كيف يؤثر رمضان على صحتنا النفسية؟.. «الأسبوع» تحاور الدكتور أحمد فوزي صبرة
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
في شهر رمضان، تتغير حياتنا اليومية وتتعزز الروحانيات، ولكن كيف يؤثر هذا الشهر المبارك على صحتنا النفسية؟ وكيف يمكننا الاستفادة منه لتحسين حالتنا النفسية والتعامل مع التحديات التي قد تطرأ خلاله؟
وخلال حوار موقع «الأسبوع» مع الدكتور أحمد فوزي صبرة، استشاري الصحة النفسية، نستعرض تأثير الصيام والعبادات على حالتنا النفسية، ونتعرف على كيفية التعامل مع الضغوطات والضغوط الاجتماعية التي قد تنشأ في رمضان، حيث يقدم لنا الدكتور أحمد نصائح قيمة حول كيفية استغلال هذا الشهر الكريم في تعزيز الراحة النفسية وتخفيف القلق والتوتر، وإلى نص الحوار.
الإحساس بالراحة بعد الإفطار يعود إلى عدة عوامل. من الناحية الدينية، يشعر الفرد بالراحة لأنه قد أتم ما عليه من صيام واستطاع أن ينال الثواب، مما يمنحه شعورًا بالطمأنينة. أما من الناحية الجسدية، فعندما يتناول الشخص الطعام بعد الصيام، يتحول الجسم إلى وضع الراحة والهضم، مما يخفف التوتر، كما أن إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين نتيجة لتناول الطعام، خاصة التمر والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات الصحية، يعزز من الشعور بالراحة. وأخيرًا، تحسن مستوى السكر في الدم بعد انخفاضه خلال الصيام، مما يقلل من الشعور بالتعب والتوتر.
هل الجوع يجعل الشخص أكثر إبداعًا؟الجوع قد يعزز الإبداع في بعض الحالات. وذلك بسبب زيادة إفراز هرمون الجريلين الذي يعزز التركيز والإبداع، كما أن قلة الطاقة تدفع الدماغ للتفكير بطرق غير تقليدية. كما أن الصيام يحفز إنتاج بروتين BDNF، وهو بروتين يساعد في تعزيز الذاكرة والتفكير الإبداعي. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين، لأن الجوع الشديد قد يعيق التفكير والتركيز بشكل سلبي، لذلك يجب الحفاظ على توازن صحي.
الصيام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الاكتئاب، وذلك بسبب زيادة إفراز هرمون السيروتونين، وهو الناقل العصبي المرتبط بالسعادة. هذه الزيادة قد تساعد في تقليل القلق والاكتئاب. أيضًا، الصيام يعزز من عمليات التجدد العصبي في الدماغ، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية. ومع ذلك، في بعض الحالات قد يزيد الصيام من القلق أو الاكتئاب، خاصة إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات مزاجية أو لم يحصل على نوم كافٍ أو تغذية جيدة.
لماذا تزداد الخلافات العائلية في رمضان؟رمضان قد يكون شهرًا روحانيًا، لكنه في الوقت نفسه يحمل تحديات نفسية لبعض الأفراد.التغيرات في النظام الغذائي والنوم، مثل قلة النوم وانخفاض مستوى السكر في الدم، يمكن أن تزيد من التوتر والعصبية. كما أن زيادة الضغوط الاجتماعية، مثل العزائم والواجبات الأسرية، قد تساهم في الإرهاق. ومن الأسباب أيضًا أن الكثير من الناس يتوقعون حالة من الهدوء والصبر في رمضان، وعندما لا يحدث ذلك، تظهر الخلافات. التوقف المفاجئ عن الكافيين والتدخين قد يؤدي إلى العصبية أيضًا.
يمكن استغلال رمضان لتخفيف القلق والتوتر من خلال العبادات مثل الصلاة والذكر والدعاء، التي تعزز الراحة النفسية. كما أن تنظيم النوم وتجنب السهر الزائد يساعد في تحسين المزاج. من الأفضل أيضًا تقليل العادات الضارة مثل التدخين أو الإفراط في تناول الكافيين. ممارسة التأمل والتفكر يمكن أن تكون وسيلة جيدة للتواصل مع الذات والتخلص من التوتر. وأيضًا، من المهم تنظيم التغذية وتجنب الأطعمة التي تسبب التوتر مثل السكريات والمقليات.
ما أخطر العادات التي تدمر النفسية في رمضان؟هناك بعض العادات التي قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية في رمضان، مثل السهر المفرط، الذي يؤدي إلى اضطرابات في المزاج. تناول الأطعمة غير الصحية يؤثر على الطاقة والنفسية بشكل عام. إدمان مشاهدة التلفاز أو الهاتف يقلل من الاستفادة الروحانية في رمضان. الغضب والانفعال قد يؤديان إلى زيادة التوتر والخلافات. كما أن العزلة عن العائلة والمجتمع تؤثر أيضًا على الصحة النفسية، وكذلك التوقعات المثالية قد تسبب الإحباط عندما لا يتحقق الكمال في العبادة أو العلاقات.
