ولكل ملكة حكاية ونحن نمتلك تاريخ بلا نهاية ولذلك كلما أعتقدنا إننا قد إنتهينا من الحديث عن ملكات مصر الفرعونية القديمة تأتى لنا أخرى لم تكن في الحسبان ولكن هنا أتت ملكة ومعها أخرى وطلبت سرد قصتهن ومن كثرتهن قررنا دمج قصة ملكتين في مقال واحد وسرد واحد حتى وإن كانت ملكات غير حاكمة ولكنها في نهاية الأمر ملكات متوجة زوجات ملوك حاكمة .
وتاتى الملكة الأولي وهى الملكة حنوت مي رع، و هي ملكة مصرية قديمة غير حاكمة، عاشت في عهد الأسرة التاسعة عشرة، وهي ابنة الملك سيتي الأول والملكة تويا وشقيقة الملك رعمسيس الثاني وإحدى زوجاته الملكيات العظميات الثماني
من المفترض أن الملكة حنوت مي رع كانت ثالث وأصغر أطفال الملك سيتي الأول من زوجته الملكة تويا، والأخت الصغرى للملك رعمسيس الثاني والأميرة تيا. وتستند هذه النظرية إلى تمثال الملكة تويا الموجود الآن في متحف الفاتيكان الذي تظهر عليه صورة الملكة حنوت مي رع منقوشة بقرب ساقه، وبالتالي افتٌرض أنه تمثال للأم وابنتها. ومع ذلك، فهي لم تذكر في أي مكان باسم "أخت الملك"، وهو اللقب الذي استخدمته الأميرة تيا، وبالتالي فمن غير الواضح ما إذا كانت الملك رعمسيس الثاني الصغرى أو ابنته.
وإذا كانت ابنة الملك رعمسيس الثاني تكون رابعة بناته اللائي تزوجن منه ، بعد الملكات بنت عنتا و مريت آمون و نبت تاوي. وهي تظهر على تماثيل لرعمسيس وجدت في أبي قير وإيونو (هليوبوليس). فعلى تمثاله الضخم في أخميم تم تصويرها جنبا إلى جنب مع الأميرة / الملكة بنت عنتا. وكلاهما تحمل ألقاب الأميرة الوراثية، عظيمة العطاء، سيدة الجنوب والشمال، ابنة الملك، زوجة الملك العظمى.
توفيت الملكة حنوت مي رع قرب عام رعمسيس الـ 40 في الحكم، ودفنت في المقبرة رقم QV75 في وادي الملكات. و قد نهبت مقبرتها في العصور القديمة. وتم استخدام تابوتها الصغير في وقت لاحق لدفن الملك / الكاهن حور سا إيزيس في مدينة هابو. وهو الآن في المتحف المصري بالقاهرة.
وأما عن الملكة الثانى فكانت الملكة سات ياح أو ساتياح أو سات أعح أو سات إيوح، ملكة مصرية قديمة غير حاكمة و زوجة ملك ، عاشت في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وهي زوجة الملك تحتمس الثالث الرئيسية الأولى.
كانت الملكة سات ياح ابنة المرضعة والمربية الملكية إيبو. ومن الممكن أن والدها كان المسؤول الهام في الدولة أحمس بننخبت .
وحظيت الملكة سات ياح بألقاب كثيرة منها زوجة الملك و الزوجة الملكية العظيمة و زوجة الإله (آمون).
ولا يعرف للملكة سات ياح أي أطفال أنجبتهم، وذلك على الرغم من احتمال أن الأمير أمنمحات - الابن البكر للملك تحتمس الثالث، الذي توفي خلال العام 35 من حكم والده - كان ابنها.
و توفيت الملكة سات ياح خلال العام 24 من حكم زوجها، وكانت زوجة تحتمس الثالث الملكية الرئيسية التالية هي الملكة مريت رع حتشبسوت.
