في ليلة 13 مارس وحتى ساعات الصباح الأولى من 14 مارس، سيستمتع عشاق الفلك بحدث فلكي نادر وهو الخسوف الكلي للقمر.

وخلال هذا الحدث، يتحرك القمر إلى داخل ظل الأرض، ما يحول لون سطحه من الأبيض الساطع إلى اللون الأحمر الغريب، وهو ما يعرف باسم “القمر الدموي” أو “قمر الدم”.

ويحدث هذا الخسوف عندما تصطف الشمس والأرض والقمر بشكل مثالي، ما يسمح للأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر بالمرور عبر الغلاف الجوي للأرض وإضاءة القمر بألوان مذهلة تتراوح بين الأحمر الصدئ والقرمزي.

وستحظى أمريكا الشمالية والجنوبية بمشاهدة واضحة لجميع مراحل هذه الظاهرة الفلكية المذهلة، أما في أوروبا الغربية، فسيغرب القمر وهو ما يزال في مرحلة الكسوف.

وسيتمكن سكان غرب إفريقيا من رؤية الخسوف الكلي مع غروب القمر، وسيتمكن سكان أستراليا ونيوزيلندا من رؤية المراحل الأخيرة من الخسوف مع شروق القمر في 14 مارس.

لكن الخسوف ليس مجرد عرض فلكي ممتع، بل له أيضا أهمية علمية كبيرة. ففي العصور القديمة، ساعدت ظاهرة الخسوف في اكتشافات علمية مهمة. على سبيل المثال، أدرك الفلاسفة اليونانيون أن الأرض كروية بسبب شكل ظل الأرض المنحني على القمر أثناء الخسوف.

 

ما نتعلمه من الخسوف اليوم

 

– الغلاف الجوي للأرض: أثناء الخسوف الكلي، يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، ما يتسبب في تشتت الألوان ذات الطول الموجي القصير، مثل الأزرق والأخضر، بينما تصل الألوان الحمراء والبرتقالية إلى القمر. وهذا يفسر سبب ظهور القمر باللون الأحمر أثناء الخسوف، وهو نفس السبب وراء الألوان الدافئة التي نراها أثناء شروق الشمس وغروبها.

ويمكن للون القمر أثناء الخسوف أن يخبرنا عن تغيرات في تركيب الغلاف الجوي للأرض. على سبيل المثال، بعد الانفجارات البركانية الكبيرة، قد يظهر القمر بلون بني رمادي داكن بدلا من الأحمر.

– دراسة سطح القمر: تستخدم المركبات الفضائية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO) التابعة لناسا لدراسة القمر أثناء الخسوف. ولاحظ العلماء أن سطح القمر لا يبرد بشكل موحد أثناء الخسوف، ما يكشف عن اختلافات في خصائص سطحه، خاصة حول الفوهات الصغيرة.

– تأثير الخسوف على المركبات الفضائية: المركبات الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، مثل المركبة المدارية الاستطلاعية القمرية (LRO)، تتأثر بالخسوف لأنها تفقد ضوء الشمس المباشر لساعات. لذلك، يتم إعدادها مسبقا لشحن البطاريات بالكامل قبل الخسوف، وإيقاف الأجهزة مؤقتا لتوفير الطاقة، ثم إعادة تشغيلها بعد انتهاء الخسوف.

– مستقبل دراسة الخسوف: مع استمرار هبوط المزيد من المركبات الفضائية على القمر وبدء عملياتها العلمية، بالإضافة إلى خطط ناسا لإعادة البشر إلى القمر عبر برنامج “أرتميس” (Artemis)، سنتعلم المزيد عن تأثير الخسوف على القمر نفسه.

