بوابة الوفد:
2025-03-11@00:05:26 GMT

حتى لا ننسى

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

نستعد لانتخابات رئاسية جديدة ولهذا أدعو الله عز وجل أن يتحمل كل مصرى مسئولية الحفاظ على أرض الوطن وأداء واجبه تجاهه.. كما أدعو الله أن يعى كل مصرى وضع مصر داخل دائرة الصراع العالمى والذى يشكل كرة من نار تتقاذفها الدول الكبرى، ففرنسا تحترق وعينها على خيرات النيجر ودول كبرى لا تجد الطعام وتجهز لحرب فى أفريقيا وأخرى لحرب بدول سوريا والعراق، وإسرائيل تعانى مشاكل عميقة وجهدها للقضاء على الفلسطينيين والمقاومة.

. خريطة نارية للعالم لا أحد يعرف نهايتها إلا الله عز وجل.. ولهذا فمصر فى سوار من نار ولا ناقة لها ولا جمل فى صراعات تحيط بها ولن تتنازل عن دورها فى دعم الإخوة العرب مهما نرى منهم ولهذا علينا تقدير المسئولية تجاه الوطن فى هذه المرحلة الصعبة وألا نلجأ والعياذ بالله لوضع كان وصف الرئيس السيسى له دقيقًا وهو «ألا نصل لتشخيص خاطئ لوضع خاطئ» وأن نعى ما حولنا وما يتربص لنا من خارج الوطن ومن دول لا تريد لمصر ريادتها قبل التاريخ وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها.. حافظوا على الوطن ومصالحه ولا ننساق لمصالح زائلة وكلنا راحلون وتبقى مصر.

ظواهر قديمة بالية تطل علينا مرة أخرى أرصد بعضها ولكل مسئول أن يعالجها بمعرفته وخبرته.. أولها ما لاحظه الكاتب والأستاذ إبراهيم سعدة رئيس تحرير أخبار اليوم السابق والذى حقق نجاحات لن تتكرر ونقش كتاباته التى كانت بصمة لن تعود.. فكان يرى الخطر قبل حدوثه بعشرات السنين.. لاحظ يومًا عليه رحمه الله أن رموزًا دينية وكتابات مكانها القلب لا السيارات ولا واجهات العمارات ولا رسومات ونقوش على ملابس الفتيات والشباب فقام بتدشين حملة صحفية ولها غرفة عمليات حتى تم القضاء عليها وقامت وزارة الداخلية بتطبيق القانون على من يعلق أو يكتب بالسيارات الخاصة أو سيارات النقل بأنواعها.. وأيضًا على جدران المحلات والعمارات.. نحن الآن فى حاجة لتطبيق نتائج وعلاجات هذه الحملة.. بنفس السرعة والاهتمام.. مصر قلب واحد ينبض بالوطنية والوسطية والتسامح.

أيضًا تأتى «كورونا» متحورة وهى بسيطة الأعراض وسهلة العلاج ولكن الوقاية هى الحل.. وأهمها ملامحها النظافة ولهذا فالشوارع يتم تنظيفها وكنسها يوميًا ولكن لدينا «سكان جدد» يريدون الأخضر واليابس يلقون بالقمامة حتى يرحل السكان القدامى لأعراض فى نفس يعقوب، فلماذا لا نفرض غرامات كما كنا نفعل زمان يا قيادات المحليات إن غرامة واحدة تكفى لشوارع نظيفة بلا كلاب ضالة وتشكل التأديب والتهذيب لسكان وملاك آخر الزمان.

الحياة حلوة:

عشت عمرى أسمع كطفلة أن مصر كانت سلة غلال الرومان، وأن مصر لديها التاريخ وفجر الضمير قبل الزمان بزمان، حتسبسوت الملكة المصرية التى علمت العالم كله أسس البروتوكول التجارى حيث سافرت - قبل الميلاد بـ16 قرن من الزمان - إلى الصومال لتعقد أول اتفاقية تجارية حيث أرسلت لها القمح وجلبت التوابل.