ظهرت الملكة سات ياح في عدة أماكن من أرض مصر، ففي أبيدوس تُذكر نقش على مائدة قربان والدتها، «مرضعة الإله» إيبو، وقد تم تكريس مائدة القربان لها من قبل الكاهن المرتل تيريكيتي.
كما وجد أيضا في أبيدوس رأس فأس طقسي (الآن في متحف القاهرة)، تحمل اسم الملكة سات ياح.
في معبد الإله منتو في الطود تم تكريس تمثال للملكة من قبل زوجها الملك تحتمس الثالث بعد وفاتها (التمثال الآن في متحف القاهرة).
وتم تصوير الملكة سات ياح خلف الملكة مريت رع حتشبسوت وتحتمس الثالث على عمود في مقبرة تحتمس (مقبرة 34) في وادي الملوك. وخلف الملكة سات ياح نرى زوجة الملك نبتو وابنة الملك نفرتاري.
وتصور الملكة سات ياح أمام تحتمس الثالث في نقش في معبد الكرنك. وتظهر كذلك لوحة في متحف القاهرة الملكة سات ياح واقفة وراء تحتمس الثالث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفراعنة هند عصام المزيد تحتمس الثالث ابنة الملک زوجة الملک غیر حاکمة فی متحف الآن فی
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب : مارس يمرُّ.. والمرأة تبقى
يأتي شهر مارس محمَّلًا بالكثير من الدفء والاعتراف المتأخر بحقوق نصف المجتمع، فهو الشهر الذي يُحتفى فيه بالمرأة عالميًا، بدءًا من اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس، وصولًا إلى عيد الأم في 21 مارس، فعلى ما يبدو أن العالم يمنحها لحظة تقدير عابرة قبل أن يعود ليفرض عليها نفس الأعباء من جديد، ثم يقول لها،"شكرًا لكِ على كل شيء... ولو ليومٍ واحد!".
لكن هل يكفي يومٌ أو حتى شهرٌ ليُنصف المرأة؟ أم أنها مجرد استراحة رمزية قبل أن تعود القوالب الجاهزة لتُعيد تشكيل صورتها كما يحلو للمجتمع؟ المرأة كانت دائمًا عنوانًا في التقويم ومناسبة تملأ الإعلانات الاحتفالية، بينما تبقى حكاياتها، رغم تعددها، أسيرة السرد غير المنصف في كثير من الأحيان.
وهنا يأتي دور الدراما التلفزيونية، تلك الشاشة الصغيرة التي تتسلل إلى البيوت بلا استئذان، وتعيد رسم صورة المرأة في وعي الأجيال. لكنها، بين الحين والآخر، تضعها في قوالب نمطية مألوفة، المضحية الأبدية، الأم المثالية، أو الفاتنة التي تدور حولها الأحداث دون أن تكون صانعتها الفعلية. فهل أنصفتها الدراما؟ أم أنها اختارت الطريق الأسهل، فأعادت صياغة الحكايات القديمة بوجوه جديدة؟ هل منحتها صوتًا حقيقيًا، أم اكتفت بتقديمها كضحية تستحق التعاطف لا التقدير؟.. كلها تساؤلات تستحق التأمل ونحن نُقلب القنوات.
كيف يختار التلفزيون أن يروي قصة المرأة في شهرها، بين الواقع والتهميش، بين الإنصاف وإعادة التشكيل، بين البطلة الحقيقية... وتلك التي لم تُكتب لها البطولة أبدًا. المرأة ليست قصة تُحكى في مناسبة، ولا قضية تُناقش على عجل في برامج التوك شو، وإنما هي حرب يومية تُخاض في صمت، حيث لا تصفيق ولا تتويج في النهاية. نراها في "سجن النسا"، ضحية لظروف رسمها لها الآخرون، تُقاتل من أجل أن تُثبت أنها كانت تستحق حياة لم تُمنح لها. وفي "تحت الوصاية" ، و"فاتن أمل حربي" نجدها تُصارع مجتمعًا لا يرى فيها أكثر من تابع، تُجاهد لتُثبت أنها قادرة على قيادة سفينتها وسط بحر من العواصف، ليس لأن التحدي يغريها، لكن لأنها ببساطة لا تملك رفاهية الفشل. بين جدران السجون، وبين جدران القوانين التي تُحاصرها، وبين الأعباء التي تُحمل على كتفيها بلا شفقة، تظل المرأة تحارب... لتحصل على حقها في أن تكون.