 

وتقول كريستين شوبلا، مديرة التعليم في معهد الكواكب القمرية: “على عكس كسوف الشمس، الذي يمكن أن يراه فقط الأشخاص الموجودون على مسار ظل القمر، يمكن رؤية خسوف القمر من قبل أي شخص يمكنه رؤية القمر في ذلك الوقت”. وفي هذا الحدث للخسوف، سيتمكن أكثر من مليار شخص من رؤية القمر يتحول إلى اللون الأحمر.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الغلاف الجوی للأرض المرکبات الفضائیة

إقرأ أيضاً:

غير مشاهد في المملكة.. خسوف كُلّي للقمر الجمعة المقبل

تشهد الكرة الأرضية بغد غدٍ الجمعة، خسوفًا كليًا للقمر، وهو الأول من خسوفين خلال هذا العام.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الخسوف سيكون مرئيًا بالعين المجردة في أجزاء من القارة القطبية الجنوبية والنصف الغربي من أفريقيا، وأوروبا الغربية، والمحيط الأطلسي، والأمريكيتين، والمحيط الهادئ، وشرق أستراليا، وشمال اليابان، وشرق روسيا، لكنه لن يكون مشاهدًا في السعودية.
وبين أن خسوف القمر سيحدث بكامل مراحله بين الساعة 06:57 صباحًا و01:00 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة، مشيرًا إلى أنه خلال هذا الخسوف سيكون القمر على بُعد ثلاثة أيام فقط من وصوله إلى الأوج، وهي أبعد نقطة له عن الأرض خلال الشهر وهذا سيجعل حجمه الظاهري عند الذروة العظمى أصغر إلى حدّ ما، حيث سيكون أقل بنسبة 5.2% من المتوسط، وخلال مرحلة الخسوف الجزئي ومع بداية دخول القمر إلى منطقة ظل الأرض سيظهر ظل الأرض المقوس على سطح القمر وهذه الظاهرة تُعد إحدى الطرق القديمة التي استُخدمت لإثبات كروية الأرض.
ولفت أبو زاهرة الانتباه إلى أن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام هو الخسوف الكلي الذي سيحدث بين الساعة 9:25 و 10:31 صباحًا بتوقيت مكة، وخلال هذه المرحلة ومع دخول كامل قرص القمر إلى ظل الأرض سيتحوّل لونه إلى النحاسي أو الأحمر، وذلك بحسب كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي للأرض.
وعدّ أبو زاهرة، هذا الخسوف غير مركزي مما يعني أن قرص القمر لن يمر عبر مركز ظل الأرض، لكن الطرف الجنوبي للقمر سيكون أقرب إلى مركز الظل مقارنةً بالطرف الشمالي ولذلك لن يبدو الجزء الشمالي من القمر المخسوف مظلمًا بقدر الجزء الجنوبي، وستستمر مرحلة الخسوف الكلي مدة 65 دقيقة، مفيدًا أن وصف الخسوف الكلي للقمر بـ”القمر الدموي” أو “قمر الدم”، المنتشر على نطاق واسع، ليس تسمية علمية، فقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة في عام 2013، ومع ذلك، أصبح يُستخدم للإشارة إلى أي خسوف كلي للقمر.
يُذكر أنه أثناء الخسوف الكلي يبرد سطح القمر بسرعة حيث يفقد نحو 140 درجة مئوية في دقائق، سيتم مراقبة هذا التبريد السريع، وبناءً على مدى سرعة تبريد القمر يمكن للبيانات أن تكشف عن حجم وكثافة الصخور على سطحه، مما يساعد في فهم أفضل لتكوين وخصائص سطح القمر، وبعد أسبوعين من خسوف القمر الكلي سيحدث كسوف جزئي للشمس في نهاية شهر رمضان إلا أنه لن يكون مشاهدًا في المملكة.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يمكننا تعلمه من ظاهرة قمر الدم النادرة؟
  • العالم يشهد خسوفاً كلياً للقمر
  • خسوف القمر يوم الجمعة.. ظاهرة فلكية عالمية لن تُرى في المملكة
  • عسلة: “أرغب في رؤية بلايلي مع المنتخب وهذا هو شرط التتويج بكأس إفريقيا”
  • القمر الدموي.. من مؤشر لحرب وموت وصراع تنانين إلى مشهد فلكي ساحر
  • غير مشاهد في المملكة.. خسوف كُلّي للقمر الجمعة المقبل
  • خسوف كلي للقمر.. هل نراه في سلطنة عُمان؟
  • ناسا تحدد موعدا جديدا لعودة روادها “العالقين” في المحطة الفضائية إلى الأرض
  • ظاهرة نادرة.. كيف تشاهد "قمر الدم المخيف" في أبهى صوره؟