كان الساحل الشمالى والوادى الجديد - الذى حولناه لمنفى قديمًا وسجن - والآن أفرح لأنه أضحى مصدر الزراعة والتنمية والعطاء وكم زرته على مدى 20 عاما وطالبت بما يحدث على أرضه من تنمية الآن.. الاكتفاء الذاتى من القمح والحبوب كان أملاً لى منذ كتبت عنه فى مرحلتى الإعدادية والثانوية وحتى الآن.. وكان سببًا فى خلاف كبير وعلنى فى مؤتمر للحزب الوطنى فى مارس 1986 مع الرئيس الراحل حسنى مبارك عليه رحمة الله والآن يتحقق أملى طفلة وطالبة وصحفية تاريخنا إكسير الحياة وليس الماضى بذكرياته كما يردد ضعاف حب الوطن.. القادم أفضل لا محالة.. وعودة القطن والقمح ودورات مصانع الغزل أمور ترد الروح وتجدد الأمل لكل وطنى يؤمن بتراب مصر الذى رواه دم خيرة شباب الوطن وقلبه الذى ما زال ينبض بصوت شهدائه بالسماء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب يريد ارض الوطن سوريا والعراق

إقرأ أيضاً:

جينا يا بابنوسة لتمسحي من حناجرنا العويل

عبد الله علي إبراهيم

لا أعرف كلمة في حب الوطن والمدينة قاربت كلمة يوسف عبد المنان في حب بابنوسة وهي في مرمى الأوغاد. وبابنوسة، التي مررت عليها مروراً، عندي مثل كسلا. قلت مرة إني لم أزر كسلا حتى تاريخه ذاك ولكنها المدينة التي لم اغادرها لأنني ابن ختمية صميمة. وبابنوسة كذلك. لم أرها ولم أغادرها أبداً أيضاً لأنني ابن سكة حديد صميم. ليس من بين زملاء شلتي في نادي الوادي في عطبرة من لم ينفق بعض عمره خادماً للسكة الحديد فيها. وتدخل في أنسنا كما تدخل أم درق والشعديناب واوربي والباوقة. ولا أعرف من رأى خطر هذه المدينة مثل الناظر بابو نمر. قال إنه من ما مر القطر من جهتنا إلى بابنوسة عرفت أن الإدارة الأهلية إلى زوال طال الزمن أو قصر.
كتب عبد المنان يقول عن البابنوسة:

بابنوسة المدينة المثقفة تكتب الشعر وتقرأ الروايات، وتشجع ريال مدريد وبرشلونه، وتعرف ليفربول وتغني مع حمد الريح إلى مسافرة، وتقرا لبدر شاكر السياب تولستوي ومكسيم جوركي، وتضرب حسناواتها الدلوكه، متين ياربي تاني تلمنا. وهي رئاسة السكة حديد القطاع الغربي، مدينة عمالية تمردت على الطائفية وعرفت الحزب الشيوعي وعرفت البعث العربي من صلاح الدين البيطار إلى مشيل عفلق، وانتظمت في مدرسة التيار الإسلامي، واحبت سيد قطب، وحفظ اسلاميوها أشعار محمد إقبال، وهاشم الرفاعي..
نعم. بابنوسة مدينة مثقلة بالعلم وممتلئة بالثقافة، والتمرد والعصيان، والفراسة والرجولة والكبرياء، ترفض ان تبيع نفسها للملشيا التي تقاتل من أجل مملكة مصنوعة من بقايا الأشياء الساقطة.
29 يناير 2024م