وعلى الجانب الآخر من الصورة، بينما تُبرز بعض الأعمال المرأة قوية ومستقلة، لا تزال أخرى تصرّ على وضعها في قالب الضحية الأبدية، وكأنها لا تُخلق إلا لتُعاني، حيث تُرغم البطلة على العيش في دوامة من الألم والاضطهاد، لا لشيء سوى لأن الحياة قررت ذلك. هذه الظاهرة التي يمكن أن نطلق عليها "دراما الاستضعاف"، تجعل من المرأة كائنًا هشًا، يُنتظر إنقاذه بدلًا من أن يُمنح القوة للنجاة بنفسه. تكرار هذا النموذج في الأعمال الدرامية يرسّخ في الأذهان فكرة أن المرأة ضعيفة بالفطرة، غير قادرة على تغيير مصيرها أو كسر القيود التي تُفرض عليها. وكأن قدرها أن تبقى دائمًا في موضع الانكسار، تذرف الدموع وتتحمل الألم دون أن تملك أدوات المقاومة أو فرص النجاة.
هذا النمط لا يُظهر المرأة ككيان مستقل بقدر ما يرسّخ حاجتها الدائمة إلى دعم خارجي، وكأنها لا تستطيع الصمود إلا بوجود من يُساندها أو يُعيد إليها حقها المسلوب. وهكذا، بدلاً من تقديم صورة متوازنة تعكس تنوع التجارب النسائية بين الضعف والقوة، نجد أن الدراما تركز على جانب واحد، وكأنها تتجاهل قدرة المرأة على النهوض والتحدي والمواجهة. إن استمرار هذا التناول الأحادي لا يُلحق الضرر بالمرأة وحدها، بل يخلق أيضًا تصورًا مشوهًا عن طبيعة النضال الذي تخوضه في حياتها اليومية، فتصبح الدراما، بدلًا من أن تكون وسيلة للتحفيز والتغيير، مجرد إعادة إنتاج للصورة النمطية ذاتها، تُكرس الشعور بالعجز أكثر مما تُلهم بالمقاومة.
يأتي شهر مارس ليذكّر الجميع بأن المرأة ليست مجرد شخصية على شاشة التلفزيون، وليست مجرد بطلة في قصة تُحكى، وإنما هي نبض الحياة ذاتها. ليست سطورًا تُكتب في سيناريو، فهي واقع يومي يصحو مبكرًا ليُطعم الصغار، ويسابق الزمن ليحافظ على بيت، ويعمل ليؤمن مستقبلًا، ثم يعود ليُداوي تعب الجميع قبل أن يسمح لنفسه بالإنهاك.
في الحقيقة، المرأة لا تنتظر أن تُنصفها الدراما، فهي تمارس البطولة كل يوم دون كاميرات، دون أضواء، دون موسيقى تصويرية تُضخم معاناتها أو تُزين إنجازاتها. إنها تُناضل في صمت، تُربي وتكافح وتعمل وتحلم، تخسر أحيانًا لكنها لا تسقط، تنكسر أحيانًا لكنها لا تتلاشى، تحزن لكنها تعرف كيف تُرمّم روحها بنفسها.
المرأة لا تعيش في مشهد واحد، ولا تختزلها الدموع والمآسي وحدها. هي في الواقع تواجه، تبني، تحب، تحارب، تصمد، وتعود أقوى من جديد. كل عام والمرأة أقوى مما يظن العالم، وأشد صلابة مما يتوقع الجميع.