دعا حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى الجلوس مع الإسلاميين، وذلك شريطة إجراء مراجعات لتجربتهم في الحكم، مطالبا في الوقت نفسه بوحدة طوعية للسودانيين، يضع فيها الجميع رؤاهم ومخاوفهم ومصالحهم على الطاولة من أجل التوافق.

وقال مناوي، إنّ: "نظام الإنقاذ قد سقط جزئيا، لكن الأحزاب رفضت سقوطه كليّا خوفا من وصول قوى جذرية إلى الحكم في أعقاب ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2018 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير"، وذلك خلال مخاطبته مؤتمرا صحافيا في العاصمة الإدارية، بورتسودان، حول مشروع الحوار السوداني- السوداني.



وأشار إلى أن قوات "الدعم السريع" وفّرت التمويل من دول بعينها -لم يسمها- ولهذا تمّت الموافقة على مشاركتها في السلطة الانتقالية التي حكمت البلاد، إلى أن اندلعت الحرب منتصف نيسان/ أبريل 2023. فيما استفسر: "كيف تُسقِط حزبا سياسيا -المؤتمر الوطني- لتأتي بمليشيا "الدعم السريع" إلى سدة الحكم؟".

وأوضح أنّ "الوحدة يجب أن تتم على أساس طوعي وفقا لعقد اجتماعي"، مؤكدا على أهمية مشاركة القوات المسلحة السودانية في الانتقال.

وفي السياق نفسه، اقترح مناوي، (6) ركائز لحوار، تتضمّن إشراك الإسلاميين، مشيرا إلى أنهم مواطنون سودانيون لديهم حقوق مدنية ولا يمكن عزلهم أو إقصاؤهم، وأن ذلك سيتسبب في استمرار المشاكل في البلاد. 


وتابع: "هذا لا يعني فتح الطريق لهم ولكن يجب أن يقدموا مراجعات حول فترة حكمهم البلاد"، مبرزا ضرورة مشاركة مكونات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) التي انشقت إلى تحالفات رافضة ومساندة لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة "الدعم السريع".

أيضا، أضاف بأن "(تقدم) أخطأت بشكل كبيرة لأنها ركبت حصان "الدعم السريع" ولكن في الوقت ذاته لديهم وجود وحيز ويجب ان يحاسبوا أنفسهم وينضموا للحوار، حتى لا نخوض المزيد من الصراعات"، مؤكدا على: "ضرورة مشاركة القوات المسلحة في الفترة الانتقالية". 

وأشار إلى أنّ: "عبور هذه الفترات يحتاج مشاركة جميع العناصر السودانية بما يتضمن القوى العسكرية والأحزاب والقوى المدنية الأخرى". مردفا أنّ: "مشاركة القوات المسلحة مهمة وتضمن انتقالا مستقرا للبلاد".

إلى ذلك، دعا إلى التسامح الديني، مشيرا إلى: "ضرورة مناقشة قضايا الدين والدولة من أجل انتقال مستقر"، فيما أبرز أنّ: "خريطة الطريق مطروحة للجميع من أجل المضي للأمام".

وأكد على: "ضرورة الحوار مع الدول التي دعمت الحرب عبر القنوات الدبلوماسية في وقت لاحق"، فيما بيّن أنّ: "رؤية خريطة الطريق هي جهود بذلتها قوى سياسية، وأنها مفتوحة للجميع للمساهمة وأن هدفها هو تحقيق رؤية موحدة تحقق التراضى بين الجميع".


واسترسل بأنّ: "الوثيقة ركزت على الثوابت الوطنية ووحدة السودان وأن الوحدة تبنى بالتراضي الوطني، وأن حقوق المواطنين تقوم على أساس المواطنة المتساوية والمساواة أمام القانون".

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة، مبارك أردول إنّ: "المشروع الذي تطرحه هذه الوثيقة هو دافع وطني متحرك لمشروع إدارة البلاد كمحاولة لجمع شتات السودانيين، مؤكدا على ضرورة تقديم تنازلات من أجل مصلحة البلاد".