الإحساس بالراحة النفسية في رمضان يعود إلى تأثير الصيام على الدماغ، الذي يعزز إفراز هرمونات السعادة والهدوء. زيادة العبادات مثل الصلاة والذكر تعزز من الطمأنينة. كما أن الابتعاد عن العادات السيئة مثل التدخين والتوتر الزائد يساهم في تحسين الحالة النفسية. الروتين المنظم، الذي يتضمن النوم، والأكل، والعبادة، يساعد في تقليل القلق. وأخيرًا، الإحساس بالقرب من الله يعزز من السلام الداخلي ويزيد من الراحة النفسية.
اقرأ أيضاًوكيل صحة القليوبية يُدشن العمل بعيادات الدعم النفسي لتعزيز خدمات الصحة النفسية
تدشين العمل بعيادات الصحة النفسية في 6 منشآت رعاية بالمنوفية
تفاصيل مشروع دمج خدمات الصحة النفسية الإنجابية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصحة النفسية الضغط النفسي التوتر والعصبية التوتر والقلق العزلة الاجتماعية الضغوط الاجتماعية تحسين الحالة النفسية العادات الضارة تنظيم النوم النفسیة فی رمضان الراحة النفسیة الصحة النفسیة کما أن
إقرأ أيضاً:
انتبه.. عدم تناول هذه الأطعمة في رمضان يؤثر على صحتك
خلال ساعات الصيام، حيث يمتنع المسلم عن الطعام أو الشراب، يستخدم الجسم مخزونه من الكربوهيدرات (المخزّن في الكبد والعضلات) والدهون لتوفير الطاقة بعد استهلاك جميع السعرات الحرارية من الأطعمة المُستهلكة ليلاً، ولا يستطيع الجسم تخزين الماء، ولذلك تحافظ الكلى على أكبر قدر ممكن منه عن طريق تقليل الكمية المفقودة على مدار اليوم من الماء .
وحسب حالة الطقس ومدة الصيام، يعاني معظم الصائمين خلال شهر رمضان من جفاف خفيف، قد يسبب الصداع والتعب وصعوبة التركيز، ومع ذلك، أشارت الدراسات إلى أن هذا لا يضر بالصحة، ولكن من المهم شرب كمية كافية من السوائل بعد الإفطار لتعويض ما فقده الجسم خلال النهار.
و إذا كنت لا تستطيع الوقوف بسبب الدوار، أو كنت مشوش الذهن، فعليك الإسراع بشرب كميات معتدلة ومنتظمة من الماء - ويفضل أن يكون ذلك مع السكر والملح - أو مشروبًا سكريًا أو محلولًا لمعالجة الجفاف، إذا أغمي عليك بسبب الجفاف، فيجب رفع ساقيك فوق رأسك بمساعدة الأخرين وعند الاستيقاظ، يجب عليك الإسراع بترطيب جسمك .
بالنسبة لمن يستهلكون عادةً مشروبات تحتوي على الكافيين، كالشاي والقهوة، خلال النهار، فإن نقص الكافيين أثناء الصيام قد يؤدي في البداية إلى الصداع والتعب، قد يخف هذا الشعور مع مرور شهر رمضان، حيث يتكيف الجسم مع الاستغناء عن الكافيين خلال النهار.
بعد الإفطار، يستطيع الجسم استعادة ترطيبه واكتساب الطاقة من الأطعمة والمشروبات التي تناولها، بعد صيام طويل، قد يكون من المفيد تناول الطعام ببطء عند الإفطار، والبدء بكمية وفيرة من السوائل، وتناول أطعمة قليلة الدسم وغنية بالسوائل
إن شرب الكثير من السوائل، وكذلك تناول الأطعمة الغنية بالسوائل، مثل الفواكه والخضروات والزبادي والحساء ، أمر مهم للغاية لتعويض السوائل المفقودة خلال اليوم والبدء في اليوم التالي من الصيام بترطيب جيد، كما إن الملح يحفز العطش، لذا فمن الجيد تجنب تناول الكثير من الأطعمة المالحة، توفر وجبة السحور قبل الفجر السوائل والطاقة ليوم الصيام القادم، لذا فإن اتخاذ خيارات صحية يمكن أن يساعدك على التعامل بشكل أفضل مع الصيام .
أهمية تناول الفواكه والخضروات خلال رمضانقد يؤدي تغيير عادات الأكل ونقص السوائل خلال النهار إلى الإمساك لدى بعض الأشخاص، عندما تتمكن من الأكل والشرب، فإن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف ، مثل الحبوب الكاملة والحبوب الغنية بالألياف والنخالة والفواكه والخضروات والفاصوليا والعدس والفواكه المجففة والمكسرات إلى جانب الكثير من السوائل قد يساعد في تخفيف الإمساك بالإضافة إلى القيام ببعض الأنشطة البدنية الخفيفة، مثل المشي بعد الإفطار
اشرب الكثير من السوائل، واختر الأطعمة الغنية بالسوائل للتأكد من ترطيب جسمك جيدًا طوال اليوم، وتناول الأطعمة النشوية للحصول على الطاقة، واختر الأطعمة الغنية بالألياف أو الحبوب الكاملة حيثما أمكن، حيث يمكن أن تساعدك هذه الأطعمة على الشعور بالشبع وتساعد على الهضم، مما يساعد على منع الإمساك.
المصدر British nutrition foundation