بوابة الوفد:
2024-12-24@18:33:26 GMT

الاكتفاء الذاتى من القمح!

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

هذا كلام ربما يعتبره البعض غير علمى؛ لأنه صادر من غير متخصص، وربما يعتبره بعض آخر «طق حنك» بتعبير الشوام، أو ما يقابله فى عاميتنا المصرية «سد خانة». لكنه ضرورى لأن الواقع يؤكد ذلك، ولأن الحقيقة تشير إلى أنه حلم أجيال.. أى نعم حلم أجيال.

كلامى هنا ينصرف إلى فكرة اكتفاء مصر الذاتى من القمح، وهو أمر بات حديث الساعة على وقع الأزمة التى نعيشها بسبب الحرب فى أوكرانيا وتأثرنا بإمدادات القمح؛ ما ألقى بأوضاع بالغة السلبية على حال رغيف العيش الذى يعتبر أساس معيشة المصريين، والذى أصابه السل وتمكن منه بحيث يكاد أن يضمر ويتلاشى من فرط تقزمه لدى أصحاب المخابز!

نشأت منذ نعومة أظافرى على فكرة أن مصر كانت سلة القمح للإمبراطورية الرومانية، ونشأت منذ تلك النعومة أيضا على أننا نواجه فى واقعنا الحالى – منذ أربعين سنة وأكثر –فجوة غذائية فى العديد من السلع على رأسها القمح.

ولذلك أعتبر نفسى من الجيل الذى تربى على فكرة أننا ممكن نواجه التحدى ونحقق الحلم. للأسف تتسرسب السنون من بين أيدينا، وبقدر الاقتراب من النهايات بقدر ما نبتعد عن الحلم.

ولأن المسألة حديث الساعة فلا تكاد تمر مناسبة إلا وتطرق إليها الرئيس السيسى، ومن ذلك إشارته الأخيرة خلال جولته التفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية إلى أننا نستهلك حوالى 20 مليون طن من القمح فى السنة الواحدة ونستورد منه كميات كبيرة قد تصل لنصف استهلاكنا. المشكلة التى يمكن لك أن تلمحها من حديث الرئيس أنه رغم كل الجهد المبذول لتجاوز تلك الأزمة وأخواتها من نقص محاصيل زراعية استراتيجية إلا أن ذلك أمر يبقى محل شك، رغم أننا خلال شهور قليلة –حسب كلام الرئيس– «هنكون حاطين على خريطة مصر حجم ضخم جدا من الأراضى الزراعية فى الدلتا الجديدة، وفى توشكى وشرق العوينات وسيناء، وهى أكثر من 3 ملايين فدان».

طبعا أسباب كثيرة تتدخل لتزيد من تعقيد المشكلة مثل الزيادة السكانية ونقص المياه، وهى أمور لمسها تقرير متميز نشرته جريدة الشرق الأوسط اللندنية منذ أيام رغم أنه يشعرك بالقلق خاصة حينما تعلم أنه وسط الظروف الصعبة التى نحياها من المنتظر أن يصل عدد سكان مصر عام 2050 لنحو 175 مليون نسمة.

رغم ذلك فإنه يمكن لنا من خلال مادة التقرير أن نرى مؤشرات على أضواء فى نهاية النفق، ما يعنى أن الأحلام ما زالت ممكنة.. فالدكتور كمال نجيب النائب السابق لرئيس مركز البحوث الزراعية مثلا يؤكد على أهمية توظيف سلالات نباتية جديدة للمحاصيل الزراعية تواكب طبيعة الأراضى المستصلحة، وتتحمل الملوحة والجفاف، موضحًا أن هناك تطبيقات حالية فى مناطق مثل توشكى وشرق العوينات لنتائج دراسات علمية أجريت على مدى السنوات العشر الماضية فى هذا المجال.