وكتبت هذه الكلمة في 2012 أعزي نفسي أن بلدنا ولود ذو صحوات ربما لم يحسن تقديرها من أثقلوا علينا بيأس منه.
وددت لنعاة السودان أن يتنسموا عبير النبأ الطيب الفاح من رياه. فقد الجمتني الدهشة لكتاب كثيرين في المهاجر سقموا الوطن و"قنعوا" من خير فيه طالما حكمته الإنقاذ. وترخصوا. وقَبلوا أن تنتقص أطرافه بقوة أجنبية في كتابات نافدة الصبر يائسة يتبارى الكاتبون بحثاً لها عن عنوان طريف ونبأ خاسر. وبطل عندهم الوطن من فرط ما ذهبت الإنقاذ برجاحتهم وحلت عقدة رباطة جأشهم.
ومن ضفة الوطن الأخرى المُنتظر يأتينا النسام.
بثت الأسافير قبل أيام أغنية جديدة في حب الوطن لطارق الأمين. وقد وصف طارق أغنيته بنفسه. فهي مثل الأم التي "تمسح من حناجرنا العويل"، أو بعض تلك الأنامل التي "ترسم صورة الوطن الجميل". لقد رثى لنا للمرارات تحتوينا وتسهدنا "الغنيوات الحزينة". وجعل من هذه المرثية لازمة في الأغنية بغير تهافت. فالأغنية مشرقة بالسودان كشمسه في كبد السماء. فالبلد محروسة:
نحن ما الشعب السوداني
المهذب، المثقف، العزيز
جينا يا مدينة
ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فإن جار الزمان تجرعنا غصصه بالأغنية والتهاليل:
نحن من تلك المعاني الراكزة من شعر الخليل
جينا يا مدينة
ونحن: عشاق الأغاني يلا يا رشا ياكحيل
جينا يا مدينة
نحن مداح الخلاوي البضوو الدنيا ليل
جينا يا مدينة
والتعزي ب"الحقيبة" والأمل مما أبدع في تصويره المرحوم زين العابدين الهندي في أوبريته العظيم عن الوطن. فقد خص، من غير سابقة، أغنية الحقيبة و"صعاليكها"، بمقطع مؤثر لولههم بالسودان يتفصد له الفؤاد وتندى العين. وهذا سلاح المستضعف ينهض به من رماد هزائمه.
ومن نسّام الوطن أيضاً خبر تكوين جماعة "عمل" الثقافية بالخرطوم. ودشنت حضورها بمحاضرة قيمة من البروفسير منتصر الطيب ثم أقامت معرضاً تشكيلياً. ولكن مناسبتها الفاقعة هي معرضها "مفروش" لبيع الكتاب المستعمل وتبادله في يوم 28 مايو الماضي. تداعى له أصحاب مفروشات الكتب من أنحاء الولاية. وجاء العشرات يحملون كتبهم يبادلونها الآخرين. وانعقد السوق بمقهى الأتينية في السوق الأفرنجي. وحفته الموسيقي. وشهد الحضور عرض برجوكتور عن أعمال الفنان عمر خيري من إعداد علياء سر الختم. وأعجبتني خاطرات رندا سر الختم حول معرض الكتاب. قالت لم يكن "مفروش" عن الكتاب مهما قلنا عن جوعنا له في اقتصادنا الفالت. كان بالأحرى شغفاً بالزمالة. كان احتفاءً غامضاً، كما قالت، غلب على وجوه المنظمين. كانت الكتب مفروشة على أرفف ابتساماتنا (كلام نادر وهو كلام المستقبل). لا فرق بين كتاب وصديق ولا بين صديق وكتاب. وهذا سحر الزمالة عاد بي نحو ثلثي قرن حين رأينا "مدينة أبادماك الثقافية" تخرج سلسة من بين أيدينا وثنايا الجمهور في أرض حديقة المقرن كما لم نتصور ونحن نعد لها العدة.
هذه هي السعادة بالعودة من الغيهب. فتفتح عيونك المصادرة على رفيق في الدرب وخطراً جديداً. وفهمت عن كثب قول مامون التلب:" سلام يا براق ياخي كان يوم عجيب والناس فرحت، وأنا فرحت فرح شديد؛ لي زمن ما فرحت كده."
طلب عبد الله محمد الطيب "أبو سفة"، وهو من القائمين بأمر "عمل"، أن يقول الناس للفنان أحسنت متى أحسن. وقال إن البحتري طلب ذلك: "قولوا أحسنت. لماذا لا تقولون أحسنت. فو الله لقد أحسنت". وأقول لطارق وأبو سفة ورندا وعلياء والتلب وأنس: "فو الله لقد احسنتم" ومسحتم عن حناجرنا العويل. نحن جينا.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • فضل الله: الاخلاص للطائفة يبدأ من الاخلاص للوطن
  • مدرب الوداد: جماهيرنا سر التتويج بأفريقيا في 2022.. وأنتظر دعماً أكبر الآن
  • حسن الرداد يحسم موقفه من "سفاح التجمع".. ولهذا السبب أخفى حمل زوجته
  • ردده الآن.. دعاء اليوم العاشر من رمضان 2025: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ عَمَلِي آخِرَهُ»
  • أحمد موسى: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من جحيم الإخوان
  • أحمد موسى: يجب ألا ننسى جرائم جماعة الإخوان الإرهابية
  • شوقي علام: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان وفق ضوابط الشرع
  • دعاء الليلة التاسعة من رمضان .. ردده الآن يغفر الذنوب ويفك الكروب
  • دعاء الصائم قبل الإفطار لتيسير الزواج.. ردده الآن
  • جينا يا بابنوسة لتمسحي من حناجرنا العويل