وبحسب أردول، خلال مؤتمر صحافي، فإن: "مشروع خريطة الطريق يتضمّن مقترحات حول: كيف تحكم البلاد، الانتخابات، الانتقال، التأسيس، النقاش بين السودانيين".

وأشار إلى: "ضرورة الوصول إلى إجماع حول هذه القضايا بإجماع كاف بين السودانيين بما يحقق التوافق ويفضي إلى تصمم مشروع وطني تخرج منه وثائق وقانون"، مبرزا أهمية الاتفاق على المبادئ الاساسية.


وأشار إلى أنّ: "خريطة الطريق قابلة للإضافة والحذف، والحوار في الموضوعات والقضايا بما يضع خطوطا واضحة، وأن الترتيبات جارية لعقد ورش عمل متخصصة تناقش الإصلاح السياسي والحزبي في البلاد، والحوار السوداني السوداني، وقضايا الدستور والتنمية وإعادة الإعمار والهوية وتعزيز الوحدة الوطنية".

إلى ذلك تنص خريطة الطريق على إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية السوداني القوات المسلحة خريطة الطريق السودان القوات المسلحة خريطة الطريق حاكم دارفور المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدعم السریع خریطة الطریق وأشار إلى إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

حاج ماجد سوار يكتب؛ مراجعات الإسلاميين

مراجعات الإسلاميين منذ نشأة تنظيمهم قبل حوالي سبعة عقود ، و بدء مسيرتهم السياسية الممتدة لست عقود ، و تجربتهم في الحكم خلال فترة الإنقاذ يعتبر أمراً مهماً و ضرورياً لضمان إستمراريتهم و استمرار تأثيرهم ، و لكنه في ذات الوقت أمر يخصهم وحدهم و ليس (كرتاً) يرفعه في وجههم كل من يريد إقصاءهم و إزاحتهم من أمام طموحاته و طريقه في الوصول إلى السلطة .

و المراجعات سنة راتبة عند الإسلاميين ، و فيما يتعلق بتقييم تجربتهم في الحكم حتى سقوط نظامهم فهو أمر قد بدأ بالفعل منذ صدور كتاب شيخ حسن عليه الرحمة (عبرة المسير لإثني عشر من السنين) بعد المفاصلة ، و ما تزال بعض فرق المراجعة تعمل حتى الآن في مختلف المجالات من أجل التقويم و تصحيح المسار .

لقد كانت المراجعات عند الإسلاميين تتم بصورة راتبة و تبنى على نتائجها الإستراتيجيات و تصاغ الخطط و المشروعات و البرامج .

و لكل باحث عن الحقيقة فدونكم هذا الإستعراض المختصرللإنتقالات و التحولات الكبيرة في مسيرتهم السياسية و التنظيمية بدءاً من جبهة الميثاق الإسلامي كأول تيار سياسي تحالفي جمع تنظيمهم مع قوى إسلامية أخرى من الصوفية و أنصار السنة و غيرهم في ستينيات القرن الماضي ، و مروراً بالتحالف مع حزب الأمة و الحزب الإتحادي في الجبهة الوطنية ، ثم المصالحة الوطنية مع نظام مايو في أواخر السبعينات و الإنخراط في العمل السياسي عبر بوابة تنظيمها الأوحد (الإتحاد الإشتراكي) ، ثم تكوين الجبهة الإسلامية القومية في منتصف الثمانينات بعد سقوط نظام النميري كأكبر كيان إجتمع فيه أهل القبلة من مختلف خلفياتهم و نحلهم وجهاتهم ، ثم جاءت تجربة المؤتمر الوطني الذي جمع فأوعى و كان من بين مؤسيسه و قادته بالإضافة للإسلاميين و القادمين من خلفيات سياسية أخرى من ينتمون إلى المسيحية بمختلف طوائفها ، ثم كانت المراجعات الشهيرة التي خرجت منها عدة وثائق أبرزها وثيقة إصلاح الحزب و وثيقة إصلاح مؤسسات الدولة و التي مهدت لمشروع الحوار الوطني الذي استمر لأكثر من سنة و شاركت فيه عشرات الأحزاب الموالية و المعارضة و بعض حملة السلاح و قد نتج عن هذا الحوار تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي مثلت أكبر حكومة متنوعة تقوم على أكبر قاعدة سياسية في تأريخ البلاد !!

