القاعدة في جنوب آسيا.. استراتيجية التخفي بين الجماعات الإرهابية الإقليمية
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواجه تنظيم القاعدة في جنوب آسيا أزمة وجودية غير مسبوقة، إذ أجبرته الضغوط الأمنية المتزايدة والضربات النوعية التي استهدفت قياداته على التحول إلى العمل السري، والاحتماء تحت مظلة جماعات إرهابية إقليمية أكثر نشاطًا مثل حركة طالبان باكستان.
التنظيم بين الضغوط الأمنية والتحالفات الجديدة
منذ مقتل زعيمه أيمن الظواهري في غارة أمريكية على كابول في أغسطس 2022، والتنظيم يعاني من فقدان القيادة والتشتت العملياتي.
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير، فإن التنظيم وسع تعاونه مع حركة طالبان باكستان، التي نفذ معها عمليات مشتركة تحت راية حركة الجهاد الباكستانية، مما يعكس نمطًا متزايدا من الاندماج بين الحركات الإرهابية الإقليمية.
دور القاعدة في العمليات الإرهابية الإقليمية
بحسب تقارير أمنية منشورة فإن كبار قادة القاعدة أقروا تقديم دعم مباشر لحركة طالبان باكستان، بما في ذلك تدريب 15 قائدا للمشاركة في هجمات داخل الأراضي الباكستانية. كما وفر التنظيم مقاتلين لدعم عمليات الحركة، لا سيما في هجوم تشيترال في سبتمبر 2023.
وفي خطوة تكتيكية أخرى، أمرت قيادة القاعدة في يوليو 2023 بالتخلي عن المركبات الخاصة بها لصالح طالبان باكستان، في محاولة للتهرب من الاستهداف الأمريكي.
محاولات الاندماج ومحدودية التأثير
شهدت السنوات الأخيرة اندماج عدة جماعات إرهابية باكستانية مرتبطة بالقاعدة داخل حركة طالبان باكستان، من أبرزها جماعة أمجد فاروقي في محاولة لتعزيز النفوذ في مواجهة تراجع القدرات اللوجستية للقاعدة.
لكن رغم هذه المحاولات، لا تزال قدرة القاعدة على شن عمليات مستقلة محدودة، حيث تعاني من فقدان الموارد البشرية والمالية، بجانب الاستهداف المستمر من قبل الأجهزة الأمنية.
تراجع النفوذ: هل انتهت القاعدة؟
يؤكد المراقبون والخبراء أن مقتل الظواهري لم يكن مجرد ضربة رمزية، بل أدى إلى انحسار نفوذ التنظيم في المنطقة بشكل واضح. فبخلاف الخسائر القيادية، فإن الاستهداف المستمر لعناصره، مثل اعتقال القيادي البارز أمين الحق في 2024، قلل من قدرته على إعادة التموضع.
وفيما تحاول القاعدة الحفاظ على وجودها عبر دعم الجماعات الإرهابية الإقليمية، فإن استراتيجيتها باتت دفاعية أكثر منها هجومية، ما يعكس حجم التراجع الذي أصاب التنظيم مقارنة بسنواته السابقة.
في النهاية يمكننا القول أن القاعدة في جنوب آسيا تعيش مرحلة حرجة، حيث تتحول من لاعب رئيسي في المشهد الإرهابي إلى مجرد داعم لجماعات أخرى. ورغم محاولاتها المستميتة للحفاظ على نفوذها عبر التحالفات، فإن مستقبلها يظل مرهونا بقدرتها على التكيف مع الضغوط الأمنية المتزايدة، والتي تجعل من استمرارها تحديًا صعبًا في ظل البيئة الأمنية المشددة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حركة طالبان باكستان ايمن الظواهري هناء قنديل حرکة طالبان باکستان القاعدة فی
إقرأ أيضاً:
المملكة المتحدة تدين حظر طالبان لتعليم الفتيات في أفغانستان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال نائب المندوب الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان، جيمس كاريوكي إنه بعد ما يقرب من ثلاث سنوات، لا تزال الفتيات في أفغانستان محرومات من حقهن في التعليم.
وأثنى المبعوث البريطاني - في بيان أوردته الحكومة البريطانية - على بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان لعملها القيم في دعم شعب أفغانستان، مضيفا أن هذا يظل أمرا حيويًا بينما يستمر الأفغان - خاصة النساء والفتيات - في المعاناة تحت سلسلة من القيود القمعية.
وأضاف أنه في ذلك الوقت، زعم أعضاء طالبان أن حظر التعليم الثانوي للفتيات في مارس 2022 كان مؤقتا.
ومضى قائلا إن المملكة المتحدة تنضم إلى آخرين في إدانة هذا الحظر بشكل لا لبس فيه وجميع أوجه الحظر الأخرى التي تقيد حقوق النساء والفتيات الأفغانيات وحرياتهن الأساسية، داعيا إلى التراجع الفوري عن هذه القيود.