.
تاريخ الصاروخ السري
وتطرقت إلى تاريخ الصاروخ الباليستي السري الذي "يعود لعام 1956 عندما بدأت الولايات المتحدة باختراعه، رغم أن السفن الحربية كانت هي الوسيلة الرئيسية لأمريكا لإبراز القوة وإخضاع المعارضين لإرادتها".
وتابعت: "جاء هذا الصاروخ الذي قلب الموازين، وبدأ الجيش الأمريكي بتطوير صاروخ باليستي يمكن إطلاقه تجاه الغواصات حتى عندما تكون تحت الماء، لضرب الاتحاد السوفيتي من أي مكان، وتم إعطاء جزء كبير من الميزانية لهذه الصواريخ الجديدة".
ونوهت إلى أن القوات الجوية قررت اصطحاب هذا الصاروخ الباليستي وتطويره لإمكانية إطلاقه من السماء، وتم تصميم الإصدارات الأولى لتتصرف مثل أي صاروخ باليستي عادي، يصعد إلى الفضاء بصاروخ قوي، ويسقط على الأرض في مسار منحني، ويكون صغيرا وخفيفا بما يكفي الوصول لأي نقطة.
وأفادت الصحيفة بأنه في البداية كانت هذه الصواريخ كبيرة جدا، وتم تطوير الصاروخ الأول وكان يحمل قاذفات قنابل كبيرة مزودة بستة محركات، مؤكدة أنه تم إطلاق الصاروخ لأول مرة في مايو 1958.
وأشارت إلى أنه تم تطوير النسخة التشغيلية الأولى من الطائرة دون طيار بالتعاون مع البريطانيين عام 1962، وكانت تحتوي على صاروخ يحمل قاذفات قنابل عملاقة، وصاروخ آخر يحمل قاذفات بريطانية.
وأوضحت أن الطائرة كان يمكنها التحليق في مدار مرتفع نسبيا يبلغ 480 كيلومترا، لمسافة 1850 كيلومترا، ومن ثم تنفيذ قصف جوي بعيد المدى، مضيفة أن "الطائرة يمكنها البقاء في الجو لمدة يوم كامل، إذا تم ربطها بطائرة للتزود بالوقود".
وتابعت: "بهذه الطريقة سيكون المهاجم قادرا على التجول على طول حدود الاتحاد السوفيتي وإثارة الرعب، وهو بالضبط ما أرادته الولايات المتحدة".
وذكرت أن النسخة البريطانية كانت أصغر حجما وأضعف بكثير، وحلقت لمسافة تزيد قليلا عن 900 كيلومترا، ولم يكن النموذج الأول صاروخا باليستيا مناسبا على الإطلاق، وقد وصل ارتفاعه فقط إلى 20 كيلومترا، وتم إيقاف هذه النسخة، واعتمدت بريطانيا على النسخة الأمريكية.
ولفتت إلى أنه عام 1974 ظهرت النسخة الأمريكية الأكثر جنونا، وتم وضع صاروخ باليستي أرضي من نوع Minuteman على منصة نقالة، وتم إدخال طائرة شحن ضخمة من طراز C5 Galaxy، وأثناء طيرانها على ارتفاع 20 ألف قدم، تم سحب مظلات كبيرة للصاروخ من الباب الخلفي للطائرة ووجهته للأعلى، ثم اشتعلت محركاتها وذهب إلى الفضاء.
وأكدت الصحيفة أن "هذه الطريقة الغريبة نجحت وعملت بشكل جيد، ومنذ ذلك الحين، تم إجراء المزيد من التجارب المماثلة، ما أثبت أن طائرات الشحن يمكن أن تصبح قواعد صواريخ متنقلة".
واستكملت بقولها: "هكذا أصبح الصاروخ الباليستي المحمول جوا وسيلة حربية ذات مزايا لا يتمتع بها أي صاروخ باليستي عادي"، مشددة على أن "الصاروخ يتميز بالدقة، ويمكن توجيهه عبر الأقمار الصناعية، ويسمح بضرب هدم بحجم رادار مضاد للطائرات من مسافات طويلة جدا، ويمكن استخدامه لاختراق الأنظمة الدفاعية، واختراق الطلعات الجوية دون تعريض الطائرات للخطر".
النسخة الإسرائيلية
وذكرت أن شركة رافائيل الإسرائيلية قامت بتطوير هذا الصاروخ، وبات يتم إطلاقه من طائرات F15 الحربية، إلى جانب إطلاق طائرة بدون طيار اسمها "روكس"، وهي تجمع بين الملاحة عبر الأقمار الصناعية وكاميرا ذكية، ما يمنحها دقة لا يتمتع بها أي سلاح يسقط من ارتفاع الفضاء.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي لا يكشف عن الصواريخ التي يستخدمها، لكن وثائق البنتاغون التي تم تسريبها قبل أسابيع من الهجوم على إيران، تشير إلى استخدام هذا الصاروخ الباليستي المحمول جوا.
وتابعت: "من الناحية النظرية إيران تمتلك صواريخ دفاعية من نوع S300 وS400 والتي يمكنها صد الصواريخ الباليستية، لكن هذا إنجاز معقد للغاية، ويجب التدرب عليه كثيرا حتى يكون ناجحا، وربما لا تفعل إيران ذلك في الوقت الحالي لأسباب متعلقة بالميزانية".
وأردفت بقولها: "نعم لدى إيران نفقات دفاعية كبيرة للغاية، لكن تطوير القدرة على اعتراض الصواريخ من الفضاء أمر مكلف للغاية"، مضيفة: "إلى أن تتمكن إيران من تحقيق مثل هذه القدرة الاعتراضية، فإن إسرائيل تتمتع نظيرا بالتفوق من خلال الصواريخ الباليستية المحمولة جوا".