و بعد إسقاط حكومة الوحدة الوطنية بواسطة اللجنة الأمنية و شركائها و بعد مراجعات سريعة كانت قرارات الإسلاميين كالتالي :
١/ التسليم بسقوط حكمهم .
٢/ عدم المواجهة مع السلطة الجديدة حفاظاً على أمن و استقرار البلاد .
٣/ الإنحناء للعاصفة أو (السردبة) كما أسماها عم أحمد عبد الرحمن عليه الرحمة .

٤/ الصبر و تحمل الأذى و الظلم الكبير الذي وقع عليهم و على قيادتهم من سلطات العهد الإنتقالي .
٥/ عدم المشاركة في مؤسسات الفترة الإنتقالية .
٦/ التعامل بإيجابية مع مؤسسات العهد الإنتقالي (معارضة مساندة) .

٧/ و عندما وقعت الحرب المفروضة على بلادنا تناسوا كل مراراتهم و كانوا في مقدمة المستجيبين لنداء الإستنفار قيادة و قاعدة .

و الآن فإن الإسلاميين بمختلف تياراتهم و تفرعاتهم يخططون لإنتقال جديد يجعل منهم القوة الأكثر تأثيراً في الساحة بإذن الله .
هذا ملخص مختصر لمراجعات الإسلاميين المستمرة !!

أما ممارستهم للسياسة فهو أحد أهم المبادئ و الحقوق الدستورية ، و لا تستطيع أي سلطة أو قوة أن تمنعهم أو تحول بينهم و بين هذا الحق !!
بعض قادة القوى السياسية و حملة السلاح ظلوا و بصورة مستمرة يطلبون من الإسلاميين القيام بمراجعات كشرط لعدم إقصائهم !!
من أعطاهم هذا الحق ؟؟

و هل قاموا هم بمراجعة تجاربهم السياسية و تمردهم على الدولة و حملهم للسلاح في مواجهتها ؟؟

و إذا فعلوا فلماذا لم يعلنوا نتائج مراجعاتهم على الشعب السوداني الذي وقع عليه أكبر الضرر من ممارساتهم السياسية و تمرداتهم العسكرية !!

فليعلم هؤلاء جميعاً و من هم في الداخل و الخارج بأنه و في صميم فكر الإسلاميين فإن ممارسة السياسة و الإنخراط في الحياة العامة خدمةً لشعبهم و وطنهم يعد أمراً واجباً قبل أن يكون حقاً دستورياً ، لذلك لا يستطيع أحد مهما أوتي من سلطة أو قوة أو سلاح أن يمنعهم من القيام بواجبهم

حاج ماجد سوار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع
  • البرهان: الجيش السوداني عازم على تحرير البلاد والقضاء على الدعم السريع  
  • حاج ماجد سوار يكتب؛ مراجعات الإسلاميين
  • يونيسف: 3.3 ملايين طفل معرضون لخطر سوء التغذية الحاد بالسودان .. المنظمة قالت إن 5 ملايين طفل نازح في البلاد..
  • الاتحاد الأفريقي يرفض الحكومة الموازية بالسودان ويحذر من التقسيم
  • السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم جهوده لمكافحة المخدرات
  • إعلان للدعم السريع يقلق الاتحاد الأفريقي.. والأخير يحذر من خطر تقسيم السودان
  • الزنداني: متغيرات سياسية ودولية أثرت على خريطة الطريق والخيار العسكري وارد
  • روسيا تؤكد ضرورة مشاركة جميع المجموعات في العملية السياسية السورية