فيما ذهب آخر هو الدكتور رأفت خضر، الرئيس الأسبق لمركز بحوث الصحراء إلى أن اتجاه مصر للتوسع الزراعى أفقيًا (عبر زيادة المساحة)، ورأسيًا (بزيادة الإنتاج) يمثل استجابة واضحة لاستشعار حجم الضغوط التى يفرضها الاعتماد المتنامى على استيراد الغذاء.

بهذا الفكر، وبهذه الروح أعتقد أننا يمكن أن نصل إلى مستوى من الإنتاج يحقق هدف الاكتفاء الذاتى من القمح، وإلا فإن الساحة ستكون مطروحة لفكر المؤامرة والذى أشار إلى ملمح منه الدكتور وسيم السيسى فى حديث تليفزيونى، حين أشار -والكلام على عهدته- إلى أن تجربة كاملة لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتى من القمح  تم وقفها بناء على تعليمات من وزير الزراعة الأسبق يوسف والى.. وهو طرح نفضل أن نعتبر أنه أمر من زمان مضى وولى!

 [email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاكتفاء الذاتى من القمح تأملات إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة خريطة طريق لرسم ملامح بناء دولة قوية

قال الدكتور عيد عبد الهادي، رئيس  لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المركزية بحزب الحرية المصري، إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته التفقدية لمقر أكاديمية الشرطة، جاء بمثابة خريطة طريق تحدد الأولويات وترسم ملامح المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن التصريحات عكست إصرار القيادة على مواجهة التحديات، وتعزيز التنمية الشاملة، وبناء دولة قوية قادرة على تلبية تطلعات مواطنيها وتحقيق مكانة إقليمية ودولية متقدمة.

ولفت عيد في بيان له، أن تطرق الرئيس في حديثه إلى تطوير الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط، وهو ما يعزز من مكانة مصر كمركز لوجستي عالمي يخدم تجارة الترانزيت، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعكس إدراكًا عميقًا بأهمية الموقع الجغرافي لمصر في تعزيز الاقتصاد الوطني، وجعلها لاعبًا رئيسيًا في حركة التجارة العالمية، كما أن هذا التطوير يعكس رؤية متكاملة تهدف إلى الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة لتحقيق أقصى عائد اقتصادي.

وأوضح عبد الهادي، أن حديث الرئيس عن الزراعة ألقى الضوء على أهمية الصناعة الزراعية كجزء أساسي من الأمن الغذائي للدولة، مشيرا إلى أن تطوير هذا القطاع لا يقتصر فقط على زيادة الإنتاج، بل يمتد إلى تعزيز القيمة المضافة من خلال الصناعات المرتبطة به، وهو ما يوفر فرص عمل جديدة ويعزز من استقرار المجتمع الريفي.

وأضاف عبد الهادي،  أن تأكيد الرئيس خلال حديثه على الفرص الواعدة التي تمتلكها مصر في مجالات الهيدروجين الأخضر، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وهي مجالات تُعد من أبرز ملامح التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، تشير إلى رؤية استراتيجية تسعى إلى وضع مصر في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، بما يُسهم في تعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • لؤي الخطيب: حديث الرئيس السيسي عن المؤامرات الخارجية على مصر يتحقق على أرض الواقع
  • قمح «هاتور» يبحث عن الذهب المنثور.. كيف تواجه السنابل الذهبية تأثير التغيرات المناخية؟
  • «الذهب الأصفر» بين شبح الاستيراد وطموح الاكتفاء الذاتي
  • خالد عامر يكتب: حديث الرئيس.. الرسالة وصلت
  • الذهب الأصفر.. بين شبح الاستيراد وطموح الاكتفاء
  • الحرية المصري: حديث الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة اتسم بالمكاشفة
  • نائب: حديث السيسي عن المشاركة بالتجمعات الاقتصادية دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء
  • برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة
  • الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة خريطة طريق لرسم ملامح بناء دولة قوية
  • الرئيس السيسي: إضافة 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2025